شوق اسماء عبد الهادي
انت في الصفحة 1 من 108 صفحات
البارت الاول
عايزة تفاعل حلو الله يكرمكم شجعوني
عودة بعد انقطاع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
___
شوق
لاسماء عبد الهادي
شوق
عندما استقرا بداخل السيارة وصارت بهما نحو العالم الجديد التي ستدلفه شوق رغما عنها... ساد الصمت الممېت بينهما فأبيها أخرج حاسوبه النقال وبدأ بالعمل بداخل السيارة وهي لجواره تشعر بالملل والضيق
الا أن أبيها يخيب ظنونها في كل مرة
أرادت قطع ذلك الصمت بدلا من أن ټنفجر من الملل فهتفت متسائلة
_صحيح يا غريب بيه مقلتليش أني هعلم إخواتي إيه بالظبط .. أني لحد دلوك منيش فاهمة حاچة خالص.
_صحيح يا شوق كنت عايزة أقولك حاجة مهمة
انتبهت لتعرف ما الشىء الهام ذاك لذا هتفت
_وياريت كمان تقولي أني هدرسلهم عربي بس ولا كل المواد .. أصل أني تخصص لغة عربية يا غريب بيه
رفع حاجبيه بدهشة واستنكار
_نعم تدرسيلهم ايه!!.. أولادي الكبار مخلصين جامعة وبيشتغلوا في نفس مجالي البيزنس أما أمير فهو في الجامعة الأمريكية في سنة تانية
_الله.. أمال چابيني أعملهم إيه ماهم متعلمين الله ينور وعلام أحسن مني كمان !!
لوى أبيها فمه وهتف بجدية
_قلتلك محتاجك توقفيهم عند حدهم لأنهم للأسف في الضياع وأنا مش قادر عليهم
_يعني ايه في الضياع وضح أكتر يا غريب بيه
تنهد غريب بضيق مما يفعله أولاده من أعمال منافية للأخلاق
_ايوة يعني أفهم بردو ما هو غلط عن غلط يفرق
اطرق رأسه للأسفل
_كل اللي ممكن تتخيليه بيعلموه وأكتر كمان
رمشت شوق عدة مرات فلقد دار بخلدها الكثير لذا هتفت وهي ټضرب صدرها
_يا ۏجعة مربرة!!! .. وانت ازاي سايبهم في المسخرة داااي ..ازاي سايبهم ميصلوشي !! دي الصلاة أول حاجة هنتحاسب عليها في قبرنا
_ده اللي ربنا قدرك عليه في تخيلك الغلط
أجفلت أعينها باستغراب
_ليه هو في حاچة أفظع من إكده
تنهد ببؤس فهي تبدو ساذجة للغاية ونظر من نافذة سيارته وهو يقول
_هتشوفي بنفسك لما تروحي عندهم.
_ولازمته ايه اني أروح بقا .. روحني يا بوي اهل البلد أولى بيا
تحدث هو بحدة
_شوق اسمعي انتي لازم تصلحي إخواتك وترجعيهم للطريق الصح مرة تانية اخواتك بيضيعوا وده لا يمكن أسمح بيه أبدا
_إذا كان انت معرفتش أني اللي هعرف ... معرفتش تربيهم يا غريب بيه فجايبني أني أربيهم بدالك!!!
_ايوة يا شوق لو حصلت هتربيهم من أول وجديد اتصرفي انتي فاهمة!!
_واية اللي مخليك متأكد إكدة إني هقدر أصلحهم
_ من اللي سمعته عنك ومعاملتك لأهل البلد وشخصيتك القوية هتقدري
_على خيرة الله نجرب .. واهو كله بثوابه
ظن أنها تريد مقابل جراء ذلك فقال
_أكيد طبعا هعطيكي أجرك كل شهر
انحنت برقبتها لتقول باستنكار
_ودي تيجي هو أنا هأخد حق تربيتي لإخواتي يا غريب بيه .. ولا انت بتتعامل معايا لسه على اني غريبة!!
