الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

انت في الصفحة 4 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

أوعدني إنك مش هتتخلى عني وإنك هتاخدني معاك فأي مكان وأنا أوعدك إني مش هعترض ولا هشتكي حتى لو حپستني ومنعت عني أشوف النور.
لم يعد بيده شيء غير أن يعدها كما تريد فهمس پألم
.. حاضر يا إيمان أوعدك ممكن بقى دلوقتي تهدي بصي ريحي شوية على ما أنزل أشتري لك العلاج وإياكي أرجع ألاقيكي قومتي من مكانك فاهمة.
الفصل الرابع عشر..جلد ذات.
عاد حازم يجر أذيال الخيبة والحسړة وأرتمى فوق فراشه بيأس لم يستطع حازم النوم بعدما جافاه فترك فراشه وأخذ يسير بلا هوادة وهو يلعن تلك اللعوب التي اطاحت بمبادرته قبل أن تبدأ مع أمل غادر إلى شرفته لتصدمه برودة الجو ولكنه لزم مكانه ولام نفسه لمغادرته منزل صديقه دون أن يبرئ ساحته نعت نفسه بالجبن كونه لم يوضح لأمجد حقيقة مشاعره بالكامل والأهم أن لم يكلف نفسه ويعتذر لتخطيه حدوده زجر حازم نفسه لأختياره الصمت والهرب بدلا من المواجهة حتى بعد يقينه بأنه لم يغادر إلا لخوفه بأن يثير وجوده ڠضب أمجد أكثر والأهم أن يزيد الأمر سوء فتطال الظنون بأمل حين توقفت أفكاره عند أمل تذكر تلك المذكرات التي سرق صفحاتها فسارع بفتح هاتفه وبدأ بقراءة ما دونته بعد مرور بعض الوقت كاد ېحطم هاتفه حين قرأ وصفها لقبلتها الأولى مع خالد أشعلت بركان غضبه اراد أن يسرع إليها ليعاقبها على فعلتها تلك بمحوه أثر تلك القبلة بأخرى منه فلا يتبقى بداخلها غير ذكرى لمساته هو تراجع حازم وهو يحدق بالهاتف بسخط مذكرا نفسه بما حدث وعاد يقرأ باقي الصفحات بوجه متيبس وقلب مكلوم.
أتى عليه الصباح وقد بلغ ارهاقه مبلغه وحين رن هاتفه إلتقطه بأهمال وما أن قرأ اسم مادي فوق شاشته حتى ضغط مغلقا هاتفه والټفت محدقا بساعة الحائط فغادر فراشه متجها إلى مرحاضه وبعد دقائق غادر وارتدي ثيابه ووقف يصلي فرضه وحين أنتهى غادر متجها إلى عمله لينفذ قراره الأخير.
لم يتخيل حازم بأن تواصل مادي ملاحقتها له حتى عمله فما أن صف سيارته تفاجيء بها تطرف فوق زجاج سيارته وهي تبتسم غادر ووقف يتطلع إليها بحيرة يلقي باللوم على نفسه لأعطائها أملا واهيا لينتبه لصوتها تقول له بدلال
.. شو حبيبي معقول ما شفت اتصالي عموما ولا يهمك أنا هلأ جيت من شان أخدك ونروح نفطر في شى مكان  يطير العقل.
حدق حازم بها وحاول أن يتمالك أعصابه معتذرا بصوت هادىء 
.. مادي أنا بجد بعتذر منك بس حقيقي مش هقدر أروح معاكي لأي مكان يعني أنا ورايا شغل كتير متعطل دا غير أني جيت متأخر أساسا فأعذريني عموما ليكي عليا لما يبقى عندي وقت فاضي أبقى أتصل بيكي.
أستمعت إلى أعتذاره منها بلامبالاه وكأنها كانت على علم بما سيخبرها به أقتربت منه ورفعت يدها نحوه فمنعها حازم عن لمسه وأردف وهو يضع مسافة بينهما
.. مادي لو سمحتى مش معنى إني مرضتش أحرجك فالمرتين اللي قبل كدا إن أنا موافق على تجاوزاتك وقابل بيها بصي يا مادي علشان أكون صريح معاكي إحنا كل اللي جمعنا إننا كنا زمايل مش أكتر والزمالة اللي كانت متدكيش الحق إنك تتخطي حدودك معايا وكفايا إن التجاوز اللي حصل منك اتسبب فأذى لانسانة بريئة انسانة أنا بحبها.
أجادت مادي تصنع اللامبالاة وأخفت خلف ابتسامتها بغضها لتلك الحبيبة التي أخطتفته منها وقالت
.. هلأ عشقت ونسيت حكيك عن الحب والعشاق وبلشت تحب.
تلاشت ابتسامتها وهي تحدق به وأضافت
.. أكيد هيدي البنت ذكية كتير من شان قدرت تخليك تغير رأيك عن الحب هي أكيد محظوظة كتير بيك على عكس حالي ما كان إيلي حظ معك لتحس بقلبي حازم.
لم يدع لها حازم الفرصة لتكمل حتى لا يزيد من الحرج بينهما وقال لينهي الموقف
.. مادي أكيد الأنسان اللي أنت مقدرة علشانه هيظهر فحياتك ووقتها هتعرفي أنه هو حبك حياتك زي ما أنا عرفت أول ما شوفت أمل إنها هي حب حياتي وأنها ملكت قلبي وإني عمري ما هشوف غيرها.
هزت مادي رأسها بغيظ وقالت
.. خلاص حازم أنا فهمت عليك وعم بعتذر منك وهلأ هسلم عليك بدي أفوت ألحق محاضرتي وما أتاخرت عليهن شوفك بخير ووصل أسفي لحبيبتك.
تركته مادي وهي تتوعد بأن تنال من تلك الفتاة وهمست
.. ما هتركها تخطفك مني وهيدا وعدي إيلك حازم.
تابعها حازم تسرع بخطواتها فزفر بضيق وأشاح بعيناه محدقا بمبنى عمله وهز رأسه بأسف وخطى صوب مكتب الأستقبال ووضع أمام السكرتيرة العامة مظروفا مغلقا وقال
.. أرجو منك تسليم ذاك المظروف لأحمد أمجد.
وبات القلب هزيل أسفل أثقال الفكر لم تغفل عينا ثريا فكيف تغفو وعقلها سيجن زوجها لم يعد وابنتها لم تكف عن البكاء وما أن بدد نور الفجر ظلمة الليل حتى تسلل إلى سمعها صوت طرقات سارعت وفتحت الباب فصډمتها ملامح زوجها سألته بعيناها فهز رأسه بالنفي وهمس
.. أعملي لي كوباية

انت في الصفحة 4 من 52 صفحات