الجمعة 27 ديسمبر 2024

حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الثاني والأخير.

انت في الصفحة 3 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

تصرفاتها تلك معه لا يزال يشعر برغبة قوية تجاهها. وتتذكرها قربه على الرمال أمام حجر مينرفا فثارت مشاعره المتناقضة ز أشعل سيكارا وجلس في مقعده قريب من النافذة سمع طرقة خفيفة على الباب فقال بشيء من العصبية
.. ادخل!.
دخل بول وأغلق الباب وراءه فيما كانت تعلو وجهه أبتسامة عريضة. أخد علبة سكائره من جيبه وقال
.. لديك زائر لا تتوقع حضوره البتة! .
وأشعل سيكارته ثم أضاف بخبث
.. السيدة تساي بن لونغ! .
.. انك تمزح! .
.. آسف ولكني لا أمزح. كنت اشتري علبة سكائر عندما اقتربت مني وسألتني عما اذا كنت ستمضي بعض الوقت في المدينة. فأخبرتها بالطبع اننا متوجهان غدا صباحا الى لندن .
.. طبعا! ثم ماذا .
.. دعتنا لتناول فنجان من الشاي معها .
.. اللعڼة! وهل هي في المطعم الآن .
.. نعم ومن الارجح انها ستظل هنال الى ان ننضم اليها.
وقف دايمون بحدة وقال
.. هذا آخر شيء أريده الآن. كنت أريد تناول الطعام .
هز بول كتفيه واقترح عليه ان يطلب طعامه الى الغرفة. ثم أضاف قائلا
.. قد أشاركك الطعام هنا ط.
.. لست في مزاج لمثل هذه الحفلات الانفرادية. أريد ان اكون بين الناس فوجودي وحدي يضايقني ويحزنني .
.. حقا يا دايمون! انك تتصرف بطريقة غريبة منذ مغادرتنا الجزيرة! .
.. ليست هناك مشكلة على الاطلاق .
قالها بلهجة مشجعة وهو يتظاهر بالابتسام. ثم أضاف
.. هيا يا بول لننزل الى القاعة الرئيسية. هناك كثيرات من اللواتي تعرفت عليهن في حياتي أسوأ من هذه الانسانة بمكان .
تنهد بول وهو يشعر بالفشل مرة اخرى من اختراق ذلك القناع غير المرئي الذي يرتديه دايمون على وجهه. ثم توجه الى غرفته وارتدى سترة وزين عنقه بربطة جميلة قبل ان يعود الى غرفة دايمون للنزول معا الى بهو الفندق. كان المطعم يعج بالناس الا ان السيدة الصينية كانت على ما يبدو ترقب وصولهما. فبمجرد دخولهما انضمت اليهما مبتسمة وقالت
.. آه سيد ثورن! اني في غاية السرور لأنك تمكنت من الحضور .
وما ان تمتم دايمون بجواب مهذب حتى سارت أمامهما الى ركن منعزل في القاعة الضخمة التي تنيرها اضواء ساطعة. وفيما كانوا يطلبون ما يريدون اخدت تساي تتأمل دايمون بهدوء وتمعن. كانت تبدو عليها ملامح انقباض وعصبية لم يلحظها دايمون من قبل. كانت تتحدث بشيء من القلق والترقب وكأنها تبحث عن شيء ما او شخص ما وسألته
.. هل تأتي كثيرا الى سان فرانسيسكو يا سيد ثورن .
هز دايمون كتفيه مرة وأجابها بهدوء
.. هذا يعتمد على عدة أمور. فعندما تكون لدي أعمال كثيرة أظل هنا أحيانا عدة أسابيع بينما في أوقات أخرى لا أمضي سوى ليلة واحدة .
.. وهل تذهب مرارا الى لندن .
ضاقت عيناه قليلا وهو يحاول تحليل الاسباب التي تدفعها للاهتمام بتحركاته وتنقلاته فيما لا تقبل ابدا الرد على أسئلة تتعلق بها شخصيا. رد عليها بدون ان ينظر اليها
.. أمضي أحيانا بعض الوقت في لندن .
تدخل بول وسألها
.. وماذا عنك أنت هل تنوين البقاءطويلا في سان فرانسيسكو .
هزت برأسها وهي تجيب بهدوء مصطنع
.. ربما وربما لا. هذا يعتمد على ما اذا كانوا سيسمحون لي بذلك او يرفضون .
أجابها بول بشهامة كاذبة وهو ينظر اليها محاولا أخفاء سخريته
.. أنا متأكد من ان لا أحد يمكنه الاعتراض على بقاء سيدة جميلة مثلك .
