الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

الباب خلفها بدون صوت و تعمدت الإستعجال خلال إستحمامها ... و بالفعل إنتهت بسرعة و لفت جسمها بالمنشفة الكبيرة ثم إنطلقت عائدة إلي غرفتها بنفس الطريقة التي تسللت بها إلي الحمام ..
نشفت شعرها جيدا و أسرعت بإرتداء البيچاما ...
ألقت نظرة علي ساعة هاتفهها إنها الثانية عشر .. منتصف الليل تماما يبدو هذا وقت مناسب
صففت سلاف شعرها ببراعة و جعلته يبدو فوضويا قليلا ثم راحت تضع مساحيق التجميل برقة شديدة فلم تكثر منها و أخيرا إختارت العطر الأمثل لخطتها ...
إرتسمت إبتسامة رضا علي وجهها و هي تنظر لنفسها في المرآة الآن ستضع حدا لشبح الرهبة المستحوذ علي زوجها
إستنشقت سلاف نفسا عميقا ثم عقدت العزم و قصدت غرفة أدهم ...
........
كان مستلقيا علي فراشه ... بين النوم و اليقظة
يطارده وجهها الجميل إنها الليلة معه .. وحدهما تماما زوجته و حبيبته الوحيدة
ليس هناك حائل أو مانع يقف بوجهه ... فهي زوجته و تحل له مئة بالمئة ..
و لكنه ثبت علي موقفه و صم أذنيه عن تلك الوساوس و لو أنه يتلظي و يتعذب من دفق الأفكار الذي لا يتوقف
و فجأة يشعر أدهم بيدها تحط علي كتفه
إرتعد و إنتصب جالسا بسرعة لتصعقه الصدمة عندما يراها ...
سلاف ! .. صاح أدهم مصډوما و أكمل پغضب 
إيه إللي جابك هنا 
و إيه إللي إنتي عاملاه في نفسك ده 
إتفضلي إطلعي برا حالا .. و لكنه لم يستطع إزاحة عيناه عنها فشل بجدارة
إبتسمت سلاف و هي تقول بصوتها الرقيق 
إهدا شوية يا أدهم
أنا جيت عشان أتكلم معاك في حاجة مهمة
أدهم بإنفعال 
أنا قولتلك إني مش عايز أشوفك نهائي الليلة دي
و نبهت عليكي تتجنبيني حصل و لا لأ 
سلاف بلطف 
حصل يا أدهم
بس أنا مش مقتنعة بموقفك . إنت بتعمل كده ليه !!
أشرحلي وجهة نظرك لو سمحت لإني مش شايفة أي مبرر لأفعالك السلبية دي
أنا دلوقتي مراتك و من حقي أفهم . قبل الجواز فهمت إنت كنت بتبعد عني ليه
إنما دلوقتي أنا مش فاهمة أي حاجة شوية بتكون كويس معايا و شوية بتتحول تماما فهمني بليز إنت مالك !
أدهم بعصبية مكبوتة 
مآاليش . أنا عايزك تخرجي دلوقتي بس
دلوقتي حالا يا سلاف إنتي تجاهلتي كلامي و ده مش من مصلحتك
سلاف پغضب 
هو إيه إللي مش من مصلحتي 
هتعملي إيه يعني إنت جوزي يعني المفروض أنا واثقة فيك و دورك إنك تعزز الثقة دي مش إنك تخوفني منك و تحط حواجز بينا
كظم أدهم إنفعاله و رد و هو يركز علي عيناها الخضروين الآن 
أنا مش بخۏفك مني يا سلاف
أنا بحميكي
سلاف بتحميني من إيه 
أدهم بجدية ممزوجة بالمرارة 
بحميكي مني . أنا لسا مقتنع إني إرتكبت غلطة كبيرة لما فكرت إتجوزك . دايما بحاول أماشي خطواتك و عقليتك علي أمل ألاقي مقدار واحد بينا متساوي بس لحد دلوقتي مش لاقي حاجة .. أنا خاېف أظلمك بجوازي منك . خاېف ټندمي
رغم إني قولتلك لو وافقتي علي الجواز مش هيكون من حقك ترجعي عن قرارك . لكن بصراحة أنا منتظر منك في أي وقت إنك تيجي و تقوليلي أنا مش عايزاك . مستنيكي تقلعي الدبلة دي و تقوليلي نسيب بعض
مستنيكي تقوليلي أنا إكتشفت إنك مش مناسب ليا . و صدقيني يا سلاف لو قولتيلي الكلام ده دلوقتي حالا أنا مش هعارضك أبدا . هديكي حريتك و إنسي كل الكلام إللي قولتهولك إنتي من حقك تعيشي حياتك مرتاحة بالطريقة إللي تعجبك
نظرت له سلاف غير مصدقة و قالت 
معقول كل ده بتفكر فيه 
ليه كل ده عشان فرق السن يا أدهم ... و خرج صوتها بحدة أكبر مما أرادت
بينما أطرق أدهم رأسه لتكمل و هي تحني رأسها محاولة القبض علي نظراته 
أنا مش قولتلك قبل كده إن
دي حاجة تافهة 
إنت ليه محسسني إنك عجوز أدهم إنت لسا راجل صغير علي فكرة !
و هنا رفع أدهم وجهه لتري سلاف المعاناة في عينيه من جديد ..
قال بآسي 
أنا فعلا مش عجوز يا سلاف . بس إنتي صغيرة أوي
12 سنة فرق بينا . جايز ماتحسيش دلوقتي و تعيشي معايا كام سنة مبسوطة و مرتاحة
لكن أنا متأكد إنك هتحسي بالفرق قدام . و ساعتها هتندمي
رمقته سلاف پغضب و وضعت كفيها علي جانبي وجهه و قالت 
إسمعني كويس يا أدهم عمران
شغل الجنان بتاعك ده تبطله بالذوق كده أحسنلك . إللي هو ساعة تروح منك و ساعة تيجي الكلام ده مش عايزة أشوفه أبدا . إنت لحد إنهاردة من خمس ساعات بس كنت في منتهي الرقة و التفاهم معايا
فجأة إتقلبت أول ما خرجت أنا و إنت من المستشفي لوحدنا
لازم تفهم إني إنسانة حرة . و لما وافقت إتجوزك قررت ده بإرادتي فآاهم

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات