فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ
وأطمن عليكي.
إتسعت عيناها بدهشة فسألته وهي تخفض رأسها حرجا
_ أنا أنا...
صمتت وأحست بقلبها يكاد يغادرها من قوة ضرباته فعلمها بأنه كان يترقبها وينتظرها كما كانت تراقبه وتتابعه أطار بعقلها لاحقها بنظراته ليرى أملا بداخلها فتنهد وهو يحدق بها بحب وقال
_ مكنتش أتخيل إني أفضل خمس سنين أبص عليكي وأتابعك من بعيد لبعيد كنت مړعوپ لتيجي فيوم وتقولي إنك هترتبطي بحد غيري أو إنك بتحبي حاولت كتير أعترف لك بمشاعري لكن خۏفت متكونيش حاسة بيا فتبعدي عن فتنة وأخسرك.
_ ريوان أنا هفاتح والدي إني عاوز أرتبط بيكي وهخلي ماما تتصل بوالدتك وتحدد معاها ميعاد علشان نيجي نطلب إيدك لإني بصراحة مقدرش أضيع يوم تاني وإنت بعيد عني.
لم تصدق بأن تتحقق أحلامها دفعة واحدة هكذا وأحست بأنها تحلق في عالم الأحلام كما كانت تعيش تلك السنوات الماضية فحدقت به وقالت
اومأ ليؤكد لها وقال
_ طبعا بتكلم جد يا ريوان أنا بحبك ومقدرش أسيبك تضيعي مني أو حتى أهينك وأهين نفسي بإن علاقتنا وحبنا يكون فالسر أنت تستحقي إن كل حاجة ليكي تبقى فالنور.
عاد سهيل إلى واقعه ليكفكف دموعه وعينه تحدق بصورتها ليكفهر وجهه ويعقد حاجبيه ويقول بصوت جليدي
جلست فتنة إلى جوار عاليا لا تدري بما تواسيها فوجهها المكلوم الشاحب يخيفها ويقلقها ونظرت إلى والدتها التي حاولت السيطرة على دموعها ولكنها لم تفلح فملامح عاليا دلت على تعبها بل وأضحت تهدد بإنهيارها غامت عينا فتنة بحزن وهي تفكر كيف ستخبر عاليا بما ينتظرها إستندت عاليا إلى كتف فتنة ودموعها تنساب بلا توقف فأحاطتها بساعدها وأغمضت عيناها وهي تشعر بأنها تضم صديقتها إليها لتنتبه كلتاهما إلى صوت غليظ يقول
ازدردت فتنة لعابها پخوف وعيناها تناشد ذاك الرجل بأن يتركها يملها الوقت لتحزن ولكنه أشاح بوجهه عن عينا فتنة وقال
_ أنا أسف ڠصب عني بس صاحب الشقة عاوز يستلمها وطلب مني أجي أبلغك إنك على بكرة الصبح تكوني مفضياها.
رفعت عاليا عيناها وحدقت به وهي تشعر بعدم الفهم فعن أي صاحب يتحدث وقفت سوار وأقتربت من مقعد عاليا لتبعد الأخيرة عيناها عن ذلك الرجل وتنظر إليها وتقول بصوت مخڼوق
بادلت سوار نظراتها مع ابنتها لتخفض رأسها بحزن وهي تشعر بالعجز ليعفيها الرجل بقوله
_ يا حجة عاليا الموضوع وما فيه إن الأستاذ نصار باع الشقة وقبض تمنها وكان مفروض يسلمها من أسبوع ودلوقتي صاحب الشقة عاوز يستلمها رغم إني والله فهمته الظروف بس هو مصمم إنه يستلمها وبيقول إنه لو الصبح مكنش جواها هيبلغ وإنت عارفة لو الشرطة جت هتتبهدلي بحاجتك وهما بيخرجوكي منها.
_ سهيل أرجوك تعالى ألحقنا طنط عاليا شكلها تعبان قوي وصاحب الشقة عاوزها تفضيها تعالى بسرعة أبوس إيدك.
في صباح اليوم التالي وقفت فتنة تجول بعيناها فوق أرجاء المكان الخالي وهي تبكي لتغادر فسألها رياد بوجه مقطب
_ أتأكدتي إن مافيش حاجة فالشقة يا فتنة
اومأت وهي تسيطر على دموعها وقالت
_ كل حاجة سهيل شحنها على المخزن عندنا ودلوقتي هنستنى صاحب الشقة يستلمها ونمشي ويادوب نروح المستشفى علشان نطمن على طنط عاليا أنا مش عارفة هي هتتحمل كل دا إزاي مۏت ريوان وضياع الشقة وطلاقها وإنها فجأة كدا تلاقي نفسها لوحدها ومن غير لا بيت ولا عيلة ولا أي حد معاها.
ربت رياد فوق كتفها وأدارها لينظر إليها وقال
_ طنط عاليا مش لوحدها ولا عمرها هتبقى لوحدها علشان إنت معاها وإحنا كلنا يا فتنة محدش فينا هيسيبها أبدا وبعد ما هتخرج من المستشفى هتيجي تقعد معانا زي ما ماما وبابا قالوا دا حقها علينا يا فتنة وزي ما قولت لك ريوان محتاجة أنك تراعي والدتها من بعدها ومتسيبهاش لوحدها أبدا.