رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني
بالخزي فرفع وجهه ونظر إلى أمجد وقال
.. مقدرتش أواجه نفسي بالذنب ومقدرتش أرفع عيني فيك وأنا وأنا.
توقفت الكلمات بحلقه ورغم ازدراده للعابه عدة مرات إلا أنه شعر بجفاف حلقه تابعه أمجد بتركيز حركاته وملامحه تفيض بما يجول بداخله لم يختلف عن حال أمل كلاهما يثقلها الأحساس بالذنب زفر أمجد بعدما بات كل شيء واضحا له الحب الذي جمعه بزوجته هو ما جمع بينهما لم يستطع أمجد أخفاء ابتسامته الحزينة حين ألتقط عيناه بعينا ليلى بتلك الصورة التي أحتلت الحائط بأكمله وأحسها تبتسم له وتحثه على رأب الصدع بين الجميع ليتخطوا الماضي ويعيشوا حياتهم كما يستحقوا اومأ لها وأرسل إليها قبل عبر الهواء وتعجب حازم لتصرف أمجد فالټفت إليه الأخير وقال
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
توقف أمجد عن استرساله في الحديث وعيناه تمعن النظر بعينا حازم المتسعة بدا كالأبله أمامه يبحث عن معنى لكلمته الأخيرة فلكزه أمجد وقال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أنتفض حازم واقفا فرافقه أمجد وقبض على ساعده وقال بنبرة تحذيرية
.. إياك أمل متعرفش فأهدا كدا علشان أنا عايز أتكلم معاك فكذا حاجة الأول قبل ما أعرفها.
إنصاع حازم وعاد لمكانه فاتبسم أمجد ثم تذكر كلمات أمل الباكية وهي تخبره عن رفضها لحازم فأتسعت أبتسامته وقال
.. إلا قولي يا واد يا حازم إحساسك كان إيه وأمولتي بتصدمك بصوتها وبكلمة لأ فوقت واحد بصراحة كان نفسي أحضر المشهد وأشوف ردة فعلك أكيد كانت زي ما سمعت كدا خبر طلاقها.
أحمر وجهه حرجا وأجابه بعصبية طفيفة
.. بص يا عمي بلاش تفكرني بالموضوع دا علشان أنا لحد دلوقتي مش قادر أنسى وبصراحة يعني بنت أختك دي طلعت مفترية دي كان ناقص تغنيها وتتنطط وهي بتقولها لأ ومن جبروتها بتسألني إن كنت سمعت صوتها ولا هي بتتخيل.
.. بص يا حازم أنا هتفق معاك على حاجة لو نفذتها بحذافيرها هتبقى نتيجتها إنك تفوز بأمل.
سارع حازم وتشبث بيد أمجد وتوسله
.. ياريت يا عمي بص أنا من إيدك دي لإيدك دي هسمع كلامك و هنفذه طالما فالنهاية أمل هتبقى من نصيبي.
في مساء اليوم ذاته.. طلب أمجد من أمل أن توافيه بصومعته فوقفت برأس منكس أمامه فهي لازالت تشعر بالذنب ليمد أمجد أصابعه ورفع وجهها لتواجهه وقال
.. متعودتش تبقي واقفة مکسورة أدامي ومش عايزك تتعودي إنك توطي راسك بالشكل دا تاني فياريت لو ترفعي راسك كدا وتسمعيني.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
.. ولا عايزك تعتذري كمان ودلوقتي أنا عايزك تسمعيني وبس.
جلست أمل وأرهفت سمعها لخالها الذي ابتسم لها وقال
.. الأول كدا أنا عايز أسألك أنت شكرتي ربنا على كرمه ليكي أنه رجع لك صوتك ولا أتلهيتي فحبس نفسك ونسيتي.
خجلت من النظر إليه وهزت رأسه بالنفي وقالت
.. بصراحة كنت بلوم نفسي ونسيت.
قرض أمجد أذنها فتأوهت أمل ليخبرها قائلا
.. لما تطلعي من هنا على طول تتوضي وتصلي لربنا وتشكريه وإياكي تنسي بعد كدا إنك تشكري ربنا على النعم اللي بيكرمك بيها.
وافقته وهي تتحسس أذنها فربت أمجد على يدها وقال
.. أمل في حاجة حصلت كدا وأنا نسيت أبلغك بيها.
حدقت به بتسائل وهي تبتسم بحرج وسألته في نهاية الأمر قائلة
.. حاجة إيه يا خالو دي اللي حضرتك نسيت تبلغني بيها.
تأملها أمجد لبرهة ومرر أصبعه فوق وجنتها ولم تدر أمل لما أستشعرت القلق حينها حسم أمجد أمره وهو يتنفس بقوة وقال
.. ولدك قابل خالد وواجهه بكل حاجة وأنهى الرابط اللي كان بينكم.
بدت ملامحها خالية من التعبير شحوبها واضح وأنفاسها ثقيلة عينيها ثابتة ربت أمجد على وجنتها برفق فبدا وكأنه أنتشلها قبل أن تسقط بتلك الهوة الغريبة شهقت بقوة لتدخل أكبر كم من الهواء لرئتيها فكانت حركتها تلك كفيلة بأثارة خوف أمجد عليها فوقف سريعا وقال
.. أن هطلب لك الدكتور حالا.
تشبثت بيده وهزت رأسها بالرفض وجاهدت لتقول
.. أنا بخير اطمن يا خالو.
تابعها بقلق فأرغمت أمل نفسها على الوقوف وابتسمت لتؤكد ابتسامتها شحوبها أكثر وابتعدت أمل عن خالها وجالت بعينيها فوق جدران صومعته تحدق بصور زوجته الراحلة وبأغراضها التي نثرها أمجد في كل مكان لتوحي بأنها لازالت على قيد الحياة زفرت