سلسلة الأقدار لنورهان العشري
طب فطرت الاول دي الكيك دي اللي انت بتحبها علي فكرة و انا اللي عملاها
استر اهو انا بقي مبخافش غير من الدخلات دي
هكذا صاح مروان بشك فرسمت جنة الحزن علي ملامحها و تجلي في نبرته حين قالت
اخس عليك وانا اللي قولت تيجي تفطر معانا و عملت الكيك اللي بتحبه
مروان بتهكم
ماهي دايما المصاېب بتبتدي كدا جر رجل الزبون و بعدين زحلقه وقعه علي دماغه انجزي عايزة ايه و هاتي الكيك دا اما ادوقه
الكيك طعمه رائع و دا في حد ذاته يقلق
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
يقلق ازاي
عشان اللي هييجي بعده هيبقي مرار جمال الكيك يتناسب طرديا مع فداحة المصېبة اللي بتيجي بعده واللي مخلياك قاعدالي كدا زي قرد قطع عينك في كل قطمة بحطها في بقي لما هيجيلي تلبك معوي اخلصي عايزة ايه
أنت فاهمه حاجه
جنة بغباء
لا
رمقهم بسخرية و تابع يأكل بنهم إلى أن توقف الأكل بحلقة فسعل بقوة فهبت جنة تناوله كوب المياة بلهفه وهي تصيح
ادي اخرة التفاصه
مروان من بين سعاله
قصدك آخرة عنيك اللي تندب فيها رصاصة
قهقهت جنة علي مظهره
ها ياستي قوليلي عايزة مني ايه عجبني الكيك و نويت اساعدك خلاص
اقتربت جنة منه تشير إليه بالاقتراب وهي تقول بصوت لا يسمعه سوى ثلاثتهم
سالم و سليم مالهم في ايه شاغلهم اليومين دول و مخليهم مش علي بعضهم
توقف الطعام بفمه وهو يناظر عينيهم المسلطة بقوة عليه فصاح بمراوغة
اوشك علي الفرار فوجد يد جنة التي امتدت تمسك ساعده وعينيها التي ضيقتها بشړ تجلي في نبرتها حين قالت
كانت تحادثه و يدها تلهو في حركة استعراضية پسكين الفاكهة تريد بث الړعب في قلبه و قد نجحت في ذلك فقد بهتت نبرته و تراجع قائلا
تدخلت فرح بنفاذ صبر
انجز هتقولنا ولا لا
زل لسانه وهو يقول بحدة مفتعلة
انتوا عايزيني أبيع ولاد عمي و اطلع اسرارهم بره
صاحت جنة باندفاع
انا قولت يبقي اسرار فعلا واحنا منعرفهاش
اغمض عينيه للحظات يلعن غباءه فتدخلت فرح قائلة برفق
مروان سالم مش متظبط خالص وانا حاسه ان في حاجه والحاجه دي تخصني و هو كالعادة مبيقولش فقلنا نسألك انت ب تعتبرنا اخواتك و اكيد هتساعدنا
مروان بتهكم
و أنا مين هيساعدني لما يعلقني عالبوابة ويبيع الكيلو مني بقرش
اوف بقي ما تنشف كدا ولا حد يقدر
يعمل
معاك حاجه واحنا موجودين و بعدين مش احنا اخواتك زي ما قولت
مروان باستنكار
ھموت و اعرف قولت امتا الكلام دا ! اخواتي منين انا ليا أخ واحد و امريكا بحالها مكنتش وخدانا احنا الاتنين طفشت منه و جيت بعت معايا المخفية بنته عشان تكمل مشواره
في تنغيص حياتي مين قالك اني عايز اخوات اصلا
فرح بخيبة أمل
طب خلاص يا مروان مش عايزة اعرف حاجه
كام مظهرها محزنا للغاية فتحدث بنفاذ صبر
ايه دا أنت زعلتى ولا ايه لا بقولك ايه انا نقطه ضعفي الوحيدة الاقي مزة زعلانه
تدخلت جنة معنفة
طب ما تقول لنفسك ما هي مقهورة قدامك اهيه
