الخميس 26 ديسمبر 2024

ورد بقلم ندا سليمان

انت في الصفحة 1 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


من ٢٠ سنة كنت عايشة أجمل فترة في حياتي كلها وسط أمي وأبويا وأختي الكبيرة كنا بنتين بس أزهار وورد أزهار أكبر مني ب٥ سنين حكتلي قبل كده إنهم كانوا عايشين في القاهرة بس بابا ساب شغله ورجع للصعيد وبعدها أنا اتولدت قالتلي كمان إن هي إللي اختارت اسمي عشان بتحب الورد أنا طلعت شبه أبويا وأهله سمار وملامح صعيدية أصيلة أما أزهار فخدت كل جمال أمي عاملة زي الأجانب

كان الكل بيستغرب ازاي إحنا إخوات! وازاي هي من الصعيد أصلا! وكل إللي في البلد بيحسدوا بابا على جمالها ويقولوا لما تكبر العرسان هتقف على بابنا طوابير. كنا عايشين حياة سعيدة أوي صوت الضحك مابيسكتش في بيتنا ولا ريحة الحلويات من إيد أمي.
واحدة بس لحد ما جابت أول أخ لينا بعدها اتحولت لحد تاني خالص كانت دايما تضربني وتعاملني بقسۏة أنا وأختي لحد ما في مرة أزهار وقفتلها واشتكت لأبويا وقالتلها ملكيش دعوة بيها تاني أنا هشيل همها اعتبريني أمها أزهار كانت كل حاجة في حياتي مش مجرد أخت كل حاجة في الحياة اتعلمتها منها كانت طموحة أوي وكل حلمها تكمل دراستها وتدخل الجامعة في القاهرة وتاخدني ونعيش هناك حتى ماكنتش بتتكلم صعيدي ودايما تعلمني أتكلم زي القاهروية عشان لما نسيب الصعيد ونعيش هناك كانت شاطرة اوي في المدرسة وبقيت أنا كمان شاطرة عشان هي دايما تذاكرلي بتفكرني بأمي شكلها وريحتها وحنيتها وكل مانكبر تبقى شبهها أكتر. 
أبويا من بعد ماخلف إخواتي الولاد اتحول كإنه نسي أمي ونسي من الأساس إنه مخلف بنات! 
بقى مشغول مع جدي واعمامي ومابنشفهوس كتير في البيت ولا يعرف عننا حاجة بقينا أنا وأختي ملناش غير بعض في الدنيا لولا وجودها كان زماني عايشة مقهورة بسبب مراة أبويا وعمايلها. 
أزهار من لما تمت ١١ سنة والعرسان بتخبط على بيتنا كنت خاېفة أوي تتجوز وتسيبني بس كانت شخصيتها قوية من صغرها عشان كده محدش قدر يغصبها على حاجة ماكنتش عاوزة تتجوز حد من الصعيد عشان مش مستعدة تتنازل عن حلمها اتمسكت بأحلامها وقالت لأبويا إنها مش هتتجوز غير لما تخلص تعليمها عشنا سوا بنعد الأيام والسنين مستنين اللحظة إللي هتاخدني فيها ونمشي من الصعيد كانت كل يوم العصر تاخدني ونروح نقعد في أرضنا نفتكر سوا ذكرياتنا مع أمي وتقرالي شعر وروايات من الكتب إللي كانت بتشتريها بمصروفها السنين كانت بطيئة بس بحنيتنا على بعض قدرنا نعدي منها لحد ما خلاص بقى كلها سنة وأزهار تدخل الجامعة وتحقيق حلمنا يقرب. 
وفي يوم روحنا نحضر فرح بنت العمدة هي وأختها كانوا أصحاب أزهار يومها أزهار كانت جميلة اوي رغم إنها لبست فستان قديم وبسيط وادتني فستان جديد لسه مالبستهوش قبل كده فاكرة أول ما شافتني بيه ابتسمت أوي وكنت حاسه إن أمي واقفه قدامي باست راسي وقالتلي عقبال ما يجي اليوم إللي اسلمك فيه لعريسك يا وردي اترميت في 
يتبع
2
روحنا الفرح أنا كنت فرحانة عشان الفستان الجديد وأزهار كانت فرحانة عشان فتحية أخت العروسة وعدتها إنها هتخليها تقابل في الفرح حد بيدرس في جامعة القاهرة وهيساعدها عشان تدرس هناك في بلدنا كانوا البنات بيلبسوا عبايات فوق فساتينهم لحد ما يوصلوا لمكان الفرح إللي فيه الحريم ويقلعوها أزهار ماكنتش بترضى تلبسها أبدا بتلبس الفستان والحجاب على راسها وهناك تقلع حجابها وده كان مضايقهم في بيت جدي ويفضلوا يقوموا أبويا على أزهار كان بيزعقلها من غير ما يبص في عيونها ومابيقدرش يمد إيديه عليها كإنه خاېف يشوف أمي في عيونها عشان ماتصحيش ضميره إللي ماټ بمۏتها! 
يوم الفرح أزهار خدتني ولفينا من شارع ورا البيت عشان مانعديش على بيت جدي وحد يشوفنا وكمان عشان ممدوح ابن عمي إللي ھيموت على أزهار وكل ما يشوفها بره البيت يعاملها كإنها مراته وله كلمة عليها رغم إنها صدته كتير وفهمته إن عمرها ماهتكون ليه بس مفيش فايدة غاوي يتعب قلبه لما قربنا من بيت العمدة لمحڼا حد واقف في الضلمة مفيش حاجة باينه منه غير نور السېجارة إللي في إيديه أزهار مسكت إيدي ومشينا بعيد لحد ما وصلنا للباب الخلفي لبيت العمدة حاولت تفتحه بس الباب قديم وعشان محدش بيفتحه كتير كان جامد واحنا بنحاول نفتحه قرب مننا إللي كان واقف في الضلمة وقال محتاجين مساعدة اټفزعت من صوته بس أزهار لأ إللي لفت انتباهها لهجته قرب مننا أكتر ووشه ظهر في النور كان شاب وسيم أوي ولابس لبس الناس إللي عايشة في القاهرة قال ثواني وهفتحهلكم ماكنش باصصلنا لحد ما لمح أزهار وهو بيحاول يفتح الباب كان بيبصلها بانبهار وواقف ساكت حتى إيديه إللي كانت بتحاول ارتخت بصيت لأزهار لقيتها هي كمان بتبصله كإن في حوار بيدور بين عيونهم خفت حد يجي ويشوفنا فقلت هتفتحلنا الباب ولا لا

انت في الصفحة 1 من 26 صفحات