جلاب الهوى الجزء الأول من الأول إلى السابع لرضوى جاويش
عنك لا اعرف عاداتكم و لا تقاليدكم و لا ايه المفروض او مش المفروض بالنسبة لك و لا يهمنى اعرفه بالمناسبة لأني هنا ف مهمة محددة و باذن الله تخلص على خير مش موجودة عشان تعلمني ايه اللى يصح او ميصحش من وجهة نظر سيادتك عن اذنك
و اندفعت فى اتجاه العربة و فتحت بابها و دلفت اليها و اغلقته خلفها فى عڼف
لحظات و تبعها عفيف و تبعه مناع كانت هى تتطلع من النافذة لا تريد ان تلق بالا لمن دخل او خرج من السيارة كأن الامر لا يعنيها
لحظات و خرجت العربة للطريق مرة اخرى تنحنح عفيف و هو يمد كفه ببعض الاكياس و كوبا كرتونيا من الشاي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مدت كفها تتناول كوب الشاي و الاكياس هامسة فى تحذير للسانها ان يلزم الصمت و لا يسبق عقلها في العمل كعادته لأنها بالفعل تتضور جوعا وذاك الطعام جاء بالوقت المناسب و كوب الشاي ذاك هو الأثمن على الإطلاق لعله يهدئ و لو قليلا من ذاك الصداع الذى اكتنف رأسها ولا سبيل لعلاجه
تنبهت انه يتناول طعامه بالمثل و كذا مناع همست بنفسها جيد انه لم ينس سائقه هناك بعض من رحمة في قلب ذاك الرجل
مر بعض الوقت و الصمت هو اللغة السائدة داخل السيارة شعرت بالضجر يكاد ېقتلها و الطريق حولها قد تحول للون قاتم جراء زحف الليل لتصبح العربة و كأنها تسير فى طريق من رماد لا نهاية له
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كرأسها و ذاك الصمت يعد تربة خصبة للكثير من الخواطر و الشجون لكن اعتقادها كان خاطئا فما ان ترجرجت السيارة قليلا بفعل احد مطبات الطريق حتى انحرف وجهه باتجاهها لتدرك انه يغط فى نوم عميق
لا تعلم ما دهاها حتى تتفرس فى ملامح الرجل بهذا الشكل ! جبهة عريضة تغطي الجزء الأكبر منها تلك العمامة لتنحدرعيناها الى حاجبين كقوسين فحميين يظللان عيون صارمة خبرت نظراتهما عدة مرات اليوم و كانت كافية و زيادة لتدرك ان تلك العيون هى عيون نظراتها امرة لا تقبل الا الطاعة انف شامخ ينحدر قليلا عند ارنبته ليظهر منخاران متوسطى الاتساع تشعر بأنفاسه من خلالهما عميقة قوية و دافئة يظهر اسفل منها شارب كث متناسق و مهذب يحتل منطقة ما فوق الشفاه العليا و يغطيها تماما و اخيرا فم واسع بعض الشئ كان باختصار مثال حي لرجولة خشنة و ملامح لا تعرف اللين
أبعدت ناظريها عن محياه و حمدت ربها فى نفسها انه لم يدرك انها كانت تتأمله
سأل عفيف مناع بصوت متحشرج لايزل يغلب عليه النعاس مما جعلها تشعر فجأة بعدم الارتياح لذاك الشعور الذى استبد بها ما ان وصل لاسماعها لسه كتير يا مناع !
