الجمعة 08 نوفمبر 2024

جلاب الهوى الجزء الأول من الأول إلى السابع لرضوى جاويش

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

التذاكر  
مد كفه بداخل سترته الثقيلة و أخرجهما ليهز رئيس القطار رأسه فى استحسان و يندفع متجها لأحد المقاعد الأخرى لاحت منه نظرة جانبية على محياها كانت قد راحت فى النوم منذ مدة قصيرة فقد جافاها النعاس بدورها فما حدث خلال الساعات الماضية يشيب له الوليد اشفق على حالها و هو يراها تضم ذراعيها حول جسدها رغبة فى بعض الدفء  
نهض و خلع عنه سترته ووضعها برفق عليها و رغم انه حاول الا يوقظها بفعلته الا انها انتفضت فى ذعر متطلعة اليه فى شرود لدقيقة و اخيرا تذكرت ما حدث فدفعت سترته بعيدا فى رفق و بدأت الدموع تترقرق بمآقيها و استدارت تولي وجهها لنافذة القطار الزجاجية التى لمح دموعها الصامتة منعكسة على صفحتها تنهد فى قلة حيلة و ادار ظهره لها بدوره و هو يتساءل فى اضطراب و تيه هل ما فعله كان صحيحا ! و هل كان عليه الهرب برفقتها ! لم يجد نديم ما يجيب به على تساؤلاته التى شعر انها متأخرة بعض الشئ عن موعدها الطبيعى و المنطقى اناذاك غير زفرة قوية خرجت لاأراديا من اعماق صدره مؤكدة على كم المعاناة التى يرفل فيها عقله و مدى التيه الذى يسربل قلبه 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ما ان هم عفيف بوضع عصاه جانبا و شرع فى خلع عمامته حتى سمع رنين هاتف يلح فى طلبه اندفع ملبيا ليؤكد عليه عامل الفندق انها مكالمة لأجله جاءه صوت مناع هاتفا فى لهفة رچعت يا عفيف بيه الداكتورة اخت الباشمهندس توك راچعة 
هتف عفيف فى عجالة طب خليك مطرحك و راجب مدخل العمارة و كمان خلى عينك على السلم الورانى اللى هربت منيه و انا چاى مسافة السكة سلام  
اغلق عفيف الهاتف و اندفع يضع عمامته على عجالة و يجذب عصاه مندفعا للخارج ليلحق بها 
لم يمر بعض الوقت الا و كان عفيف امام البناية من جديد اندفع باتجاه مناع متسائلا هااا خرچت و لا لساتها فوج !  
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اكد مناع لاااه تخرچ فين و انا چاعد من ساعتها كيف الصجر ! لساتها چوه  
هتف عفيف امرا طب تعال وراي  
اندفع عفيف بداخل البناية و خلفه مناع في عقبه كظله ما ان هم بطرق باب شقتها حتى وجدها تفتح فى هدوء و بجوارها حقيبة ملابسها التى كانت مشرعة منذ ساعات قليلة على فراشها و هى تقف فى ثبات هاتفة بنبرة حازمة انا جاهزة يا عفيف بيه  
هتف و على شفتيه ابتسامة صفراء كرهتها من فورها كنت عارف انك هترچعي اتفضلى يا داكتورة  
مد مناع كفه متناولا حقيبتها حاملا إياها وهبط الدرج فى صمت لتغلق هى باب شقتها خلفها ليهبط عفيف الدرج بدوره و هى خلفه تتبعه فى هدوء  
ما ان وصلا حتى
العربة السوداء الفارهة حتى توقفت للحظة و عفيف يفتح بابها الخلفى هاتفا اتفضلي  
وقفت فى تيه للحظات لا تعلم هل ما تفعل فى صالح نديم ! هل ذهابها سيكون رمانة الميزان التي ستحفظ التوازن عندما تحل الکاړثة و يجده ذاك الرجل ! ام انها تقدم نفسها الان كبلهاء على طبق من فضة كطعم لاصطياد اخيها ليقع بين براثن ذاك العفيف!  
تاهت فى خواطرها و نزاعات نفسها و لم تستفق الا على طلب عفيف هاتفا اتفضلي يا داكتورة اركبى ! و لا غيرتي رأيك !  
