على خُطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ
انتهت غادرته بحذر كي لا يراها أحد وأسرعت إلى منزل فتونة لتنال ما تصبو إليه.
2.. خذلان.
لا تظن أنك تعرف القسۏة حتى تراها عن كثب فبعد أيام من زيارة رضوانة جلست فهمية ترمق ابنها پغضب بينما وقف بكر يبادلها النظرات بحزن لا يصدق أن والدته التي لم تحب في الحياة غيره تملك مثل هذا القلب القاسې ولم يرف لها جفن أمام ألمه لرفضها إتمام زواجه ممن يحب وجلس بخيبة ووهن ډافنا رأسه بين كفيه بعدما بات لا يقوى على النظر إليها وسألها بصوت حسير
حدقت فهيمة برأسه المنكس پغضب لرفضها رؤيته ضعيفا وأردفت بحدة مفرطة
ممنهاش عازة السوئلات يا بكر أني خلاص كيه ما شيعت لسعفان مرسال بلغه أنك مريدش تتمم چوازتك ببته شيعت لعمك مندور وطلبت منيه يد بته فچهز حالك الليلة تطلج ميادة وعشية هنجروا فتحتك على عصمت.
وأني مهطلجش ميادة ولو فيها جطع رجبتي.
رفعت فهيمة حاجبها بتحد وثبتت بصرها عليه وهي تخبره بصوت هادر
لو منفذتش جولي يا بكر هغضب عليك وهخرج لأهل البلد كاشفة راسي وأجولهم إن ميادة بت سعفان عصتك عليا.
يا اما حرام عليك أني...
قاطعته فهمية لتمنعه من محاولته التأثير بها وأردفت
أني جولتها كلمة ومش هتنيها ميادة بت سعفان لا ممكن تعتب داري ولا تفضل على ذمتك ليلة واحدة.
غامت قسمات وجهه بحزن لقول والدته وتابع تحديقه بعينيها فرأى تصميمها وعدم اهتمامها بما يشعر به من انكسار وود لو تخبره عن سبب رفضها المتعنت والغريب لإتمامه زواجه من ميادة فكلما حاصرها بسؤاله أشاحت بوجهها عنه ولزمت الصمت لتتركه في النهاية غارقا في بحر حزنه وازداد ألمه لرؤيته لها تغادر غرفتها فهمس قلبه المنفطر
صوت صفير تناهى إلى سمعه جعله يبتعد عنها سريعا ووقف يتأملها بعيون شرهه يود لو يهمل ذاك الصفير ويكرر ما فعله مرة بعد مرة ولكنه ملزم بالابتعاد بعد سماعه للإشارة فأجبر ساقيه على التحرك بعدما لملم أشياءه وارتدى ثيابه واتجه صوب باب الغرفة والټفت ېختلس النظر إلى تلك المغيبة بلا حراك مرة أخيرة ليتفاجأ بمن يجذبه بعيدا ويخرجه من الغرفة بملامح غاضبة فوقف يرمقه باشمئزاز زاما شفتيه وغادر بعدما رمى بوجهه حفنة من المال لم يعبأ الآخر إلا بالمال فانحنى جامعا إياه ووضعه بخزانته الخاصة ثم بدل ثيابه واستلقى بجوارها ضاما إياها إلى صدره وأغمض عينه عنها وسرعان ما جرفه النوم...
رغم انكسارها حاولت ميادة أن تجد عذرا يجعل ما فعله بكر مقبولا فلم تجد والتفتت وحدقت بانعاكسها في المرآة يردد قلبها وعد بكر الكاذب لها بألا يفطر قلبها أبدا فشقت شفتاها ابتسامة ساخرة لسذاجتها وأردفت
صدقت يا بكر أنت مكسرتش قلبي لأ أنت مديت إيدك ونزعته من جوايا ورميته تحت رجلك ودوست عليه بجزمتك.
طرقات على باب غرفتها رافقها صوت والدتها تناديها وترجوها مغادرة غرفتها فزفرت ميادة وهي تمحو دموعها بقوة وأردفت
بالله عليك يا ماما تسبيني فحالي أنا مش قادرة أتكلم مع حد خالص.
على الرغم من محاولة ميادة التحدث بثبات إلا أنها لم تستطع خداع والدتها التي أدركت أن ابنتها تعاني فهي تعلم كيف كانت علاقتها ببكر فأردفت بقلق
أهملك كيف يا بتي أنت مخبراش جلبي واكلني عليك كيف من وجت ما أبوك اتحدت وياك خصيمك النبي تفتحي وبلاش توچعيني عليك أكتر من أكده افتحي يا بتي وبلاها نشوفية الدماغ ده.
لم يعد بيدها حيلة فصوت والدتها المضطرب زاد من ألمها فاستسلمت واتجهت صوب الباب فتحته بوجه شاحب فاندفعت نعمات إلى الداخل واختطفتها بين ذراعيها وهي تقول
بكفياك عايط يا ضنايا أنت أكده بټموتي حالك.
ربتت نعمات ظهر ابنتها واستأنفت قولها
هجول إيه حسبنا الله ونعم الوكيل فاللي وچعك يا بتي وكسر بخاطرك أكده.
ابتعدت ميادة عنها وهي تهز رأسها بالنفي وأردفت بصوت حزين
بالله عليك يا ماما بلاش تدعي عليه دا مهما كان