الخميس 26 ديسمبر 2024

وصمات بالجملة لرحمة السيد

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بكره بأذن الله. 
اومأت والدتها برأسها موافقة بخفوت
ماشي يا عمار ربنا يحميك ويحفظكم لبعض يارب.
بعد مرور حوالي ثلاث شهور....
كاد عمار يغادر لعمله كعادته يوميا ولكن استوقفته جنة التي دخلت له الغرفة بملامح متشنجة يطفو على سطحها الألم وهي تمسك بطنها هامسة بوهن
عمار أنا هنزل مع ماما نشوف دكتورة عشان تعبانة شوية. 
فاقترب منها عمار مسرعا يسألها بصوت متلهف قلق
مالك حاسه بإيه 
فعقدت حاجبيها وراحت تخبره بنبرة فاح منها الألم بوضوح
بطني ۏجعاني اوي مش قادرة امبارح جاتلي نغزات كده بس قولت عادي واستحملت بس النهارده زادت. 
الف سلامة عليكي يا حبيبي تعالي انا هاخدك للدكتورة وفي الطريق هكلم مامتك اقولها اني اخدتك. 
اومأت موافقة دون أن تنطق بشيء لم تطلب منه أن يذهب معها لطبيبة حتى تعطيه الفرصة ولا تضغط عليه كما أخبرها سابقا ولكنها سعيدة بمبادرته واخيرا بعد فترة كانت تذبل فيها
وبعد فترة.....
كانت الطبيبة قد إنتهت من فحص جنة فجلست في هدوء تخبرهم بنبرة دبلوماسية
متقلقوش الجنين بخير بس المدام عندها ضعف عام وواضح إن التقلصات دي والألم اللي  
طبعا يا دكتورة شكرا جدا لحضرتك.
تمتم بها كلاهما شاكرين الطبيبة... ولكن عمار كان في واد آخر... حبيس أفكاره وعتاب ضميره كان يسقط عليه كالسوط ليجلده مع كل كلمة من الطبيبة... كيف لم يفكر يوما منذ أن عرف بخبر حملها أن يأخذها لطبيبة ليطمئنا على الجنين !.. ألهذه الدرجة هو كان مقصر في حقها وفي حق طفله.. ألهذه الدرجة ضغط عليها نفسيا حتى وصل ۏجعها لطفله الذي لم يأتي بعد...! 
 وجهه الملتوي بمشاعر شتى.... ثم قرر أن يقف وقفة حاسمة مع نفسه بشأن ما حدث وما سيحدث... 
يجب عليه أن يحجم أشباح الماضي التي كانت تطوف حياتهما سارقة منهما كل شعور دافئ زاهي لتتركهم فقط ملطخين بوصمات الماضي...!
وما إن وصلوا منزلهم حتى توجهت جنة نحو غرفتهما تبدل ملابسها وتتسطح على ذلك 
انا اسف إني قصرت معاكي جامد الفترة اللي فاتت وأسف إني تعبتك وخليتك تفكري إني بعاقبك حقك عليا يا ست البنات صدقيني مكنتش قادر أتخطى اللي حصل بسهولة. 
اومأت جنة موافقة بعينين لامعتين بالدموع
أنا عارفة يا حبيبي وفاهمة كويس متقلقش بس صعبان عليا بعدك عني كل الوقت ده. 
من النهارده بأذن الله مفيش بعد مفيش أسرار.
من جديد بعد شهور من الجفاف
في قرب.. قرب وبس! 
فأومأت مرة اخرى بابتسامة متحمسة طفولية ليردف عمار بعدها بعبث اشتاقت له في نبرته
ما تيجي نلعب لعبة حلوة يا جنتي. 
لتسأله جنة باهتمام
لعبة إيه 
لتلمع عيناه بشقاوة وهو يخبرها في مكر
عضت جنة على شفتاها كعادتها عندما تشعر بالخجل ولكنها اومأت برأسها بصمت خجول ليسألها عمار بعدها بنبرة صبيانية مضيقا عيناه
Dont stop . 
قالتها ببراءة وتلقائية شديدة ولم تشعر بالفخ الذي أعده لها بتلك اللعبة الماكرة إلا حين رأت تلك اللمعة الوقحة التي تعرفها جيدا وقد اشتاقت لها جدا تعود لتزين سوداوتاه من جديد.... 
عز الطلب يا غالية. 
. وأخيرا أحس أن كل خلية به تنبض بالحياه مرة اخرى.. أنه يرتوي بعد شهور من الظمأ القاسې على قلبه المسكين المعذب في عشقها......!
تمت بحمدالله.

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات