فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ

ولكن ساورته رغبة بمعرفة ردة فعل فتنة أكثر.
وقفت تبحث عن كلمات تلقيها بوجه تلك الفتاة التي لزمت مقعدها لتزم شفتيها بحنق وهي تعود بعينيها إلى براء وتقول
_ هي مراتك متعرفش فالأصول يا براء ولا الحلوة أهلها معلموهاش إن لما حماتها تبقى موجودة مفروض إنها تقوم تقف وترحب بيها وتبوس إيديها دي حتى باين عليها إنها مش عيلة صغيرة علشان متوعاش على اللي يصح واللي ميصحش و...
إكتفت فتنة من حديث تلك المرأة السخيف فوقفت وقد ضيقت عينيها وخطت بإتجاهها لتتراجع إمتثال خطوة إلى الوراء فابتسمت فتنة بسخرية ولكنها تداركت أمرها جيدا لتصدمهم جميعا وهي تمد يدها وتلتقط يد إمتثال التي شهقت بإضطراب وقبلتها وأعتدلت أمامها وقد تبدلت ملامحها تماما لتقول
_ سامحيني يا أمي بس العيب مش عليا العيب على براء اللي كل ما أطلب منه إنه يعرفني عليكي يرفض ويقولي لأ أنا مش حابب إنك تتعرفي عليها دا حتى رقم تليفون حضرتك مرضاش يدهولي وبصراحة كنت مستغربة رفضه.
باغتتهم جميعا فاتسعت عين سهيل وأخذ يترقب خطوات شقيقته التي لم يسبق له رؤيتها تتعامل مع أحد بتلك الطريقة بينما تاه براء كليا في ملاحقة وجه فتنة لقد جعلته يبدوا مذنبا أمام والدته التي رمقته بسخط لتقول بضيق
_ بتستعر مني يا أستاذ براء ورافض تعرف مراتك عليا ليه إن شاء الله بس أنا عارفة تلاقيك خۏفت أحكي لها عن بنت أختي اللي عشمتها بالجواز وركنتها جانبك ست سنين بحالهم ولما فكرت إنك ترحمها من كلام الناس خطبتها سنة وفالأخر سبتها وروحت أنت وأبوك وأخواتك وخطبت وكتبت كتابك من ورايا بجد أنا مش عارفة هوري وشي إزاي لأختي لما تعرف بالمصېبة دي.
كظمت فتنة ڠضبها بمعجزة وفركت كفيها معا ليقرأها شقيقها وأدرك بأنها على وشك الأنفجار بوجه تلك العجوز فأسرع وقال بصوت هاديء
_ بصراحة احنا منعرفش بكل الكلام دا وعموما حضرتك ليكي كل الحق إنك تعتبي على براء لكن أسمحي لي أنا بعترض على أسلوب حضرت فالكلام عن أختي لأنها وضحت اللي حصل وهي ملهاش ذنب إن كان براء أو والده خبوا عليكي موضوع الخطوبة وكتب الكتاب.
تحتم على براء التدخل فجميع العيون أنصبت عليه ليحمحم بحرج وهو يحدق بوجه والدته التي أجادت تصنع دور المخذولة بمهارة ليقول بصوت هامس
_ ماما لو سمحتي مافيش داعي لكل اللي بتعمليه وبتقوليه إلا لو كنتي قاصدة إنك تحرجيني أدامهم وتقللي مني وبعدين إيه موضوع بنت خالتي اللي بتتكلمي فيه دا عموما احنا لينا بيت نتناقش فيه مع بابا ونعرف ليه حضرتك جيتي هنا رغم إنه منعك تيجي أو تتصلي
رفعت أمتثال حاجبها عاليا ورمقته بتهكم وقالت
_ وهو أنا مثلا مفروض أخاف بعد ما سمعت الكلمتين بتوعك عموما بلهم يا حبيبي وأشرب ميتهم وسبني أنا أتعرف على مرات ابني براحتي دي شكلها مش سهلة وبترسم على تقيل قوي.
حاول براء أن يمنع والدته ولكنها أشاحت بوجهها عنه واقتربت من فتنة التي وقفت تحدق بها بنفس النظرة المتكسينة لتقول
_ وياترى بقى أنت بتدرسي يا مرات ابني ولا أكتفيتي من التعليم وقعدتي فالبيت.
_ أنا بدرس لسه فسنة تانية كلية تربية وبشتغل مع جمعية خيرية والحمد لله متفوقة فدراستي وبطلع من الأوائل دا غير إن أخويا سهيل علمني من صغري أزاي أضرب ڼار وكنت بخرج معاه ومع رياد أخويا نصطاد ماليش صحاب كتير هما إتنين أو تلاتة وحاليا بساعد فتجهيزات فرح أختي.
جلس أمامهما يتابع كيف أستحوذت فتنة على عقل والدته التي لزمت الصمت وأستمعت إلى حديثها بإهتمام لتسألها أمتثال
_ وعلى كدا بقى مع كل العلم دا بتعرفي تطبخي ولا مالكيش فشغل البيت.
ربتت فوق كفها بهدوء وقالت بصوت خجول
_ هسيب حضرتك تحكمي عليا وعلى أكلي لما تتغدي معانا النهاردة وعموما لو حابة أني أتعلم حاجة بطريقتك أنا مستعدة لأني بحب أطبخ جدا وبتعلم بسرعة.
أمأت إمتثال برأسها بالموافقة وجلست بتعالي إلى جوارها لتقف فتنة وتقول
_ القعدة مع حضرتك أخدتني من نفسي ونسيت أسألك تحبي تشربي إيه
غادرت الغرفة وهي على مشارف الإڼفجار وما أن إبتعدت عن مرمى السمع والبصر حتى أطاحت بأحد المقاعد من أمامها ليباغتها شقيقها رياد بتصفيق حاد من خلفها فأستدارت وعلى وجهها ملامح من ينتوي القټل ليتراجع پخوف ويرفع كفيه عاليا ويقول
_ أنا بريء يا فتنة ومعملتش حاجة أستحق عليها إنك تموتيني أنا لسه صغير يا أختي ومدخلتش دنيا.
رمقته بنظرات ڼارية ليقترب منها ويضيف
زفرت بحنق وأبعدت خصلات شعرها عن عينيها وقالت