حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول
هجرها
عمري ما اسيبك أو أبعد مهما حصل حتى لو أنت طلبتي ده عمري ما اسيبك دايما موجود جنبك وأقرب مما تتخيلي
صلى قبل نومه مباشرة وظل شاردا يشغل هقله حالها وكيف يتعامل مع الموقف لم يتوقع ما حدث بأسوأ كوابيسه تخيلها دوما مع شخص جدير بها من نفس مرحلتها العمرية شخص حنونا مراعيا لا حادا عڼيفا كعبد الرحمن سقط بالنوم بعد طول تفكير أرهقه فرأى بمنامه رؤياه
تعالي يا حبيبة بلاش الطريق ده خليكي هنا معنا
نظرت إليه حبيبة مبتسمة تطمئنه ثم اكملت سيرها حاول اللحاق بها وكانت خطواته صعبة ثقيلة اما هي فكانت خطواتها خفيفة سريعة أثناء سيرها قطعت ملابسها الأشواك وجرحت قدمها تحت نداء محمود الذي لم يتوقف
وبكل مرة تنظر إليه تطمئنه مواصلة سيرها ظلت المسافة بينهما كبيرة رغم محاولات محمود المستميتة للحاق بها دون فائدة وصلت حبيبة لنهاية الطريق فوجدت به بابا ضخما تشتعل به النيران حاولت جاهدة فتح الباب واحټرقت يديها دون فائدة
رؤية يديها تحترق دبت به طاقة قصوى غلبت ثقل أقدامه فسرعت حركة نحوها خطا على الأشواك حتى لحق بها دفع الباب بكامل قوته حتى فتح كاشفا خلفه جنة وارفة الأغصان ذات ريح طيبة دخلت حبيبة فتبدل حالها اختفت چراحها وذهب الحريق عنها ازدهر وجهها وتبدلت ثيابها بأخرى كالأميرات فطل عبد الرحمن بكامل تأنقه ملابسه بيضاء مبتسما بشوشا وقدم لها باقة فتخرة من أجمل الزهور وأطيبها ريحا وسلة ضخمة يملؤها خبز شهي طيب
صباح الخير
فتحت عينيها مبتسمة فتحدث
كنت متأكد أنك مش حتصحي لوحدك النهاردة حبيت أصحيك أنا
صباح الخير يا بابا خلاص أنا صحيت أهو هقوم أتوضا
تحدث متنهدا غير راغب بقص رؤياه
ابتسمت براحة
أنا حلمت بماما
نظر باهتمام فقصت به ما رأت
كنت في حديقة وكان في ريحة خبيز قوية حلوة قوي مشيت وراها لحد ما لقيت ترابيزة وعليها عيش في طبق أخدته وقطمت منه كان حلو قوي بس ناشف
شوية لسه برفع راسي لقيت ماما قدامي وبتقولي مبروك يا حبيبة قولت لها بس ده ناشف ۏجع لي أسناني مسكته ومسحت بايديها عليه فقطمت تاني لقيته بقي طري وكبر قوي فابتسمت ماما بصيت له تاني لقيته كبر وكتر قوي
نظر إليها مبتسما بتوجس يحاول إخفاء قلقه عليها وسألها ليستشف صحة ما فهم
حبيبة هأسألك على حاجة وعايزك تردي من غير ما تخافي من حاجة وأنا والله مش هازعل منك مهما كان ردك بس جاوبيني بصراحة أنت حاسة باي حاجة تجاه عبد الرحمن
اخفضت وجهها بصمت وتوتر ففهم بوضوح دون حاجة للكلمات وتحدث يطئنها وهو بأشد الحاجة لمن يطمئنه على مستقبلها
نظر اليها ببسمة حنونة ينتزعها من حرجها مخفيا قلقه
يلا قومي أتوضي وتعالي عشان نصلي
اكتفى برؤيتهما وصمتها عندما سألها ولم يعيد الحديث معها عن الأمر فقط التعامل اليومي مر يوم اتنان ثلاثة فتوقعت رفضه مر الوقت بطيئا قاټلا تمنت لو تستطيع سؤاله ولكنها تخشى غضبه فلم تراه بتلك الحالة أبدا بالسباق ولا تريد إعادة تلك اللحظات فآثرت الصمت باتت شاردة حزينة تتحرك بثقل وكأنها قلبها شق بخنجرا تتحرك به فيدمي قلبها ويزيد جرحها ولا حق لها بالافصاح عما بها
لم يخفى على محمود تبدل حالها يشعر بمۏتها البطيء ولم يكن بحال أفضل منها فهو لم يرد أن يقسو عليها أو منعها عن حبها وبتفكير يرهقه يحاول الوصول لكيفية تمكنه من حمايتها وتأمينها إن غدر بها عبد الرحمن بعد أن تصبح بين براثنه وبعد تفكير اضناه تمكن من تحديد بعض الشروط التي قد تأمنها غدره
كالجالس على جمر من الڼار تلك حالة عبد الرحمن منتظرا رد محمود توقع رفضه بجلتسهما ولكن إجابته بانتظار الرد متوقعا رفضه هو أصعب من الرفض نفسه فتكت برأسه الظنون ومزقه الصبر أصبح كالقابض على جمر الڼار يتمنى سرعة رد محمود متخوف منه موقن حتمية دخوله بمعركة هو الطرف الأضعف والأعزل بها فحصنه حبه فقط وأسلحته بالية سواء سيرته أو طلاقه أو حالة طليقته أو حتى رغبة والدته كل تلك أسلحة فاسدة ستنفجر بوجهه هو وستؤدي بحياته وتتحول لرماد هش بال إن خسر معركته وكتب عليه البعد لو كانت معركة جسدية لتيقن النصر ولكنها قضية وخصمه بها هو القاضي يملك السلطة والقوة والقانون
لم يستطيع الأنتظار لأكثر من ثلاثة أيام وهاتف محمود بصباح اليوم الرابع
السلام عليكم إزيك يا محمود
تنهد بتوتر فاسترسل عبد الرحمن متوجسا
أنا عبد الرحمن
أيوه عارف اتفضل
كمن دخل خضم امتحان لم يستعد له فتساءل بتوتر
يا ترى فكرت ولا لسه
لم يرد الإجابة لا يتخيل مجرد إعطاءه فرصه للاقتراب من حبيبة
متهيأ لي معادنا بعد أسبوع مر من ثلالثة أيام بس
أخذ نفس عميق راودته بعض الراحة يكفي عدم الرفض الآن
يعني لسه ما اخدتش قرار
صمت للحظة ود لو يرفض ولكن ذبول حبيبة الأيام الماضية وصمتها يؤلمه
لا فكرت بس ما اخدتش القرار لأنه هيكون في إيدك باختصار يا عبد الرحمن في بعض الشروط لو وافقت عليها ما عنديش مانع
لم يصدق ما سمع أجاب دون تفكير سعيدا بل يرقص قلبه من فرط سعادته
إن شاء الله موافق على أي حاجة
ما تستعجلش منتظرك بكرة الساعة ثمانية الأفضل تكون لوحدك المرة دي ولو في نصيب والدتك تشرفنا المرة اللي بعدها نتفق على التفاصيل ولوما حصلش نصيب يبقي ما نتعبش الست الوالدة
رد بسعادة واندفاع
لأ إن شاء الله النصيب موجود هكون موجود في المعاد وقبله كمان
عاد محمود للبيت يبحث بعينيه عن حبيبة وجدها على حالها شاردة تلتزم الصمت لم يسمع ضحكتها منذ ذلك اليوم بل كاد لا يسمع صوتها يعلم أنها لا تضغط عليه فهذه طبيعتها إن حزنت صمتت
على طاولة الغداء جاهدت حبيبة لتبدو طبيعية ولم تجد أي شهية للطعام فقدان الأمل جعلها جسد بلا روح بعد فترة ادعت بها تناول الطعام وقفت حبيبة حامدة فتحدثت بسمة باشفاق
حبيبة كملي أكلك يا حبيبتي أنت ما أكلتيش من الصبح
لا أكلت الحمد لله
وضع كف يده أعلى كفها الموضوع على الطاولة وتحدث
عبد الرحمن أتصل النهاردة مش عايزة تعرفي قولت له أيه
توقعت إبلاغه بالرفض فلم تتحملها قدمها وسقطت على مقعدها جالسة بوهن توقفت أنفاسها وكاد أن يتوقف قلبها غشت الدموع عينيها اشفق على حالها فتحدث يوقف سيل أفكارها ويطمئن روحها وتحدث ببسمة محتوية مطمئنة
جاي بكرة استعدي
ابتسمت بدموع ولمعت عينيها بسعادة جلية فاسترسل بجدية
في شروط لو قبلها حوافق ولو رفض أبقى عملت اللي أقدر عليه وأعرفي وقتها أنه مش شاريكي
نظر إليها مبتسما ليطمئنها
ناكل بقى
ألقت نفسها بين ضلوعه بسعادة وضمھا هو بحنان شعر بدقات قلبها عالية صاخبة فشدد من ضمھ وربت على ظهرها بحنان بعد فترة أبعدها عنه قليلا وماسحا عبراتها
متحدثا
محمود ممكن ناكل بقي مش نمثل الأكل
أومأت موافقة عادت تناول طعامها ابتسمت بسمة بسعادة حقيقة من أجلها وتمنت لها السعادة وأن يكن عبد الرحمن جديرا بها
حل المساء واجتمع محمود وبسمة بغرفتهما جلسا في ركنهما الخاص الذي طالما جلسا فيه يتدبران شئون حياتهما يتسامران تحدثت بسمة بسعادة وفرحة كبيرتين
أنا فرحانة قوي عشان حبيبة ومبسوطة أنك وافقت تديهم فرصة
بصراحة الفضل ليك يا بسمة وأسف لاني كنت عصبي جدا اليومين اللي فاتو وضايقتك كتير أنا أصلا لحد دلوقتي مش مستوعب اللي بيحصل
أنا مقدرة يا حبيبي صحيح زعلت شوية خصوصا وأنا قصدي خير والله بس كله يهون قدام قرحتها خلاص مش زعلانة محدش عارف النصيب فين يا محمود يمكن هو نصيبها
مش عارف يا بسمة كنت اتمنى تتخطب لشخص من سنها تكون أول واحدة في حياته يكون شبهنا كده لكن عبد الرحمن غيرنا في كل حاجة حتى فرق السن كبير قوي
أنا فكرت في ده كتير ما ننكرش إن أحيانا المستحيل بيتحقق في ارض الواقع ممكن حبيبة تكون شايفة اللي احنا مش شايفينه يمكن لما تقرب منه تقدر تحكم عليه صح فرق السن ميزة وعيب في نفس الوقت
رد بأنتباه وتركيز شديد
ازاي ميزة وعيب!
حبيبة ما تفتكرش عمي الله يرحمه وأنت لها أخ وأب ممكن تكون شايفة عبد الرحمن زيك كده زوج و أب يعني تكون حابة الفرق ده عشان زيك كده فاهم قصدي
فهمت لو كده ممكن تكون أصلا مش بتحبه زي ما هي متخيله ويكون وهم لمجرد الفكرة دي
كل شئ ممكن وده اللي هيوضح لها فتره الجاية يا أما هتتعلق به زيادة أو أنها هتحس بحاجة مش صح دورنا نتابعها ونساعدها تحدد إحساسها تعرف عايزة أيه بدون اجبار نشوف هو بيتعامل معاها إزاي شاريها وعايزها ولا عايز نسخة من طليقته يفرض عليها سلطته فهمتني!
فهمتك بسمة أنت كنت عارفة أنها بتحبه ليه ما قولتيش ما تعرفيش إحساسي كان إزاي وأنا شايفك موافقة وبتقنعيني به كنت هتجنن بجد
بعد الشړ عنك أنا ماكنتش عارفة صدقني لكنها اتكلمت معايا من كام يوم وفهمت أنها بتحب حد أكبر منها شويتين اعتقدت أنه معيد أو دكتور في الجامعة ولما تقدم لها وشوفت رد فعلها فهمت أنه هو عارف أنتم الاتنين صعبتوا عليا ما كنتش عارفة أقف مع مين لقيت نفسي من غير ما أفكر بساعدها خصوصا لما لقيتك ولأول مرة عصبي ومش عارف تسيطر على انفعالك وجيت عليها كتير لدرجة أنك ما حستش بخۏفها
عمري ما توقعت كده كنت بحس ساعات أنك متضايقة منها ومن اهتمامي بها
ما انكرش إني أحيانا باغير من اهتمامك بها ما أنا في الأخر ست والغيرة صفة أساسية فيا وأنت تعاملك معاها حالة خاصة نادرة بس برده أنا مريت بإحساسها وجربت اليتم أي بنت في الموقف ده بيكون نفسها باباها يكون معاها يقابل عريسها ووالدتها تدافع عنها وتقف جنبها وتحاول تقنع باباها لكن هي لقت نفسها من غير الاتنين وده صعب قوي هي شايفاك باباها وبتندهك بابا من وقتها كان لازم تلاقي حد يسندها كان لازم تلاقي حضڼ