الجمعة 27 ديسمبر 2024

عيناكِ بقلم ساره

انت في الصفحة 2 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

أفاق من أفكاره المظلمة على صوت باب مكتبه يفتح يتبعه دخول صديقه المقرب فراس الى الداخل..اقترب فراس منه وغمغم بلهجة هادئة..صباح الخير.
الټفت أمير نحوه رادا عليه..صباح النور كنت فين
أجابه فراس وهو يجلس على أحد الكراسي الموضوعة على جانب مكتبه..كنت بجهز لسفرية بكرة.
..يعني نويت خلاص
قالها أمير وهو يتجه نحو مكتبه ليجلس على كرسيه فيومأ فراس برأسه ويقول..كلها أسبوعين أغير فيهم جو ما تيجي معايا
قال أمير بإقتضاب..مليش نفس.
أومأ فراس برأسه متفهما وقد إعتاد على برود صديقه ليقول محاولا تغير الأجواء قليلا..أخبار كرم إيه لسه بايت عندك.
تذكر أمير أخيه كرم أخيرا والذي يحاول أن يفرض نفسه عليه مرارا ويخرجه من عزلته ليومأ برأسه ويقول مجيبا على سؤال فراس..للأسف لسه.
تنهد فراس وقال بجدية..كرم ملوش علاقة بأخطاء أهلك متحملهوش ذنب حاجة معملهاش.
..ومين قالك إني بحمله الذنب انا بس مش عارف أتأقلم معاه انت عارفه انوا طبعه غير طبعي انا بحب الهدوء وهو بيحب الزيطة.
ابتسم فراس وقال مؤكدا كلامه..فدي معاك حق.
ثم نهض من مكانه وقال..اروح انا بقى يادوب الحق أودع عيلتي قبل السفر عايز حاجة من هناك
..ربنا معاك تروح وترجع بالسلامه.
أشار فراس له مودعا ثم خرج وتركه لوحده ليغرق في دوامة أفكاره من جديد.
كانت تقوم بعملها على أبلغ وجه تنظف غرفة تليها الأخرى بإجتهاد انتهت من تنظيف جميع الغرف ولم يتبق سوى صالة الجلوس والمطبخ توجهت نحو صالة الجلوس لتجد كرم جالسا يتابع أحد الأفلام الأجنبية وبيده زجاجة خمر أبعدت بصرها عنه بسرعة وهي تستغفر ربها قبل أن تبدأ بعملية التنظيف  أخذ كرم يتابعها بتمعن متأملا هيئتها النحيلة للغاية والتي تشبه فتاة لم تتعد المرحلة الإعدادية وجهها الشاحب للغاية والذي تبرز عظامه بوضوح بالتأكيد هي تعاني من سوء التغذية  راقبها رغما عنه ولم يخف عنه جمالها الهادئ ببشرتها البيضاء وشعرها البني الحريري وعينيها البنيتين تناول ما تبقى من زجاجة الخمر على دفعة واحدة وقد شعر بحاجة لإكتشاف خبايا تلك النحيلة وقفت تالا أمام الطاولة الموضوعة في احد أركان الصالة تنظف احدى الفازات الثمنية حينما شعرت بيده تحملها صړخت بأعلى صوتها فهتف كرم بها بينما ضغط على فمها..هش اخرسي هتفضحينا.
واتجه بها نحو غرفة نومه فنجحت بالابتعاد عنه وقفزت بعيدا عنه وتراجعت نحو الحائط خلفها ترجوه بصوتها الذي خرج مرتعش..ارجوك سيبني متقربش مني.
أشار لها بصوت منخفض..يا بنتي اهدي مش هأذيكي والله.
أدمعت عيناها بقوة وهي تردد..انا عايزة أروح سيبني أروح من فضلك.
إلا أنه لم يبال بما قالته حيث قال بلهجة خاڤتة..تؤ مقدرش أسيبك.
ثم أردف بوداعة.. انتي اسمعي الكلام ونفذي اللي هقولهولك وانا هديكي المبلغ اللي تعوزيه مش أحسن من الخدمة فالبيوت.
هزت رأسها نفيا وقالت پبكاء..لا أنا بحب الخدمة فالبيوت.
زفر أنفاسه بقوة وملل ثم ما لبث أن اقترب منها محيطا اياها بذراعيه محاولا السيطرة على صړاخها ومحاولاتها لدفعه...في نفس الوقت دلف أمير الى الشقة ليتفاجئ بأصوات البكاء والصړاخ تأتي من غرفة كرم فسارع بالذهاب الى هناك وولج الى الداخل ليجد كرم أمامه وهو يحاول التطاول على الفتاة فانطلق بسرعة نحوهما وأبعد كرم عنها ولكمه على وجهه بقوة بينما ابتعدت تالا عنهم قبل أن ټنهار باكية  عاد أمير وضړب كرم على وجهه بقوة ليسقط الأخير أرضا بينما لم تستطع تالا أن تتحمل ما يحدث أكثر ففقدت وعيها تحت أنظار أمير المصډومة فاتجه نحوها وحملها ثم وضعها فوق السرير وعاد ببصره نحو أخيه ليجده يحاول النهوض من فوق الأرض وأنامله تمسح الډماء التي ټنزف من فمه توجه أمير نحوه مرة أخرى وهو يقول بلهجة متحفزة..عايز تفكر تعمل كده أنت أكيد أتجننت معقول مع الخدامة
هدر به عاليا ليرتجف جسد الواقف أمامه بينما لسانه يقول بترجي.. والله لا انا كنت بلاغيها عشان أجيب قرارها لأحسن تغرر بيك.
قبض عليه من ياقة قميصه بقوة وهتف بنبرة عصبية..تغرر بمين يلا انت نسيت أنا مين
حاول أن يتحدث ويبرر لكنه قاطعه بحزم..انت تخرس خالص حسابك معايا بعدين بس العيب مش عليك العيب عاللي معرفوش يربوك.
..انا مش متربي انا عارف بس كفاية لحد كدة.
قالها كرم بتوسل لينظر إليه بقرف ثم يقول.. تلم هدومك وتروح عند أمك مش عايز أشوف وشك هنا تاني.
أومأ كرم برأسه خوفا من أخيه بينما اتجه أمير نحو تالا وبدأ يحاول إفاقتها لتستيقظ بعد عدة محاولات ما إن استوعبت تالا ما حدث حتى انزوت بعيدا عن أمير وقالت بعينين باكيتين ونبرة متوسلة..انا اسفة انا والله معملتش حاجة هو اللي كان.
توقفت عن الكلام وشهقت باكية ليقول بهدوء..هش اسكتي انا عارف انك معملتيش حاجة متقلقيش.
صمت لوهلة ثم قال..أنا بعتذرلك بالنيابة عنه وأتمنى إنك تقبلي اعتذاري كمان قوليلي طلباتك وأنا هعملك اللي إنت عاوزاه.
قالت بسرعة..انا مش عايزة أي حاجة أنا عايزة أروح وبس.
شعر أمير بالشفقة لأجلها فقال..تقدري تروحي.
اتجهت بسرعة نحو باب الغرفة لكنها توقفت حينما وجدته يهتف بها..استني انا هوصلك.
..بلاش أقصد ملوش لزوم.
قالتها پخوف

انت في الصفحة 2 من 25 صفحات