حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الثاني والأخير.
ان دايمون كان يقفز من قمة الصخرة عندما كان بالطبع أصغر سنا .
نظرت ايما الى القمة وهي تهز برأسها غير مصدقة ن فإن العلو شاهق جدا. وسألته بجدية
.. أليس ذلك خطړا .
.. ليس الى الحد الذي تتصورين وخاصة مع خبراء القفز. الا ان الخطړ يكمن اثناء القفزة نفسها بحيث يضطر الانسان للمحافظة على توازنهز فاذا اختل التوازن يمكن للانسان ان يكسر ظهره. او يدق عنقه! .
.. كيف حصلت على هذه الوظيفة يا آنسة هاردينغ هل انت ممرضة أطفال .
هزت ايما رأسها واجابت بهدوء
.. لا. كنت ممرضة في احد مستشفيات لندن ولكن تمضية بضعة اشهر في جزر البهاما كانت فرصة ذهبية لم ارد تفويتها.
وقالت ايما لنفسها ان الوضع الحقيقي تغير بصورة جذرية ز فبينما كانت مسألة استخدامها في البداية امرا مؤلما ومذلا للغاية اصبحت مهمتها الآن ممتعة الى حد كبير. على الرغم من بعض المواجهات العڼيفة مع دايمون. وشعرت بأنها اصبحت تفضل البقاء في البهاما اكثر من لندن ولكن دايمون فقط يظل ذكريات من الماضي تداعب قلبها وعواطفها وسمعت هيلين تسالها بحشرية واضحة
.. انا. انا تقدمت اليها عندما قرأت اعلانا عنها .
.. هل اعلن عنها هذا امر غير مألوف بالنسبة الى دايمون. فهو يطلب عادة من أحدى الشركات او الوكالات المتخصصة استخدام موظفيه .
احمر وجه ايما واضطرت للمضي في كذبتها البيضاء فقالت
.. في هذه الحالة اعلن عن الوظيفة مباشرة .
9 السارقة!
وفي صباح مبكر بعد ثلاثة أيام غادر دايمون وبول الجزيرة بالطائرة المروحية. وعلمت من تانزي اتهما توجها الى الولايات المتحدة لاكمال صفقة هامة هناك. بعد ذهابه تغير كل شيء. مجرد وجوده في البيت أضفى نوعا من الحيوية والنشاط الى الاعمال اليومية المعتادة. أما الآن فان المكان يبدو خاليا. مهجورا.
بعد أسبوع من ذهاب دايمون تسلمت ايما وانابيل دعوة لتمضية فترة ما بعد الظهر في سانت كاترين. دمدمت انابيل وتذمرت عندما أبلغتها ايما بأن عليهما قبول الدعوة ولكنها وافقت بتردد في نهاية الامر وتوجهتا بالزورق السريع الى الجزيرة المجاورة.
لم يكن منزل هيلين كما توقعته ايما على الاطلاق. فالنظافة بعيدة عنه كل البعد وكأن احدا لا يراقب الخدم او يشرف على عملهم. كما تنتشر في غرفة الاستقبال هنا وهناك اعداد كبيرة من الكتب والصحف والمجلات. وقد اخفى كريس نفسه على ما يبدو في غرفة مكتبه حيث كانت ايما تسمع صوت الآلة الكاتبة بوضوح. وحاولت هيلين جاهدة ان تظهر الود والدماثة تجاه ضيفتها الا ان ايما شعرت بان مضيفتها كسولة جدا اذ تترك بيتها ونفسها على تلك الحالة المزرية. فثيابها ليست مرتبة ابدا وشعرها على ما يبدو لم يغسل منذ عدة أيام. وكانت هيلين تحيك باستمرار كما فعلت معظم الوقت خلال الرحلة البحرية. وبعد ساعتين تقريبا احست الضيفتان بالارتياح الشديد لأن الوقت قد حان لعودتهما الى سانت دومينيك. وتمنت ايما الاتضطر لتكرار هذه الزيارة ابدا.
ومضت الايام التالية ببطء وتكاسل كانت ايما ترسل خلالها عدة رسائل لاخيها وتستلم منه بين الحين والآخر بعض الاجابات المقتضبة. ولم يكن يشغلها سوى قلقها تجاهه.
وفي سان فرانسيسكو. كان دايمون ثورن يشعر بالانقباض والانزعاج. مضت ثلاثة أسابيع كاملة على عودته الى هذه المدينة الاميركية انهى خلالها الاعمال التي اتى من أجلها. وسوف يتوجه في اليوم التالي وبرفقته بول ريميني الى لندن. الا ان العمل لم يكن سبب انقباضه وضيقه. فعلى الرغم من تركيزه المكثف على اشغاله وأعماله الا انه لم يتمكن من طرد ايما هاردينغ من أفكاره. واصبح عصبي المزاج يثور لأدنى سبب. حتى ان بول لم يعد قادرا على التصرف معه الا بهدوء وحذر بالغين.
كان يمضي معظم امسياته في تلبية دعوات الى العشاء والسهرة من زملائه واصدقائه الذين يريدون لقاءه اثناء وجوده في المدينة. ومع انه كان مهدبا ولطيفا ودمثا مع الآخرين. الا انه ينقلب الى انسان آخر عندما يكون بمفرده. كان حزينا ومنقبضا ويعرف ان بول لن يقدر على تفهم السبب الحقيقي لذلك. اندفع اكثر من مرة ليبلغ صديقه ومساعده المخلص عن علاقته السابقة بايما ويكشف له بالتالي سر تصرفاته الغربية هذه ولكن دايمون ثورن ليس ذلك الرجل الذي يسعى الى اشفاق أحد وخاصة عندما يشعر بأنه يتصرف برعونة وغباء.
وشتم نفسه بغضبوهو يمشي بعصبية في غرفته بفندق رويال باي. لماذا يصر عقله على محاولة ايجاد سبب لتخلي ايما عنه قبل سبع سنوات لماذا لا يمكنه ان يقبل بما قالت له ولكن نقاطا كثيرة توقف عنده عقله العلمي والمنطقي مرات ومرات. فعندما أعلنت عن رغبته في فك الخطبة شعر بأذية وسخط شديدين لدرجة انه عين تحريا خاصا لمراقبة تحركاتها والابلاغ عنها ساعة فساعة. واكتشف آنذاك ان لا وجود لاي رجل آخر في حياتها بالرغم من اصرارها الشديد على ذلك. وتأثر جدا عندما افترض بان أسباب انسحابها تعود اليه وحده. الى سنه مظهره شخصيته.
وزاد أحتقاره لنفسه. فالآن وبعد