رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث
عديم المسؤولية
حسابه معايا بس لما أشوفه
لبنة و هي تنزل ورائهم
شدي حيلك يا إيمان
ربنا معاكي إن شاء الله
إيمان بصړاخ
آااااااااااه مش قادرة يا عمتووو
هموووووووت آااااااااااااااااه
خرجت أمينة من الشقة في هذه اللحظة و قابلتهم ..
إندفعت صوب إبنتها قائلة بجزع
إيمان . يا حبيبتي يابنتي
إهدي يا ماما هتبقي كويسة إن شاء الله
أنا مش عارفة هي مرهوقة علي نفسها كده ليه
ده حتي الطلق لسا في أوله . إمسكي نفسك شوية يا حبيبتي بلاش دلع
أحاطت بها نظرات الإستنكار من الجميع بينما تجاهلتها أمينة و قالت لإبنها
أدهم جدتك عايزة تيحي معانا
شوف هتعمل إيه بسرعة
أدهم بإنفعال
و تيتة هتيجي معانا إزاي بس يا أمي
أمينة بحزم
قولتلك شوف هتجيبها إزاي و إخلص بسرعة أختك مش هتستناك
أطبق أدهم أسنانه بقوة مغمغما
أستغفر الله العظيم ! .. ثم أخرج سلسة مفاتيحه و إلتفت إلي مالك قائلا
خد يا مالك مفتاح عربيتي
وصلهم للمستشفي و أنا هاجيب تيتة حليمة في تاكسي و جاي وراكوا . علي مهلك و إنت سايق
أنا هاجي معاك يا أدهم
..........
و بعد 3 ساعات في المشفي التخصصي ...
تخرج الطبيبة من غرفة العمليات و تتجه نحو أفراد العائلة القلقين و تقول
يا جماعة قولنا لسا شوية ماتقلقوش
هي هتولد طبيعي إن شاء الله بس لسا مستنيين الساعة المناسبة
أمينة بقلق شديد
وضعها إيه
الطبيبة بإبتسامة
تمام و زي الفل و الله
هي بس عشان بكرية ممكن تكون الولادة متعثرة شوية
بس بإذن الله هتقوم زي الحصان
أمينة بتضرع
يآااااااارب
و عادت الطبيبة للداخل مجددا ..
كان الإرهاق و التعب يسيطر علي الجميع و بخاصة أدهم الذي لم يسترح منذ عاد من عمله
مضت أمه نحوه و وضعت يدها علي كتفه قائلة
إن شاء الله لو حصل جديد هنكلمك
أدهم مغالبا إنهاكه
أروح و أسيبكوا إزاي يا أمي
لأ طبعا هفضل معاكوا مش كفاية سيف بيه عايش في الطراوة و مايعرفش لحد دلوقتي إن مراته بتولد !! .. و تغضن وجهه بملامح الڠضب
تنهدت أمينة و قالت بأسف
معلش . ربنا يهديه
المهم يا حبيبي إسمع كلامي و روح إنت . قعدتك مالهاش لازمة و بعدين إحنا كلنا هنا و معانا مالك و عمر ماتقلقش
إرتعد أدهم مذعورا و رد
أخد سلاف
أخدها فين لأ مش هاخدها أنا قاعد معاكوا يا أمي مش هروح
أمينة بنفاذ صبر
و بعدين معاك بقي
مش وقتك خالص علي فكرة أنا تعبانة يابني و مش ناقصة مناهدة
أدهم يا أمي ماينفعش
أمينة لأ ينفع
إتفضل يلا علي البيت و خد مراتك معاك
أدهم بس آ ..
مابسش .. قاطعته أمينة بصرامة و أكملت
يلا علي البيت قلت . إنت وراك شغل الصبح و لازم تروح تنام يلآاا
إنصاع أدهم لكلام أمه علي مضض ...
إصطحب سلاف معه إلي خارج المشفي إستقلا السيارة معا لتقول سلاف بحزن شديد
إيمان صعبانة عليا أوي يا أدهم
إنت شوفتها كانت عاملة إزاي قبل ما تدخل العمليات
أومال حالتها إزاي دلوقتي !
ربنا معاها و ي آ ..
أسكتها بحركة من يده و قال بصرامة شديدة
إسمعيني كويس
إحنا مروحين و هنقضي الليلة دي لوحدنا في البيت . خلينا نتفق علي شوية حاجات كده عشان تعدي علي خير
أولا مش عايز أشوفك قدامي مش عايز ألمحك خآالص
ثانيا صوتك مايطلعش نهائي كأنك مش موجودة
ثالثا تفضلي في أوضتك يا بنت الناس و تقفلي الباب عليكي كويس لحد ما يوصلوا كلهم الصبح و كمان ماتفتحيش الباب إلا لما تتأكدي و تسمعي صوت ماما أو عائشة بنفسك فاهمة و لا أقول تاني الفصل الثاني والعشرون
ثقة !
عادت سلاف إلي البيت برفقة ادهم ... إلتزمت غرفتها كما قال لها
و لكن الصدمة التي خلفتها كلماته قبل أن يتحرك بها بإتجاه المنزل لم تفارقها حتي هذه اللحظة ..
ماذا يعني بأنه لا يريد أن يراها الليلة .. و لا يريد أن يسمع صوتها ! .. يريد كما لو أنها ليست موجودة معه تحت سقف واحد !!!!
لماذا .. لقد تحسنت الأوضاع بينهما و إجتازا معا مراحل هائلة
شخص غيره
لكان رقص من الفرحة لإتاحة فرصة بقائه وحيدا مع حبيبته
إنما هو ... علي ما يبدو ... خائڤ !!!
مآااشي يا أدهم . أنا هعرف أتعامل معاك كويس .. تمتمت سلاف بهذا لنفسها ثم قامت متجهة نحو خزانتها
فتحت الدرج المفخخ خاصتها ... راحت تنقب بتركيز شديد إلي أن أستقرت علي بيچاما جميلة جدا تحمل بطاقة فرنسية فخمة
كانت قصيرة من الشيفون الأسود مزركشة ببعض الشرائط الوردية المنسوجة من الساتان اللامع تذكرت أنها أعجيتها بعد أن رأتها علي إحدي العارضات بمجلة ما فصممت أن تشتريها حتي لو أنها تناسب المتزوجات ستحتفظ بها حتي يحين الوقت ..
ألقت بها فوق السرير و تناولت منشفتها و خرجت من الغرفة بدون أن تحدث أي ضجة ... و أثناء مرورها بالرواق حاولت جعل خطواتها خفيفة حتي وصلت إلي الحمام
أغلقت