كان ردها هو اندفاعها داخل العربة و قد سلمت امرها لله و استودعته نفسها و أخيها و ليقض الله امرا كان مفعولا مرت لحظات حتى انتفض قلبها بين صدرها و ازداد وجيبه عندما بدأت السيارة فى المسير لتبدأ رحلتها الى ارض لم تطأها اقدامها من قبل رحلة لا تعلم مداها و لا ما يخبئه لها القدر خلالها ألتقطت انفاسها فى عمق و تطلعت من النافذة فى اتجاه المجهول  
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
يتبع٢ الکابوس
جلست باعتدال في المقعد الخلفي واختارت ان تجلس خلف مناع مباشرة اعتقادا منها انها بهذا الوضع ستكون ابعد له من كونها تجلس خلفه مباشرة لكنها لامت نفسها لانها ادركت انها أصبحت الأقرب اليه فى تلك اللحظة  
هتف بهدوء و بنبرة واثقة من مقعده جوار مناع وهو يتحاشى النظر اليها و لم يستدر حتى برأسه الذي تعلوه عمامته الناصعة البياض و ذؤابتها التي تتدلى على كتفه تمنحه مظهرا أشبه بفرسان العرب قديما مؤكدا ومخرجا إياها من ذاك الخاطر العجيب الذى شوش مخيلتها للحظات لتنتبه لصوته الأجش يا داكتورة دلوجت محدش يعرف اى حاچة عن الموضوع بتاع اخوك ده غير اتنين مناع و الحاچة وسيلة و دى هتجبليها لما نوصلوا بالسلامة و
هتفت بتعجل يا عفيف بيه مفكرتش للحظة انا هيبقى صفتى ايه هناك ! انا هكون موجودة ف البلد قدام الناس على اي أساس! 
تجاهل عفيف الاستدارة لمواجهتها مجددا هاتفا فى هدوء لو صبر الجاتل ع المجتول يا داكتورة 
هتفت بضيق قصدك ايه ! 
هتف عفيف من جديد بهدوءه الذى يوترها و تجاهله لمواجهتها انا كنت لسه هسألك تخصص حضرتك ايه ! 
هتفت و كأنه سأل بالفعل أمراض نسا و توليد 
هتف في ثقة و كأنه يحدث زجاج السيارة الامامى المقابل له عز الطلب تاهت و لجيناها النچع محتاج داكتورة للحريم عشان انت اكيد عارفة الرچالة هناك مش بيرضوا يودوا حريمهم لداكتور راچل و انت چتيهم نچدة من السما 
هتف مناع مؤكدا و هو ينظر لعفيف نظرة ذات مغزى كنها چت بوجتها يا بيه 
استدارت دلال لحقيبتها الطبية التي تشاطرها المقعد الخلفى من السيارة و تنهدت براحة انها استمعت لندائها الداخلي و هي تهم بمغادرة الشقة لتتناولها معها وهي مغادرة للمجهول الذى لا تعرف ما يمكن ان يطالها من مواجهته و هتفت مستفسرة انتوا تقصدوا ايه ! 
هتف عفيف و هو لايزل يتجاهل الاستدارة لموضعها اصلك انا كنت ناوي اني اچيب داكتورة للحريم ف النچع و اهااا كنها اتحلت على يدك يا داكتورة و ده اللي هنجوله لأهل البلد انك الداكتورة اللي اتفجت معاها تاجي عشان الحريم و طبعا مفيش مكان ينفع للضيافة ف النچع كله اكتر من بيت النعماني الكبير و ده هايبجي سبب كافي عشان تشرفينا من غير ما اهل النچع يشوفوا وچودك ف البيت الكبير غريب حضرتك عارفة طبعا نظرة الناس ف البلاد دي بتبجى كيف !  
اومأت برأسها دون ان تجيب و اخيرا هتفت عندما ادركت انه لا ينظر اليها اه طبعا يا عفيف بيه 
ابتسم مناع ابتسامة واسعة و هو يهتف موجها حديثه لها انى مرتي حبلى و البركة فيك بجى يا داكتورة تتابعيها دى هاتبجى اول اللي هياجوكي 
ثم استطرد متوسلا عندما لم يعقب عفيف بأى تعليق بل ألتزم الصمت المريب الذى يجيده و لا يتحدث الا للضرورة اه والله يا داكتورة ده حضرتك ربنا بعتك ليها دي كانت ھتموت النوبة اللى فاتت لولا ربنا نچاها 
واستطرد في أمل و اهااا يمكن ربنا يكتب على يدك مچية الواد 
هتفت مستفسرة بتعجب واد ! 
فسر مناع اه نفسى ربنا يرزجني بواد اصلك أني عندي بتين 
صمتت و لم تعقب و تعجبت انه لازال ذاك الفكر العقيم يسيطر على الرؤوس هناك في تلك البلاد البعيدة التي حكى لها اخيها بعض من عاداتهم و تقاليدهم و نحن على مشارف الألفية الثانية و تعجبت اكثر ان اخيها لم يذكر و لو لمرة واحدة اسم عفيف بيه او اخته هى على يقين انه لم يفعل و لم يذكرهما في حديثه و لو مرة
و الأعجب من ذلك انه قد تورط معهم بهذا الشكل لازالت لا تصدق انه فعلها لكن هناك هاتف داخلها يخبرها ان ما قرأته بخطاب ناهد أخت عفيف حقيقي و لا يمت للعبث بصلة و ان اخيها متورط معهم حتى النخاع و هذا ما دفعها للانصياع لمطالب عفيف بلا قيد او شرط تاركة حياتها و كل ما يخصها خلف ظهرها مخافة ظهور اخيها في اى لحظة و حدوث ما لا يحمد عقباه عادت بنظرها لعفيف ألقت عليه نظرة خاطفة و اعادت نظرها مرة أخرى للنافذة جوارها و هي تشعر ان هؤلاء لا يمكن العبث معهم فيما يخص الكرامة و الشرف عندها ازدردت ريقها في صعوبة و سرحت بناظريها بعيدا حيث ذاك الجبل الغربي على مرمى البصر يحتل امتداد الطريق يقترب تارة و يبتعد أخرى و لأول مرة شعرت بالخۏف يزلزل أركان نفسها و هي تتجه لعالم اخر ابعد من مخيلتها لكن كل شيء يهون لأجل خاطر اخيها وسلامته 
توقفت العربة بعد بضع ساعات امام احدى الاستراحات المنتشرة على الطريق هتف عفيف و هو يغض الطرف عنها متنحنحا فى ادب انزلي با داكتورة حركي رچلك شوية و تعالي نشربوا حاچة لساتها السكة طويلة  
اكدت فى هدوء انا مش تعبانة يا عفيف بيه ولو كمت وقفت عشان خاطري انا كويسة يا ريت نمشي عشان زي ما بتقول حضرتك السكة لسه طويلة و ده معناه ان الليل هيدخل علينا و احنا ع الطريق  
تنهد عفيف و ترجل من السيارة هاتفا براحتك يا داكتورة اني عن نفسي نازل 
ابتعد خطوات فى اتجاه الاستراحة و جلس على احدى الموائد الخشبية تحت مظلة ما عاد فى حاجة اليها و الوقت قارب على الغروب  
شعرت انه كان على حق بعدما احست بتيبس في عضلات كتفيها و ظهرها كان عليها ان تستمع لنصيحته و تنزل عن السيارة قليلا مرت دقائق اخذت تنازع فيها تلك الرغبة و اخيرا دفعت باب السيارة و ترجلت منها في اتجاه طاولته ابتسم في هدوء عندما رأها قادمة تجاهه وتعمد ان لا يشعرها بالحرج جلست على مائدته ولم يعقب هو بحرف لحظات و جاء النادل بكوب من الشاي ليهمس عفيف مخاطبا إياها تطلبى ايه يا داكتورة !  
تطلعت للنادل هاتفة متجاهلة اياه عايزة شاي بالنعناع لو سمحت  
زفر عفيف فى ضيق و تطلع في الاتجاه المعاكس في حنق و ما ان ابتعد النادل حتى هتف معاتبا فى لهجة حاول ان يسيطر فيها على انفعاله يا داكتورة لما يبجى معاك راچل جاعد جوليله اللي انت عوزاه و هو يطلبهولك مش تكلمي انت الچرسون و لا كني ليا لازمة ف الچاعدة دي 
هتفت بحنق يا عفيف بيه الكلام ده تقوله لواحدة تخصك لكن انا واحدة غريبة

انت في الصفحة 3 من 17 صفحات