شعيب بقلم شيماء عصمت ج٦
ورغم الحزن الذي سكن قلب توفيق ومازن بسبب ۏفاة وفاء ولكنهم استقبلوا الخبر برحابة وباركوا لشعيب بمحبة
وكما وصل خبر حمل لتين للجميع وصل لعماد هو الآخر .. للحظات تجمد كل شيء حوله للحظات انعزل عن العالم قبل أن تتساقط دمعة وحيدة من عينيه وهمس بتحشرج الحمدلله ربنا عوضها باللي أحسن مني وراضاها باللي تتمناه .. مش يمكن لما تعيش سعيدة تنسى مرارة أيامي وتقدر تسامحني صمت قليلا قبل أن يقول بغصة يارب توبت إليك يا أرحم الراحمين فأقبل توبتي وأهديني وأغفر لي
_لتين حامل همستها من بين شهقاتها المرتفعة
_آه الحمدلله ربنا عوض صبرها خير أنا بقى مش فاهمة أنت بټعيطي ليه دة بدل ما تقومي تصلي ركعتين شكر لله قلبتيها عياط ونكد!
تحكمت في بكائها قائلة أنا بس فرحانة .. فرحانة إن لتين أخيرا أخدت اللي تستحقه بنتي إتعذبت قووي وأنا كنت سبب عڈابها لما ضحيت بيها عشان بقية العيلة تخليت عنها وسيبتها تعيش مع واحد كنت فاكراه هيصونها بس طلع كل ب صعران نهش فيها
هزت فوزية رأسها موافقة فقالت الجدة حسان كلمك على التليفون
_فوزية شغل العيال دة مش لايق عليك زي ما جوزك غلط أنت كمان غلطتي وزي ما هو قصر في حق بناتك فأنتي كمان قصرتي بسكوتك لو كنت وقفتي له من البداية وناقشتيه كان ممكن كل حاجة تتحل كانت الحياة هتكون ابسط وماكنش هيحصل فجوة بين لتين وأبوها أو على الأقل ماكنتش هتكون بالحجم دة
ضحكت الجدة قائلة بخبث قولي كدة بقى أنت زعلانة عشان طلقك أول ماطلبتي
ضحكت الجدة من جديد وهمست ربنا يهدي سركم ياولادي
بعد مرور عدة أيام_
إستيقظت اليوم بقلب مقبوض فبرغم سعادتها الأيام الماضية إلا أن اليوم مختلف فقد رأت منام عكر صفو مشاعرها وبعثر سعادتها
أفاقت على صوت شعيب المازح ولكنها لم تك في
مزاج جيد لتشاركه المزاح فقالت بحاجبين معقودين
قصدك إيه أن أكلي محروق طبخي وحش ياشعيب وخلاص مبقاش يعجبك
اممممممم
همهم بإدراك وهمس بصوت لم يصلها شكل هرمونات الحمل إشتغلت ألبس يامعلم
هتفت لتين بغيظ من غمغمته أنت بتقول إيه
إتسعت إبتسامته قائلا بقول عندك حق ياحبيبتي أكلك فعلا لا يعلى عليه تسلم إيدك
هدرت بتحفز دة أنت بتتريق بقى!!!
أجابها بهدوء أنت عايزة تتخانقي لو عايزة أنا ماعنديش مشكلة أتفضلي إبدأي
همست بعدم فهم أبدأ إيه!!
