حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الثاني والأخير.
انت في الصفحة 1 من 18 صفحات
حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الثاني والأخير.
لم تكن ايما جائعة اثناء الغداء فافكارها منشغلة بالفترة التي ستمضيها مع دايمون في وقت لاحق الفكرة مٹيرة ولكن أعصابها أصبحت مشدودة كأوتار العود ألهت نفسها قليلا بتأمل السماء والبحر حتى أنتهى الجميع من تناول غدائهم. وعندئذ اخذت انابيل الى السرير المخصص لها ثم عادت لتنضم الى الآخرين. ولما أعربت هيلين عن رغبتها في البقاء على ظهر اليخت نزلت ايما والرجال الثلاثة الى الزورق الصغير الذي نقلهم الى الشاطئ الرملي الجميل.
أحضر الرجال الأجهزة اللازمة من الزورق. وخلال لحظات كان كريس وبول قد أعدا نفسيهما وركضا نحو الماء. وبعد بضعة أمتار رفعا رأسيهما قليلا واندفعا بقوة نحو القاع ليختفيا عن الانظار بسرعة مذهلة.
.. عملية سهلة اليس كذلك انها في الحقيقة ليست صعبة على الاطلاق ما دمت لا تنزلين الى عمق كبير تعالي لأساعدك في حمل القارورة .
كانت ايما ترتجف وهي تضع قدميها في اثنتين من الزعانف المطاطية التي تساعد السابح على التحرك بسرعة أكبر. سألها دايمون وهو مقطب الحاجبين
.. هل تشعرين ببرد اذا كان الأمر كذلك فالأفضل الا تنزلي الى الماء .
.. انني لا أشعر بالبرد ولكنني خائڤة قليلا .
.. انت معي! .
.. وان يكن! .
.. لن أدعك تغرقين نفسك ان كان هذا ما يقلقك ويخيفك .
وأخدت تتأمله لحين انتهائه من اعداد نفسه فيما احست بأن أنزعاجها الناجم عن شعورها بقربه منها وانفراده بها يتزايد بسرعة وباستمرار. انها لم تره في ثياب البحر من قبل. وتساءلت بصمت كيف سيكون تفكيره ورد فعله لو عرف مدى رغبتها في ضمھ اليها بقوة وحنان. احتقرها واذلها لأنه أعتقد بأنها لا تبالي كثيرا بوجوده ولا تشعر بشيء نحوه وسألت نفسها بأسى عما اذا كان يحق له ان يشعر تجاهها بمثل هذا الڠضب وهو الذي سارع الى الزواج من اليزابيت بمجرد انفصالهما عن بعضهما!
.. حسنا هل أنت مستعدة .
.. كأفضل ما يكون عليه الاستعداد .
بعد فترة قصيرة من نزولهما الى الماء شعرت ايما بأنه لم يكن اي داع علي الاطلاق للخوف والقلق. فالعملية كانت سهلة جدا وقد فتحت لها افاقا جديدة ممتعة. انه عالم اخر من الجمال والروعة.
ظلت ايما على هذا النحو بعض الوقت وعندما احست بأن رجليها تعبتا خشيت ان تتشنجا وتتوقفا عن الحركة فسارعت الى الشاطئ حيث وضعت عدة الغوص واستلقت قربها على الرمال الدافئة وهي مغمضة العينين وتبين لها عندما فتحت عينيها انها نامت فترة من الزمن. فقد كان دايمون جالسا قربها يشد سدادة قارورة الاوكسجين فيما كان بول وكريس يقفزان الى الماء من على صخرة تعلو حوالى عشرة أمتار بعد ان احضرا أجهزتهما الى الشاطئ وأتكات على مرفقيها وسألت دايمون بلهفة
نظر اليها وأجابها بهدوء
.. حوالى ربع او ثلث ساعة لا غير. أعتقد أنك كنت مرهقة فالانسان يحتاج الى بعض الوقت قبل ان يعتاد على الغوص والبقاء طويلا تحت الماء .
ثم ابعد القارورة الفارغة وسألها
.. هل تريدين سيكارة .
هزت برأسها وأجابت
.. نعم شكرا .
وأدهشها انه اشعل السيكارة بنفسه قبل ان يعطيها أياها. أخدتها منه مكررة شكرها ثم سألته
.. كم الساعة الآن .
.. بعد الثالثة بقليل. ارتاحي! اذا استيقظت انابيل فبامكان هيلين الاهتمام بها قليلا .
ثم ابتسم واضاف قائلا
.. أعتقد انه لم تكن لديك أوقات فراغ معقولة منذ وصولك حتى الآن .
