على خُطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ
انت في الصفحة 1 من 30 صفحات
على خطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ
1..جنة خادعة.
تلفتت حولها بعيون وجلة ووجه مكدوم تبحث عنه فلمحته يقف مع أحدهم خارج المنزل فسارعت بالتقاط هاتفها من أسفل فراشها وهاتفت صديقتها وهي تدعو الله أن تجيبها دون تأخر لتنتبه لصوت ميادة يمازحها فزفرت بحدة وأردفت بعصبية
بكفياك رط يا ميادة أني مفياش دماغ اسمع أيوتها حاچة أني فيني اللي مكفيني وبزيادة.
وأني جولت حاچة عاد يا بشرى طب أهه سديت خشمي ودلوك جوليلي مالك مطيجاش حالك ليه
بدت بشرى وكأنها تنتظر منها تلك الكلمات لينفرط حبل تماسكها وسألتها بصوت باك
هو أنا ليه بختي مايل يا ميادة
أجهشت بشرى في البكاء لإحساسها بالشفقة على نفسها وأردفت
يمين بالله أنا تعبت ومعدتش قادرة أتحمل اللي بيحصل أكتر من كده تعبت والود ودي أقتل نفسي علشان أرتاح منه و.
طب أهدي يا بشرى وبطلي عياط وفهميني حمدي ابن ناريمان عمل إيه تاني علشان توصلي للحالة دي
حاولت بشرى تمالك دموعها ولكنها لم تفلح فهي لا تفهم سببا لما حدث ومع تكرار ميادة لسؤالها أجابتها بشهقات متفرقة
بصي يا بشرى الكلام دا معدش يتسكت عليه وحمدي ابن ناريمان لازم يعرف إن وراك رجاله تجيب حقك ليكون مفكر أنه اشتراك علشان أخدك تعيشي معاه فمصر عارفة أنت مفروض تقومي حالا تلمي هدومك وتيجي على هنا وخليه يحفى وراك لحد ما يرجعك.
انهمرت دموع بشرى حزنا على حالها وهمت بتذكير صديقتها بأنها لا تستطيع فعل ذلك ولكنها أنهت حديثها معها فجأة وأغلقت الهاتف وأسرعت إلى غرفتها لسامعها صوته يقترب منها ولزمتها خشية إغضابها إياه مجددا وجلست بوهن فوق فراشها في اللحظة نفسها التي ولج فيها حمدي بوجه عابس فأشاحت بوجهها تبكي وقف حمدي يتأمل جسدها المهتز بضيق وكاد يغادر ولكنه عدل عن قراره واتجه إليها ومد يده وأدار وجهها نحوه لتنظر إليه بحزن فمد أصابعه وكفكف دموعها وهو يردد بفتور سعى لإخفائه
اتسعت عيناها إزاء اتهامه إياها فهي لا توفر جهدا لتفعل كل ما يرضيه حتى أصبح تنازلها عن أي حق لها أمرا اعتياديا فهل أصبحت الآن هي السبب لتطاوله بالضړب والإهانة عليها بين الحين والآخر تغاضت بشرى عن ألم قلبها وسألته بحزن
غص صوتها بدموعها فجلس بجوارها وربت وجنتها وتعمد التقاط كفيها وقبلهما ببطء وعينه تتفرس بها ليدرك رعشتها فأخفى ابتسامته بعدما نجح في استمالتها وأردف
عارفة ليه علشان أنا نبهت عليك بدل المرة ألف إن فأي وقت لو صحيت ولقتيني حاضنك تفضلي نايمة جنبي ومتحاوليش تقومي لأني فالوقت ده ببقى محتاج لك أكتر من أي وقت تاني ورغم كده أنت كل مرة تسبيني وتقومي.
أحاط وجهها بكفيه وقبل شفتيها مضيفا بحزن مصطنع
بشرى قوليلي لو بتضايقي من قربي منك وخاېفة تقولي أنك مش عايزاني فأنا مش هفرض نفسي عليك وهروح أنام فالاوضة التانية وهسيبك براحتك ومتقلقيش أنا هعرف أكتم احتياجي ليك ومش هعمل زي غيري من الرجالة وأدور برا على اللي تحس بيا وتقدر مشاعري وتراضيني.
نجح بعكس الأمر عليها فعيناها تخبره بخۏفها أن ينفذ تهديده فأطرق برأسه وأبعد كفيه عن وجهها لتسرع بشرى بالتشبث بيده هاتفة پخوف
هنت عليك يا حمدي تقول الكلام دا بقى أنا مش عايزاك تقرب مني ووعايزاك تهجر فرشتك طب أزاي وأنا مش بعرف أغمض عيني إلا وأنت جانبي يا حمدي أنا بحبك وبتمنى أنك ترضى عني على طول و...
بتر قولها منها ودفنه وجهه بتجويف فلزمت الصمت بعدما سلبها قدرتها على الإدراك ولم تعد تسمع إلا صوت اعتذاره واعترافه بحبه وأنه لا يستطيع الحياة دونها وبعد دقائق استطاع حمدي بحنكته