الجمعة 27 ديسمبر 2024

حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الأول.

انت في الصفحة 1 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

حصريطال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الأول
حين نحب هل يعني هذا أن نضحي من أجل من نحب ضحت ايما بعاطفتهاالصادقة تجاه دايمون خوفا عليه ومن اجل مركزه المرموق انها فقيرة وهو غني لكن الحب لا يفرق بين القلوب مرت سنوات عديدة على فراقهما لكن الزمن يأبي الا ان يلتقي العاشقان ادركت ايما ان دايمون لم ينس او يغفراستخدم معها الابتزاز لارغامها علي القبول بوظيفة مرافقة وممرضة لابنته العمياء في جزر البهاما المهمة لم تكن سهلة فهو يحاول ان يذلها وينتقم منها فهل تخطئ القلوب في تلمس طريق الحب 

1أريدك ممرضة
تقع مكاتب شركة ثورن للكيماويات في احدي ناطحات السحاب الحديثة التي تعتز بنوافدها الزجاجية الضخمةكان حارس المبنى يتجول بتمهل وهو يراقب المدخل الرئيسي والأشخاص الذين يعبرونه دخولا أو خروجا وشعرت ايما بأن هذا الرجل ربما يمنعها من دخول ذلك الباب العريض ولكنها استجمعت كافة قواها وثقتها بالنفس ودخلت المبني احست على الفور بأن قدميها ڠرقتا في سجادة خضراء رائعة ممتدة حتي مكتب الاستقبالالذي تجلس وراءه صبية شقراء بارعة الجمال ورفعت الموظفة رأسها نحو ايما وبدت انها اصيبت بشيء من الدهشة بلعت ايما ريقها بصعوبة وقالت لها 
لدي موعد مع السيد ثورن في الحادية عشرة
تفحصت الموضفة سجل المواعيد بسرعة وقالت 
هل أنت الآنسة هاردينغ 
هزت ايما برأسها علامة الايجابآه من الخۏف ! بدأ الضعف يعود مرة اخري إلي ركبتيها وخاڤت من الاڼهيار !آه منك يا جوني لماذا دفعتني الي هذا الوضع المزعج والرهيب وسمعت ايما موظفة الاستقبال تتحدث هاتفيا مع سكرتيرة دايمون ثورن
تبادلت الموظفتان الاسماء وأوقات المواعيد وكلمات الشكر المعتادة ثم اعادت الشقراء سماعة الهاتف الى مكانها وتطلعت نحو ايما قائلة بصوت هادئ 
سترسل سكرتيرة السيد ثورن شخصا يصحبك الى جناحه
ثم اشارت بلا مبالاةالى عددمن المقاعد والكراسي الوثيرةوالمريحة وهي تقول 
استريحي لحظةفالموظف سيصل خلال دقائق قليلة
وعادت الى اوراقها وسجلاتها التي تشتغل فيها قبل قليل فيما توجهت ايما الى احد المقاعد وجلست على حافته بعصبية وترقب خائڤة من عدم قدرتهاعلى ايجاد الكلمات الصحيحة اثناء المقابلة المرتقبة آه منك يا جوني تجلس الآن مرتاحا وبعيدا عن المشاكل بينما تترك لي الأعمال الصعبة والقڈرة ! ولكنهل كان بامكانه ان يعرف مدي الصعوبة والعڈاب اللذين دفعهااليهما انها تساعده الآنولكنهل ستحمل عنه عبء ذنوبه ومشاكله بالنسبةالى جوني والى تحليله العادي البسيط فإن مجرد اقامتهااكثر من علاقة صداقة مع دايمون ثورن قبل عدة سنوات يكفي لكي تتدخل لمساعدته وانقاده ولكن جوني لا يعرف ولا احد غيره ايضا يعرف القصة الكاملة لعلاقتها مع دايمون ثورن وبالتالي فإنه لم يكن بامكانه ان يعرف انها اخر انسان يمكن ان يحصلعلى خدمة او مساعدة من دايمون ثورن
نظرت ايما حولهابعينين فاحصتين تتأمل المدخل الفخم والعدد الضخم من المصاعد الكهربائية السريعةوتمنت لو ان الشخص المنوي ارساله لاحضارها يصل خلال لحظات لأن الانتظار يزيد من آلامهاوعذابهالماذا اوه ! لماذا بلغت السخافة بجوني الى الحد الذي أوقعه في هذه الورطة
وتطلعت الى ساعة يدها فلا حظت ان فترة انتظارها تجاوزت الدقائق العشركم سيبقيها علي هذه الحالة قبل ان يستدعيها ونظرت نحو موظفة الاستقبال علها تحظى بكلمة مشجعة او معلومات مفيدة ولكن الشقراء الجميلة بدت وكأنها لا تشعر بوجودها
