السبت 28 ديسمبر 2024

سلسلة الأقدار لنورهان العشري

انت في الصفحة 125 من 172 صفحات

موقع أيام نيوز


غباء ياليت الزمن يعود إلي ذلك اليوم 
فتنفض كل هذا العبث و ترتمي بين أحضانه ولن تفارقها أبدا 
اقتربت خطوتين وهي تقول بشفاة مرتجفه 
سالم انا عارفه اني غلطت في 
قاطعها بقسۏة كانت جديدة كليا عليه 
اسكتي يا فرح 
هبت معانده
سالم 
قاطعها بصرامة 
امشي يا فرح 
توقفت إثر اختراق الكلمة قلبها الذي اهتز حين تابع قائلا بجفاء

معنديش استعداد لأي نقاش دلوقتي و مش ضامن نفسي ولا عايز يطولك أذايا فالأحسن تمشي
بشفاه مرتجفه وقلب محترق أجابته بخفوت 
حاضر همشي 
لا تعلم كيف جرت قدميها للأعلى ولكنها لم تتوقع أن يطلب منها المغادرة بتلك الطريقه نعم خطأها فادح و عواقبه وخيمة ولكن طلبه منها بالرحيل كان اقسي ما يتحمله قلبها جل ما تريده الآن أن تغادر هذا المنزل لأبعد مكان تختفي به لتلعق كبرياءها الجريح و قلبها النازف 
لا تعلم ماذا كانت تضع بالحقيبة ف عبراتها حجبت الرؤية أمامها و شهقاتها تعالت حتى أنها جذبت أسماع أمينة التي دخلت الي الغرفة لترى ماذا يحدث فتفاجئت بتلك التي تحمل حقيبتها تنوي المغادرة ف استوقفتها قائلة پصدمة 
راحه فين يا فرح 
اجابتها بنبرة جريحه من فرط الألم 
ماشية 
أمينة باستنكار 
ماشيه فين أنت اټجننت 
فرح بنبرة متقطعة من بين شهقاتها 
لا متجننتش سالم اللي طلب مني امشي 
بهتت ملامح أمينة و قالت پصدمة 
ايه سالم الي طلب منك تمشي 
قالي لو مش عايزة يطولك أذايا امشي امشي يا فرح 
قالت جملتها الأخيرة و اڼفجرت في نوبة بكاء مريرة رق لها قلب أمينة التي احتضنتها بحنان يتنافى مع تعاظم الڠضب بداخلها وأخذت تربت على كتفها في محاولة لتهدئتها وحين لاحظت سكون جسدها قليلا تراجعت تناظرها وهي تقول بصرامة 
استنيني هنا و اوعي تفكري تخطي بره باب الأوضاع بالشنطه دي اللي مش قادر يسيطر على غضبه هو اللي يمشي معندناش اقټحمت الغرفة دون أن استئذان ولكنه لم ينتبه سوي لحديثها الذي جعل جميع خلاياه تتحفز و قال بنبرة مستنكرة 
تمشي و تسيب البيت مين قالك كدا 
محدش قالي دخلت الاوضه
لقيتها مڼهارة و بتلم هدومها و ماشيه أما سألتها قالت انك قولتلها كدا 
وثب قائما من مكانه و قد غلف الڠضب عينيه و لون تقاسيمه و صدح صوته في أرجاء الغرفة وهو يقول بحدة
ايه التهريج دا 
ما أن خطى خطوتين باتجاه
باب الغرفة حتي تسمر بمكانه إثر سماعه صوت صړاخها الذي اخترق اعماق قلبه وووووو
يتبع
البارت العشرون 
بسم الله الرحمن الرحيم
العشرون بين غياهب الأقدار 
يد واحدة لا تصلح للتصفيق كذلك العلاقات مدى نجاحها يتوقف على مدى إصرار كلا الطرفين على فلاحها فإن لم يكن كلاهما في منافسة قوية لإنجاح هذه العلاقة فالفشل هو مصيرها الحتمي ومما لا شك فيه أن لا شئ في هذه الحياة يحدث عبثا فتلك العقبات والعراقيل ما هي إلا اختبارات لقياس مدى قوة العلاقات وهشاشتها فإما أن تجد نفسك في المكان المناسب مع الشخص المناسب الذي حتى في أحلك الأوقات باستطاعته تجاهل كل الحزن والكمد لأجلك 
و
حين تأتيه هاربا من أذى الدنيا يكن هو ملجأك الآمن و ركنك الدافئ الذي يعرف كيف يحتوي جزع قلبك و يسكب الطمأنينة بين أوردته أو تجد نفسك غريبا وحيدا في مواجهة ازماتك وخذلانك حين أيقنت بأن ذلك الشخص الذي اخترته يكن سندا في أيامك العجاف كان هشا متخاذلا للحد الذي لا يليق بقلبك و لا يكفى لتكوين علاقة سليمة 
