عيناكِ بقلم ساره
لازم نعمل حاجة مهمة..
..حاجة ايه..
سألته بحيرة ليجيبها بجدية.. لازم نتجوز..
..نتجوز..
قالتها بعدم تصديق ليومأ برأسه ويقول مسترسلا..نتجوز عشان نردلك سمعتك بين الناس وعشان محدش يقدر يجيب سيرتك بحاجة.
..بس انت مش مضطر تعمل حاجة زي دي..
قالتها بخجل شديد ليقول.. لا انا لازم اتجوزك وانقذ سمعتك متقلقيش يا تالا هيكون جواز صوري جواز يحافظلك على سمعتك ويحميك من اهل الحارة وابن عمك بنفس الوقت...
قالتها بنبرة ممتنة رد عليها.. بس اهم حاجة يا تالا الكلام هيفضل سر بينا يعني محدش هيعرف فجوازنا غير اهل الحارة وعيلتك.
ابتلعت ريقها واكتفت بإيماءة من رأسها قال أمير..هاتي بطاقتك بقى بكره الصبح هنروح للمأذون ونكتب الكتاب.
أخرجت بطاقتها الشخصية من حقيبة يدها وأعطتها إياه ليأخذها منها ويضعها داخل جيب سترته..خرج كلا من أمير وتالا من عند المأذون اتجها نحو السيارة بعدما شكر أمير الشاهدين اللذين استأجرهما ركبا السيارة بجانب بعضيهما وبدأ أمير في قيادة سيارته..امتى تحبي نبلغ اهلك والحارة بجوازنا
نظر إليها للحظات ثم قال عائدا بأنظاره نحو الأمام.. هروح انا ابلغهم بنفسي ملوش لزمة تيجي معايا.
تنهدت تالا بإرتياح فهو قد حمل عبئا ثقيلا من عليها هي لم تكن مستعدة لمواجهة عائلة عمها وأهل الحارة ليس بعد كل ما حصل..أوقف أمير سيارته أمام الشقة التي يقطن بها وقال.. انا ساكن هنا وانت هتسكني معايا اليومين دول لحد ملاقيلك شقة مناسبة وهحاول ألاقي شقة بنفس العمارة عشان أكون مطمن عليك.
قالتها بخجل لينظر إليها قليلا قبل أن يقول بضيق.. مينفعش الكلام ده انت دلوقتي مسؤولة مني.
صمتت ولم ترد ليأمرها..انزلي يلا.
هبطت من السيارة واتجهت معه الى داخل العمارة وتحديدا الى داخل الشقة التي يقطن بها أمير فتح أمير باب الشقة وفسح المجال لتالا كي تدخل ولجت تالا الى داخل الشقة وأخذت تتأملها كم غريبة هي الحياة البارحة دخلت الى هذه الشقة كخادمة واليوم هي زوجة صاحبها.. أفاقت من شرودها على صوت أمير يقول.. الشقة صحيح صغيرة بس فيها أوضتين وحدة بتاعتي والتانية ليكي.
سارت خلفه ليفتح لها باب الغرفة فتتطلعت إليها بسعادة لا إرادية وهي لا تصدق أنها ستنام في غرفة كهذه بعدما كانت زوجة عمها تجبرها على النوم في المطبخ..هسيبك عشان تستريحي شوية انا هروح الشركة.
التفتت نحوه واومأت برأسها متفهمة ليكمل..فيه اكل كتير بالثلاجة اعملي منه اللي تحبيه...
..للاسف السفرية اتلغت.
ابتسم أمير وقال..كويس.
اتجه فراس نحو الكنبة الموضوعة في احد اركان الصالة وقال..طبعا انت فرحان دلوقتي..
..أوي.
قالها أمير بخبث ليقول فراس بجدية..اخبارك ايه فيه جديد ولا لا
أجابه أمير..مفيش جديد بس انا تجوزت.
..بلاش هزار يا أمير مش فايقلك أنا.
ابتسم أمير وقال..انا مش بهزر يا فراس انا لسه متجوز من ساعتين..
نهض فراس من مكانه ووضع كف يده على جبين أمير ليقول بعد لحظات..لا حرارتك كويسة امال بتقول كده ليه
أجابه بجدية..عشان انا بتكلم بجد انا اتجوزت.
..مين..! اتجوزت مين
..وحدة متعرفهاش.
..طب ازاي
تنهد أمير وقال أخيرا..هحكيلك.
مساءا دلف أمير الى شقته ليجدها مظلمة تماما فتح الضوء ليسطع في أجزاء الصالة التي بدت فارغة وكأنه لا يوجد بها أحد.. لا يعرف لماذا شعر بالقلق يغزو كيانه وهو يتخيل أنها رحلت فجأة دون أن تخبره اتجه مسرعا نحو غرفة النوم خاصتها ليجدها خالية أيضا ابتلع ريقه بتوتر وهو يفكر في سبب إختفائها هل يعقل أنها ذهبت الى عائلتها مرة أخرى ألم يحذرها من الذهاب إليهم نهر نفسه لأنه لم يأخذ رقم هاتفها ثم ما لبث أن قرر إنتظارها في الشقة علها تعود بعد قليل وإن لم تعد سيضطر أن يبحث عنها.. جلس على الكنبة بتعب ورغما عنه أخذ يفكر بها وسبب غيابها زفر أنفاسه بقوة ونهض من مكانه متحركا ذهابا وإيابا داخل الصالة حينما فتح الباب فجأة وولجت هي الى الداخل...ركض نحوها بلهفة وسألها بسرعة ونبرة خرجت منه حادة.. كنتي فين
شعرت بغضبه الشديد فتوترت ملامحها ونبرتها وهي تجيبه بتقطع..أنا.
..انت ايه..
صړخ بها لتنكمش على نفسها وتترقرق الدموع داخل عينيها ليشعر بخطأه الجسيم فأخذ نفسا عميقا ثم قال بلهجة هادئة بطيئة..انا اسف بس انت ازاي تخرجي من غير متقوليلي..
..انا اسفة..
قالتها أخيرا بنبرة باكية قبل أن تكمل وسط شهقاتها..انا كان لازم أقولك اني خارجة