حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول
شبه حضڼ مامتها
ابتسم برضا وقبل يدها بسعادة
أنا أكتر انسان محظوظ يا حبيبتي ربنا رزقني بزوجة حنونة ومميزة زيك بصي يا بسمة عايزها تفرح خليها تجيب أي حاجة عايزاها وجهزي كل حاجة عشان بكرة حتى لو رفض شروطي على الأقل تكون فرحت
أكيد يا حبيبي خير ان شاء الله وأنت هات معاك جاتوه وحاجة ساقعة وظبطنا كده
لم ترغب حبيبة في شراء ثوب جديد كما عرضت بسمة رغبت ان يراى عبد الرحمن الثوب الذي ارتدته يوم زفاف محمود مر الوقت طويلا حتى حل المساء رفعت جانبي شعرها بشكل مرتب واسدلته على ظهرها ولم تنسى ترك غرة صغيرة اعلى وجهها وضعت القليل من الزينة تحدد عينيها ومعالم وجهها كانت بقمة سعادتها وجمالها لمعت عيناها من الفرحة
وضع كفيه على كتفيها ببسمة سعيدة
ما شاء الله تصدقي أول مرة أخد بالي انك بقيتي عروسة زي القمر مش البنت الصغيرة اللي كنت بوديها المدرسة
أكيد عبد الرحمن افتحي يا حبيبة ودخليه الصالون
وقفت أمام الباب أغمضت عينيها سحبت شهيق عميق ثم فتحت عينها وتلاها الباب لم يتوقع أن تقع عينيه عليها بتلك اللحظة ابتسم بسعادة واطرب مسامعها بثنائه
ما شاء الله تبارك الله خلق فابدع ازيك
احمر وجهها خجلا وتصارعت دقات قلبها
لحقهما محمود بغرفة الصالون وتبع دخوله
خروج حبيبة بدأ محمود جلستهما دون مقدمات
أنا هدخل في الموضوع على طول أنا فكرت في طلبك كتير بصراحة في حاجات قلقاني زي فرق السن بينكم جوازك ومن بعده الطلاق السريع توصلت لبعض النقاط أو عشان نكون أوضح نقول عليها شروط لأن بدونها مفيش ارتباط وتعتبر طلبك مرفوض ولو وافقت هيبقي في فترة خطوبة من خلالها نحدد إذا كان في توافق ونكمل الجوازة أو إن مفيش نصيب
أول حاجة شرط أساسي حبيبة تكمل دراستها السنة اللي فاضلة في الكلية يعني جوازكم هيكون بعد سنة
معاك أنها تكمل السنة اللي باقية بس مش لازم الجواز بعد سنة ممكن تخلص السنة دي وهي في بيتها وزي ما قولت سني كبير فمش لازم نستني وخير البر عاجله
مش شايف أنها صعب تذاكر مع الجواز وبعدين أنتم محتاجين وقت تتعرفوا فيه على بعض أكتر
تاني حاجة ومهمة جدا تأجيل الحمل أول سنة من الجواز وشرطي الثالث لازم يكون لها بيت مستقل مش حتعيش مع والدتك يعني مش تفرشوا البيت وتسيبوه وتعقدوا مع والدتك
صدمتين متلاحقتين الشرطين التاليين أذهلاه لم يتوقعهما تعليمها الجامعي خام له ولها نواه قبل ان يشترطه محمود لكن تأخير الإنجاب ومنعه عن والدته لما!!!
مش فاهم ليه! أول مرة اسمع حد يشترط كده!
بتلك اللحظة دخلت حبيبة تحمل صينية المشروببأيدي مرتعشة فنهض عبد الرحمن وحملها عنها نظر في وجهها مرددا نفس الجملة ووقعها عليها كأحلى كلمات الغزل
ما شاء الله تبارك الله خلق فأبدع
قطع تأمله صوت محمود شاكرا لها مشيرا لها برفق لتتركهما انتبه عبد الرحمن فنظر لمحمود متسائلا
طيب فهمني السبب
الجواز مسئوليه كبيرة لازم تتعود عليها الأول ده غير إن المذاكرة والحمل تعب واجهاد صعب تتحمل كل ده مرة واحدة
عندك حق موافق بالنسبة للبيت الشقة موجودة ولسه مفروشة فبقترح بدل ما نبدل العفش وهو جديد نسيبه ونعمل فيه تغيرات بسيطة وبدل ما نصرف الفلوس في تغيره ادفعه لها مهر وأكيد أحب أفضل أنا وهي في بيتنا بس ما يمنعش إني أزور والدتي دي أمي وملهاش غيري
هأكون صريح معاك مش عايز فرق السن يجي على حبيبة ويضيع حقها مش عايزها تقابل أى تحكم أو تحس بالقهر ما ينفعش يتفرض عليها تقعد فين أو تاكل أيه مش عايزها مقيدة ما قولتش تبعد عن والدتك أو تسيبها بالعكس لو عملت كده أخاف على اختي منك حبيبة أختي وبنتي كمان عايزها تدير بيتها زي ما هي تحب مش ما حد تاني يحدد واعتقد ده حقها أما موضوع الشقة فما عنديش مانع لو حبيبة وافقت نغير الديكور والألوان يا رب وجهة نظري تكون وضحت
تمام أنا موافق
فكر الأول الموضوع مش سهل ومش هقبل إنك تخلف أي وعد حتى بعد الجواز
اعتقد رغم اختلافنا عمرك ما سمعت إني خلفت وعدي أى كلمة أقولها ملزم بها وسيف على رقبتي
تمام هسأل حبيبة على موضوع الشقة وأرد عليك
طيب خير البر عاجله أسألها دلوقتي
ابتسم متعجبا من تسرعه
رغم إني مش بحب الاستعجال بس هسألها
استأذن منه وذهب لحبيبة عرض عليها الأمر فوافقت مرحبة ثم همس بأذن بسمة ببضع كلمات متجها إلى عبد الرحمن أخبره بموافقتها ثم حدثه بأمر أخر
بص يا عبد الرحمن لازم تعرف أنه ما كانش سهل أبدا إني أوافق أديك الفرصة دي وأعرف أنها ولو ضاعت مش هيكون في فرصة تانية إستحالة أقبل إن حبيبة تتوجع أو تتهان أنا واثق أنك فاهم قصدي كويس
ازدرد ريقه أملا سير الأمور بنصابها السليم وحدثه مطمئنا
ما تقلقش عليها إن شاء الله مش هتندم
لحظة صمت شعرا خلالها بالتوتر أمل محمود أن يكن إتخذ القرار السليم قطع الصمت دخول حبيبة خجلة رفقة بسمة تنظر باستحياء فاستقبلها محمود بابتسامة واجلسها بالمقعد المقابل لعبد الرحمن متحدثا
مبروك يا عبد الرحمن هاسيكم مع بعض تتكلموا ولكم ثلاث مرات تقعدوا مع بعض وبعدها لو حبيبة أكدت موافقتها نحدد معاد تجي مع والدتك ونتمم الخطوبة
نظر عبد الرحمن بوجه حبيبة عقب خروج محمود أمعن النظر بوجهها فازداد حمرة
ما شاء الله تبارك الله خلق فابدع ممكن أطلب حاجة
فأومأت بخجل مفرط فاسترسل
خلي شعرك كله على جنب واحد
فعلت تحدث ناظرا إليها بشوق وحب
ايوووووه أنا تمنيت اللحظة دي كتير وحلمت بها بس أنت أحلى بكتير في الحقيقة أنت جميلة قوي يا حبيبة
تضاعف خجلها وإحمرار وجهها فاسترسل
نفس الخجل وحمرته اللي بانت عليك يومها فاكرة
نظرت إليه بعدم تصديق وفرحة تسائل عقلها أيتذكر هو أيضا أم يقصد أمرا أخر
وكأن نظراتها اخبرته فأجابها دون سؤال
فاكر كأنه إمبارح من يومها اسمك
محفور في عقلي حبيبة محمد
ابتسمت برقة
بس أنا اسمي مش حبيبة محمد
رد بابتسامته البشوشة
مش أنت ومحمود إخوات
أكيد لكن اسمي مركب
أزاي حبيبة اسم مركب!
اسمي حبيبة الرحمن عارفة أنه غريب أي حد يعرف يستغرب من وقت المدرسة وكل سنة بعيد نفس الكلام
عبد الرحمن بجد حبيبة الرحمن اسم جميل قوي إن شاء الله تبقي حبيبة الرحمن وعبده اللي هو أنا تبقي حبيبة الرحمن وحبيبت عبد الرحمن
خجلت حبيبة واحمر وجهها بشدة نظر لها مبتسما بقلب خافق من السعادة
مش حقولك بلاش كسوف بس أوعي تسكتي تاني أنا ما صدقت سمعت صوتك
لمست كلماته قلبها بادلته الابتسام
اسمي مختلف شوية بس له حكاية
طاب قوليها يا رب تكون طويلة عشان اسمع صوتك كتير
بعد محمود تأخر حمل ماما كتير بدون سبب رضوا بأمر ربنا وبعد 10 سنين ماما حملت وجيت أنا يومها ماما سألت بابا مش زعلان أنها بنت بعد السنين دي كلها قالها لا طبعا دي حبيبتي وإن شاء الله تكون حبيبت الرحمن وقالها ده أحلى اسم حبيبة الرحمن
شردت حبيبة واختفت ابتسامتها وادمعت عينها
دموعها وحدها تؤلمه
ليه يا حبيبة بلاش دموع ربنا يرحمه
رسمت بسمة على وجهها من جديد
أنا كويسة ما تقلقش
أنا كنت عايز اسمعك بس من غير دموع
طال الحديث ولم يشعرا بالوقت أعجب بطريقة تفكيرها ولباقتها
عارفة إنك مختلفة
ازاي يعني!
تفكيرك أكبر من سنك عقلاني عندك معلومات كتير
فعلا بابا دايما بيقولي بالعقل والتفكير نقدر نحل أي مشكلة عودني على القراءة وأستخدم عقلي وأفكر كويس
بس والدك توفى وعمرك خمس سنين
ابتسمت مجيبة
قصدي محمود أصل دي حكاية تانية
شكل حكاياتك كتير طيب ممكن تحكيها
أكيد لما دخلت المدرسة كنت كل يوم أرجع معيطة الأولاد في المدرسة يحكوا عن باباهم هزار لعب بابا جاب وأنا كنت بسمعهم وأرجع معيطة
اقټحمت الدموع عينها مرة اخرى وسالت على وجهها تنما بداخلها حاجتها الشديدة لوجود والدها
بعد كذا مرة جه محمود اتكلم معايا عن يوم ولادتي وأن بابا وصاه يكون أب تاني ليا كلمني عن بابا كتير وفي الآخر طلب اقوله بابا ومن يومها بقى بابا
اقترب منها أكثر وجفف دموعها بحنان
أنا اسف بس حسيت إني السبب في نزولها اسف لو ضايقتك
ورجفة بقلبها زلزلت كيانها أقوى مما شعرت بها بأول لقاء نظرت إليه بأعين متسائلة ودت لو لديها الجرأة لتسأله أو ان يجيبها هو دون سؤال أمعن هو النظر بوجهها مبتسما لمسته لوجهها فعلت به الكثير كادت تذهب عقله
ممكن تبتسمي مش عايز أخر حاجة أشوفها النهاردة تكون دموعك
دخل إليهم محمود ناظرا بساعة يده
أيه الأخبار متهيأ لي كفاية كده النهاردة الوقت أتأخر الساعة ١١ أيه يا عبد الرحمن مش عندك شغل الصبح!
لم يشعرا بمرور الوقت ازداد شوقهما ولم يقل ولا زالا غارقين بكل ما دار لبلقاءهما أنتظر عبد الرحمن بفارغ الصبر المقابلة الثانية أنتبه أنه لم يحدد موعدا لها
بالصباح هاتف محمود وبالكاد اقنعه بالاسراع باللقاء الثاني لهما مقترحا المساء وافق محمود على مضض يكفيه سعادة حبيبة واشراقها الظاهر بوضوح منذ الأمس
حل المساء واستعدت حبيبة لم تضع الكثير من الزينة فضلت بل ما يوضح عينيها فقط ارتدت فستان بسيط واطلقت شعرها على ظهرها وضعت طوقا في مقدمته فظهر أكثر طولا
وصل عبد الرحمن فاستقبلته حبيبة كالمرة السابقة وأنتظر هو طلتها التي اشتاق إليها منذ ان تركها مباشرة ابتسم بسعادة لرؤيتها أحب بساطتها ورقتها واطرب أذنها بجملته التى أسرت قلبها من اللحظة الأولى
ما شاء الله تبارك الله فيما خلق
بخحل وحياء جلسا بغرفة الصالون انضم إليهما محمود لبعض الوقت ثم انسحب بهدوء بدأ عبد الرحمن الحوار
ممكن النهاردة نتكلم من غير دموع
أومأت له باسمة واسترسل
أنت عارفة أنك زي القمر
ليه دايما نشبه المرأة بالقمر عشان بيطلع بالليل مستخبي طيب ليه مش شمس مثلا!
اتسعت بسمته وأجابها ببشاشة
ماكنتش متوقع الرد ده خالص بس حقولك السبب من وجهة نظرى القمر بينور ظلام