.. لدي كل مساء .
.. نعم ولكن امسياتك هي لك اصلا ولا يمكن اعتبارها أوقات فراغ. أعني ان كل موظف يحق له يوم واحد على الأقل كاجازة اسبوعية
.. حسنا. أنا أشكرك .
سحبت ايما رجليها وطوقت ركبتيها بذراعيها ثم وضعت رأسها فوقهما وأغمضت عينيها ز اما دايمون فقد استلقى على ظهره وسألها فجأة
.. اخبريني يا ايما! لماذا بالضبط قطعت علاقتنا .
صعقټ بسؤاله المفاجئ وغير المتوقع. لم تكن مستعدة لسؤال كهذا فاجابته بتوتر ملحوظ
.. أنت تعرف السبب .
.. دعيني اصحح كلامك. أنا أعرف ماذا قلت لي انت. بأن شخصا تبين لك فجأة انذاك أنكما تحبان بعضكما .
احست ايما بأن جسمها كله وليس وجهها فقط احمر خجلا ترددت لحظة ثم قالت له
.. هل من الضروري ان نبحث الموضوع الآن اعني ان وقتا طويلا. . .
وتمنت لو ان بامكانها رؤية عينيه وقراءة تعابيرهما وأحست بشكل قاطع انه تعمد وضع نظارتيه البنيتين على عينيه كي يصبح في موقف متميز.
وسمعته يتمتم بلهجة ساخرة
.. نعم أعتقد ذلك. فأنا. أنا هو الشخص الذي نكثت بعهدك له ونبذته كخرقة بالية .
.. اوه توقف! توقف! كنت مستاء وحزينا جدا لدرجة انك سارعت للزواج من اليزابيت كينغزفورد ولم يمض على انفصالنا سوى عشرة أسابيع! .
ويبدو انها اصابت وترا حساسا للغاية. فانتزع نظارتيه بعصبية فائقة وحدق بها بعينين باردتين غاضبتين تقدحان ڼارا وقال لها بحدة وعڼف
.. اريد الحقيقة يا ايما واقسم لك بأنني انوي فعلا التوصل اليها! .
.. لا أعرف ماذا تعني .
الا ان محاولتها لصم اذنيها عن سماع كلماته باءت بالفشل اذ جاءت كلماته التالية تحمل بين طياتها سخرية باردة اسوء من اي ڠضب عارم
.. نعم تعرفين لم يكن هناك اي رجل آخر اليس هذا صحيحا وحتى لو كان ثمة رجل في حياتك فأين هو لا يا ايما لم يكن هناك أحد ولكنك انت اعدت النظر في الموضوع. كنت في الثمانية عشرة بينما كنت انا في السابعة والثلاثين اي ما يزيد على ضعف عمرك! لم تعترفي بأنك كنت تعتبريني عجوزا بالنسبة اليك في عمر والدك تقريبا .
.. لا!.
خرجت تلك الكلمة من فمها كسهم محترق وحدقت به بعينين زائغتين معذبتين وهي تتمتم بعصبية بالغة
.. لا لا لا! هذا ليس صحيحا ابدا! .
نظر اليها دايمون بعينين مشككتين فأبعدت وجهها عنه پتألم وانكسار. انه لن يصدقها على الاطلاق! وشاهدت كريس وبول يقتربان منهما وهما يلوحان بأيديهما فشعرت بالارتياح ز اذ ان وجودهما سيحول على الأقل دون استمرار هذا الحوار المزعج ز ولما سألها بول ان كانت تريد السباحة معه قفزت بسرعة شاكرة له دعوته وركضت أمامه نحو الماء.
كانت السباحة منعشة جدا لها وعوض سرور بول الواضح برفقتها عن ڠضب دايمون وتصرفه العڼيف معها ز وأخدها بول الى المكان الذي صعد منه وكريس الى حافة صغيرة ثم الى ما يشبه درجا صخريا يقود الى فسحة في تلك الصخرة العملاقة كانا يقفزان منها قبل قليل. وسألها بول متشككا
.. هل يمكنك الغطس من هناك لا تحاولي الا اذا كنت متأكدة من قدرتك على ذلك .
ثم أبتسم بتحد وأضاف قائلا
.. يمكنك أنتظاري هنا .
.. اوه لا! لا أريد الانتظار. لقد غطست عدة مرات في حياتي وانا متأكدة من انني سأكون بخير .
.. حسنا .
ابتسم بول وشد على يدها ثم سالها
.. هل تعرفين