أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
انت في الصفحة 1 من 31 صفحات
أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
من منا لا يتمنى أن يعيش الحب أن ينعم بدفء كلماته أن يرافق دربه حبيب يهون عليه وحدة الحياة من منا لم يحلم بفارس الأحلام ذلك الشخص المثالي الذي يقتحم الصعاب والمخاطر من أجلك والذي يفتديك بروحه من منا ومن منا لم يباغته خيبة الأمل لتطيح بثباته وتذره الريح بعيدا عن أحلامه وأمانيه.
لأجد أن كل ما كنت أبحث عنه أمامي ..! دفعني لأكون أنا .. فكنت لنفسي. بك.
أنا السمراء الأبية ابنة أبي الضعيفة القوية نسخة أخي والحنون كأمي أنا أنت وهي وهن نحن التحدي لنثبت للجميع أننا نستطيع أن نكون لأنفسنا السند ولسنا كطير کسير.
فأنا أعيش في بيت بسيط اشتراه والدي منذ عدة سنوات بعد مجيئه ليقيم بقاهرة المعز فهو صاحب شخصية قوية ليس بالرجعي ولا المتمدن يرفض النقاش طالما أمر يقبل بالطاعة فهي واجب كلمته كالسيف وهي قانونا بحد ذاته لا يرد.
وبطبعي لم أكن متمردة وحتى وإن كنت فلم يكن أبي ليسمح لي أبدا أن أكون.
فهلموا معي لأخبركم كيف كنت أسعى لأكون لنفسي كل شيء وكيف اكتملت به.
..مراهقتي..
لم تك أبدا كأي فتاة آخرى رغم إتمامها عامها السابع عشر كانت مختلفة منزوية منغلقة على عالمها فلم يسترع إهتمامها نظرات الشباب نحوها في الطريق ولكن ما جذب اهتمامها كان تصرفات زميلاتها التي تغيرن تغير استفزها فبعضهن تبدلت تصرفاتهن كليا بتبرجهن السافر والسير بدلال بطريقة تثير الاشمئزاز في النفس وانتقائهن ثياب لا تناسب كونهن طالبات بسن المراهقة ولأنها اختلفت عنهم تزعمت بعضهن حركة التنمر عليها بسبب التزامها وعدم مجارتها للتغيير فهي وعلى الرغم من إجبار والدها لها بإرتداء الحجاب منذ حداثة سنها وقبل حتى بلوغها بكثير إلا أن تلك التصرفات العابثة لم تجد بداخلها صدى بل كان لها استهجانا كبيرا ورفض.
وبسبب إنعزالها وأرائها الخاصة لم تحبذ الفتيات مرافقتها لظنهن أنها معقدة إلى أن شاء القدر ووضع بطريقها زميلة كانت برفقتها بمدرستها الإبتدائية وبالمصادفة أكتشفت دعاء أن مايا تقطن بالحي نفسه الذي تعيش فيه وبسرية بدأت جذور الصداقة تنمو بينهم وبدأ صراع دعاء النفسي يزداد داخلها لإخفائها أمر مايا عن أسرتها فكانت تشعر دوما أنها داخل يم ثائر لا يأتي أبدا بما ترغبه السفن وكانت ترى أنها هي تلك السفينة التي يتقاذفها الموج.
لم تصدق دعاء أن الأمر مر بسلام فبدلت ثيابها وأسرعت بخطواتها قبل أن يعترض أحد أشقائها سبيلها واتجهت إلى منزل مايا ووقفت أسفل البناية تشعر بالحيرة فهي لا تعلم بأي طابق يقع مسكنها تلفتت دعاء حولها بتوتر ليأتيها صوتا هادئا من خلفها تسبب بإحساسها بقشعريرة وزاد من اضطرابها فالتفتت إليه باللحظة نفسها التي سألها بهدوء
حضرتك بتدوري على بيت معين تحبي أساعدك.
حدقت به لثوان لټخطفها عيناه لزمت دعاء الصمت لثوان وكتمت أنفاسها لتنتبه لنفسها فأخذت تزجر نفسها على تحديقها به وخفضت رأسها بحرج وأجابته باضطراب وهي تفرك كفيها معا
أنا كنت عاوزة أعرف قصدي أسأل عن شقة مايا الحسيني.
أومأ الشاب برأسه بهدوء وأجاب سؤالها
مايا ساكنة في الدور التالت بس هي تعبانة و.
تناست دعاء عتابها لنفسها ورفعت وجهها ونظرت إليه بقلق وسألته بلهفة
معقول لسه تعبانة طيب حضرتك عرفت منين هو أنت قريبها
هز الشاب رأسه بالإيجاب وابتسم لوجهها الذي احمر خجلا رغم سمار بشرتها لتبدو دعاء بصورة خطفت أنفاسه على نحو غريب ليزدرد لعابه ويقول
أنا أخوها مصطفى حضرتك عايزاها فحاجة.
ازداد ارتباكها بعدما عرف عنه نفسه فخفضت وجهها مرة أخرى وأخبرته بتوتر
أنا صاحبة مايا فالمدرسة جيت