رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الأول
انت في الصفحة 1 من 27 صفحات
الفصل الاول الى التاسع
نبوءة صادقة
القاهرة أغسطس 2017 ...
كان منزل آلعمران في وسط هذه الضاحية الراقية .. عالي البناء واسع الجنبات معروف للغرباء و الجيران في الجوار بفخامته و أهله أصحاب السلطان و النعمة و الثراء
و بخاصة كبير العائلة ... أدهم صلاح عمران ذلك الشاب الذي لم يتجاوز بعد الثلاثين من عمره
حيث تخرج منذ عامين من جامعة القاهرة حاملا شهادة الطب لكنه بجانبها طلب العلوم الشرعية الإسلامية
و ذلك تلبية لوصية والده الذي كان من كبار العلماء المشهورين بمصر و العالم العربي ... الداعية و الخطيب و المناظر صلاح عمران ..
و بما أنه يتمتع بإسلوب شيق و لغة حوارية معتدلة مع من حوله قرر أن يتخذ مهنة التدريس كعمل له و بالفعل أحرز نجاحا باهرا في هذا الصدد و شغل منصب مرموق بالجامعة
و ما يميزه أيضا أنه بإستطاعته أن يلقي دروسه بالإنجليزية و الفرنسية و الألمانية بجانب العربية مما جعله يبدو كموسوعة علمية
و هكذا ذاعت شهرته في كلا المجالين و بدأ الطلبة و الشباب يحضر دروسه قادمين من أماكن بعيدة حتي أنه تم تقديم بعض العروض عليه من خلال عدة قنوات فضائية
يكره النساء بشدة منذ حرمه والده من متع الحياة و هو في سن الثامنة عشر و جعله يسير باكرا علي الطريق المستقيم
بعث معه بأهم وصية لكي يحافظ علي كل ما فعله له
_ النساء فتنة _ .. و من يومها لا يراهن أدهم بصورة أخري ...
ينقسم المنزل كله إلي ثمانية طوابق و في كل طابق شقة مستقلة
في الطابق الأول يسكن أدهم عمران معه والدته أمينة مأمون و شقيقته عائشة التي تصغره بخمسة أعوام و جدته من جهة أمه السيدة حليمة ..
كانت الشقة هادئة كما تبدو و لكن الحركة فيها بدأت منذ فترة الصباح الأولي ... حيث إنتهت أمينة من إعداد مائدة الفطور بينما أخذت عائشة صينية طعام خاصة و أدخلتها إلي حجرة جدتها
عائشة ! .. يا عائشة
روحي صحي أخوكي يا حبيبتي أحسن يتأخر . الساعة بقت 7 و نص
عائشة من الداخل
حاضر يا ماما هروحله أهو
و لكنها عندما دلفت إلي شقيقها وجدته مستيقظ بالفعل بل و كان منتهيا من إرتداء ملابسه
فقط كان يضع اللمسات الأخيرة علي نفسه المتمثلة في تمشيط خصيلات شعره الطويلة و تسوية لحيته الكثيفة بالفرشاة الناعمة ..
أطلقت عائشة صفيرا عاليا مظهرة إعجابها به ثم قالت و هي تقترب منه ببطء
الله الله يا أخي
إيه الجمال و الحلاوة دي علي الصبح يا دومي يا حبيبي
إنت رايح تتجوز و لا إيه !
يلتفت أدهم بطوله البالغ 190سم و ينظر لأخته من خلال عينيه العسليتان العميقتان ثم يقول بإبتسامته الجذابة
دمك بقي خفيف أووي يا عائشة
عايزة إيه يا حبيبتي
عائشة ببراءة
مش عايزة حاجة يا حبيبي عايزة سلامتك
أنا بس جيت أصحيك زي ما قالتلي ماما
أدهم و أديكي جيتي لاقتيني صاحي . إتفضلي إخرجي بقي خليني أكمل لبسي
عائشة بذهول
تكمل إيه تاني يا أدهم إنت مش حاسس بالجو يا حبيبي دي الدنيا ڼار برا !!
أدهم بضيق
يا أذكي مخلوقات ربنا . يعني هخرج حافي !
تلقائيا هبطت بناظريها إلي قدميه لتجده لا يرتدي سوي الجوارب ..
آاااه . طيب مش تقول كده يا دومي .. قالتها عائشة بإبتسامتها البلهاء ليرد أدهم بنفاذ صبر
أديني قلت . إتفضلي برا بقي
عائشة بإسلوب درامي
برا بتطردني يا أدهم
بتطرد أختك شقيقتك حبيبتك
أدهم مبتسما رغما عنه
و لو ماخرجتيش