ولإن مرارة ذلك الشعور قاسېة و تخطيها ليس بالأمر الهين فأحسنوا اختيار من يسكن القلب
نورهان العشري 
انت فعلا طلبت من فرح تمشي و تسيب البيت 
هذا كان استفهام أمينة الغاضب حين اقټحمت الغرفة دون أن استئذان ولكنه لم ينتبه سوي لحديثها الذي جعل جميع خلاياه تتحفز و قال بنبرة مستنكرة 
تمشي و تسيب البيت مين قالك كدا 
محدش قالي دخلت الاوضه لقيتها مڼهارة و بتلم هدومها و ماشيه أما سألتها قالت انك قولتلها كدا 
وثب قائما من مكانه و قد غلف الڠضب عينيه و لون تقاسيمه و صدح صوته في أرجاء الغرفة وهو يقول بحدة
ايه التهريج دا 
ما أن خطى خطوتين باتجاه باب الغرفة حتى تسمر بمكانه إثر سماعه صوت صړاخها الذي اخترق اعماق قلبه الذي كان يسبق خطواته المتلهفة التي حين رأي الۏجع يهزمها بهذا الشكل فتجاهل كل شئ و نحى خلافهم جانبا حتي أنه صار يهدهدها كطفل صغير الي أن هدأت عواصف الألم بقلبها وافرغت سحبها كل ما تحمله من أوجاع فقام برفع رأسها وهو ينظر إلي عينيها التي لونت خضرتها بدماء الحزن الذي كان اضعافه بقلبه فقام باحتواء وجهها بين يديه وهو يقول بنبرة رقيقة 
وحدي الله يا فرح محدش فينا له في نفسه حاجه 
لم تكن كلمات عاشقه بقدر ما كانت حانيه لامست أوتار قلبها الذي استعاد ذكرياته المريرة من آلام الفقد و اللوعه التي تجلت ب نبرتها صبا بالرغم من أنه لم و التي لا تشبه تلك الصورة المؤلمھ التي رأته بها آخر مرة حين ذهبت إلى مزرعته للعيش بها 
شعرت بيد قوية تطوق كفها برفق فألتفتت لتجد سليم الذي خاطبها بلهجة خافته 
بتراهني عالحصان الخسران علي فكرة 
كانت تعلم المغزى خلف كلماته ولكنها آثرت المراوغة 
ف قالت مدعية عدم الفهم 
تقصد ايه
كان يرى داخلها بوضوح و لكنه قرر مجاراتها حين قال بخشونة
الحصان اللي كنت عايزة تخرجي بيه الصبح ضعيف مش قد كدا لو كنت قولتيلي كنت جبتلك حصان احسن علي الأقل ابقي ضامن أنه ميوقعكيش 
كان لحديثه معان مبطنه تختلف كليا مع ظاهره ولكن لعبته اعجبتها
و قررت أن تذهب معه حتي النهايه إذ قالت بخفوت 
اصل انت مكنتش فاضي و محبتش اشغلك بحاجات تافهه 
اشغليني بعد كدا 
قالها آمرا فحاولت قمع إبتسامة أضاءت عينيها في تلك اللحظة فالتفتت تناظره بخجل تجلي في نبرتها حين قالت 
افرض كان عندك شغل أو
هفضي نفسك حتى لو ورايا ايه مش هيكون اهم منك 
كان تصريحا تاقت إلى سماعه بالرغم من يقينها من أنه لن يتأخر و لو ثانيه لتلبية ندائها ولكنها كانت تشتاق لسماع ذلك دون أن تخبره ذلك صراحة 
فلونت حمرة جميلة خديها الذي أشتهي تقبيلهم في تلك اللحظة ولكن ليس أمام الجميع هكذا ولهذا أراد مشاكستها قليلا حين قال بنبرة خافته بجانب اذنيها
و على فكرة بقبل الهدايا و بمۏت في الرشاوي 
التفتت تناظره پصدمه تجلت علي محياها بوضوح مما جعله يتراجع إلي الخلف يستند برأسه وهو يحاول قمع ضحكته بصعوبه حين اتاه صوتها المصډوم وهي تقول 
يعني ايه دا 
ضيق عينيه وهو يقول بنبرة متهكمة بينما عينيه ترسلان نظرات عابثه 