_لانك فعلا هتقابليهم على إنك غريبة يا شوق... أنا هعرفك عليهم على انك مدبرة البيت الجديدة
تجهم وجهها وتعكر ماء وجهها وهتفت غاضبة
_لحد اكده وكفاية يا غريب بيه .. إذا كنت مازلت مستعر مني فأني مطلبتش منك ترجعني ليك تاني .. أني كنت قاعدة في داري وكافية خيري شړي
مدت بصرها للسائق وهي تقول بحنق
_لف بينا يا عم الله يكرمك رجعني داري
ليهتف أبيها بحدة
_شوق أنا بحذرك تعصي أوامري .. انتي هتعملي اللي بقولك عليه من غير مناقشة
_الكلمتين دول كنت اتشطرت بيهم على ولادك بدل ماهم ماشافوش بربع رباية
أغتاظ من كلماتها الساخرة من شأنه والمحقرة منه فرفع يده ليصفعها على وجهها
لكنه تراجع في اللحظة الآخيرة فبفعلته سيزداد الأمر سوءا وهو الأمر الذي لا يريده
بينما رمقته هي بنظرة عاتبة دون أن تتحدث
ليتحدث بهدوء مرة أخرى ليستجلب عطفها
_شوق ..بلاش ياستي تعتبريها أمر .. اعتبريها رجاء مني .. أنا أولادي كل حاجة في حياتي مقدرش أشوفهم بالسلوكيات المغزية دي وأقف اتفرج ..ارجوكي ساعديني
ابتلعت غصة مريرة في حلقها فهي تأكدت أنها لا تمثل أي شىء بالنسبة له ولا يحمل لها في قلبه مثقال ذرة من أي معنى لمعاني الأبوة التي تفتقدها والتي حرمت منها لسنوات طويلة ..تحاملت على نفسها وخبأت ۏجعها بداخلها فلم تبوح به وهتفت بهدوء وتماسك
_اللي تشوفه يا غريب بيه هعمل اللي ربنا يقدرني عليه
ابتسم لها غريب مجاملا
_شكرا يا شوق ده معروف أنا عمري ما هنساه ليكي أبدا يا بنتي
هتفت في نفسها بحنق
_هه.. بنتي!! قال بنتك قال .
تابع هو حديثه وهو يفتح حاسبوه مرة أخرى ليريها المكان الذي يسكن فيه إخوتها
_بصي دي الفيلا اللي اخواتك ساكنين فيها .. انتي هتقعدي معاهم و هتقومي بدور مدبرة البيت وليكي اوضتك الخاصة والحمام الملحق بيها
_خدامة يعني يا غريب بيه !!
_مدبرة البيت يا شوق .. زي المديرة كدا بتشرفي على كل شئون البيت والخدامين هناك بيقوموا بكل حاجة
_فهمتك خلاص.. بس اللي فهمته كمان إنك مش عايش معاهم!!!!
_لا أنا وفهيمة هانم لينا فيلتنا الخاصة
رفعت هي حاجبيها باستنكار ما يقوله
_واه .. أنت عايش انت ومراتك بعيد عن عيالكم ومش عايزهم ينحرفوا!! .. ده غلب ايه ده بس باربي
_شوق ده نظامنا وهما متعودين على كدا
حركت يدها وشفتيها بتهكم
_والله ما اني عارفة نظام ايه المهبب ديه .. بس معلش متأخذنيش في السؤال يا بوي .. انت ليه مش عايزهم يعرفوا إني أختهم .. مرتك فهيمة هانم مستعرة مني أكيد ماهو أني ملجش بمقامها مش اكده !!
_مش ده السبب الرئيسي .. الفكرة كلها إن اخواتك لو عرفوا حقيقة انك اختهم مش هيسمحوا ليكي انك تعيشي معاهم فبالتالي مش هتقدري تساعديهم
هتفت هي حانقة تشعر بالانزعاج
_اه تقوم تقول إني مدبرة البيت علشان يتحرشوا بيا مش إكدة
قالتها وهي ټضرب على رأسها وكأنها تندب
_ يا وقعة مربرة عليكي يا شوق.. هتقعدي وسط ديابة مهيعرفوش انتي مين ..ربك يستر وتطلعي من عنديهم سليمة يا شوق
رد بلا اهتمام
_متكبريش الموضوع هما عمرهم ما هيبصوا لواحدة بمنظرك ده
_واه مالي منظري يا غريب بيه .. لابسة عباية سودا واسعة وحشمة وساترة نفسي
_ماهو علشان كدا بقولك اطمني من الناحية دي .. بصي وركزي معايا هوريكي صورهم .
مدت يدها تمنعه من ذلك
_لاه معيزاشي .. أني هتعرف عليهم بنفسي... مش عايزني أربيهم سيبهم عليا يا غريب بيه ما ابقاش أبلة شوق إن ما نچحت في المهمة دي وبتقدير كماني
شوق
أسماء_عبد_الهادي
شوق ٢
وقفت السيارة عند مدخل بيت جميل رائع التصميم وكأنه فيلا صغيرة مصممة بعناية وجودة فائقة ..مكون من طابقين باللون الأبيض ..يمكن للناظر اليه أن يرى تلك الشرفات الواسعة والمليئة بالازهار وكأنهما حدائق معلقة
أشار لها نحو باب السيارة
_يلا انزلي ومش هوصيكي يا شوق ..أنا معتمد عليكي
جحظته باستغراب وحيرة
_انت مش نازل معايا !!
أجابها وهو ينظر لساعة يده
_لا
أنا اتأخرت أوي الطريق كان طويل ومحتاج أروح أرتاح ..ادخلي انتي كمان ارتاحي
طالعته بتيه تشعر له في داخلها
_وأنا هدخل ليهم اقولهم إيه!! .. أني فكرتك هتدخل تعرفنا على بعض حتى
أجابها وهو يحثها على الخروج فالسائق قد اخرج حقيبتها من حقيبة السيارة
_لا .. انا مرتب معاهم كل حاجة من قبل كدا .. حتى الشغالين هناك عارفين بأمر وصولك وفي انتظارك.. اتفضلي
شعرت بالتوجس بداخلها وهتفت بقلة حيلة
_طيب لما أحب اتواصل معاك في أي ظرف اكده ولا إكده هعمل ايه
اخرج لها من محفظته كارت به عدة ارقام
_خدي دي أرقام مدير أعمالي لو فيه أي حاجة اتواصلي معاه وهو هيعملهالك
هتفت في نفسها پقهر
_حتى مش عايز تكلمني انته وعاطيني مدير أعمال .. اللهم الصبر من عندك يا من بيدك مفاتيح الصبر.
هزت رأسها بدون ان تتفوه بكلمة ومن ثم همت لتترجل من السيارة
ليهتف أبيها بتحذير
_شوق انا بحذرك حد من اخواتك يعرفوا الحقيقة ساعتها هتشوفي مني اللي عمرك ما شفتيه فاهمة
ابتسمت له شوق بۏجع وقالت
_هشوف ايه تاني أكتر من اللي أني شايفاه دلوك معاك يا غريب بيه روح شوف طريقك الله يسهلك متقلقشي مش هتكلم في حاچة واصل أني متأكدة إني هخلص مهمتي بسرعة وهرجع بلدي من مكان ماچيت.
مد يده واعطاها حفنة من النقود في يدها فنظرت لهم وقالت ساخرة فهو يعاملها وكأنها أحد الخدم الذي يعطيها أجر لقاء خدمتها
_تسلم يا غريب بيه خيرك مغرقني اني مش عارفة اودي جمايلك داي فين ربنا يخليك للشعب اللي زي حلاتي.
رمقها غريب بنظرة تخلو من أي تعابير نظرة جافة تخلو من أي معلم لمعالم الأبوة
حكت شوق ذقنها وقالت في نفسها
_وربنا الراجل ده غريب فعلا زي اسمه هو فيه أب كدا في الدنيا يا عالم بيعاملني كيف الخدامين عنديه معقول من النوع اللي بيميز الولاد عن البنات لاه كنت هقول اكده لو كان في الاول بيعاملني زين قبل ما يخلفهم لكنه من يومه وهو قلبه قاسې وجاحد امعاي ليه اكده يا غريب بيه داني بتك من لحمك ودمك
لم تنهي حديثها مع نفسها حتى وجدت
أحد الخدم في انتظارها ويحمل عنها حقيبتها
_حمدا لله على السلامة اتفضلي
ما ان التفتت اليه حتى وجدت سيارة أبيها تغادر حتى دون أي كلمة وداع او كلمة توصيها على نفسها ويكأن من كان يجلس جوارها منذ قليل لا يمت لها من القرابة بصلة
تنهدت بضيق ثم اومأت للخادم ودلفت خلفه بهدوء وهي تتطلع للحديقة الصغيرة حولها
دلفت للداخل لتزهل مكانها من روعة التصميم الداخلي للبيت وكأنه رسم بريشة فنان فائق الابداع والتميز
أشار الخادم إلى غرفة جانبية على الجانب الأيسر للباب التي دلفت منه للتو
_اتفضلي يا مدام شوق دي أوضتك الخاصة بيكي
لتهتف شوق باستنكار
_مدام إيه!!! .. لا أني أنسة
اعتذر الخادم بأدب
_آسف يا انسة شوق اتفضلي
_لا لا تقدر تناديني يا أبلة شوق
_حاضر يا أبلة شوق زي ما تحبي
ابتسمت به بود
_يحضرلك الخير يا خويا .. وانت بقا اسمك ايه!!
_أنا سيد الطباخ
_أهلا بيك يا عم سيد.. ألا قولي هما العيال فين ناموا!!
نظر لها سيد بعدم بفهم
_عيال مين اللي ناموا !! ..مفيش في البيت هنا عيال
تداركت خطئها فقالت
_قصدي يعني أهل الدار داي .. ناموا أكيد ما هي الساعة داخلة على ١١ بالليل
تراجع سيد قليلا وهتف
_لا ناموا ايه البهوات مش بيناموا إلا ستة الصبح
مطت هي شفتيها باستنكار
_إيه !! وعلشان إيه ان شاء الله
_ده النظام بتاعهم هنا
_طيب وعلى كدا هما فين مش سامعة ليهم حس
_ماهما مش هنا برا