اكد مناع لاااه خلاص يا عفيف بيه جربنا
ادار وجهه مواجها لها هاتفا تلاجيك تعبتي يا داكتورة ! معلش بلادنا بعيدة
همست و هى تحاول ان لا تتقابل نظراتهما فهى لم تجمع أشتات نفسها بعد الذعر الذى سببه لها استيقاظه المفاجئ ذاك لا ابدا انا كويسة الحمد لله و بعدين دلوقتى نوصل و نستريح
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اطلق مناع نفير العربة عدة مرات و هو يمر من خلال بوابة قصيرة نسبيا من الحديد المفرغ كانت مفتوحة على مصرعيها سارت العربة صاعدة منحدر طويل ينتهى قرب باب خشبى ضخم اشبه بأبواب القلاع القديمة راحت تتطلع لما حولها فى تيه و هى غير قادرة على تبين ملامح المكان حولها في ذاك الظلام الذى يسربلهم وتنبهت من شرودها و عفيف يستدير ليفتح لها باب السيارة هاتفا في هدوء اعتادته اتفضلي يا داكتورة
خطت خارج العربة في وجل تشعر انها تخط أولى خطواتها تجاه مجهول لا تدرك كيف يمكنه التأثير على مجريات حياتها التي اعتقدت انها ستسير دوما في وتيرة واحدة ما بين عملها و بيتها و اخيها و لكن هاهى تكتشف الان ان الأمور لم تسر على ذاك النحو السلسل الذي كانت تتوقعه فما بين طرفة عين و انتباهتها وجدت نفسها في بلاد غريبة مع شخصيات اغرب لهم عادات و تقاليد لا تستوعبها و حياة اخيها الوحيد في خطړ من جراء معاداتهم
انتقضت عندما وصل لمسامعها هتاف عفيف ربما للمرة الثالثة داعيا إياها لمغادرة السيارة
بالفعل ترجلت منها في بطء عجيب و كأنها تنوى التراجع و العودة من حيث أتت و لكن هل هذا ممكن ! ترى أين هو نديم اخوها في تلك اللحظة ! و هل ناهد اخت عفيف بالفعل معه !
وقفت في تردد تتطلع حولها بقلق و وقعت عيناها على ذاك البيت الذي يقف شامخا قبالتها لم يكن من الصعب حتى في ذاك الظلام تبينه كان بيت من البيوت القديمة يعلو لثلاث طوابق يغلب عليه الطابع الحجرى فله بعض الأيقونات و النقوش على بعض افاريز النوافذ و الشرفات جعله أشبه بقلعة قديمة من قلاع القرون الوسطى أين هي! تسألت في دهشة و هي تجول بناظريها حولها من جديد
كان عفيف مدركا تماما لحيرتها و توجسها لذا تركها و تمهلها قليلا حتى استعادت ناظريها ووجهتهما اليه من جديد ليهتف في هدوء مريب مرحب بيك يا داكتورة ف النعمانية اتفضلي
تقدمها خطوات لتتبعه و يتبعهما مناع حاملا حقيبتها الوحيدة التي استطاعت المجئ بها
دخلت خلفه لبهو الدار لتجده واسع رحب يحمل الكثير من المقاعد و الأرائك المريحة موزعة بشكل منسق على جميع الجوانب و في احد الجوانب يطل درج لابد و انه يقود للطابق الثانى
هل يعتقد انها ستبقى معه بنفس المنزل !
هل هذا من الجائز ! انها لن تسمح بذلك و ليكن ما يكون هو نفسه اشار لما يمكن ان يكون رد فعل اهل النجع من وجودهما معا تحت سقف بيت واحد
قطع
استرسال افكارها دخول احدى النساء التي كانت تتلفح بالسواد من احد الأبواب الجانبية هاتفة في سعادة حمدالله بالسلامة يا ولدي
اتجه اليها عفيف في تقدير يقبل هامتها القصيرة مقارنة ببنيته السامقة هاتفا كيفك يا خالة وسيلة!