.. اوه شكرا لك يا سيد ريميني فهذا كلام لطيف ومشجع. ولكني آسفة جدا لان المسؤولين في مكتب الهجرة لا يعيرون اي أهتمام للمظاهر والاشكال .
علق دايمون ببرودة
.. يمكن للمظاهر ان تكون غشاشة جدا .
أجابته تساي بن لونغ بجدية
.. أنها العيون على ما أعتقد اذ يمكن للانسان الذكي ان يكتشف عدة امور بمجرد النظر الى عيون الآخرين.
أخرج دايمون علبة سكائره وهو يقول لها
.. واذا كان الانسان أعمى فماذا يفعل .
.. انت لست أعمى يا سيد ثورن! .
فتح علبته وقدمها لها وهو يجيبها
.. صحيح. وهل قلت ذلك .
شربت جرعة من الشاي وهزت برأسها ثم أخدت سيكارة ووضعتها بين أصابعها بعصبية.
ولما أنتبه الى انها لا تزال تنتظر منه ان يشعل لها سيكارتها اخرج قداحته بسرعة فوقعت من يده. نظر اليها وهو يعتذر منها فشاهد مسحة من الړعب تعلو وجهها. كانت نظراتها تتركز على مكان ما وراءه ولكنه عندما استدار بسرعة الى الوراء لم يشاهد شيئا ملفتا للنظر. تطلع فيها مرة أخرى ثم نظر الى بول الذي بدأ انه لم يلاحظ شيئا على الاطلاق اذ كان غارقا في حديث عن كرة القدم مع رجل يجلس بجوارهم.
عبس دايمون ثم تذكر قداحته فانحنى لالتقاطها. أوقفته السيدة الصينية قائلة وهي تنحني لاستعادة القداحة
.. اسمح لي! .
تطلع دايمون حوله مرة اخرى بعد ان اشعرته حاسته السادسة بوجود شخص يراقبه. او يراقبها انه لأمر سخيف! ولكن شخصا ما في هذا ابحر من الرجال والنساء أخاف الفتاة. لماذا ز من هناك في هذه المدينة يمكن له ان يخيفها ويرعبها على هذا النحو الواضح وفجأة سمعها تقول له وهي تهم بالوقوف
.. اعدرني! لن أتاخر لحظة! أريد الاطمئنان الى تسريحتي! .
وقف دايمون احتراما ثم عاد للجلوس. والتفكير. ماذا يهمه منها ومما تفعله سأل نفسه مغتاظا وغاضبا. الا ان الجواب جاءه بسرعة وبدون تردد فمع انه غير مهتم بها الا ان خۏفها بدأ يقلقه ويزعجه. انها انسانة مستضعفة على ما يبدو وهو بطبيعته يحترم الانسان. وقرر ان يدعوها الى العشاء بمجرد عودتها فلربما عندئد ستخبره بما يرعبها ويقض مضجعها.
اخد سيكارة واراد أشعالها الا انه لم يجد القداحة. اللعڼة! لقد أخدتها تساي بن لونغ بعد ان تبرعت بالتقاطها عن الارض.
وتطلع حوله بعصبية بالغة محاولا مرة أخرى تحليل تلك الفتاة الغامضة وشخصيتها ودوافعها. قداحته ذات قيمة كبيرة أهداه والداه عندما احتفل ببلوغه سن النضوج. الحادية والعشرين. ومع انها قداحة ذهبية حفر عليها الحرف الاول من اسمه ورصع بالجواهر الثمينة الا ان قيمتها المعنوية تفوق بكثير القيمة المادية. الم تكن تساي سوى لصة تستخدم أسلوبا جديدا في السړقة وان كانت كذلك فلماذا لم تحاول سرقته من قبل
.. بول أشعل لي سيكارتي من فضلك! .
.. أين رفيقتك الجميلة .
.. في غرفة السيدات على ما أعتقد .
.. وماذا حدث لقداحتك هل فرغت من الغاز .
هز دايمون رأسه ثم اومأ الى نادل وطلب منه ابريقا آخر من الشاي.
بدأ الڠضب يتسلل بسرعة وقوة الى رأس دايمون وأعصابه ولم يعد يشعر برغبة في اجراء حديث عادي وثرثرة لا فائدة منها. وراح يتأمل وجوه السيدات عله يرى بينها وجه زائرته الغامضة. وعندما مرت ربع ساعة على غيابها نظر الى بول غاضبا وقال
.. سأتمشى الى الخارج. سوف أعود بعد قليل .
.. مهلا يا دايون! ماذا دهاك لم أعرف انها تهمك الى هذه الدرجة! .
.. انني لست مهتما بها شخصيا. لقد اخدت قداحتي! .
.. سأذهب معك .
.. لا داعي لذلك .
.. أعرف ومع ذلك فسوف اذهب .
توجها بسرعة الى بهو الفندق حيث

انت في الصفحة 3 من 18 صفحات