الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

انت في الصفحة 21 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

حدث ترك جواره وصعد إليها عليه مواجهتها فالسكوت الأن بات مستحيلا.
طرق باب غرفتها فأنتفضت أمل وتطلعت صوب باب غرفتها تعلم بقرارة نفسها بأن المواجهة حسمت أتجهت إلى الباب وأستقبلت خالها منكسة الرأس وما أن وطأ أمجد الغرفة حتى تفاجأ بحقيبة ثيابها معدة فوق المقعد جال ببصره ليدرك أنها جمعت أشياؤها وقد عزمت على الرحيل رفع حاجبه وأشار إلى الحقيبة بصمت فازدردت لعابها وفاجأته بصوتها المرتعش تقول
.. ناويت أرجع مصر يا خالي.
اومأ وبدا وكأنه لم يتأثر بعودة صوتها إليها فأشار إليها لتجلس فجلست بارتباك وحرصت على ألا تلتقي عينيها بعينا خالها فبادر أمجد بالحديث معها قائلا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
.. ممكن أعرف إيه اللي حصل عايز أفهم ليه حابسة نفسك فأوضتك وليه ناويتي ترجعي مصر وليه خبيتي إن صوتك رجعلك والأهم عايز أعرف اللي حصل بينك وبين حازم.
سألها بثبات وعيناه كالصقر تترقب ردة فعلها رآى ارتجافتها الواضحة وفركها لكفيها وأهتزاز ساقها أختلس النظر لوجهها فأخبره شحوبه بذنبها عقد حاجبيه فأتى صوته صارما تلك المرة وهو يقول
.. أظن سألتك ومن الأدب تجاوبي إيه اللي حصل بينك وبين حازم خلاكي خاېفة وقافلة على نفسك وخلاه ساب البيت هنا فجأة من غير ما يتكلم مع أي حد فينا ومش كدا وبس لأ دا أختفى من شغله اللي حفر فالصخر علشان يوصل للمكان اللي وصل له ومحدش يعرف له طريق أتكلمي يا أمل وعرفيني يا بنت أختي باللي مخبياه عني وبلاش تسبيني لشيطان نفسي أتخيل حاجات تطير فيها رقاب.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أنهمرت دموعها تشعر بالخزي فلا غفران لما فعلت ورغم صرامته وغضبه منها إلا أنه اشفق عليها ولكن لا شيء سيعفيها عن تحمل عواقب خطأها رمقها أمجد ينذرها أن تتحدث فازدردت أمل لعابها وبدأت تخبره بكل شيء أخبرته بأعتراف حازم ورفضها لحبه شجارهما سويا تلعثم صوتها حين بدأت الذكرى تعاودها فازداد نحيبها وهمست بجرمها وتلاشى صوتها لتجهش بنحيب فدست وجهها بين كفيها ابتعد أمجد عنها وتطلع إليها وأتجه صوب باب غرفتها وقبل أن يغادر زفر بقوة وقال
.. فضي شنتطك تاني علشان مافيش رجوع لمصر دلوقتي.
وبالأسفل لم يكن حال أحمد أفضل منهما فلازال غاضبا لصمتها وأبتعادها يعلم أن سر أختفاء حازم ينتهي أمره معها ولكن كيف له أن يخترق حصنها ذاك لتخبره زفر أحمد وألتقط هاتفه مرة أخرى حاول مرة تلو الأخرى ليلقي بهاتفه جنبا وهو يلعن كل ذلك الغموض وقف حين رأى والده يهبط درجات السلم زم أمجد شفتيه ففضول أحمد واضح فوق محياه ولكن عليه أن يحتوي ما حدث فبادر أمجد بقوله
.. بكرة الصبح أول ما تروح الشركة تقدم على طلب أجازة لحازم وتقنع مديرك بأي حجة علشان يقبل الطلب.
ظن أحمد أن والده علم بمكان صديقه ولكن سرعان ما أستحوذت عليه خيبة الأمل حين أبتعد والده عنه وهو يضع هاتفه فوق أذنه وسمعه يحادث أحدهم ويقول
.. تكلف كل الرجالة اللي تقدر تجمعهم وتخليهم يجيبوا لي حازم من مكان ما هو قاعد حتى لو كان رجع مصر أنا عايزه عندي هنا الصبح.
ازدرد أحمد لعابه بتخوف وتطلع لأعلى وقبل أن يضع قدمه فوق أول درجة أوقفه صوت والده الصارم يقول
.. ملكش أي دعوة بأمل ومتسألهاش عن أي حاجة.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اومأ بضيق فوالده يكبل يداه فاستدار أحمد وأتجه إلى غرفته بينما جلس أمجد يفكر بأمر أمل يخشى أن تصاب بأزمة صحية أخرى كاد يصعد إليها ولكنه تراجع ووجد أن عليه الأنتظار قليلا حتى يرى ماذا ستفعل هي.
يفتقدها ولكن كيف له أن يعود بعدما نقض عهده وخالف وعده مع أمجد هو لا يستحق أن يعود إلى منزل أجمد مرة أخرى وعليه أن يبقى بعيدا عنهم فكيف سيرفع عينيه بعينا أمجد والأهم كيف له أن يتحمل التواجد بالقرب منها ويكف يده وقلبها عنها فمنذ قبلها وهو يتمنى لو يعيد التجربة مرات ومرات بلا ملل أو توقف زجر نفسه وترك مقعده وأتجه صوب الشرفة لعل الهواء ينعش نفسه قليلا حينها لمحهم قطب جبينه حين أشار أحدهم إلى شرفته ورفع الأخر عينيه ليحدق به بوجه مقطب تراجع حازم وقلبه يخفق فرجال أمجد توصلوا إلى مكانه مما يعني أنه بات على علم بما حدث منه  دقائق وكان رجال أمجد يخبرونه بطلب أمجد فاومأ وأخبرهم بأنه سيرافقهم.
ولج حازم إلى صومعة أمجد للمرة الأولى فشعر برهبة مخيفة تسيطر عليه تطلع حوله بحيرة وقد لاحظ أن جميع حوائط الصومعة تحمل صورا لوجه واحد فقط فجأة صدح صوت أمجد في المكان يقول
.. دي صورة ليلى مراتي الله يرحمها.
علت الدهشة ملامح حازم فتلك هي المرة الأولى التي يأتي أمجد على ذكر زوجته الراحلة أشار إليه أمجد ليجلس فبدا على وجه حازم الترقب وجلس خافضا وجهه لأسفل فبادره أمجد بقوله
.. هربت ليه يا حازم.
أغمض عينيه يثقله الذنب ولكن عليه أن يثبت أنه لم يهرب جبنا وإنما لإحساسه
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 52 صفحات