الجزء الاخير.. رواية يارا رشدي
تجلس علي المائده.. زعلان علشان اللحمه اتحرقت مني
قام عمرو بالعبث في الطعام المغلف ثم وضعه علي المائده قائلا... خلاص انا هاكله كله زي ما كلت الاكل بتاعك متزعليش
ابتسمت لبني بحزن وهي تتابعه بعينها قام بوضع الطعام الذي عباره عن حوواوشي وكباب والسلطات ثم تناول قطعه اللحمه وقربها من فم والدته هاتفآ.. وانتي كمان كلي معايا يلا
قام عمرو بمحو دمعتها بيديه قائلا.. يا ماما متعيطيش انا هاكله والله هخلصه كله حتى السلطه
انتبه عمرو من ذكرياته علي صوت والده الذي لاحظ انه ينظر إلى الطعام الخاص به.. خد يا حبيبي
قالها پغضب مكتوم وصوت مرتفع.. وطي صوتك يا عمرو وانت بتكلم معايا.
.. كل مره تعمل اكل تقولها الاكل وحش الاكل وحش ومترضاش تاكله وهي ټعيط ماما مكنتش بتعرف تطبخ ليه مجبتش مروه من زمان
قال كلماته ثم ركض من امامه ودلف إلى غرفته اما رشاد ابعد الطعام عنه بضيق لتقول رحمه.. عيل صغير متاخدش علي كلامه
لم ينظر اليها ونهض من مكانه هو الاخر ورحل زفرت رحمه بقوه وهي تقول.. في داهيه
تناولت هي قطعه اللحم من امامها وقامت بقطمها. .. مش عارفه حواووشي وكباب ايه إلى مبيرضوش ياكلوا ده انا قعدت عمري كله اتحايل علي مرحوم يجبلي ان شالله حته كباب صغيره اشمه ناس مش مقدره النعمه إلى في ايديها بجد.
نظرت اليها بدهشه ثم اتجهت ناحيه الشرفه لتجده يجلس علي سيارته ويبعث في هاتفه ظلت تتامل ملامحه لحيته الكثيفه ونقص وزنه الواضح جدا عليه تنهدت بحزن لتقول والدتها.. مستنيكي تظهري.
.. هو انا مفروض اعمل ايه يا ماما انزل اقوله كل حاجه واستني يا يصدقني ويروح ېقتل حسن يااما ېقتلني انا ولا اسكت وافضل مستخبيه كده ومېته في نظر ولادي
القت والدتها عليها كلماتها تلك ثم رحلت ظلت تنظر لبني اليه من الشرفه بتفكير ولا تعلم ماذا تفعل فكرت كثيرآ ان تقوم بالذهاب له ولكنها تراجعت خشيت من رد فعله.
اما عند رشاد نظر إلى ساعه يديه ليجدها الساعه الثانيه منتصف الليل استقل سيارته وغادر ولبني تتابعه من الاعلي همست وهي تغمض عينيها بآسي.. انا اسفه يا رشاد
.. محدش قالك اقلقي رحمه طلعيني من دماغك انتي قاعده هنا بس علشان الولاد زيك زي مروه وان كان مش عاجبك اتفضلي امشي عادي.
.. مش هقدر امشي واسيبك لو بعدت عنك انت والولاد هروح فيها اتعودت علي وجود ملك في حضڼي وعمرو
ثم تابعت بتوتر.. ووجودك
اطلق ضحكه وهو يقول.. من كلامك شايف انك واقعه فيا من زمان
.. مش بظبط كده بس من اول يوم شوفتك فيه في خطوبه وانت شغلت عقلي مع انك مخدتش بالك مني ولا حاسس بوجودي اصلا
رتب علي كتفيها وهو يقول.. عيب تبصي لخطيب صحبتك هي الدنيا ايه إلى حصل فيها بس
والايقاع به ليس سهل اطلاقآ ماذا تفعل معه اكثر من ذلك... اعمل معاك ايه اكتر من كده علشان تفهمني وتحس بيا
.. متعمليش حاجه لان لو حصل ايه يا رحمه انا عمري ما هحس بيكي
هتفت هي بغيظ
.. كل ده علشان لبني انا مش فاهماك بجد ازاي لسه بتحب واحده خانتك كانت بتكلم واحد غيرك وانت نايم جمبها علي السرير واحده داست علي شرفك من غير مايهمها اي حاجه
.. ما قولتلك يا قمر ان انا قلبي مهزا واوعي بقي من وشي كده علشان اتخمد.
قالها وهو يزيحها بيديه من امامها تنفست هي بقوه ونيران مشتعله بداخلها.
دلف رشاد إلى غرفه الاطفال اقترب من الصغيره وقام بتغطيه جسدها جيدآ ثم اتجه إلى عمرو وجد التابلت الخاص به مضئ علي يوتيوب ومشغله احدي افلام الاطفال والسماعات في اذنيه قام بتناول السماعه من اذنيه برفق ثم وضع الغطاء عليه بعث بالتابلت حتى يقوم باغلاق اليوتيوب انتبه إلى تطبيق الواتساب وجد العديد من الرسائل يقوم بارسالها إلى والدته ولكن لاسف لا مجيب فهي اخر ظهور لها منذ وقت طويل جدا قبل ان ېحطم هاتفها يخبرها كم هو اشتاق اليها ويريدها العديد من الرسائل ولكن لفت نظره رساله يخبرها به ان رحمه تقول انه عندما يفكر في والدته تتعذب هي وانه لا يستطيع منع نفسه من التفكير بها وان معلمه التربيه الدينيه اخبرته بكلمات غير ما قالته رحمه