لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ
كتابه المدرسي فابعدت عيناها عنه وحدقت بوجهه پغضب وأردفت
تاني يا أحمد تاني أنت إيه يا أخي مش عايز تحرم وتبطل اللي بتعمله دا يا أخي حرام عليك بابا مبقاش حمل مصاريف زيادة لو سيادتك سقطت زي السنة اللي فاتت ولا أنت مش حاسس بالديون اللي عليه واللي مبينمش الليل من تفكيره أزاي هيسدها أنا مش عارفة أعمل معاك إيه علشان تتعدل وتبطل تقرا الكتب دي وغيرها فوقت الدراسة واللي على العكس تماما لما تكون فالأجازة مش بتقرب منها ولا حتى بتفكر إنك تبص لها.
متحاولش أنا المرة دي هقول لبابا وهخليه يتصرف معاك بطريقته علشان تتعظ وتبطل تضيع وقتك وتذاكر.
قبض أحمد على يدها وتشبث بها وأردف بصوت مهتز
ورحمة ماما عندك يا منار متقوليش لبابا المرة دي وأنا أوعدك إني هذاكر ومش هضيع الوقت تاني بس بلاش تقوليله علشان خاطري.
يبقى تذاكر علشان مستقبلك صدقني السنة اللي بتعدي منك دلوقتي وأنت فاكر إنها عادي بكرة تتمنى أنها ترجع تاني وأنك كنت تبذل كل مابوسعك علشان ميضعش منك هدر ويا ريت تدوس على نفسك شوية وتذاكر لأنك ذكي وبتفهم بسرعة فاستغل دا لمصلحتك وآه في حاجة كمان.
يا ريت بعد كده متحلفنيش بماما الله يرحمها ولو عايز تحلف يبقى أحلف بالله والأفضل أنك متحلفش علشان لو حصلت حاجة منعتك تلتزم بيمينك متبقاش ارتكبت اثم.
أومأ بحرج ونكس رأسه فربتت منار كتفه وتركته وغادرت فجأة فاصطدم بصرها بشقيقتها هالة وهي تسرع بالابتعاد عن الباب فزمت شفتيها ورمقتها بحدة وهي تقترب منها وقبضت على ساعدها وأبعدتها عن غرفة شقيقها وأردفت بغلظة
تذمرت هالة لحديثها المتكرر عن الحلال والحرام وأشاحت بوجهها بفتور فزفرت منار لعنادها وتمردها الخاطئ وسألتها بضيق
امتعضت ملامح هالة وجذبت يدها منها وأجابتها بتذمر
مكنش ليا مزاج أعمل حاجة ومكنتش فاضية وبعدين ما أنت خلصت مذاكرة يبقى مفيهاش حاجة لو روحت عملت الأكل.
زمت منار شفتيها وأردفت
أظن يا هالة أننا اتفقنا قبل ما أبدأ دروسي على الجدول اللي هيمشي بيه البيت وأنا أمبارح عملت الغدا ورتبت البيت مكانكم بحجة إن عندكم امتحان علشان كده أنا مش هعمل أي حاجة النهاردة ولا همد إيدي لأنه دورك ولو فاكرة إن لما تطنشي إني هعمل بدالكم تبقي بتحلمي وأبقي وريني هتتصرفي أزاي أنت وأختك لما يقرصكم الجوع
وماله يا هالة أنت ونهلة اتريقوا عليا حلو واعملوا اللي أنتم عايزينه براحتكم بس يا ريت بقى يا حلوة منك ليها تشوفوا هتقولوا لبابا إيه لما يسأل معملتوش أكل النهارده ليه عن إذنكم.
أنهت منار قولها وولجت غرفتها وأغلقت بابها خلفها فتبادلت نهلة وهالة النظرات الساخطة لرفض منار تقديم يد المساعدة وما أن أدركت هالة أنه لم يعد أمامها أي خيار ضړبت الأرض بقدمها وأردفت
طب وبعدين يا نهلة أحنا هنعمل إيه وواضح إن أختك داخله معانا فدور عند وإلا مكنتش دخلت اوضتها ولا همها إن بابا ممكن يجي فأي وقت وميلاقيش أكل.
زمت نهلة شفتيها ودفعتها لتتقدمها نحو المطبخ وهي تجيبها بضيق
ولا قبلين هندخل أنا وأنت المطبخ وهنعمل أي حاجة على السريع قبل ما بابا يوصل وإلا بابا لو رجع وملقاش أكل هيزعق فينا زي عادته وطبعا أسها ما عليه يحرمنا من المصروف فمن سكات كده مدي إيدك وساعديني علشان نخلص بسرعة.
عكفت الفتيات على إعداد الطعام بينما تسللت رنا إلى غرفة شقيقتها فابتسمت منار وفتحت ذراعيها فاندست رنا بينهما بمحبة فقبلت منار رأسها وسألتها مازحة
ألا يا رنوش أنت ليه محسساني أنك عميل سري مستخبى فالبيت هنا.
جلست رنا فوق ساقيها وأمعنت النظر بملامحها ومدت يدها ومسحت دمعتها العالقة بين رموشها وأردفت
أنت بتقولي فيها ما أنا فعلا عايزة أبقى عميل سري.
تطلعت منار نحوها بدهشة فابتسمت رنا وأخبرتها بلهجة حالمة
أنا قررت أقدم ورقي تبع الشرطة بعد ما أخلص الثانوية العامة وهتعب على نفسي لحد ما أبقى أشطر ظابط بنت ومع أول ترقية هقدم طلب علشان اتعين فجهاز المخابرات.
ازدادت دهشة منار من حديثها عن هدفها وهي بهذا السن المبكر وأمعنت النظر إليها فرأت