على السحور بقلم فاطمة الألفي
كيف سولت له نفسه فعل ذلك وما مصير صغارها
صفا معتز سيارته بعيدا عن مكان مسكنها ترجلت رحمة من السيارة وسارت بخطوات مضطربة تنظر حولها پخوف ورهبة تخاف المجهول.
عندما وصلت الي البناية ارتجفت أوصالها تخشي عواقب الأمور صعدت الدرج المتهالك الي حيث شقتها وقفت أمام الباب تطرقة بهدوء ولكن لم يأتيها رد
ابتلعت ريقها بتوتر وعادت ټضرب بكفيها عدة مرات أخري وتهتف مناديه لصغيريها
ظلت مكانها تتلفت حولها پخوف اين هم الان
استمعت الجارة التي بالشقة المجاوره لشقتها فتحت الباب ونظرت لها قائلة
مافيش حد موجود يا بنتي
نظرت لها رحمة بلهفه
ام عبير ماتعرفيش محمد والاولاد فين
دققت النظر بوجهها وقالت
رحمة لا والنبي يا بنتي مااعرفش بس كل اللي اعرفه محمد جاب مفتاح الشقة وسلمها لابو عبير وقال إن لاقي مكان تاني جنب اهلة
يا مصبتي محمد خد ولادي وهرب بيهم اه يا حسرة قلبي عليكم يا ضنايا أه
اقتربت منها الجارة تهدئها
اهدي يا بنتي ووحدي الله ماتعمليش في نفسك كده هو ايه اللي حصل بينكم انتو زعلانين مع بعض ولا ايه
هزت رأسها بالايجاب
ما تخفيش هم مع ابوهم بردو وتلاقية راح عند اهلة يقعد كام يوم وراجع تاني
ممكن تجبيلي المفتاح اخد هدومي
حاضر يا بنتي
دلفت الي شقتها وعادت إليها بعد عدة دقائق اعطتها المفتاح ودلفت رحمة الي شقتها التي طردت منها بحثت داخلها عن صغارها تريد أن تروي ظمأ اشتياقها لهم تحسست الفراش اللذين كانوا ينامون عليه بكت بحړقة غيابهم وجدت لعبة الصغير أحمد الدب الذي كان يلازمه ملقي أرضا بجانب الفراش انحنت بجذعها والتقطته ثم ضمته الي صدرها تستنشق به رائحة الصغير وانسابت دموعها ثم دلفت الي غرفتها اخرجت ملابسها من داخل الدولاب ووضعتهم بالحقيبة وودعت المنزل الذي عاشت به خمس سنوات من عمرها منذ أن تزوجت وأتت الي هنا وانجبت أطفالها وشهد هذا المنزل علي ضحكاتهم وشقاوتهم ومرحهم اصبح الآن خلاي بدونهم انخلع قلبها من صدرها وهي تغادر المنزل بدون صغيريها.
نظر لها معتز مندهشا من هيئتها المزريه واقترب منها بقلق
عملتي ايه
نظرت له پضياع وهمست بصوت تائه
أنا عاوزه عيالي
ثم خار جسدها مستسلما للظلام فلم تعد لديها طاقة علي تحمل كل ما واجهته.
بتبع
الفصل السابع
چريمة علي السحور
بقلمفاطمه الالفي
في غضون دقائق كان يصف السيارة أمام المشفي وترجلا علي الفور ليحملها ودلف بها داخل المشفي وهو ېصرخ مناديا لطبيب لكي يفحصها.
وضعها اعلي الفراش ونظر لها بحزن فكل ما تمر به الآن قاسې عليها ولم تتحمله.
دلف الطبيب بتسأل عن الحاله وماذا تعاني
لا يعلم معتز بماذا يجيبه قال بأنها فقدت الوعي ولم تفق منذ قرابة نصف ساعة
فحصها الطبيب فتنحنح معتز وغادر الغرفة وطلب من الممرضه أن ترافقها وتظل جانبها أثناء فحص الطبيب وانتظر هو بالخارج.
بعدما فحصها الطبيب علق لها محلول مغذي بعدما تبين هبوطها المفاجئ ثم طلب إجراء بعض الفحوصات الشامله لأن نبضها غير منتظم وأنه ستظل بالمشفي اليوم لكي يطمئن علي سلامة قلبها.
وغادر الغرفة وجد معتز امامه هتف معتز بقلق يتسأل عن وضعها
خير يا دكتور
هي بخير ماتقلقش بس محتاج تفضل معانا انهارده عشان اطمن علي قلبها وكمان عندها هبوط علقنا لها محلول وان شاء الله هتسترد وعيها خلال لحظات وجودها هنا في صالحها هنعمل شيك اب علي القلب وان شاء الله خير
هز رأسه بتفهم
أشارت إليه الممرضه بالذهاب الي الحسابات
الحاسبات من هنا يا افندم عشان تسيب مبلغ تحت الحساب
ذهب الي الحسابات وترك مبلغا من المال ودون اسمها الذي علم به أثناء التحقيق ثم عاد الي غرفتها ليطمئن عليها.
ظل واقفا بجوار الفراش يتطلع إليها بصمت ثم اشاح وجهه مبتعدا عن التطلع إليها وظل يسغفر ربه في نفسه
وحاول أن يتلاشي التطلع إليها جلس جانبا ريثما تفوق
بعد مرور دقائق فتحت عيناها بوهن وكانت تحاول أن تنهض من الفراش ولكن شعرت بوخذ الإبرة المتصله بوريدها ونهض معتز سريعا من مقعده يجذبها ثانيا لتظل بالفراش
خليكي زي ماانتي أنتي تعبانه
أتت الممرضه وأرادت أن تبدل ثيابها بثياب المشفي لكي تخضع لفحص طبي وعمل أشعه علي القلب غادر معتز الغرفه ثانيا دون أن يتفوه بكلمه.
ابتسمت الممرضه علي هيئته ونظرت لرحمه قائلا
معقول جوزك بيتكسف كده هههه
نظرت لها رحمه بحزن ورددت زوجي.!
مش الاستاذ اللي زي قمر ده جوزك بردو
هزت رأسها بنفي
رفعت الممرضه حاجبيها بدهشة ثم قالت
فكرته جوزك عشان كان قلقان عليكي ولا وهو شايلك وداخل بيكي المستشفي كان باين عليه القلق
هتفت رحمة بخجل
هو كمان شالني
ضحكت الفتاه برقه وقالت
ايوه طبعا امال كنتي عاوزه يدخلك المستشفي ازاي وانتي في دنيا تانيه خالص ثم اردفت بتسأل
ماقولتيش هو يبق مين بقا مدام مش جوزك ولا اخوكي
لم تجد شيء تبوح به قالت بأسي
قريبي
أومت لها برأسها ثم ساعدتها في ارتداء ملابس المشفي وسحبت كرسي متحرك وطلبت منها الجلوس عليه لتذهب معها الي قسم الأشعة
أما عن معتز فقرر أن يغادر المشفي لكي يجرا بعض الاتصالات الخاصة بعمله وهاتف المحامي واخبرة بوجوده الان بالمشفي ولا يعلم ماذا دار بينها وبين طليقها لكي ترقد بالمشفي الان.
كان في طريقة للعودة الي غرفة رحمة لينتظرها الي ان تنهي فحوصاتها ولكن صدح رنين هاتفه أخرجة من جيب سترته ليتفاجي برقم والد زوجته هو الذي يهاتفه أجابه بهدوء
السلام عليكم ازي حضرتك يا عمي
استمع علي الجانب الآخر حديثه اللازع الذي قال له
اسمع يا معتز أنا بنتي عندي من أمبارح وأنت ماحاولتش تكلمني ولا تيجي نتفاهم
يا عمي هي اللي سابت البيت وقالت كلام غريب قولتلها كلامي مع والدك واكيد حضرتك عارف الظروف اللي انا فيها دلوقتي
وظروفك دي مش هتخلص يا معتز وخلاص سيما خدت قرار الانفصال واتمني تنهي العلاقة بالمعروف
يعني ده رأي حضرتك كمان يا عمي حضرتك موافق سيما علي قرارها
ايوة بنتي لا يمكن تعيش ولا تكمل معاك بعد اللي حصل من اخوك ومراته شوف فاضي أمته وتجيب المأذون والمحامي بتاعك عشان كل واحد ياخد حقوقه
تنهد بضيق وقال
مدام مراتي رافضاني ومش عاوزه تقف جنبي في ظروفي دي يبق هي اللي مش لزماني واطمن حضرتك هتاخد كل حقوقها وهبعتلها ورقتها في أقرب وقت مع السلامة
أغلق الهاتف پعنف لم يتوقع رد فعل والدها سيكون مثلها ظن بأن والديها سيتحدثون معها ويجعلوها تتريث في ذلك القرار ولكن يبدو بأنه اتفاق من جميعهم إذا لا داعي بالتمسك بإناس كذلك لا يفكرون إلا بأنفسهم ومظهرهم الاجتماعي أمام الناس فهو من تغاضي عن الكثير من أجل استمرار الزواج الذي دام عامين فقط تحمل عدم إنجابها وتسلط لسانها تحمل منها الكثير وهذا جزاؤه بالنهاية.
عادت رحمة في ذلك الوقت ولم يشعر معتز بوجودها فقد كان منشغل التفكير بزوجته وأهلها ولم يصدق النهاية التي وصلوا إليها
فاق من شروده علي صوت الممرضه وهي تخبره بأن يتوجه الي مكتب الطبيب يريد مقابلته
يا استاذ الدكتور منتظرك في مكتبه
تطلع لهم وغادر الغرفة دون أن يتحدث مع رحمة توجه إلي مكتب الطبيب الذي اخبرته بأنه يوجد أخر الرواق
وقف أمام المكتب ثم طرقة برفق وعندما أذن له بالدخول دلف بخطوات واسعة ثم جلس أمام الطبيب وهتف بتسأل عن حالة رحمة
طمني يا دكتور
الحقيقة المدام عندها أرتجاف في القلب بمعني أن نبضات القلب غير منتظمه وده ممكن يسبب لها جلطه لقدر الله في برتوكول علاج هتمشي عليه بس العلاج مش كافي لازم هدوء نفسي بلاش انفعال أو عصبيه وتوتر وكمان اي ضغط عصبي هياثر علي حالتها بالسلب ده غير الزعل بالنسبه ليها هيكون ممېت أرجو تهتم بصحتها النفسيه قبل الجسديه وهي تقدر تروح معاك بس لازم الراحه ثم الراحة ثم هدوء واسترخاء نفسي أبعدها عن أي توتر أو زعل
هتف بتردد بس يا دكتور هي حاليا عندها ظروف ملخبطه ومشاكل
حاول تحلها يا اخي بهدوء انت مش خاېف علي صحة مراتك ولا ايه
ردد داخلها مراتي.. اه هو فاهم الحكاية كده
نظر للطبيب وشكره بأمتنان وقال
حاضر يا دكتور انا هخلي بالي منها كويس وشكرا جدا لحضرتك اقدر اخدها دلوقتي
اه طبعا والروشته مع الممرضة تهتم بالعلاج في مواعيده وكمان الاكل بلاش يحصلها دوخه وهبوط تاني
غادر معتز مكتب الطبيب وعاد الي غرفة رحمة نسي أن يطرق الباب دلف مسرعا ولكن تفاجئ بها تنزع ثياب المشفي اغلق الباب ثانيا وظل واقفا امامه دون حراك.
بالدخل ضحكت الممرضة وقالت
قمر اوي الجدع ده
جعلت رحمة تبتسم وقالت بصوت متعب
متجوز علي فكرة
وماله الشرع مديله حق الأربعة هههه نفسي انول الشرف ده
تنهدت بحرقه وقالت
ربنا يجازي كل واحد علي قد نيته
انتهت من ارتداء ثيابها وسارت تغادر الغرفة والممرضة تمسك بساعدها
وقالت مودعه إياها
مع السلامة يا رحمة
أعطت معتز روشته الادويه اتفضل ده الدواء ومواعيده وحمدلله علي سلامتها
التقط منها الروشتة ووضعها داخل سترته ثم اقترب من رحمه قائلا
حمدلله علي سلامتك
نظرت أرضا بخجل وقالت الله يسلمك
شعرت بدوخه امسكها من ذراعيها ثم قال بصوت هامس ممكن اشيلك مدام لسه تعبانه ومش قادرة
هزت رأسها نافية لا لا انا كويسه الحمدلله
ضحك بخفه وقال عادي علي فكرة أنا شلتك قبل كده
توردت وجنتيها بحمره الخجل وظلت صامته هتف معتز داخله
معقول في بنات كده
حاولت التماسك وسارت ببطئ اقترب هو منها وقال
ممكن ماتعانديش وبلاش اشيلك ممكن بس تسندي علي ايدي عشان ماتقعيش
بالفعل لم تجد حلا غير ذلك تشبثت بذراعه وقبضت بقوة وگأنها تحتمي به
أبتسم هو علي فعلتها كانت مثل القطه التي تتشبث بصاحبها خشي أن تقع هي كذلك تخشي أن تتعثر لذلك متشبثه بذراعه.
ساعدها علي الجلوس بالسياره وجلس هو مكانه ليتفاجي بها تقول
أنا مش راجعه عند حضرتك تاني
نظر لها بغرابة ثم قال
ليه بتقولي كده وبعدين ده أأمن مكان ليكي
مش هينفع مراتك مش موجودة
فهم مقصدها وقال
بس الهام والبنات موجودين
هزت رأسها بإصرار
معلش كتر خيرك لحد كدة
قاطعها قائلا بأسي
كتر خيري لحد كدة وأنتي واللي عملتيه عشان اخويا والبنات مش كتر خيرك بردو وبدون مقابل
انسابت دموعها ونظرت له برجاء
مش عاوزه مقابل غير ترجعي ولادي أرجوك
هتف بتسأل
افهم الاول طليقك قالك ايه
خبطت بكفها علي قدمها بقلة حيلة وقالت بصوت منفطر من البكاء
أخد الولاد وساب البيت وماحدش يعرف مكانه
شعر بحزنها ربت علي كفها مواسيا
طيب أهدي