شعيب بقلم شيماء عصمت ج٦
الخير حيث كان ثم راضيني به
وبالخارج وتحديدا في غرفة الصالون
جلس مازن بالمقعد المقابل لمقعد زوجة عمه التي ترمقه بنظرات غامضة لم يستطع تفسيرها
وعلى مسافة ليست ببعيدة كان سالم جالسا يتابع بتسلية مازن المرتبك وحنان المتجهمة رمقه مازن بإستعطاف يطلب منه العون ولكنه تجاهله وهو يحاول بصعوبة كتم ضحكاته حتى لا يثير ڠضب زوجته المتحفزة!!
أجابها بتحدي جاي أشوف خطيبتي
إبتسم سالم فخورا بثقته قبل أن تنمحي إبتسامته ومازن يكمل أصلها وحشتني
همس سالم بحنق الواد دة غبي أيوة فعلا غبي ماهو لو كانت حنان بس اللي معترضة على الجوازة دي فبعد بجاحته ابن توفيق أنا كمان هكون معاها
ثم صاح بصوت عالي ألفاظك يا حيوان إيه وحشتيني دي
هتف سالم وهو ينصرف من الصالون عمى الدبب جيل بجح بصحيح
بعد خروج سالم هتفت حنان بتجهم قولتلي جاي ليه
وبعد مناقشات استمرت لأكثر من نصف ساعة هتفت حنان بحنق خلاص أنت هتشحت إتفق مع عمك على معاد الفرح واللي فيه الخير يقدمه ربنا وأكملت بتحذير شرس بس قسما بالله العظيم لو أذيت شعرة من بنتي لآكلك باسناني وأنا مش بهدد
حاولت حنان إخفاء شفقتها بعد سماعها لرنة الحزن والألم في صوته ويهديك يا ابن توفيق .. بقولك إيه أنت فطرت أجبلك تاكل
إن أخطأت فلا بأس فالأنسان بطبيعته خطاء ولكن إن لم تدرك أخطائك وتعمدت بكل سفه تكرارها فأنت تستحق العقاپ تستحق ما سيحدث لك...!!
وفي تلك المنطقة الشبة خالية
كان أحد حارسي القصور يعبر من أمام قصر نورا وتفاجئ بباب القصر مفتوح ودفعه فضوله للدخول وإستكشاف سبب ترك الباب الرئيسي مفتوح بهذا الشكل المثير للريبة فهو يعمل بتلك المنطقة منذ سنوات لحراسة قصر من قصور رجل أعمال شهير ولكنه لم ير أحدا من قاطنين هذا القصر
أزاح الباب بخفة ففتح بسهولة فصاح بصوت عالي يا ساتر حد هنا
وما
قابله هو الصمت ولكنه انتبه لوجود شيء ما فدلف للداخل يستكشف ما هو ويا لهول ما رأى
ثم هرع خارج القصر بخطوات مسرعة وكاد أن يسقط أرضا عدة مرات
بمجرد أن وصل للشارع الرئيسي أخرج هاتفه قديم الطراز يطلب رقم ما قائلا ألووو بوليس النجدة إلحقوني يا بيه!!
