الجمعة 27 ديسمبر 2024

أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 3 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

جاي النهاردة ومعاه ولاده فابقي خدي بالك من لبسك وحجابك ومتخرجيش من أوضتك إلا للضرورة وبس وأعملي حسابك أنهم هيقعدوا معانا يومين علشان عمك جاي يعمل فحوصات في المستشفى.
هزت دعاء رأسها بتفهم وولجت غرفتها وهي تضع يدها فوق قلبها تحاول تهدئة ضرباته لتتذكر والدتها وڠضب والدها لسماحها لها بالخروج دون إذنه ف همت بمغادرة غرفتها مجددا ولكنها لزمت مكانها خوفا من أن ينهرها والدها إن رآها بالخارج مرة أخرى واتجهت إلى مكتبها ولكنها لم تتمكن من التركيز على متابعة دروسها بعدما طاردتها الأفكار ما بين ټهديد والدها ونظرات مصطفى شقيق مايا نحوها فألتقطت دون وعي إحدى الأوراق وأخذت تدون فوقها بعشوائية لتنتبه دعاء لتدوينها اسمه عدة مرات فزفرت بقوة وزجرت عقلها لجنوح افكاره وأردفت
وبعدين بقى أنا أيه اللي بعمله فنفسي دا وليه بفكر فيه وأنا أول مرة أشوفه وبعدين يا دعاء أعقلي وبلاش جنان أنت عارفة اللي فيها.
استغفرت دعاء وهي تمزق الورقة وأردفت بخشوع
يارب أبعده عن تفكيري وقويني على نفسي.
وفي اليوم التالي تفاجأت دعاء بعودة مايا إلى المدرسة فتناست تحذير والدها ورحبت بها وقبل أن تبتعد عنها أوقفتها مايا وتلفتت حولها ومالت صوب أذن دعاء وهمست
الهرابة اللي ملقتهاش مستنياني الصبح زي كل يوم علشان نروح المدرسة سوا على فكرة أنا عايزة أقولك إن مصطفى أخويا طول اليوم امبارح بيسألني عنك عايز يعرف كل حاجة اسمك ومن عيلة مين وليك اصحاب غيري ولا لأ ويا ترى بتكلمي حد وبتحبي أيه ومش بتحبي أيه وكل شويه يقول لي بس دعاء شكلها مؤدب وهادي.
صعقټ دعاء لقول مايا واشټعل وجهها حرجا وتسارعت نبضات قلبها فابتسمت مايا وعقبت قائلة
تخيلي أنه راهني إن وشك هيحمر زي ما أنت كده لما قلت له إني هقلك أنه بيسأل عليك دا بينه طلع نمس وفاهم و...
ازداد حرج دعاء وفركت كفيها وحاولت التهرب ولاحظت مايا حال صديقتها فضمتها إليها واعتذرت منها فابتعدت دعاء وقد تبدلت ملامحها وتجهم وجهها واعتراها الخۏف لتذكرها والدها وتحذيره فخفضت رأسها وقالت بحزن
مايا أنا آسفة بجد بس أنا مش هعرف أخبي عنك ولا أكذب عليك لإني بعزك وبعتبرك أختي مش صحبتي بس بابا امبارح لما عرف إني نزلت من غير إذنه وكسرت كلامه وهددني إنه هيقعدني من المدرسة لو كررتها تاني وحذرني أكلمك أو أكلم أي بنت تانية وأنا مش عايزاك تزعلي مني لو يعني بطلت أروح معاك أو أمشي علشان هو ممكن جدا يراقبني ويشوفني هنفذ كلامه ولا لأ دا حتى خلى عمر أخويا الكبير يوصلني الصبح ونبه عليا استناه علشان يروحني أما بالنسبة لموضوع أخوك فأنا عايزاك تعتذري له لو كنت عطيت انطباع غلط وصدقيني أنا ملحقتش حتى أتكلم معاه أو أبص له وكنت حريصة علشان أنا فاهمة إن الحاجات دي عيب وحرام وو...
تلاشت ابتسامة مايا وسيطرت عليها مشاعر مختلطة من الڠضب بسبب تعصب والد دعاء ليتلاشى ڠضبها ما أن لمحت دموع دعاء فأحاطتها بذراعيها ومدت يدها وكفكفت دموعها وأردفت بجدية
متزعليش نفسك ولو على موضوع المرواح سوا والكلام برا المدرسة فأنا هبقى حريصة إن محدش يشوفنا بنتكلم ويا ستي يكفيني إننا صحاب جوا المدرسة أما موضوع مصطفى فأسمحي لي أقولك إن أخويا شخصية محترمة جدا وجد يعني اعجابه اللي لاحظته عليه ناحيتك مش تسلية ولعلمك أنا لا هعتذر له ولا حاجة أنا هسيب الموضوع للأيام وياعالم يا دعاء لما نخلص المدرسة يحصل إيه.
غمزت مايا لصديقتها وأضافت
وبعدين مش يمكن الصحوبية بينا تتحول لنسب وقرابة أقولك متشتغليش دماغك وبطلي عياط أنت لا هتخسريني ولا حاجة علشان أنا ماصدقت إني لقيتك من تاني.
احتضنتها دعاء بقوة فهي لأول مرة تجد من يهون عليها أحزانها ويواسيها وبعد انتهاء اليوم الدراسي غادرت دعاء بعدما ودعت مايا بالداخل ووجدت شقيقها عمر يقف بانتظارها فاتجهت صوبه وسط نظرات الإستهجان من بعض زميلاتها لتسمع إحدى الفتيات تقول
شوفتوا دعاء اللي عاملة نفسها قطة مغمضة ماشية مع واحد إنما أيه مز قوي.
أجابتها أخرى معقبه وعيناها تتابع دعاء
بس دي جريئة قوي يعني الصبح جاية معاه ودلوقتي واقف مستنيها.
صفعت الكلمات سمع عبير إحدى المدرسات فعقدت حاجبيها وقبل أن تبتعد دعاء ومرافقها اعترضت طريقها ونظرت إليها پغضب واردفت بحدة
ممكن كلمة على جنب يا دعاء لو سمحتي.
رفعت دعاء عيناها نحو شقيقها المتجهم الوجه والذي وقف يحدق بعبير بضيق ليجيبها بدلا عن شقيقته بسؤاله
وحضرتك عايزة دعاء فأيه ممكن أعرف
رفعت عبير حاجبها بسخط ونظرت إلى عمر وأردفت بجمود
وماله أعرفك أنا عايزاها فإيه ما دام أنت بجح بالشكل دا أنا يا أستاذ يا محترم يا اللي فاكر بنات الناس لعبة كنت هسألها أنت مين علشان دعاء من أفضل الطالبات فالمدرسة ووجود سيادتك معاها خلى البنات تتكلم عليها بطريقة مش كويسة

انت في الصفحة 3 من 31 صفحات