آنسة هاردينغ تفضلي معي من هذه الناحية 
اوصلها المصعدالى الطابق العلوي حيث يقع جناح دايمون ثورنالذي يضم مكاتب فخمة وشقة خاصة يستضيف فيها بين الحين والآخر بعض الاصدقاء او زملاء العمل وابتسمت ايما بطريقة لم يشعر بها مرافقها الشاب فهي تعرف شقة دايمون في هذا الطابق مع انها استخدمت لدى زيارتها الوحيدة المصعد الخاص الذي يصل الى قاعتها مباشرة
سار معها الشاب الذي عرف عن نفسه بأنه جيرمي مارتن الى اخر ذلك الممر الطويل حيث دخل واياها مكتبا مريحا للغاية تستخدمه سكرتيرة دايمون الخاصة جينيفرولدن وتذكرت ايما ان جينيفر هي سكرتيرة دايمون منذ اكثر من عشر سنوات في مكاتب الشركة بلندن وتساءلت عما اذا تذكرت جينيفر اسمها لأنها كانت على علم بعلاقتها مع رئيسها قبل ثماني سنوات وقال جيرمي وهو يقدمها الى جينيفر 
الآنسة هاردينغ 
ردت عليه جينيفر بابتسامة ناعمة 
شكرا يا جيرمي 
ولما غادر المكتب واغلق الباب وراءه وقفت جينيفر وتطلعت الى ايما بدقة وعناية قبل ان تقول لها ببرودة ملحوظة 
صباح الخير يا آنسة هاردينغ السيد ثورن مستعد لاستقبالك الآن ولكني مضطرة لتحذيرك بأنه يكون مشغولا جدا عندما يأتي الى لندن وبأن الموعد التالي هو الحادية عشرة والربع 
عملي مع السيد ثورن يجب الا يستغرق فترة طويلة هل ادخل الآن 
هزت جينيفرولدن رأسها قليلا علامة الموافقة فرفعت ايما يدا مرتجفة ودقت الباب سمعت صوتا عميقا يطلب منها الدخول
فتحت الباب بهدوء مصطنع ثم اغلقته بشيء من التحدي في وجه جينيفر نظرت ايما حولها بسرعة وهي تتفحص تلك الغرفة الضخمة التي توحي بأن الرجل الذي يعمل فيها عملي الى ابعد الحدود سجاد ذو لون داكن وستائر زرقاء ثقيلة تغطي النوافد العريضة التي توفر منظرا رائعا للمدينة وكان ثمة مكتب خشبي ضخم يتوسط الغرفة وقد امتلأت صفحته بالاوراق وأجهزة الهاتف فيما كانت الجدران مغطاة بالرفوف الخشبية التي تغص بالكتب القيمة والجيدة وخاصة العلمية والتقنية وتأملت ايما باهتمام بالغ الرجل الذي قام من وراء مكتبه بتهذيب لدى دخولها هل من تغييرات كبيرة في منظره سبع سنوات ونصف السنة فترة طويلة جداوكان كل ما شاهدته منه طوال هذه المدة بضع صور في الصحف لم تفه حقه فدايمون ثورن رجل في مستهل الاربعينات من عمره ولكنه يبدو اصغر سنا رجل طويل القامة عريض المنكبين يغطي رأسه شعر اسود قاتم تزيد من هيبته وجاذبيته خصلات قليلة من الشيب الخفيف وجهه قوي الملامح عيناه خضروان واسعتان وفمه ممتلئ وشهي وخلصت ايما في تحليلها الصامت الى ان دايمون رجل تجده النساء جذاباحتى من دون ان يأخذن بالاعتبار ثروته الطائلة ومكانته في المجتمع ضاقت عيناه قليلا لدى دخولها وغطت اهدابه السوداء الطويلة تعابير العينين وما تعكسانه من افكار وآراء ولكن ابتسامته كانت ساخرة الى حد ما ولهجته تنم عن تهكم واضح 
ايما ايما ! لم ارك منذ زمن طويل 
رفعت رأسها وحاولت ان تسير نحوه بشيء من الكبرياء وعزة النفس فبالنسبة اليها دايمون لم يتغير كثيرا وهو لا يزال الآنكما كان دائما شخصية قوية وساحرة لم تعرف كيف ستناديه الأن السيد ثورن او دايمون كما كانت تفعل قبل ثماني سنوات ! تجاهلت الأسم كليا وقالت له بهدوء 
صباح الخير 
سار نحوها وهو يبتسم ثم دعاها الى الجلوس 
هل تشربين شيئا 
هزت برأسها نفيا فعاد الى السؤال 
قهوة ربما 
لا شكرا اناانت تعجب بالتأكيد لماذا لماذا طلبت مقابلتك !
عاد دايمون الى كرسيه واخذ سيكارا من صندوق على مكتبه واشعله بهدوء فيما كان يراقبها بدقة وعناية ارغمت

انت في الصفحة 1 من 17 صفحات