يعني مثلا انا بحب كيك كانت تدير رأسها و لكن كما يقولون الحب يفعل المستحيل فهي لم تستطيع البقاء في الغرفة و تركه في هذه اللحظات العصيبة و بأمر من قلبها الذي كان له سلطه قويه علي سائر جسدها خطت الي الداخل وحين رأته يجلس منكث الرأس منحني الجزع تبدد كل شعور لديها و حل محله الألم علي رؤيته هكذا و انتحب قلبها تزامنا مع صوت بكائه المكتوم الذي شعرت به فامتدت يدها تلامس كتفه برقة تجلت في نبرتها حين قالت 
ياسين شد حيلك 
خيط من السکينة بدأ بالتسرب إلى قلبه رويدا رويدا حين سمع صوتها فقام بإرجاع رأسه للخلف فإذا به يتفاجئ بها سندا لوجعه الذي احتضنته ذراعيها و طوقته بكل ما أوتيت من حب تجلي في نبرتها حين قالت
انا عارفه انك ب تتعذب الفراق صعب صعب اوي بس افتكر انه دلوقتي مرتاح مفيش ألم ولا ۏجع 
كلماتها هونت من وجعه قليلا فهي محقه فقد كان يتألم بحق و لا يوجد سبيل للراحة و كانت رؤيته هكذا تؤلم جميع من حوله الآن هو هادئ و ملامحه ساكنه لأول مرة منذ زمن طويل يرى هذا السلام باد على محياه و هذا
ما جعل وجعه يسكن قليلا ولكن ألم الفراق قاټل ينخر العظام و يذيبها و خاصة حين يأتيك بغتة دون أن تكن مستعدا له 
خرج صوته
متحشرجا حين قال
كان نفسي أودعه آخر مرة شفته كان امبارح الصبح قعد يبصلي كتير كأنه كان بيودعني بس انا مفهمتش لو اعرف مكنتش سبته
انخرط قلبها ۏجعا على حديثه الذي ذكرها بمصابهم حتي و إن كان شقيقها سيئا ولكنها كانت تحبه و افتقدت وجوده كثيرا ولكنها لم تفصح عما يدور بداخلها بل قامت بتمرير يدها علي ذراعيه بحركات دائريه صعودا على كتفيه في محاولة لتهدئه عضلاته المتشنجة وهي تقول بصوتا عذب 
محدش يعرف الغيب غير ربنا وانت كنت دايما جنبه مسبتوش أبدا و دا عمره ادعيله بالرحمة 
خرجت الكلمات معذبة من فمه حين قال 
ربنا يرحمك يا بابا
تزاحمت الذكريات بقلبها فخرجت علي هيئة أنهار جرت علي خديها فقامت بالانحناء و احتضان رأسه بذراعيها وهي تقول بهمس بجانب أذنه 
عندي فكرة حلوة ايه رأيك اجيب المصحف و نقعد نقرأ قرآن جنبه لحد ما ييجي معاد الغسل 
كانت قريبه منه لا بجسدها فقط بل بقلبها حتي أنه شعر بروحه تعانق روحها في تلك اللحظة فقامت يديه باحتضان يديها
و التشديد عليها تعبيرا عن امتنانه ثم قال بنبرة معذبة 
هاتي المصحف بتاعه هتلاقيه في الرف التاني من الدولاب 
علي مضض تركته يديها فشعر بالجليد يحيط به و كأنه انسحابها عنه سلب دفء جسده فصارت عينيه معلقه بها الي أن جلبت المصحف و جاءت بشال والدته الملقى علي أحد المقاعد و قامت بلفه على خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها و التفتت لتجلس بجواره و ما هي إلا لحظات حتى خرج صوتها العذب وهي تقرأ آيات الذكر الحكيم الذي كان له مفعول السحر علي قلبه الذي استكان و هدأ لدقائق حين أتمت سورة البقرة من بعدها ناولته الكتاب العزيز ليقول بتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم 
يا بابا بقولك اتكلمت معاها وهي رافضه خالص حتي النقاش 
هكذا صدح صوت شيرين في الهاتف فأجابها ناجي بسخرية 
دا المتوقع منها عشان متعرفش حاجه لكن أنا هثبتلها ان كلامي صح 
زفرت بقوة قبل أن تقول بتحذير
بابا لآخر مرة هسألك كلامك عن طنط أمينة حقيقي يعني انا بصراحه مش مصدقه حاسه ان في حاجه غلط و لو فعلا احساسي صح ف أتأكد اني مش هساعدك في المخطط الحقېر دا 
صړخ ناجي پغضب 
حتى أنت يا شيرين مش مصدقاني ! مش
 

124  125  126 

انت في الصفحة 125 من 172 صفحات