السبت 28 ديسمبر 2024

حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول

انت في الصفحة 11 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

هجرها 
عمري ما اسيبك أو أبعد مهما حصل حتى لو أنت طلبتي ده عمري ما اسيبك دايما موجود جنبك وأقرب مما تتخيلي 
صلى قبل نومه مباشرة وظل شاردا يشغل هقله حالها وكيف يتعامل مع الموقف لم يتوقع ما حدث بأسوأ كوابيسه تخيلها دوما مع شخص جدير بها من نفس مرحلتها العمرية شخص حنونا مراعيا لا حادا عڼيفا كعبد الرحمن سقط بالنوم بعد طول تفكير أرهقه فرأى بمنامه رؤياه 
يتجول وحبيبة في حديقة غناء ورافة أشجارها وبين أغصان الأشجار الاشجار والورود وجدت حبيبة طريق جانبي فذهبت إليه وكان يابس جاف أشجاره مېتة تحولت غصونها لأشواك سلكت حبيبة هذا الطريق فناداها محمود مانعا
تعالي يا حبيبة بلاش الطريق ده خليكي هنا معنا 
نظرت إليه حبيبة مبتسمة تطمئنه ثم اكملت سيرها حاول اللحاق بها وكانت خطواته صعبة ثقيلة اما هي فكانت خطواتها خفيفة سريعة أثناء سيرها قطعت ملابسها الأشواك وجرحت قدمها تحت نداء محمود الذي لم يتوقف
تعالي يا حبيبة أرجعي بلاش الطريق ده 
وبكل مرة تنظر إليه تطمئنه مواصلة سيرها ظلت المسافة بينهما كبيرة رغم محاولات محمود المستميتة للحاق بها دون فائدة وصلت حبيبة لنهاية الطريق فوجدت به بابا ضخما تشتعل به النيران حاولت جاهدة فتح الباب واحټرقت يديها دون فائدة 
رؤية يديها تحترق دبت به طاقة قصوى غلبت ثقل أقدامه فسرعت حركة نحوها خطا على الأشواك حتى لحق بها دفع الباب بكامل قوته حتى فتح كاشفا خلفه جنة وارفة الأغصان ذات ريح طيبة دخلت حبيبة فتبدل حالها اختفت چراحها وذهب الحريق عنها ازدهر وجهها وتبدلت ثيابها بأخرى كالأميرات فطل عبد الرحمن بكامل تأنقه ملابسه بيضاء مبتسما بشوشا وقدم لها باقة فتخرة من أجمل الزهور وأطيبها ريحا وسلة ضخمة يملؤها خبز شهي طيب 
فتح عينيه فاستمع لصوت أذان الفجر عمل عقله يترجم ما رأى يدور برأسه ما يربط بين صلاته وما رآه بنومه نهض قم أيقظ بسمة ثم اتجه الي حبيبة قبل رأسها مبتسما 
صباح الخير
فتحت عينيها مبتسمة فتحدث
كنت متأكد أنك مش حتصحي لوحدك النهاردة حبيت أصحيك أنا 
صباح الخير يا بابا خلاص أنا صحيت أهو هقوم أتوضا 
تحدث متنهدا غير راغب بقص رؤياه
أنا حلمت بيك مش حابب أحكي بس حبيت أعرفك 
ابتسمت براحة
أنا حلمت بماما 
نظر باهتمام فقصت به ما رأت 
كنت في حديقة وكان في ريحة خبيز قوية حلوة قوي مشيت وراها لحد ما لقيت ترابيزة وعليها عيش في طبق أخدته وقطمت منه كان حلو قوي بس ناشف
شوية لسه برفع راسي لقيت ماما قدامي وبتقولي مبروك يا حبيبة قولت لها بس ده ناشف ۏجع لي أسناني مسكته ومسحت بايديها عليه فقطمت تاني لقيته بقي طري وكبر قوي فابتسمت ماما بصيت له تاني لقيته كبر وكتر قوي
بعدها صحيت وأنت بتناديني دلوقتي وكنت لسه حاسة بطعمه 
نظر إليها مبتسما بتوجس يحاول إخفاء قلقه عليها وسألها ليستشف صحة ما فهم
حبيبة هأسألك على حاجة وعايزك تردي من غير ما تخافي من حاجة وأنا والله مش هازعل منك مهما كان ردك بس جاوبيني بصراحة أنت حاسة باي حاجة تجاه عبد الرحمن
اخفضت وجهها بصمت وتوتر ففهم بوضوح دون حاجة للكلمات وتحدث يطئنها وهو بأشد الحاجة لمن يطمئنه على مستقبلها
أنا مش زعلان منك يا حبيبة أكيد مش هاحاسبك على إحساسك مش هاسألك أمتى أو إزاي مش حيفرق يا حبيبة مش حيفرق 
نظر اليها ببسمة حنونة ينتزعها من حرجها مخفيا قلقه