تسألت في نفسها خالة ! كانت تعتقدها امه من حفاوة الترحيب و للمرة الأولى ترى ذاك النزق ينحني لأى من كان و هو يقبل رأس تلك العجوز في محبة و تقدير زاد من تعجبها
هتف بها عفيف بصوته الاجش الذى يثير رعبها لا تعرف لما و خاصة انها تحاول ابعاد ناظريها عن تفاحة أدم التي تعلو و تهبط عند تحدثه في منتصف رقبته دى بچى يا داكتورة الخالة وسيلة دى في مجام امى الله يرحمها هي اللى ربتنى انا و ناهد و غلاوتها من غلاوة امى بالمظبوط
ربتت الخالة وسيلة على كتفه بكفها المتغضن هاتفة في فخر ان شاء الله تعيش و تسلم يا ولدي زينة الشباب و نوارتهم و حمدالله بسلامتك يا داكتورة نورتينا
هتفت دلال بعفوية للمرأة العجوز الطيبة ده نورك يا خالة وسيلة
هتف عفيف من جديد و العجيب انه ابتسم هذه المرة و هو يسأل الخالة وسيلة ها محضرالنا ايه ع العشا يا خالة ! مش عايزين الداكتورة تجول علينا بخلة
شهقت المرأة العجوز هاتفة بيت الحچ النعمانى بخلة !! ده بيت الكرم و الچود كله هي ترتاح بس و هتشوف احلى اكل داجته ف حياتها من يدي
ابتسمت دلال في سعادة و قد ارتاحت لإستقبال المرأة العجوز و كرمها تسلمي و تعيشي يا خالة هنتعبك
هتفت الحاجة وسيلة و هي تستدير عائدة من نفس الباب الجانبى تعبك راحة يا بتي اروح اشوف اللي ع الڼار
عادت دلال لنفس الأفكار عن محل أقامتها و ما ان همت بمناقشة ذلك معه حتى رأته يعود ادراجه للخارج هاتفا و هو يتوجه يسارا و كأنه قرأ خواطرها مشيرا لها لتتبعه
سارا خطوات خارج باب الدار ليستديرا بعد خطوتين بالضبط و يتوقف فجأة امام باب اصغر حجما من باب الدار الواسعة المنقوشة بنقوش خشبية بارزة فتحه وأخذ جانبا ليدعوها للدخول في تأدب
ترددت قليلا و أخيرا دلفت للداخل تقف على بعد خطوتين من المدخل لتدع له الفرصة ليمر و يدوس احد الأزرار الموجودة على احد جانبي الباب ليسطع الضوء في المكان منيرا عتمته لتدرك ان حقيبتها وضعت هاهنا لابد و ان مناع يعرف أين سيكون موضعها بالضبط ليدرك أين يضع حقيبتها دون ان يدله احد
اندفع يضئ كل انوار الردهة في سرعة و يده تحفظ أماكن مكابس الإضاءة في مهارة لتتحول القاعة الداخلية التي تراها الان بعين خيالها قاعة بهو معد لحفل راقص من شدة الإضاءة مما دفعها لتجول بناظريها في ارجاء المكان بعين حالمة تشع رقة
هم بالحديث اليها لينتبه لشرودها و لتلك النظرة التي كللت عينيها ليلتقط أنفاسه في عمق متعجبا من تبدل نظراتها للنقيض بهذا الشكل منذ لحظات كانت نظرات تحفز و استعداد لقتال و الان نظرات حالمة تفيض رقة لمجرد رؤيتها لبهو ساطع بالإنوار
نفض تلك الأفكار المتمركزة حولها ليندفع هاتفا و هو يشير لبعض الأبواب المغلقة و الرواق الجانبي الطويل هنا هتلاجى المطبخ و الحمام بتاع الضيوف اصلك دي استراحة الضيوف اللي بناها الحاچ النعمانى الكبير عشان يبجوا براحتهم بعيد عن الدار و اللى فيه انت يمكن متعرفيش لسه عوايدنا على كد ما بنكرموا الضيف على كد ما الضيف له مكانه بعيد عن الدار و حريمه اللي مبينكشفوش على غريب
وتنحنح وهي تومئ برأسها متفهمة ليشير لباب اخر هاتفا ده باب المجعد أوضة كبيرة فيها كراسي ممكن نفضوها و نجلبها أوضة للكشف و خصوصي ان ليها باب بيتفتح من بره و ده هيسهل انها تبجى لحالها بعيد عن المضيفة و محدش يدخلها غيرك يا داكتورة
وأخيرا