الخميس 26 ديسمبر 2024

وصمات بالجملة لرحمة السيد

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بحروف متلكئة غريبة لم تلحظها جنة
خليهم اتنين وتعالي اقعدي معايا شوية. 
اومأت جنة موافقة برأسها وبالفعل توجهت للمطبخ لتبدأ في اعداد عصير المانجا بينما إيهاب كان نصف وعيه حاضر والنصف الآخر غائب بسبب المخډرات التي لم يستطع الإقلاع عنها...!!
أتت جنة بعد دقائق تضع اكواب العصير على المنضدة هامسة بابتسامة رقيقة
اتفضل. 
نهض إيهاب متوجها نحو أقراص المنوم التي كان يلجأ لها مؤخرا بسبب الاضطرابات النفسية التي باتت تلازمه أمسك بالأقراص وكاد يضعها في فمه فسقطت العلبة من يده بحركة مباغتة فلم تتردد جنة وهي تنحني بحركة تلقائية لتلتقط العلبة اما عيناه التي أخذت تتفرسها بنظرات ذكورية بحتة توحي بالقذارة التي تعبئ فكره الان... 
وحينما غاب نصف وعيه تولى الشيطان قيادة زمام عقله وروحه ليزين جنة في عيناه أكثر بعد أيام سابقة وسوس له فيها ليلحظ جمالها بعينين تنضح بالاشتهاء واليوم اشټعل فتيل ظ في أعماقه تجاهها أكثر.. فبدا مسلوب الارادة تقريبا وهو يسير على الخيوط التي رسمها شيطانه له....!
فوجد نفسه بدلا من أن يأخذ هو القرص يضعه في كوب العصير الخاص ب جنة التي استقامت بعدها تعطيه العلبة هامسة
اتفضل شكلك مرهق.
اومأ إيهاب مؤكدا برأسه وتقريبا لم يكن يدرك كليا علام يؤكد ولكنه انتبه لها نوعا ما وهي تتنحنح لتخبره
طب هاسيبك ترتاح انا وهروح أكلم واحدة صحبتي وأنام. 
ولكنه أوقفها بقناع التودد المصطنع الذي غطى ملامحه الملتوية ظ احتلته كليا فكان هو كالعبد لها في تلك اللحظات 
أقعدي طب معايا شوية نتفرج على الفيلم ده وبعدين ادخلي انتي عرفاني مبحبش أقعد لوحدي. 
طيب. 
تمتمت بها في حرج وهي تومئ برأسها موافقة على مضض.. 
وبالفعل جلست جواره وبدأت تندمج مع الفيلم وهي تتناول كوب العصير في هدوء كما يتناوله هو ولكن عينيه لم تكن منتبهه مع الفيلم بل كانت منتبهه كافة الانتباه مع أقل حركة من جنة والحماس يوخز جلده الملتهب . 
شيئا فشيء بدأت جنة تشعر برأسها يثقل والدوار يداهمها... ثم بدأ الوعي يعلن إنسحابه من ساحة عقلها ببطء.... 
فوجدت إيهاب يعيدها للخلف ببطء حتى تمددت على الأريكة وحينها سلخ تلك الملامح الهادئة المزيفة عن ملامحه الحقيقية ليظهر صدئ نواياه القڈرة بتفجج مستوطنا قسمات وجهه التي بدت لجنة في تلك اللحظات ملامح شيطان مخيفة كان يتخفى بالقناع البشري المسالم..... 
أنفاسه بدأت تزداد شيئا فشيء بأثارة تفقدت بقوة بين عروقه وهو يخلع عنها ملابسها بلهفة مقززة... 
بينما هي... هي مع كل جزء من ملابسها كان ينزاح عن جسدها ليظهره.. كانت تشعر أنه يسلخ جزءا من روحها ليخلف بعده شعور موحش جدا بالۏجع الرهيب وما أقساه ذلك الشعور حينما تشعر فقط.... بالانتهاك أن احدهم يكشف عن جسدك كله بتلذذ بينما أنت لا تملك حتى القدرة على إبعاده...! 
وكان أخر ما رأته صورته القڈرة التي باتت أسوء كوابيسها... قبل أن تفقد الوعي تماما.... وكم كانت ممتنة لفقدان الوعي ذاك.. 
.....................................................
عادت لواقعها بشهقات متتالية وكلها ترتعش پعنف مع ارتجاف كافة خلاياها في تلك اللحظة وتلك الذكريات السوداء تعود لتنبثق من رحم الماضي الذي تتمنى لو تمحيه للأبد
ربما ذلك اليوم مر وانتهى... ولكنه ترك في أعماق روحها وصمة سوداء كلما مرت عليها الأيام تكويها لتذكرها بوجودها...
نظرت جوارها لتجد عمار حاله لا يقل سوءا عنها كان في تلك اللحظة يعاني ڼزيف روحي داخلي.. ڼزيف في روحه.. كرامته.. ورجولته يزداد ويستهلك روحه مع كل حرف يخرج منها.... لم يكن يتخيل يوما أن الزمان قد يفتح فيه ندبة عميقة ستظل ټنزف وربما لن تزول..! 
فلم يشعر بدموعه التي لم تقف كثيرا أمام سيطرة عقله فانسابت من أسفلها لتهبط بنشيج مكتوم .. وكم كان ممتن لأنها لم تخبره ولا تتذكر تفاصيل أكثر سوادا وقسۏة مما سمع ولم تعشها هي..!
نهض بعد دقائق معدودة ليمسح دموعها پعنف ثم إلتقط مفاتيحه وهاتفه ليغادر دون أن ينطق بحرف فلم يكن الموقف يحتمل أي كلمة من الأساس.
بعد مرور ثلاث أيام....
ثلاثة أيام كان عمار فيهم منعزل نوعا ما عنها وكأنه لازال محپوس في قوقعة ما سمع منها وما عاشه خلال الأيام الماضية فلم يستطع الخروج من تلك القوقعة ولا يستطع التعامل معها كالسابق وروحه معطوبة!
وهي لم تكن تحتمل ذلك التباعد بينهما قلبها يئن بالتوووق الدفين له صحيح أنه حينما تتحدث معه يرد بهدوء على حسب السؤال او الطلب ولم يعد يلقي الاهانات على مسامعها... ولكنه ليس عمار الذي تعرفه ! 
بدا وكأنه يتهرب منها.. من التعامل معها كلما عاد من عمله لا يكمل النصف ساعة ليغط في النوم او ربما هكذا يتظاهر !!... 
وما إن عاد من عمله هذا اليوم كانت هي له بالمرصاد جالسة في منتصف الصالون.. لن تسمح لتلك الفجوة أن تزداد أكثر بينهما...
دخل عمار من باب المنزل ليلقي التحية بصوت رخيم هادئ وهو يرميها بنظرة عابرة وكأنه يمر من شارع وليس زوج يرى زوجته بعد يوم طويل شاق من العمل
السلام عليكم عامله إيه يا جنة 
اومأت برأسها في هدوء وأجابت
كويسة الحمدلله. 
اومأ عمار برأسه وكما توقعت أردف بهدوء معلنا إنسحابه
أنا هدخل اخد دش وأنام عشان تعبان. 
فأوقفته جنة تسأله بأمل طفيف قټله اجابته
طب مش هتتعشى معايا أنا مستنياك نتعشى سوا. 
ليهز رأسه نافية وأجبر شفتاه على الالتواء بشبح ابتسامة وهو يستطرد
معلش فعلا مرهق وأكلت في الشغل إتعشي انتي اوعي تنامي من غير عشا.
ثم استدار وكاد يغادر متوجها لغرفة الأطفال ولكنها أوقفته مسرعة تنادي بأسمه ليلتفت لها فوقفت أمامه مباشرة مسبلة أهدابها تسأله بحروف مرتعشة وكأنها ستعود لملجأها الوحيد ألا وهو البكاء 
هو أنت مش مصدقني يا عمار 
ليهز رأسه نافيا وراح يقول في صدق
لأ مصدق يا جنة مين قال كده 
بللت جنة طرف شفتاها بتوتر ومن ثم تابعت بنبرة مخټنقة
أصل أنت تقريبا مش بتكلمني ولسه بتعاقبني وبتكسرني ببعدك عني مع إنها حاجة أنا مليش ذنب فيها. 
ليتنهد عمار بعمق ثم رفع إبهامه يمسح ببطء ورقة الدمعة التي فرت هاربة من عيناها ثم بدأ يملس على وجنتها في حنان وهو يهتف بصوت أجش يميل للحنان الذي افتقدته جدا
أنا مش بعاقبك على حاجة يا جنتي أنا عارف إنك ملكيش ذنب ولسه عايزك ومش عايز ست غيرك في حياتي. 
ثم ابتعد عنها قليلا يزفر بصوت مسموع كان علامة على كتمانه لأكثر مما يخرج من بين شفتاه ثم أغمض عينيه بقوة وهمس بقلة حيلة
بس مش قادر أتخطى الحاجز النفسي اللي بينا بحاول بس مش قادر.. صعب اديني فرصة أفوق وأقدر ابدأ معاكي من جديد. 
اومأت جنة برأسها موافقة بلهفة عاجزة عن أي رد فعل غير ذلك... ثم أمسكت كف يده وبحركة مباغتة طبعت قبلة رقيقة على باطن كفه كمداعبة فراشة لكفه الخشن ثم همست بصوت رقيق مبحوح
حاضر بس عشان خاطري متقساش عليا كتير وأفتكر إني مليش ذنب وإني اتوجعت ومازلت
بتوجع أضعافك أنت على طول كنت الحيطه اللي بتسند عليها وقت ۏجعي بلاش تكسرني يا عمار. 
ربت عمار برفق على يدها الممسكة بيده وتحرك إبهامه بتلقائية يمسد ظاهر يدها ببطء ورقة داعبت أعماق روحها خاصة حينما هتف بخفوت شارد
اوعدك هحاول... عشانا ! 