يلا قومي أتوضي وتعالي عشان نصلي 
اكتفى برؤيتهما وصمتها عندما سألها ولم يعيد الحديث معها عن الأمر فقط التعامل اليومي مر يوم اتنان ثلاثة فتوقعت رفضه مر الوقت بطيئا قاټلا تمنت لو تستطيع سؤاله ولكنها تخشى غضبه فلم تراه بتلك الحالة أبدا بالسباق ولا تريد إعادة تلك اللحظات فآثرت الصمت باتت شاردة حزينة تتحرك بثقل وكأنها قلبها شق بخنجرا تتحرك به فيدمي قلبها ويزيد جرحها ولا حق لها بالافصاح عما بها 
لم يخفى على محمود تبدل حالها يشعر بمۏتها البطيء ولم يكن بحال أفضل منها فهو لم يرد أن يقسو عليها أو منعها عن حبها وبتفكير يرهقه يحاول الوصول لكيفية تمكنه من حمايتها وتأمينها إن غدر بها عبد الرحمن بعد أن تصبح بين براثنه وبعد تفكير اضناه تمكن من تحديد بعض الشروط التي قد تأمنها غدره 
كالجالس على جمر من الڼار تلك حالة عبد الرحمن منتظرا رد محمود توقع رفضه بجلتسهما ولكن إجابته بانتظار الرد متوقعا رفضه هو أصعب من الرفض نفسه فتكت برأسه الظنون ومزقه الصبر أصبح كالقابض على جمر الڼار يتمنى سرعة رد محمود متخوف منه موقن حتمية دخوله بمعركة هو الطرف الأضعف والأعزل بها فحصنه حبه فقط وأسلحته بالية سواء سيرته أو طلاقه أو حالة طليقته أو حتى رغبة والدته كل تلك أسلحة فاسدة ستنفجر بوجهه هو وستؤدي بحياته وتتحول لرماد هش بال إن خسر معركته وكتب عليه البعد لو كانت معركة جسدية لتيقن النصر ولكنها قضية وخصمه بها هو القاضي يملك السلطة والقوة والقانون 
لم يستطيع الأنتظار لأكثر من ثلاثة أيام وهاتف محمود بصباح اليوم الرابع 
السلام عليكم إزيك يا محمود 
تنهد بتوتر فاسترسل عبد الرحمن متوجسا 
أنا عبد الرحمن 
أيوه عارف اتفضل 
كمن دخل خضم امتحان لم يستعد له فتساءل بتوتر
يا ترى فكرت ولا لسه
لم يرد الإجابة لا يتخيل مجرد إعطاءه فرصه للاقتراب من حبيبة 
متهيأ لي معادنا بعد أسبوع مر من ثلالثة أيام بس 
أخذ نفس عميق راودته بعض الراحة يكفي عدم الرفض الآن 
يعني لسه ما اخدتش قرار 
صمت للحظة ود لو يرفض ولكن ذبول حبيبة الأيام الماضية وصمتها يؤلمه
لا فكرت بس ما اخدتش القرار لأنه هيكون في إيدك باختصار يا عبد الرحمن في بعض الشروط لو وافقت عليها ما عنديش مانع 
لم يصدق ما سمع أجاب دون تفكير سعيدا بل يرقص قلبه من فرط سعادته
إن شاء الله موافق على أي حاجة 
ما تستعجلش منتظرك بكرة الساعة ثمانية الأفضل تكون لوحدك المرة دي ولو في نصيب والدتك تشرفنا المرة اللي بعدها نتفق على التفاصيل ولوما حصلش نصيب يبقي ما نتعبش الست الوالدة 
رد بسعادة واندفاع
لأ إن شاء الله النصيب موجود هكون موجود في المعاد وقبله كمان 
عاد محمود للبيت يبحث بعينيه عن حبيبة وجدها على حالها شاردة تلتزم الصمت لم يسمع ضحكتها منذ ذلك اليوم بل كاد لا يسمع صوتها يعلم أنها لا تضغط عليه فهذه طبيعتها إن حزنت صمتت 
على طاولة الغداء جاهدت حبيبة لتبدو طبيعية ولم تجد أي شهية للطعام فقدان الأمل جعلها جسد بلا روح بعد فترة ادعت بها تناول الطعام وقفت حبيبة حامدة فتحدثت بسمة باشفاق 
حبيبة كملي أكلك يا حبيبتي أنت ما أكلتيش من الصبح 
لا أكلت الحمد لله 
وضع كف يده أعلى كفها الموضوع على الطاولة وتحدث 
عبد الرحمن أتصل النهاردة مش عايزة تعرفي قولت له أيه
توقعت إبلاغه بالرفض فلم تتحملها قدمها وسقطت على مقعدها جالسة بوهن توقفت أنفاسها وكاد أن يتوقف قلبها غشت الدموع عينيها اشفق على حالها فتحدث يوقف سيل أفكارها ويطمئن روحها وتحدث ببسمة محتوية مطمئنة 