زفر بقوة و قال بنفاذ صبر
طب بصي اديني فرصة أخد و ادي من نفسي كدا و اشوف انا ينفع اقول ايه و ايه الي مينفعش اقوله دي أسرار بردو
برقت أعين الفتاتين و صحن في آن واحد
يعني في اكتر من حاجه مش حاجة واحدة
هنا أدرك هفوته فقام بضړب رأسه بظهر يده وهو يتمتم بحنق
يا وقعتك السودا يا مروان
مروان يا بتاع سما أنجز و قول في ايه احسن ما هخلي البيت كله يعرف المستخبي وانت عارفني مچنونة واعملها
هشششش اخرسي الله يخربيتك هتوديني في داهية
هكذا تحدث بلهفه وهو يتلفت بكل الاتجاهات فلمعت عينيها بخبث تجلي في نبرتها حين قالت
يبقى تتعدل و تقول في ايه
جنة جنة
صدح صوت سليم خلفهم فالټفت الثلاث إلي الخلف وما أن رآه مروان حتي هب من مكانه وهو يقول بلهفة
سليييم حبيب قلبي بدور عليك من الصبح عايزك في موضوع مهم ميتأجلش ثانيه واحدة
كانت فرصته الوحيدة في الهرب من بين براثنهم فهرول الي سليم الذي تفاجأ به يجلس بينهم ثم وثب قائما تجاهها يجره بعيدا عنهم
في ايه يا ابني جررني وراك كدا ليه
مروان بلهاث
اصلك متعرفش انا كنت في حلقة استجواب مع المحقق كونان و انت جيتلي نجدة من السما
سليم بنفاذ صبر
انا مش فاهملك حاجه ياد انت استجواب ايه و كونان ايه دا مش ناوي تعقل شويه
كونان دي يبقي الهانم مراتك
هكذا أجابه مروان بتهكم ف انكمشت ملامحه پغضب و قال بتقريع
مالك و مال مراتي يا حيوان
مروان باستفزاز
السؤال الأصح هي اللي مالها ومالي الهانم شقطتني و أنا ماشي في حالي و هات يا دلع و اشي كيك و شاي و طلعت في الاخر عايزة تستجوبني
امسك سليم به من تلابيبه وهو يصيح غاضبا
كيك و دلع هي حصلت دانا ھدفنك حي النهاردة
كاد أن يختنق بين يديه فحاول الحديث قائلا من بين أنفاسه المتلاحقة
افهم يا ابو مخ مصدي بقولك ب تستدرجني عايزة تقررني و تعرف سالم ماله و احنا مخبيين عنهم ايه
أفلته سليم بغتة و قال بلهفه
اوعي تكون قولتلهم حاجه
مروان بغرور
عيب عيب تقول علي صاحبك وحبيبك و كاتم أسرارك كدا لا طبعا توهتهم لحد ما انت جيت و خلعت بس جنة دي مش سهله دي فقستني و أنا مش هسلك معاها و أساليبها كلها مغرية و انا بصراحه بضعف
لكمة قوية كادت أن تصيب فمه ولكنه تفاداها ببراعة وهو يقول بلهفة
مش كل مرة يا برنس عيب
فصاح سليم غاضبا
دانا هكسر صف سنانك اساليب ايه يا بغل اللي مغرية
صحح مروان حديثه إذ قال بسلاسة
تصدق الحرمان وحش بردو يا ابني افهم دماغك بتروح فين اقصد جابتلي كيك قالتلي انا اللي عملته بأيدي و انت زي اخونا و بنحبك و الكلام اللي اي حد حمار ممكن يتثبت بيه
و طبعا انت اتثبت
هكذا تحدث سليم ساخرا فأجابه مروان باندفاع
طبعا بقولك أساليب مغرية جدا
بقي الست هانم بتثبتك عايزة تعرف منك دي مفكرتش حتي تسألني ماشي يا جنة
هكذا تحدث سليم حانقا فأجابه مروان بمزاح
دي غيرة و نفسنه و لا انا بيتهيألي
