الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية لسهام العدل

انت في الصفحة 5 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

هجهز .
بعد مرور حوالي ساعة ... جهزت نور وأمها للذهاب للطبيب وبينما هي سائرة بكرسيها المتحرك خارجة من مدخل البيت فإذا بشابين يماثلاها في السن داخلين من بوابة المنزل ....
يتبع
الفصل_الرابع
جهزت نور نفسها للذهاب لجلسة الطبيب ارتدت فستانها الزيتي وحجاب موضوع بإهمال بنفس اللون يتخلله زهرات صغيرة باللون الأصفر والأحمر ... بينما انسدلت بعض الخصلات البنية المموجة من تحت الحجاب .
وبينما هي تسير بكرسيها المتحرك مع أمها في الحديقة خارجة من المنزل فإذا بشابين مماثلين لها في السن يدخلان وتنفرج أسارير فاطمة لرؤيتهما فقد شعرت أن الله أرسل معهما الڤرج.
ذهبا مصطفي وعلي للسيدة فاطمة ليجدا حلا للمبلغ المطلوب ولو علي سبيل الدين ولكن كان للقدر رأي آخر أقدارنا هدايا مغلقة لا نعرف ما بداخلها فتفاءلوا خيرا.
تقابل الجميع عند بوابة المنزل القيا مصطفي وعلي التحية 
السلام عليكم ورحمة الله 
مصطفي للسيدة فاطمة ازيك ياست الكل.
فاطمة أهلا يامصطفي ... اتفضلوا.
مصطفي شكلنا جينا في وقت غير مناسب ... الظاهر انك خارجة .
فاطمة أيوة فعلا ... خارجة مع نور بنتي مشوار ساعة وراجعين وأخفضت بصرها علي نور.
انتبه مصطفي لوجود نور وأخفض بصره ناظرا لها ولكنه لم يستطع أن يرفعه وكأنه يدرس ملامحها وفي نفس الوقت نظرت له نور نظرة اللامبالاة خاصتها ولكنها طالت النظر.
تعجب مصطفي في نفسه من جمال عينيها البنيتين مع أنفها الصغير اللتان لا يهدأن من الحركة من فرط توترها ... لم يكن قمة الجمال في نور ولكنه جمال آخاذ ...مختلف بمعني الكلمة ... ولكن الغريب خليط المشاعر الذي تمتليء به عينيها من القسۏة والحزن والجمود والكسرة وهذا ماجعلها غامضة ... ولم ينكر شعوره نحوها بالشفقة فتاة في ريعان شبابها قعيدة كرسي متحرك ويدها اليسري أصابعها منطوية ... هل مرضها هو السبب في عرض أمها للزواج منها ... أم شخصيتها الغامضة ... أم ماذا 
هل تتحدث مثلنا أم أنها بكماء وعينيها فقط التي تتحدث
عندما أطال النظر نكزه علي ليرفع بصره من عليها قائلا طب احنا هنمشي يامصطفي ... ونيجي وقت تاني ياهانم.
مصطفي استرد عقله الذي ذهبت به نور محاولة منه أن يسمع صوتها تشرفنا آنسة نور .
نور بلامبالاة أهلا.
مصطفي في نفسه دي بتتكلم الحمد لله بس شكلها تنكة.
أخرجته من تفكيره فاطمة اتفضل يامصطفي أنت واللي معاك في الاستراحة هنا وأشارت علي أريكة علي اليمين في الحديقة واحنا مش هنتأخر.
علي مقاطعا لا إحنا نيجي وقت تاني .
مصطفي لا ياعلي ... خلاص ياست الكل هنتستناكي وأدار بصره ناحية نور دون أن يتحدث.
فاطمة خلاص اتفضلوا.
في سيارة فاطمة يقود سائقها الخاص بينما هي ونور يجلسان في الخلف ...تتذكر نور صورة الشاب الذي حاوطها بعينيه تتذكر ملامحه وتفاصليه طويل عريض المنكبين رياضي القوام حليق الرأس بينما كثيف الشارب والذقن رغم قصرها عينيه باللون العسلي المائل للخضرة تتذكر نظراته وتتألم منها فهي في أي مكان ملفت الأنظار ومحل العطف والشفقة من الجميع .
وأمها في نفس العالم تتمني بداخلها أن يكون قد وافق مصطفي علي طلبها لينقذ ابنتها من الضياع الذي تعيشه فمشكلتها ليست فقط في مرضها ولكن حالتها النفسية تدمر أي تطور صحي تصل إليه سنوات وسنوات بين غرف العمليات وأروقة المستشفيات بالإضافة الي السفر خارج البلاد للعلاج ...وبعد أن تعافت من الشلل التام واستطاعت الجلوس علي كرسي متحرك بدأت رحلة العلاج النفسي الذي لا ينتج منه أي تحسن بسبب إحباط نور وشعورها باليأس والنقص مما نتج عنه قسۏة وتمرد لكل من يقترب منها رفضها للصداقات والخروج بعد اتمام دراستها اوجع قلب أمها وكأن الله أرسل لها مصطفي لتولد نور من جديد علي يد رجل يشاركها الأطراح قبل الأفراح التمست في مصطفي الشهامة والطيبة بجانب الأدب وسمو الخلق قررت ألاتضيع الفرصة لو ستخسر كل ماتملك ستحاول جاهدة فهو الأنسب لها .
في استراحة الحديقة دار هذا الحوار بين مصطفي وعلي.
علي بس الست دي شكلها محترم أوي يادرش وهتوافق تسلفنا المبلغ.
مصطفي سارحا في نور مش حرام شابة زي بنتها تقعد كده محرومة من متع الحياة.
علي ماهو ربنا مبيعطيش كل حاجة يامصطفي الناس الأغنياء دول تلاقي حياتهم فيها اي حاجة معكراها .
مصطفي عندك حق ياعلي مبتكملش .
علي بس بنتها عاملة زي القطة اللي بتخربش تحسها كده فيها نسبة شړ .
مصطفي الله أعلم بظروفها ياعلي ... ربنا يعافيها.
علي ياااارب ... بس انا حاسس انه خير وهتفرج يامصطفي.
مصطفي ان شاء الله.
في عيادة الدكتور مراد تجلس فاطمة وابنتها في غرفة الانتظار تنتظر الدخول للدكتور وبعد دقائق جاءت السكرتيرة لنور الدكتور
في انتظار ياانسة نور.
تهم الممرضة لمساعدتها بالكرسي بينما تغضب منها نور قولت لك مية مرة مش عايزة مساعدة الكرسي بيتحرك اوتوماتيك .
الممرضة وقد بدا عليها الإحراج أنا اسفة ... اتفضلي حضرتك.
اتجهت نور بالكرسي لغرفة الدكتور وتركت والدتها كالعادة وفتحت لها الممرضة الباب ...عندما رآها الدكتور وقف من
جلسته مرحبا بنور

انت في الصفحة 5 من 33 صفحات