جاي بكرة استعدي 
ابتسمت بدموع ولمعت عينيها بسعادة جلية فاسترسل بجدية
في شروط لو قبلها حوافق ولو رفض أبقى عملت اللي أقدر عليه وأعرفي وقتها أنه مش شاريكي 
نظر إليها مبتسما ليطمئنها
ناكل بقى 
ألقت نفسها بين ضلوعه بسعادة وضمھا هو بحنان شعر بدقات قلبها عالية صاخبة فشدد من ضمھ وربت على ظهرها بحنان بعد فترة أبعدها عنه قليلا وماسحا عبراتها
متحدثا
محمود ممكن ناكل بقي مش نمثل الأكل 
أومأت موافقة عادت تناول طعامها ابتسمت بسمة بسعادة حقيقة من أجلها وتمنت لها السعادة وأن يكن عبد الرحمن جديرا بها 
حل المساء واجتمع محمود وبسمة بغرفتهما جلسا في ركنهما الخاص الذي طالما جلسا فيه يتدبران شئون حياتهما يتسامران تحدثت بسمة بسعادة وفرحة كبيرتين 
أنا فرحانة قوي عشان حبيبة ومبسوطة أنك وافقت تديهم فرصة 
بصراحة الفضل ليك يا بسمة وأسف لاني كنت عصبي جدا اليومين اللي فاتو وضايقتك كتير أنا أصلا لحد دلوقتي مش مستوعب اللي بيحصل 
أنا مقدرة يا حبيبي صحيح زعلت شوية خصوصا وأنا قصدي خير والله بس كله يهون قدام قرحتها خلاص مش زعلانة محدش عارف النصيب فين يا محمود يمكن هو نصيبها 
مش عارف يا بسمة كنت اتمنى تتخطب لشخص من سنها تكون أول واحدة في حياته يكون شبهنا كده لكن عبد الرحمن غيرنا في كل حاجة حتى فرق السن كبير قوي 
أنا فكرت في ده كتير ما ننكرش إن أحيانا المستحيل بيتحقق في ارض الواقع ممكن حبيبة تكون شايفة اللي احنا مش شايفينه يمكن لما تقرب منه تقدر تحكم عليه صح فرق السن ميزة وعيب في نفس الوقت 
رد بأنتباه وتركيز شديد 
ازاي ميزة وعيب!
حبيبة ما تفتكرش عمي الله يرحمه وأنت لها أخ وأب ممكن تكون شايفة عبد الرحمن زيك كده زوج و أب يعني تكون حابة الفرق ده عشان زيك كده فاهم قصدي 
فهمت لو كده ممكن تكون أصلا مش بتحبه زي ما هي متخيله ويكون وهم لمجرد الفكرة دي 
كل شئ ممكن وده اللي هيوضح لها فتره الجاية يا أما هتتعلق به زيادة أو أنها هتحس بحاجة مش صح دورنا نتابعها ونساعدها تحدد إحساسها تعرف عايزة أيه بدون اجبار نشوف هو بيتعامل معاها إزاي شاريها وعايزها ولا عايز نسخة من طليقته يفرض عليها سلطته فهمتني! 
فهمتك بسمة أنت كنت عارفة أنها بتحبه ليه ما قولتيش ما تعرفيش إحساسي كان إزاي وأنا شايفك موافقة وبتقنعيني به كنت هتجنن بجد 
بعد الشړ عنك أنا ماكنتش عارفة صدقني لكنها اتكلمت معايا من كام يوم وفهمت أنها بتحب حد أكبر منها شويتين اعتقدت أنه معيد أو دكتور في الجامعة ولما تقدم لها وشوفت رد فعلها فهمت أنه هو عارف أنتم الاتنين صعبتوا عليا ما كنتش عارفة أقف مع مين لقيت نفسي من غير ما أفكر بساعدها خصوصا لما لقيتك ولأول مرة عصبي ومش عارف تسيطر على انفعالك وجيت عليها كتير لدرجة أنك ما حستش بخۏفها 
عمري ما توقعت كده كنت بحس ساعات أنك متضايقة منها ومن اهتمامي بها 
ما انكرش إني أحيانا باغير من اهتمامك بها ما أنا في الأخر ست والغيرة صفة أساسية فيا وأنت تعاملك معاها حالة خاصة نادرة بس برده أنا مريت بإحساسها وجربت اليتم أي بنت في الموقف ده بيكون نفسها باباها يكون معاها يقابل عريسها ووالدتها تدافع عنها وتقف جنبها وتحاول تقنع باباها لكن هي لقت نفسها من غير الاتنين وده صعب قوي هي شايفاك باباها وبتندهك بابا من وقتها كان لازم تلاقي حد يسندها كان لازم تلاقي حضڼ
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 36 صفحات