_الخناقة ياروحي
قالها ببراءة كادت أن تسبب لها ذبحة صدرية فصړخت بإنفعال شعيب إحترمني لو سمحت وبطل تعاملني زي عائشة ومالك وملك
هدر بحدة وصوت عالي لتين
شهقت بإجفال من صوته العالي وارتعشت شفتيها وكأنها على وشك البكاء فهتف شعيب بهدوء جاد أنا كمان بعرف أعلي صوتي على فكرة بس مش من الطبيعي إن في أي خلاف بيننا صوتنا يعلى وأنا مش هاسمحلك أبدا تعلي صوتك عليا وأعتقد إني لما بكلمك حتى وإحنا مختلفين بيكون صوتي واطي صح ولا إيه
لم تجبه وأكتفت بإطلاق صراح دموعها لتتساقط على وجنتيها ببؤس
نفخ بضيق قائلا لا إله إلا الله
رمقته بعتاب ولم تعلق ليهتف بهدوء وهو يقترب منها مالك يا لتين أنت زعلانة في حاجة قلقاكي ولا دي هرمونات وهتروح لحالها فهميني يا حبيبتي
_أنا حلمت حلم
عقد حاجبيه بإستغراب ها كملي
أكملت بقلب مقبوض حلمت أن ن نورا جاية تاخد مالك مننا هي ماسكة فيه من إيد وبتشده ناحيتها وأنا مسكاه من إيده التانية وبشده ليا لحد ما لقيته بيبكي من ۏجع دراعاته ... ف فسبته!!! همستها بحزن وقد تملكها شعور بالذنب لتركها للصغير
إحتضن وجهها بين كفيه قائلا دة مجرد حلم مش واقع وإن كان على القڈرة نورا فهي سابت ابنها بمزاجها ومفكرتش للحظة واحدة تيجي تشوفه أو تطمن عليه هي جبانة وقت المواجهة هربت وأنا متأكد إنها مش هترجع هنا تاني بعد اللي سرقته من بيت أهلها والفلوس اللي سحبتها من البنك ماعتقدش إنها غبية لدرجة إنها ترجع لقضاها لأن صدقيني لو وقعت في إيدي مش هرحمها
همست برجاء يعني مالك هيفضل معانا مش كدة مش هتتخلى عنه ياشعيب صح دة يتيم وماحدش هيقدر يراعيه مازن وعنده شغله وحياته ومش هيعرف يهتم بيه كويس وخالي توفيق كبر وصحته على قده .. أنا هاهتم بيه صدقني مش هقصر معاك في حاجة وهعامله زي ملك وعائشة هما هيبقوا كلهم ولادي زي ابني أو بنتي اللي أنا هخلفه ا ليهم نفس المعاملة والله ماهفرق بينهم
.. هي أم بالفطرة أم قبل أن تنجب أم لبناته من زوجته الأولى وأم لابن نورا!! تلك التي تسببت لها پألم ستبقى ندبته موجودة إلى الأبد .. ولكنها لتين منبع الحنان والأمومة التسامح والرضى .. لتين حبيبته ومالكة قلبه .. لتين روح الفؤاد..!
كفى بعادا لقد سئم الإشتياق .. حان وقت المواجهة حان وقت المطالبة بها .. حان وقت رجوع تقى إليه لتنير عتمة أيامه لتروي لوعة قلبه من شدة إشتياقه لها
طرق باب عمه سالم بقوة ليفاجئ بزوجة عمه تفتح الباب وترمقه بعبوس فهتف بإندفاع أومال تقى فين
أجابته بتجهم أفندم!!!
_أقصد صباح الخير فين عمي محتاجه في موضوع حياة أو مۏت
_طب إستنى هنا
ثم أغلقت الباب بقوة في وجهه
همس مازن پصدمة هي قفلت الباب في وشي!!! أكيد دة ماحصلش!!
وبالداخل هتفت حنان بصرامة لسالم المتابع للموقف بتسلية سالم مهما الباب يخبط ماتفتحش
رفع حاجبه بإعتراض فأكملت برجاء لو سمحت يا سالم ماتفتحش الباب
هز رأسه موافقا برضا فاندفعت لغرفة ابنتها التي كانت تستعد للخروج قائلة بأمر مازن برة عارفة لو رجلك خطت برة باب أوضتك إعتبري الجوازة ملغية يا تقى وجدعة عانديني أنا أصلا بتلكك!!
ختمت كلماتها وخرجت من الغرفة لتستقبل مازن أما تقى فهمست بإرتجاف هي تقصد إيه معقول وافقت على جوازي أنا ومازن ولا أنا فهمت غلط
ثم هتفت بتضرع اللهم إن كان خيرا فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كان شړا فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي وله