رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثاني
طبعا يا تيتة
حليمة مش تهمك راحتي و رضايا في أخر أيامي
أدهم بشئ من القلق
إنتي غالية عندي أوي و إنتي عارفة كده كويس
حليمة بترقب
يعني إنت ممكن تعمل أي حاجة عشاني
أدهم بدون تفكير
أي حاجة يا تيتة حضرتك تؤمريني بس
إشتد سرور حليمة فقد أحست بإقترابها من غرضها و قالت بأمل
متأكد يا أدهم
أدهم بثقة
طبعا . أنا مستعد أعمل أي حاجة ترضيكي و تفرحك يا تيتة
إبتسمت حليمة إبتسامة عريضة و جمعت كل قوتها قائلة
طيب ... أنا عايزاك تتجوز سلاف .... !!!!
يتبع ...الفصل الثاني عشر
نقيضين !
نظر أدهم إلي جدته نظرة طويلة ... و ساد الصمت لدقيقة كاملة
ثم أخيرا قال و الدهشة تطغي علي ملامحه و نبرة صوته
عايزاني أتجوز مين
حليمة بإبتسامة عريضة
عايزاك تتجوز سلاف يا أدهم
أنا فكرت و لاقيت إنك أنسب واحد ليها . و إنت أولي بيها بردو من الغريب البنت مالهاش غيرنا
أدهم بتوتر
آ أيوه يا تيتة بس ... و صمت حائرا
حليمة و قد تلاشت إبتسامتها
بس إيه يا أدهم !
رمقها أدهم بنظرة محبطة و قال
بس هي مش مناسبة ليا خالص !
حليمة پغضب مفاجئ
مش مناسبة ليك
ليه إن شاء الله ناقصة إيد و لا رجل
و لا تكونش دماغك مالت لبنت عمتك الست مايا هانم
أدهم عاقدا حاجبيه بإستنكار
مايا إيه دلوقتي بس يا تيتة !
أنا عمري ما فكرت فيها
حليمة بقسۏة
إومال بترفض بنت خالك ليه
أدهم بإنزعاج
مالوش لازمة الكلام ده يا تيتة
أنا ماقولتش إنها مش عجباني . بس في أسباب كتير تمنعني أفكر في الموضوع ده
و إيه هي الأسباب دي بقي يا دكتور أدهم .. سألته حليمة بسخرية
نظر لها أدهم و قال بجدية
أولا يا تيتة هي صغيرة جدا بالنسبة لي . عندها 19 سنة
أنا كبير عليها يا تيتة . و ثانيا هي تفكيرها و دماغها مش زيي . مش هنتفق مع بعض أبدا
حليمة و قد لانت نبرتها من جديد
يا حبيبي الحاجات دي كلها مقدور عليها . إنت مش كبير أوي عليها زي ما إنت فاكر . يا عبيط دي إللي هتعيش معاك
و بعدين لو علي أفكارها إللي مش عجباك بكره لما تبقي مراتك تقدر تغيرها زي ما تحب
طيب إنتي سألتيها خدتي رأيها
تنفست حليمة بعمق و قد إزدادت سرورا و أحست بأن الهدف دنا أكثر من قبل ثم قالت
لسا يا حبيبي
بس إطمن أنا هعرف أقنعها كويس أوي .. و أكملت مستوضحة
المهم إنك موافق !
نظر لها أدهم و قال بإستسلام
خدي رأيها بس يا تيتة
قرارها هو إللي هيحدد المسألة دي
آتي صباح يوم جديد ...
و أصرت حليمة علي سلاف بأن تخرج من غرفتها و تحضر إلي غرفة الطعام لتتناول معهم الفطور بينما كانت أمينة و عائشة تعملان بالمطبخ
قالت عائشة بفكاهتها المعتادة
بس بجد يا ماما أول مرة أعرف إن تيتة عندها الدماغ التقيلة دي . طلعت أروبة و قدرت تقنع إبنك سيدنا الشيخ أدهم بالجواز . لأ و من مين
من سلآاف .. و ضحكت
أمينة بإبتسامة
و الله يابت يا شوشو جدتك سبقتني
أنا كنت فعلا ناوية أكلم أدهم بخصوص الموضوع ده
ماكنش عندي شك إنه هيرفض . ما أصله باين عليه إنه معجب بيها كل ما يشوفها يتوتر و يرتبك و ده ماحصلوش مع أي بنت قبل كده
عائشة بسخرية
يا ماما إنتي بتتكلمي كده عادي كأن الجوازة واقفة علي موافقة الباشا إبنك
مش لما ناخد رأي صاحبة الشأن الأول تبقي تحللي أسباب رفض و قبول سي أدهم !
طيب إفرضي هي رفضت
أمينة بإستنكار
و هترفض ليه
هي هتلاقي أحسن منه !
عائشة بصراحة لأ
بس هو بردو إسلوبه ناشف أووي و البت شافت منه كتير
ممكن ماتوافقش !
أمينة لأ يا حبيبتي إن شاء الله هتوافق
تفائلي و بلاش تشاؤم خلينا نفرح بأخوكي و نفك عقدته بقي
عائشة و هي تضحك
آااه و يا زين ما إختارناله إللي هتفك عقدته
دي هتلففه حوالين نفسه
أمينة ضاحكة بدورها
ربنا يستر ! .. و خرجتا معا ببقية الطعام
كانت سلاف جالسة كالعادة بجوار جدتها و أدهم علي رأس المائدة كما هو الحال دائما ...
ساد بينهم حديث متقطع و لكن لم يغب عن سلاف مظهر أدهم المتوتر هذا الصباح .. و لاحظت شيئا أخر أيضا
إنه ينظر لها !
نعم و يفعل ذلك الآن ... كانت نظراته لأول مرة جريئة متفحصة و لكن يغلفها التوتر كما ذكرت
تعجبت سلاف من أمره و تساءلت ما به هل يعاني الحمى ..