خطوات نحو الهاوية بقلم منال سالم
يده انتابني الفضول لأعرف ما الذي سيشتريه لي اعتقدت أنها بضعة زهرات مختلفة الألوان كانت الصدمة حينما ناولني الباقة الحمراء هامسا لي بعذوبة
لم ولن أعشق سواك.
هل أرقص طربا أم أغرد بسعادة شل تفكيري للحظة وأخرجت تنهيدة متيمة من صدري لأرد بعدها بصوتي الخاڤت
أحبك يا أغلى الناس!
التف ذراعه حول كتفي لأشعر بعضلاته تحتويني بالكامل رمقته بطرف عيني بنظرة حانية مليئة بالأشواق وتنطق بالكثير عما يعجز لساني عن البوح به شدد من ضمھ الحذر وسار بي الهوينا حتى أوصلني إلى المنزل وهو يسمعني كلمات عذبة تذيب القلوب وتؤجج المشاعر أكثر.
همست بخجل متخيلة إياه يلاطفني بخبرته الذكورية لأصبح أسيرة مشاعره
وأنا أيضا
أسهب في التعبير عن مشاعر حبه لي لأغمض عيناي مستمتعة بكل حرف تتلقاه أذناي في الأخير أضاف بصوته الهادئ الذي جعل الخدر يسري في حواسي
لم يتبق إلا القليل حبيبتي
فقط أسبوعان وسنغدو زوجين يا حبيب
رد بزفير مسموع
أعطني الصبر يا الله إنها مدة طويلة.
ضحكت مازحة
ليس لتلك الدرجة ادعو الله أن تكفي لإنهاء النواقص
علق بجدية بدت واضحة في صوته الذي ازداد خشونة
وإن يكن لن أزيد عن الأسبوعين يوما واحدا بل ساعة واحدة هل تفهمين
أشعرني توقه للزواج بي بأني لست كباقي النساء أنا ملكة متوجة في قلبه همست له بامتثال أعجبه
إنها الليلة الموعودة حين تعلو الزغاريد وتدق الدفوف راقبت النظرات المتفرسة في وجهي وثوب زفافي بفتور بالطبع لن أنال إعجاب الجميع لكن يكفيني أني حظيت في الأخير على زوج يهيم بي شوقا شعرت برجفة حين مال نحو رأسي هامسا
متى سنختلي بأنفسنا
غزت حمرة غير مسبوقة بشرتي وأنا أفكر بتوتر فيما يقف وراء كلماته المقتضبة تلك انتهى حفل الزفاف على خير وتلقينا التهاني ممن حولنا لنستقل السيارة بعدها إلى منزل الزوجية تضاعف ارتباكي مع لمساته الحنون استطاع حبيب في لحظات أن يجعلني أعايش تجربة لا مثيل لها في الغرام رقصنا سويا على أنغام الموسيقى الهادئة ورمقني بنظرات حب عشقتها تمنيت يومها ألا أفيق أبدا من ذلك الحلم الجميل وإن حدث واستيقظت منه فليتكرر مجددا همس بأنفاس ملتهبة زلزلت ما صمد من حصوني.
ذاب الفؤاد وأعلن الجسد انهزامه بتلك الهمسات الناعمة التي عرفت الطريق فورا إلى أوصالي وظننت أني بتلك اللحظة قد استحوذت عليه كاملا.
قرر زوجي أن يصحبني في رحلة عرف عنها مجازا بأنها شهر العسل لكنها لم تتجاوز بضعة أيام شملت السفر والانتقالات من مكان لآخر توهمت أني سأعيش ليال لا تمحى من الذاكرة لكن خاب ظني وبدأت قوة مشاعر الحب تتزعزع لتخطو نحو الهاوية بإرهاق السفر في غرفتنا بالمنتجع السياحي تركته يرتاح وظللت أراقبه في صمت لساعات دون كلل أو ملل ومع ذلك لم أحاول إيقاظه اكتفيت بالتحديق الهائم به فربما جسده منهك وبحاجة للراحة كنت على وشك أن أغفو حينما تثاءب بصوت شبه مسموع ليقول بعدها بنبرته الناعسة.
ألا تزالين مستيقظة
ابتسمت وأنا أجيبه
نعم لم يكن بي رغبة للنوم
اعتدل في