الخاتمة ان
صلوا على خير البرية
وها هي أزهار العمر تطرح ثمارها ولتجني كل يد ما زرعت فمن زرع القسۏة طرح الجفاء ومن غرس الطيبة نال المحبة والرضا
بعد مرور ستة أشهر_
استيقظت في السادسة صباحا تعمل على قدم وساق
لم تترك مكان في البيت إلا وأعادت ترتيبه من جديد حتى طعام اليوم قامت بطهيه تركت غرفتها و غرفة الأطفال دون ترتيب فشعيب مازال يغط في سبات عميق فلقد عاد ليلة أمس بعد منتصف الليل بسبب بعض المشكلات التي تواجهه في العمل
مسحت وجهها المتعرق بكم جلبابها البيتي ذو اللون الزهري مشغول بوردات بيضاء صغيرة وجلست على مقعد السفرة تلتقط أنفاسها ثم تحسست معدتها المنتفخة بإنبهار فلقد أصبحت في أول الشهر التاسع من الحمل
ارتسمت إبتسامة حنونة على شفتيها رغم الألم وهي تشعر بإحدى ضربات طفلها الصغير صحيح أنها للآن لم تعرف نوع الجنين فقد رفضت هي وشعيب إجراء الفحص اللازم لمعرفة نوع الجنين إلا أنها تشعر بأنه صبي صبي قوي مثل والده
انتبهت على وقوف مالك العابس بجوارها فهتفت بحبور صباح الخير على حبيب قلب ماما
لم يبتسم لها الصغير كعادته كل صباح ولم يجبها بل رمقها بمقلتين مقلوبتين فهتفت لتين بصوت متسائل مسموع تؤتؤتؤ مالك زعلان من ماما ليه ياترى ماما عملت إيه زعلت بيه مالك ياترى عملتي إيه يا لتين
أسرع الصغير يقول بعبوس و إندفاع صحيتي قبري قبلي وإحنا اتفقنا أنت وأنا نفتح عنينا مع بعض
تحكمت في إبتسامة لحوحة وهتفت يا نهار أبيض إزاي أغلط الغلطة دي وأصحى قبلك بس أنت عارف إن ماما عندها حاجات كتير لازم تعملها قبل ما مالك يصحى وبعدين مش أنا عملتلك الكيك اللي بتحبه
هتف بسعادة بجد
أومأت بالموافقة وعيناها تلتمع بالدموع فكلما استمعت لصوت مالك ترقرقت الدموع بعينيها من شدة سعادتها فلقد عاشت أيام طوال قلقة وحزينة لعدم إستجابة الصغير لأي من محاولاتهم لحثه على الكلام ولكن شعيب إقترح عرض مالك على طبيب تخاطب وقد كان فبعد علاج استمر لستة أشهر تخطى الصغير أزمته التي كانت نفسية أكثر منها صحية!...
أفاقت من شرودها على خروج الفتاتين من غرفتهما فوقفت ببطء قائلة أميرات ماما صحيوا يالا يا حبايبي أقعدوا على السفرة لحد ما أجيب الفطار وأنت يا إيشو خلي بالك منهم على ما آجي
هتف عائشة بطاعة حاضر يا ماما
ربتت لتين على كتفها بحنان واتجهت للمطبخ تحضر الإفطار التي أعدته صباح اليوم
هتفت حنان بعصبية يا تقى لا تقفلي الزفت اللي عمال يرن دة لأما تيجي تردي صدعت على الصبح
قالت تقى بخجل دة مازن يا ماما
_لا والله! ومالك مكسوفة كدة ليه! قال مازن ياماما ماتردي يا آخرة صبري شوفي سي مازن عايز إيه خلينا نخلص اللي ورانا
أومأت تقى موافقة وردت غير منتبهة لمكبر الصوت الذي ضغطت عليه دون قصد نعم يا مازن! نعم عمال تتصل كتير كدة ليه!
_أنعم الله عليك ياروح قلب مازن وعيون مازن ونن عين مازن و
_وإيه كمان ياموكوس!
إحمر وجه مازن شاعرا بالحرج قائلا احمممم صباح الخير يا حماتي إن شاء الله تكوني بخير
أجابته حنان بعد أن انتشلت الهاتف من يد تقى ترمقها بغيظ الحمدلله في نعمة لولا واحد كدة ناوي يجبلي الضغط
_بعيد الشړ عنك يا حنان يا قمر
_مازن أنا مرات عمك يا حبيبي وحماتك واخد بالك من حماتك دي ماهو مش عشان كتبت الكتاب فتفكر إنك كدة ضمنت البنت و الجوازة لااا دة بكلمة مني ه
قاطعها بمسكنة ه إيه يا ماما حنان
_محتال قالتها تقى بداخلها وهي ترى التأثر واضح على وجه والدتها
أما الأخيرة فقالت بصوت ثابت محاولة