فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ
تضرم فيها نيران ڠضبها بلا ذنب ولكنها لم تتحمل أن تبقى ساكنة وتلزم الصمت عما يحدث فعادت بعيناها إلى صديقتها وقالت
_ لو مش هتقدري تصارحي طنط يبقى روحي لعمك وقوليله على اللي بيحصل وهو اللي يتصرف معاه إنما إنك تشوفي اللي بيعمله وتقفي ساكتة وخاېفة مش هينفع وهتبقي شريكة له فكل حاجة لإنك عارفة وساكتة ومش بعيد يتطاول عليكي طالما عارف إنك مش هتتكلمي وضامن خۏفك ولسانك فإيده.
_ أرجوكي كفايا يا ريوان عياطك مش هيفيد ولا هيغير أي حاجة مش هيغير إنك شوفتي خېانة نصار لوالدتك على سريرها وفبيتها ومش مرة ولا أتنين لأ دول مرات وكل مرة يبص لك بإستهزاء علشان متأكد إنك مش هتقولي.
_ ريوان أنا خاېفة عليكي أحسن نصار يضايقك وإنت أغلب الوقت بتبقي قاعدة فالبيت لوحدك صدقيني مهما كان موقف عمك فهو إستحالة هيقبل إنه يسيبك ټتأذي وهيعرف يساعدك من غير ما طنط تعرف حاجة وحتى لو عرفت هيبقى الموضوع أخف أرجوكي يا ريوان فكري كويس وبلاش تقبلي بالأمر الواقع.
فركت كفيها بحرج وعيناها تتبدل بين النظر إليه وإلى وجه فتنة التي أسرعت وقالت
_ إنت هنا من بدري يا سهيل
نفى برأسه مجيبا
_ أنا لسه واصل من برا بس هخرج تاني علشان نسيت ورق مهم مع واحد صاحبي مضطر أروح له البيت أخده منه وأرجع بس إنت بتسألي ليه عوزاني فحاجة ولا محتاجة توصيلة إنت وريوان.
_ بصراحة كنت طمعانة إنك تاخدني أنا وريوان تودينا المول يعني محتاجين نلف لفة هناك نشوف الجديد اللي نزل وكمان علشان نشتري هدية ثراء ما إنت عارف عيد ميلادها قرب.
وافقها قائلا وعيناه تلاحق عينا ريوان
_ تمام أنا هتصل بزميلي أأخر ميعادي معاه وهاخدكم المول وأرجعكم تاني بعد ما تخلصوا يلا لو جاهزين.
ما أن قاد سهيل سيارته وأبتعد عن منزلهم حتى ناشدته فتنة قائلة
_ معلش يا سهيل ممكن توقف أحسن أنا نسيت موبايلي والمحفظة فالبيت بص خد ريوان للمول وأنا هرجع على السريع أجيب المحفظة والموبايل وأحصلكم.
_ أنا أسف مكنش المفروض أقول الكلام اللي قولته دا ولا حتى أقف بالعربية هو مكنش المفروض أساسا إني أسيب فتنة تنزل وتسيبك لوحدك معايا أنا أسف يا ريوان.
ازداد رجيف قلبها حين إستدار سهيل بسيارته وعاد إلى منزلهم وأحست ريوان بأن صمتها وخۏفها أضاع منها فرصة الحديث معه التي تمنتها طويلا ولم تدر بأنها بكت بصوت عال إلا حين توقف سهيل مرة أخرى فألتفت وحدق بها پألم ولام نفسه بقوة لحديثه وتهوره فأشاح بوجهه عنها ليسمعها تقول بصوت متحشرج
_ كن كنت عاوز تقولي إيه
قبض بقوة على مقود سيارته ليمنع نفسه من النظر إليها من جديد وزفر وقلبه يرجوه أن يخبرها بمكنون ليطلق سهيل صراح أنفاسه وكلماته معا
_ كنت عاوز أقول كتير يا ريوان بس خاېف يكون مش من حقي أعترف لك باللي جوايا.
_ خاېف أصدق اللي قريته جوا عيونك لأكون بحلم فتفتكري لو قولتها هتبقى من حقي ومش هطلع بحلم.
ازدردت لعابها وأمائت برأسها ليفاجئها سهيل بمغادرته لسيارته وإلتفافه حولها وفتح لها باب وهو يشير إليها لتجلس إلى جواره وما أن جلست بالمقعد الأمامي حتى عاد إلى مقعده ونظر إليها قائلا
_ كدا بقى أعرف أتكلم وأقول كل اللي جوايا براحتي ريوان أنا من أول يوم شوفتك فيه وأنا مشغول بيكي وبفكر فيكي على طول وبقيت بستنى إنك تيجي لفتنة علشان بس أشوفك