خطوات نحو الهاوية بقلم منال سالم
نومته على الفراش مد يده ليتلمس طرف وجنتي ثم أزاح الغطاء عن جسده ليقول بتثاؤب
سأغتسل ناردين استعدي لنخرج سويا
نظرت له مبتسمة
حسنا.
تابعته عيناي وهو يلج إلى المرحاض لأنهض بعدها من رقدتي غير المريحة باحثة عما سأرتديه في تلك النزهة الترفيهية وبعد وقت قليل كان حبيب قد تأنق في ثيابه ليبدو مستعدا للذهاب على عكسي أنا التي استغرقت وقتا كباقي الفتيات في توفيق قطع الثياب مع بعضها ووضع مساحيق التجميل بدا على عجالة من أمره فأردف قائلا
حركت رأسي بالإيجاب وأنا أرد
اتفقنا.
كنت بحاجة لإنهاء ارتداء ملابسي دون مقاطعة غير مجدية منه تركني بالغرفة واتجه للخارج لأحاول قدر المستطاع أن أكمل الناقص في أسرع وقت خرجت باحثة عنه في الاستقبال التابع للمنتجع لم أجده فتلفت حولي بقلق متسائلة في نفسي
أين ذهب
اتصلت به على هاتفه المحمول لكن كان الخط مشغولا استدرت برأسي نحو الجانب حينما سمعت صوت ضحكته المألوفة وجدته يقف عند الزاوية واضعا الهاتف على أذنه اقتربت منه ملوحة له بيدي فأشار لي برأسه ثم أنهى المكالمة ليقول لي
لم أبد اعتراضا جلست على الأريكة الشاغرة التي اتسعت لكلينا متوقعة أن يطوقني بذراعه لنتقارب أكثر انتظرت وانتظرت ولكن لا شيء فقط هو محدق بإمعان في شاشة هاتفه وكأن من معه أهم مني في تلك اللحظة الخاصة لم أرغب في أن أكون متطفلة واختلس النظرات نحو ما يتطلع إليه زفرت بملل عله ينتبه لضيقي لاحظ حبيب انزعاجي فعلق مازحا وكأنه يريد مشاركتي ما يتصفح.
أحنيت رأسي على كتفه لأشعر بقربي منه لم أكترث بأي صورة أو بأي تعليق كنت فقط مهتمة بإحساسي القريب منه لأمحو ما سيطر علي من مشاعر مزعوجة تفاجأت به يزيح كتفه ليعتدل في جلسته مبعدا رأسي عنه ليضيف قائلا بجمود غير معتاد منه
لحظة سأتصل برفيقي لقد هاتفني قبل ساعات وتناسيت الرد عليه..شعرت بالحرج رغم كون تصرفه تلقائيا تصنعت الابتسام قائلة له
نهض من جواري ليتحدث بضحكات مجللة مع رفيقه ظللت باقية بمفردي أجوب بنظراتي على الجالسين حولي ثم أعود للتحديق به استغرق ما يزيد عن ربع ساعة يتحدث معه بشغف واهتمام افتقدته منه زفرت باستياء مدعية النظر في هاتفي ريثما ينتهي رفعت عيناي لأنظر عليه حينما هتف عاليا
هيا ناردين.
كان وجهي عابسا ولم يتطلع هو إليه أسرعت في خطاي لألحق به وكدت أن أتعثر لأكثر من مرة تساءلت پصدمة بين جنبات نفسي أين تلك اليد التي كانت تمتد للإمساك بي اضطررت في الأخير أن أناديه
أبطأ في خطواته ممازحا
هذا خطؤك كان عليك ارتداء المريح
رددت متسائلة بضيق وقد احتدت نظراتي
وما العمل الآن
تنهد مضيفا
لا تهتمي للأمر لنكمل سيرنا.
توهمت أن يجعلني أتأبط ذراعه كنوع من الاهتمام بي وتأهبت لفعل ذلك لكن خابت توقعاتي ودس يديه في جيبه ليسير بمفرده عبست تعابيري بالكامل لخيبة الأمل التي اعترتني حاولت تجاوز الأمر لأستمتع بالعشاء والنزهة مضى الوقت سريعا مع مزاحه الساخر وحديثه الذي لا ينقطع عما فعله في رحلاته السابقة من مغامرات شيقة وددت في نفسي لو كنت طرفا فيها ثبطت كلماته المسترسلة وحماسه الواضح نزعتي المزعوجة منه وغفرت له زلته تلك ملقية خلف ظهري أوهامي الزائفة ويا ليتني ما فعلت!
انتهت عطلتنا القصيرة وحزنت كثيرا لانقضائها وعدني حبيب بتكرارها إن سنحت له الفرصة وتمكن من الحصول على إجازة