تراجع خطوتين إثر نظرات سليم الڼارية فآثر تغيير الموضوع إذ قال بجدية مفاجأة
بس قولي تفتكر سالم ليه مصارحش فرح بموضوع الايميل الي اتبعت من علي اللاب بتاعها دا تفتكر كان شاكك فيها
نجح في تشتيت انتباهه فتحدث سليم بحيرة
والله معرفش و هو مش مرسيني دماغه فيها ايه اي حاجه تخص فرح مبيصرحش بيها
هنا تراجعت خطوة إلي الخلف بعد أن استمعت لحديثهم بتحريض من جنة التي كانت بواد آخر وهي تتخيل سليم غاضب منها لما حدث مع مروان ولكنها تنبهت علي حديث فرح التي قالت بعدم فهم
ايميل ايه و ايه حكايه شكه فيا دي
جنة بعدم فهم
معرفش و موعدكيش
اني اقدر اعرف لو عايزة رأيي اسأليه دا حقك مدام الموضوع كله يخصك
ارتسم التصميم علي ملامحها و نبرتها حين قالت
عندك حق
أنهت جملتها وتوجهت رأسا إلى مكتبه و قامت بدق الباب و حين أتاها أمره بالدخول قامت بالدلوف علي الفور وهي تتوجه بخطوات ثابته إليه
تشبه نبرتها حين قالت
عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم
رفع رأسه يطالعها بصمت دام للحظات قبل أن يقول باختصار
سامعك
ايه حكايه الايميل دا اللي اتبعت من ع اللاب بتاعي دا
احتدت نظراته لثوان قبل أن يقرر الحديث
بصراحه
من فترة اتعرضنا لعملية ڼصب حد اتعاقد مع شركة ألمانية باسمنا و بعت من علي ايميل الشركه اوردر للمخازن أنها تطلع البضاعة و تمن الصفقة و الفلوس اتحولت علي حسابه و لحد دلوقتي معرفناش مين الشخص دا
انكمشت ملامحها بعدم فهم سرعان ما تحول لصدمه ما أن وصل مغزى حديثه الي عقلها و الذي لسوء حظها
أكدته كلماته حين تابع بخشونة
ايميل الشركه كان مفتوح عندي وعند سليم و عندك!
تراجعت خطوة للخلف وهي تقول پصدمة
تقصد
قاطعها حديثه الجاف حين اكمل
مروان فحص التلت أجهزة اكتشفنا أن الايميل اتبعت من عندك
كلماته اخترقت قلبها كسهام مشټعلة نفذت إلي أعماقها بقوة آلمتها و تجلي ذلك الألم على وجهها و تقاسيمها التي امتقعت ف خرجت الكلمات من فمها مبعثرة تماما كحالها في تلك اللحظة
انا انت انت تصدق أن انا اعمل حاجه زي دي أنا عمرى ما
قاطعها بلهجته الخشنه و ملامحه التي قست حين رأي ألمها الجلي علي وجهها
الكلام دا عدي أوانه خلاص
بشفاه مرتجفه اجابته
تقصد ايه لحظة انت سألتني عن اللاب بتاعي قبل الفرح يعني
زفر بقوة قبل أن يعيد كلماته السابقة
قولتلك الكلام عدي أوانه خلاص
وصل المغزي خلف حديثه فهو لم يشك بها قط و الا لما تابع مخططه بالزواج منها فتقدمت منه قائلة بحزن
انت مشكتش فيا اصلا أنا متأكدة من دا
تجاهل ألمه و أجابها بفظاظته المعهودة
طبيعي تكوني متأكدة ماهو مفيش واحد هيتجوز واحدة شاكك فيها والا يبقي غبي
كانت تعلم ما يرمي إليه جيدا و قد تعاظم شعور الندم بداخلها علي خطأها الجسيم بحقه و قد هالها نظراته المعاتبة الجريحه فهو لم يشك بها أبدا حتى لو رآي بعينيه وهي التي صدقت كلمات تلك الشيطانة و انساقت خلف مخططاتها بكل