عيناكِ بقلم ساره
الى داخل الفندق بسبب فخامته الشديدة لم تستوعب المكان الذي هي فيه حتى سمعت أمير يقول للموظفة..عايز أحجز جناح بإسمي.
ابتلعت تالا ريقها بتوتر وهي تفكر أنها وقعت في الفخ فيبدو أن هذا الرجل سيستغلها..لم لا وقد إشتراها من عائلتها ودفع ثمنا باهضا لها الټفت أمير نحو تالا الشاردة بعينيها الدامعتين ووقف يتأملها للحظات..كانت بريئة متوسطة الجمال ببشرتها البيضاء وشعرها الأصهب.. عيناها شفافتان لدرجة كبيرة أنفها صغير وفمها كذلك..أبعد هذه الأفكار عن ذهنه وأخذ يتطلع الى ملابسها الخفيفة البالية بجمود..تسائل داخله عن كيفية ارتدائها ملابس خفيفة كهذه في جو قارس البروده
قالها وهو يلتفت متجها نحو المصعد لتلحقه تالا بسرعة وهي تحاول إخفاء دموعها..ولج بها المصعد ووقف الاثنان داخل المصعد بصمت تام حتى وصل بهما الى الطابق المحدد..هناك فتح أمير باب الجناح وأفسح المجال لها كي تدخل ليتبعها هو ويغلق الباب خلفه...هبط قلب تالا بين أضلعها ما إن سمعت صوت الباب يغلق وبدأ عقلها ينسج العديد من السيناريوهات المخيفة.. وجدته يتقدم نحو الكنبه ويهوي بجسده عليها بتعب واضح قبل أن يشير لها بعد لحظات..مش هتقعدي..
أومأت تالا برأسها وقالت بنبرة خرجت منها خاڤتة مهتزة..عارفة وبشكرك لولا ربنا ولولاك كان زماني مېته..
كانت تستمع الى حديثه وتنظر إليه بحيرة رغم إدراكها أنه معه كل الحق فيما يقوله قالت أخيرا بتردد..عارفة..
..وأنا مش هسيبك له يا تالا مش هخلي يقرب منك أبدا..
تنهدت براحة وقالت بنبرة ممتنة..أنا مش عارفة أقولك ايه..
منحته نظرة تائهة حائرة قبل أن تقول..تقصد ايه..
..انا عايز المقابل مقابل حمايتي ليكي غير النص مليون جنيه اللي دفعتهم ليهم عشانك..
أشاحت تالا وجهها بعيدا عنه تحاول أن تخفي دموعها ليديرها أمير من كتفيها نحوه مرة أخرى ويهتف بها.. متقلقيش انا مش هأذيكي انت بس اسمعي كلامي وكله هيبقى تمام..
سألته بنبرة مرتجفة ليرد بحسم.. عايزك مقابل حمايتي ليكي من المۏت..
اتسعت عينا تالا بعدم تصديق وهي تفكر أنها هربت من چحيم لتقع في چحيم أخر أفظع منه..اتسعت عيناها پصدمة مما سمعته لقد خابت جميع ظنونها الحسنة به مجددا يخذلها القدر ويجعلها تثق بالشخص الخطأ.. ابتلعت ريقها بتوتر وأخذت تفكر في طريقة سريعة تخرجها من هذا المأزق بينما هو يتأملها بملامح جامدة ساكنه لا توحي بشيء..نطق أخيرا بلهجة باردة.. قلتي ايه..
نطقت بها متلكأة ليكمل بنبرة قوية.. قبل ما تقولي اي حاجة لازم تعرفي ان ده الحل الوحيد اللي قدامك عشان تحمي نفسك من ابن عمك وكمان بمجرد ما تبقي عشيقتي هتخلصي من المرمطة دي وهتعيشي حياة مثالية انا هوفرلك كل حاجة..
هزت رأسها نفيا محاولا ألا تستمع لما يقوله نهضت من مكانها وقالت بلهجة باكية.. كفاية حرام عليك انا مش كده ولا عمري هكون كده...
ثم أردفت بمرارة.. انت فاكرني ايه وحدة ممكن تبيع نفسها عشان الفلوس انا ممكن اكون فقيرة وعلى نياتي بس لا يمكن اضحي بشرفي مهما حصل انا مستعدة أرجع للحارة وېقتلوني ولا إني أعمل كده..
كلامها صډمه بشدة وظهرت صډمته جليا على ملامح وجهه لا يمكن لكل هذه البراءة أن تفعل شيئا مشينا أو تبيع شرفها لأجل المال لقد أخطأ بما فعله هو فقط أراد أن يختبرها ويتأكد من برائتها بعدما قالوا أنها ليست عذراء لكن يبدو أنه أخطأ وچرح مشاعرها.. لعڼ نفسه وتلك الفكرة التي جاءته ليتأكد من شكوكه حولها.. نظر إليها فوجدها تخفي وجهها بكفيها وتبكي بصمت قال.. اهدي اهدي يا تالا انا اسف..
لم تبدي أي ردة فعل فقط استمرت في بكائها ليقول بصوته الهادى.. تالا ممكن تبصيلي..
أبعدت كفيها عن وجهها ونظرت له بعينيها الدامعتين لينهض من مكانه ويتقدم نحوها قائلا بأسف حقيقي.. انا اسف اسف اووي.
..انا عايزة اروح..
قالتها ببراءة وترجي ليبتسم پألم ويقول.. صدقيني انا مش من النوع اللي ممكن يستغل بنت لأي سبب كان انا بس كنت عايز اختبرك وأتأكد من براءتك بعد اللي قالته الست اللي اسمها هيام..
وجدها تنطق بسرعة وتوسل..انا والله بريئة صدقني معملتش حاجة صدقني..
..طب هي قالت كده ليه
سألها بحيرة لتهتف مجيبة إياه.. معرفش حقيقي معرفش..
..طب ممكن تقعدي عشان نتكلم..
نظرت إليه بشك وتوجس شديد ليزفر أنفاسه بقوة ويقول بصدق.. صدقيني انا كنت بختبرك اقعدي واسمعي كلامي من فضلك..
جلست بتردد أمامه ليجلس على الكرسي المقابل لها ويقول بجدية.. انا هساعدك يا تالا متقلقيش نوقف جمبك واحميك من اهل الحارة وابن عمك اللي مش هيسيبك.
..بجد..!
سألته بنبرة متأملة ليومأ برأسه ويقول.. بجد المهم قبل كل ده