السبت 28 ديسمبر 2024

رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

انت في الصفحة 5 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

شاي يا ثريا على ما أصلي الضحى.
لزمت ثريا الصمت واتجهت لتلبي طلب زوجها بعدما أعلمتها ملامحه بأنه فشل تماما في مسعاه ولج محمد إلى المرحاض وتوضأ وغادره لغرفة ابنته ووقف يصلي وبداخله يستغفر ويدعو وبعد دقائق ولجت ثريا وأنتظرت حتى أنتهى وسألته بقلق وصوت هامس بعدما لمحت عينا ابنتها مغمضة
.. مقابلتوش يا محمد مش كدا.
الټفت إليها وهو يستغفر وأتجه إلى أحد المقاعد وجلس فوقه بتعب وقال
.. فضلت قاعد كل دا مستني وهو مظهرش وطول الوقت بحاول أكلمه موبايله مقفول ولما الفجر أذن نزلت المسجد صليت وقعدت شوية لما النهار طلع فقولت أطلع أريح وأفكر هنعمل إيه.
زمت شفتيها وهي ترتشف معه الشاي وهمهمت بعدم رضى
.. يعني عمل زي كل مرة يختفي وقت ما نكون عيزينه طب وبعدين يا محمد إحنا هنتصرف إزاي وهنعمل إيه هنرجع مطروح ويبقى مجيتنا لهنا كانت على الفاضي ولا هنقعد نستناه لما يظهر بسلامته وقت ما يظهر.
اجابها وهو يغمض عيناه 
.. هنستنى يا ثريا أنا خلاص قررت مرجعش مطروح إلا لما أعرف كل حاجة وكفايا الغفلة اللي حطونا فيها أنا قلبي مش مطمن يا ثريا وحاسس إن الموضوع دا وراه مصېبة كبيرة.
ازدردت ثريا لعابها پخوف وحاولت التهرب من نظراته حين فاجأها بتحديقه بها فكادت تريق الشاي فوق ثوبها ووقفت بإضطراب وقالت
.. أنا أنا هقوم أعملك حاجة تاكلها دا أنت من وقت ما جينا وأنت على لحم بطنك و.
أوقفها محمد بصوت صارم قبل أن تغادر قائلا
.. ثريا أرجعي مكانك وقوليلي مخبية عني إيه.
أرتجفت وأدركت أنها لن تستطيع الكذب عليه أو أخفاء الأمر فأستدارت وعادت إلى مقعدها وخفضت رأسها وقالت
.. أنا هحكيلك كل حاجة يا محمد بس الأول تعالى نطلع البلكونة نتكلم علشان الصوت أحسن أنا ما صدقت إن بنتك ضحى نامت دي يا حبة عيني عينها مغفلتش طول الليل ودمعتها منشفتش من على خدها.
تبعها للشرفة وجلس أمامها ينتظر سماع ما لديها لتخبره ثريا بكل ما دار بينها وبين ابنتها ضحي من حديث ثار غاضبا ولكنه تمالك غضبته فلا ذنب لزوجته بما حدث وقف ليغادر فتلمست ثريا ساعده وتوسلته بنظراتها أن يبقى فعاد لمقعده ووضع رأسه بين كفيه وقال
.. بقيت خيال مأتة فحياة بناتي يا ثريا وأخر من يعلم.
ألمها حزنه وألتمست له العذر تركت مقعدها ووقفت إلى جواره وربتت فوق كتفه برفق وقالت
.. متقولش كدا يا محمد الموضوع وما فيه إن ضحى خاڤت عليك وهي أصلا متعرفش غير اللي خالد وإيمان قالوه إنما الباقي دا كله شوية ظنون ربنا يسامحنا عليهم  بالله عليك يا محمد متزعل نفسك وادعي أنها تفضل ظن مش أكتر.
رفع رأسه وحدق بها لا يدري ماذا سيفعل إن كان في الأمر ما يسيء إلى ابنته أمل زفر محمد وأستغفر ووقف قائلا
.. أنا هنزل أشوف خالد جه ولا لسه ما أنا بعد اللي أتقال دا مش هينفع أفضل ساكت ولو خالد مظهرش يبقى ابنتك أمل لازم تقولي اللي حصل وألا.
ترك جملته معلقة وعقله يفكر في خطوته التالية أعادت ثريا انتباهه إليها بقولها
.. طيب هتعمل إيه فاللي ضحى قالته على إيهاب يا محمد بنتك خاېفة ليكون على علم بعمايل صاحبه ومداري عليه. 
أنهمرت دموعها رغما عنها فربت محمد على يدها ليهون عليها الأمر لتقول بقلب مكلوم
.. أنا مش عارفة اللي صابنا دا جالنا منين دا إحنا عمرنا ما اذينا حد يا محمد .
تنهد محمد مستغفرا وقال 
.. استغفري ربنا يا ثريا وبعدين اللي إحنا فيه دا ابتلاء من ربنا لازم نحمد ربنا عليه ونكون صابرين وقده علشان نعديه وقولي الحمد لله ومتشليش هم حاجة دا ربنا قال فكتابهقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون و الحمد لله اننا بخير دا في غيرنا ابتلائهم بيبقى أصعب بكتير ولا إيه يا أم ضحى أقولك روحي حضري لي لقمة أكلها وهاتي لي أي مسكن للصداع على ما أريح شوية وبعدها نشوف تدابير ربنا لينا هتكون إيه.
ايقظها أمجد برفق وربت فوق وجنتها ابتسمت بتردد وأعتدلت فساعدها أمجد لتجلس بأرتياح وقال
.. بصي يا أمل من الأخر كدا أنا حجزت لك عند الدكتور علشان نتابع معاه الحالة دا غير أني مش عايزك تتحركي الفترة دي وترتاحي فهماني ولا لأ.
وافقته بإيمائه طفيفة فوقف سريعا وقال
.. تمام بما إننا أتفقنا هنزل بقى أجيب لك الفطار.
تابعته وهو يغادر فزفرت بحزن وما أن أغلق باب غرفتها حتى تركت فراشها وأتجهت للمرحاض أمضت به بعض الوقت وغادرت لتجد خالها يجلس بإنتظارها وأخبارها بأنه سيتناول برفقتها الطعام تفرست أمل بملامح خالها ولاحظت تجهمه ربتت على يده وأشارت إلى هاتفه والتقطت هاتفها وكتبت سريعا
.. مالك يا خالو هو في حاجة مضيقاك.
أجابها بابتسامة واهية
.. مافيش يا حبيبة خالو دا شوية مناوشات فالشغل متشغليش نفسك بيها.
تدرك

انت في الصفحة 5 من 52 صفحات