امرأة العقاپ لندى محمود
فقط وهب واقفا بعد أن خطڤ قبلة سريعة من وجنة هنا وابتعد يغادر المنزل ليتحدث بالخارج وسط نظراتها المشټعلة له وهي ترفع حاجبها مغتاظة جاهدت في البقاء ثابتة وغير مبالية بأمره على عكس داخلها الذي يشتعل ولوهلة رغبت بأن تندفع إليه وتسأله من تلك الفتاة ولكن بأي حق ستسأله بعد طلاقهم وبالأخص أنها هي من أصرت على الانفصال ونفذت مطلبها بالنهاية !
مكانها دون حركة وعيناها عالقة على الخارج تتابعه من النافذة المفتوحة وهو يتحدث مع تلك الفتاة وتارة يضحك وتارة يتحدث بجدية وعلى الجانب الآخر كانت ابنتها تحدثها وتشرد لها حكايتها الطفولية وهي مرة تجيب ومرة يكون كامل تركيزها منصب عليه لتخرج منها همسة بالأخيرة ساخرة وهي تبتسم
بقت تأكل في نفسها من الغيظ والغيرة حتى عاد بعد دقائق فاستقرت في عيناها نظرات كلها امتعاض وخنق تصنع أنه لم يلاحظها وتجاهلها تماما ثم عاد لابنته وسأله عن جدها نشأت فاخبرته أنه ليس بالمنزل وخرج منذ الصباح الباكر
توقفت وقبل أن تخطو خطوة واحدة للأمام انتابها دوار شديد للحظة جعلها ترتد للخلف وكانت على وشك أن تسقط لولا يديه التي احاطتها بإحكام فحدقته مذهولة ورأت وجهه مشوشا بالبداية لكن عادت الرؤية لوضعها الطبيعي بعد ذلك وسمعت صوته القلق ونبرته الدافئة يسأله
فركت جبهتها بلطف وتمتمت بصوت خفيض
_ كويسة أنا هطلع ارتاح في أوضتي فوق شوية
تحركت وبعد خطوات بسيطة عاد الدوار من جديد ولحسن حظها هذه المرة أنها كانت بالقرب من الحائط فاستندت عليه وباللحظة التالية فورا وجدته خلفها يهمس بغلظة صوته الرجولي
_ مش هتقدري تطلعي وحدك تعالي هطلعك
_ إنت بتعمل إيه نزلني متنساش إننا اتطلقنا خلاص
رمقها بنظرة مستاءة ومخيفة بعد تذكيره بطلاقهم وهتف
_ منستش ومتنسيش إنتي كمان إنك لسا في فترة العدة
_ عدنان نزلني نزلني !
قال بخنق وغيظ منها
_ متقلقيش أول ما نوصل الأوضة هنزلك وامشي أساسا
_ نزلني بقولك !!
لم يكترث لأمرها وأكمل سيره حتى وصل لغرفتها ثم انزلها فوق الفراش طالعها بنظرة مغتاظة وعدم حيلة قبل أن يستدير ويهم بالانصراف كانت هي تثب واقفة من الفراش وتركض للحمام حتى تفرغ ما بمعدتها اسرع إليها ووقف عند الباب يطرق بقوة ويهتف بقلق
_ جلنار إنتي كويسة افتحي الباب طيب اطلبلك الدكتور
ردت عليه بصوت مبحوح وضعيف
_ أنا كويسة يا عدنان امشي
وأنا هنزل وراك
_ طيب افتحي الباب بقولك
قالها بانفعال بسيط ليسمعها تصيح بغيظ وعناد
_ مش هفتح قولتلك امشي
كور قبضة يده بغيظ يحاول تمالك أعصابه حتى لا ينفعل عليها وبقى أمام الباب ينتظرها لوقت حتى خرجت وهي تجفف وجهها وطالعته شزرا فبادلها نفس النظرة ثم استدار وانصرف قبل أن يفقد زمام أعصابه !
بعد ساعات قليلة من رحيله خرجت جلنار من الحمام وهي تمسك بيده شريط صغير لاختبار الحمل فتلك الأعراض تكررت كثيرا منذ فترة لديها وبالأخص بعد تأخر الدورة الشهرية عنها طجعلها شبه متيقنة من أن هناك أمر ليس طبيعي بعد ساعات
قليلة من رحيله خرجت جلنار من الحمام وهي تمسك بيده شريط صغير لاختبار الحمل فتلك الأعراض تكررت كثيرا منذ فترة لديها وبالأخص بعد تأخر الدورة الشهرية عنها طجعلها شبه متيقنة من أن هناك أمر ليس طبيعي
_ الفصل الثاني والستون _
تمكنت منها دهشتها لبرهة من الوقت وهي تتمعن في الأختبار الصغير لا تصدق ما تراه عيناها وأيضا هناك ابتسامة عفوية بدأت تشق طريقها لثغرها نفرت عن ذهنها بهذه اللحظة أي فرصة لأفكار عبثية وسخيفة قد تعكر عليها جمال اللحظة وسعادتها كأي أنثى وفقط راحت تفكر أنها سترزق بطفل ثاني عن قريب
اشرف وجهها من فرط السعادة وابتسامتها انفرجت باتساع لتظهر عن أسنانها الناصعة البيضاء وبيدها راحت تلمس بطنها
مبتسمة بقت على هذا الوضع لدقائق طويلة حتى سمعت صوت طرق الباب الخفيف ومن بعده انفتح وظهر أبيها الذي دخل بخطوات هادئة واقترب منها مبتسما يقول
_ عاملة إيه ياحبيبتي
جلنار بثغر متسع
_ الحمدلله يابابا كويسة
نشأت بنبرة جادة
_ عدنان كان هنا قبل ما آجي فعلا
_ آه جه يشوف هنا ويطمن عليها وبعدين مشي
تقدم منها باهتمام وسألها
_ بدرية قالتلي إنك تعبتي وهو طلعك على الأوضة هنا حصل إيه ياجلنار إنتي كويسة
ترددت في بادئ الأمر لكن سعادتها قادتها ولم تتمكن من ضبط لسانها الذي