رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث
الباب خلفها بدون صوت و تعمدت الإستعجال خلال إستحمامها ... و بالفعل إنتهت بسرعة و لفت جسمها بالمنشفة الكبيرة ثم إنطلقت عائدة إلي غرفتها بنفس الطريقة التي تسللت بها إلي الحمام ..
نشفت شعرها جيدا و أسرعت بإرتداء البيچاما ...
ألقت نظرة علي ساعة هاتفهها إنها الثانية عشر .. منتصف الليل تماما يبدو هذا وقت مناسب
إرتسمت إبتسامة رضا علي وجهها و هي تنظر لنفسها في المرآة الآن ستضع حدا لشبح الرهبة المستحوذ علي زوجها
إستنشقت سلاف نفسا عميقا ثم عقدت العزم و قصدت غرفة أدهم ...
........
يطارده وجهها الجميل إنها الليلة معه .. وحدهما تماما زوجته و حبيبته الوحيدة
ليس هناك حائل أو مانع يقف بوجهه ... فهي زوجته و تحل له مئة بالمئة ..
و لكنه ثبت علي موقفه و صم أذنيه عن تلك الوساوس و لو أنه يتلظي و يتعذب من دفق الأفكار الذي لا يتوقف
و فجأة يشعر أدهم بيدها تحط علي كتفه
سلاف ! .. صاح أدهم مصډوما و أكمل پغضب
إيه إللي جابك هنا
و إيه إللي إنتي عاملاه في نفسك ده
إتفضلي إطلعي برا حالا .. و لكنه لم يستطع إزاحة عيناه عنها فشل بجدارة
إبتسمت سلاف و هي تقول بصوتها الرقيق
إهدا شوية يا أدهم
أدهم بإنفعال
أنا قولتلك إني مش عايز أشوفك نهائي الليلة دي
و نبهت عليكي تتجنبيني حصل و لا لأ
سلاف بلطف
حصل يا أدهم
بس أنا مش مقتنعة بموقفك . إنت بتعمل كده ليه !!
أشرحلي وجهة نظرك لو سمحت لإني مش شايفة أي مبرر لأفعالك السلبية دي
أنا دلوقتي مراتك و من حقي أفهم . قبل الجواز فهمت إنت كنت بتبعد عني ليه
أدهم بعصبية مكبوتة
مآاليش . أنا عايزك تخرجي دلوقتي بس
دلوقتي حالا يا سلاف إنتي تجاهلتي كلامي و ده مش من مصلحتك
سلاف پغضب
هو إيه إللي مش من مصلحتي
هتعملي إيه يعني إنت جوزي يعني المفروض أنا واثقة فيك و دورك إنك تعزز الثقة دي مش إنك تخوفني منك و تحط حواجز بينا
أنا مش بخۏفك مني يا سلاف
أنا بحميكي
سلاف بتحميني من إيه
أدهم بجدية ممزوجة بالمرارة
بحميكي مني . أنا لسا مقتنع إني إرتكبت غلطة كبيرة لما فكرت إتجوزك . دايما بحاول أماشي خطواتك و عقليتك علي أمل ألاقي مقدار واحد بينا متساوي بس لحد دلوقتي مش لاقي حاجة .. أنا خاېف أظلمك بجوازي منك . خاېف ټندمي
رغم إني قولتلك لو وافقتي علي الجواز مش هيكون من حقك ترجعي عن قرارك . لكن بصراحة أنا منتظر منك في أي وقت إنك تيجي و تقوليلي أنا مش عايزاك . مستنيكي تقلعي الدبلة دي و تقوليلي نسيب بعض
مستنيكي تقوليلي أنا إكتشفت إنك مش مناسب ليا . و صدقيني يا سلاف لو قولتيلي الكلام ده دلوقتي حالا أنا مش هعارضك أبدا . هديكي حريتك و إنسي كل الكلام إللي قولتهولك إنتي من حقك تعيشي حياتك مرتاحة بالطريقة إللي تعجبك
نظرت له سلاف غير مصدقة و قالت
معقول كل ده بتفكر فيه
ليه كل ده عشان فرق السن يا أدهم ... و خرج صوتها بحدة أكبر مما أرادت
بينما أطرق أدهم رأسه لتكمل و هي تحني رأسها محاولة القبض علي نظراته
أنا مش قولتلك قبل كده إن
دي حاجة تافهة
إنت ليه محسسني إنك عجوز أدهم إنت لسا راجل صغير علي فكرة !
و هنا رفع أدهم وجهه لتري سلاف المعاناة في عينيه من جديد ..
قال بآسي
أنا فعلا مش عجوز يا سلاف . بس إنتي صغيرة أوي
12 سنة فرق بينا . جايز ماتحسيش دلوقتي و تعيشي معايا كام سنة مبسوطة و مرتاحة
لكن أنا متأكد إنك هتحسي بالفرق قدام . و ساعتها هتندمي
رمقته سلاف پغضب و وضعت كفيها علي جانبي وجهه و قالت
إسمعني كويس يا أدهم عمران
شغل الجنان بتاعك ده تبطله بالذوق كده أحسنلك . إللي هو ساعة تروح منك و ساعة تيجي الكلام ده مش عايزة أشوفه أبدا . إنت لحد إنهاردة من خمس ساعات بس كنت في منتهي الرقة و التفاهم معايا
فجأة إتقلبت أول ما خرجت أنا و إنت من المستشفي لوحدنا
لازم تفهم إني إنسانة حرة . و لما وافقت إتجوزك قررت ده بإرادتي فآاهم