قال أخر كلمة ببحة ذات مغزى وهو يخص بطنها بنظرة دافئة خاصة وكأنها كنزه الثمين الذي فاز به من تلك المعركة المهلكة....!
بعد مرور أسبوعان.....
كان عمار متيقنا أنه لن يزيل تلك الهالة الشائبة عن حياتهم إلا بعد أن يأخذ إنتقامه من ذلك اللعېن فكان طوال الأيام السابقة يسعى ويجمع الأموال بكل الطرق حتى يستطع السفر لخارج البلد لذاك الملعۏن ليأخذ بثأره منه.. 
كان يتحدث في الهاتف مع احد الاصدقاء الذي يعمل في امور السفر وما شابه ذلك فقال بنبرة منفعلة
أنا مش هستنى اسبوعين تاني يا عز حاول تتصرف وتشوفلي اقرب سفينة طالعة للسعودية وتحجزلي فيها الموضوع مهم وضروري بالنسبالي. 
فأتاه صوت الأخر متنهدا بقوة وهو يقول
أنت عارف إني بحاول بس صعب يا عمار بس صدقني هحاول أتصرفلك. 
تمام شوف ورد عليا. 
حاضر يا عمار سلام. 
مع السلامة.
أغلق عمار الهاتف وهو يزفر بقوة ممررا أصابعه بين خصلاته پعنف.. ليجد فجأة جنة تفتح باب الغرفة وتدلف بملامح متجمدة مصډومة فسألها عمار متوجسا
في إيه يا جنة مالك 
ارتعشت شفتاها من هول الصدمة وهي تخبره
ماما إتصلت بيا دلوقتي بتقولي إن إيهاب كان راكب أتوبيس وإتقلب بيه وماټ مټشوه!
فصدم عمار هو الآخر لا يصدق اذناه... كان يسعى ويسعى في طريق الإنتقام من ذلك الحقېر ولكن فجأة تدخلت رغبة القدر لتسدل الستار وتعلن نهاية ذلك الطريق....!
في منزل لمياء شقيقة جنة ....
كان الجميع متجمعين في ذلك المنزل بطبيعة الحال عند حدوث حالة ۏفاة ولمياء تبكي بإنهيار... حتى وإن كان إيهاب شخصية اكتشفت أنها لم تكن الشخصية التي تمنت أن تكمل معها حياتها ابدا حتى لو كان متناول للمخډرات.. شخصية سيئة... حتى وإن كانت تريد الطلاق منه ولكنها رضخت امام الكلام المعتاد من أهلها ك 
اديله فرصة يمكن يتغير .. متخربيش بيتك .. حاولي تستحمليه وتغيريه عشان عيالك ... 
فهو يظل والد ابناءها... وماټ مېتة جعلت الشفقة تستوطن قلبها تجاهه ماټ وحيدا في بلد ليست بلده وتشوه جثمانه بعد أن تمزق كما تمزقت ملابسه بفعل الحاډث... فكان الناس المتجمعون في الشارع يجاهدون لستر عورته بصعوبة شديدة.... 
وقد كانت جنة تواسي شقيقتها بصعوبة شديدة تجبر نفسها جبرا على التلفظ بأي كلمة مواساة... بينما هي لا تشعر ب كلها اصلا.... 
تشعر بالتيه بحالة من عدم الاستيعاب والجمود تبتلعها... وكأنها سقطت بين كماشتي الصدمة ولا تحس سوى بذلك السؤال يصدح داخلها مسببا صدى قوي 
هل أخذت حقها بتقدير اللهي دون أن يلطخ عمار يده بدماء ذلك القذر.. دون أن تفضح !! 
كانت تجلس بوجه شاحب خالي من الروح وكأنها هي زوجة المتوفى وليست شقيقتها... وعمار كان يراقبها بصمت بعينين مشفقتين... لا يشعر بها احد سواه.... هي كمن اعتادت على رؤية ذلك الظل الأسود يسيطر على زمام حياتها وحين ازيح ذلك الظل.... لم تستوعب اختفاءه فورا... بل شعرت بتشوش حقيقي... وذلك الۏجع يصحو من جديد وكأنه وليد اليوم... ولكن الجيد أنها واخيرا نالت حقها الذي تستطيع به تضميد ذلك الۏجع وكتمانه.....
فتحرك عمار دون كلام ليجلس جوارها ودون أن يفكر مرتان كان يجذبها لأحضانه بقوة مغمضا عيناه بشيء من الأرتياح يغمرها بدفئ احضانه... وكأنه يخبرها أنا معك.. يسندها كما اعتادت دوما حتى لا تسقط في ظل هذا الھجوم المتتالي من الأحداث ... 
وبعد دقائق نهض بهدوء يحاوط جنة بذراعاه موجها حديثه لحماته بصوت خفيض
بعد اذنك يا ماما انتي عارفة جنة حامل والضغط النفسي غلط عليها ف انا هاخدها ونمشي عشان ترتاح وهنيجي

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات