شوق اسماء عبد الهادي
إياها وقال بضجر واضح على ملامح وجهه
_ايه اللي انتي جايباه ده دول ميكفوش حاجة
رمقته بنظرة حزينه آسفة
_قلت لحضرت ان دول آخر حاجة معايا حضرتك بتأخد كل الفلوس اول بأول
رمقها بضيق قبل ان يتركها ويغادر لاعنا ساخطا دون أن يتفوه بأي كلمة شكر حتى انما دس أمواله في محفظة يده وانطلق مغادرا نحو وجهته التي يرتادها يوميا متلهثا متلهفا إليها كإدمان التصق بنفسه فلا يستطيع الفرار منه دةن أدنى رغبة في الفلات منه.
_يارب يارب يارب اهديه يارب انا تعبت بجد معاه
ظلت على وضعها لعدة دقائق ومن ثم توجهت نحو باب الشقة واحكمت غلقها بالأقفال بعناية ثم توجهت لفراشها وحاولت النوم فلديها عمل في الصباح الباكر
أسماء عبد الهادي
شوق
منتظرة رأيكم يا أحبابي
البارت الثالث
أسماء عبد الهادي
في صباح يوم جديد غامر بالأحداث
استيقظت شوق من نومها مع اول شعاع للشمس كعادتها نهضت من فراشها بهمة ونشاط فتحت نوافذ الغرفة ورتبت فراشها وقامت بتنظيم الغرفة كما اعتادت على ان تفعل في عشتها في البلدة
ارتدت جلبابها وحجابها وخرجت من غرفتها متوجهة نحو المطبخ للرجل الوحيد الذي تعرفت عليه في البارحة لكنها لم تجده
_طب واني هعمل ايه دلوك مبحبش اجعد فاضية اكده
قالتها وتوجهت تجاه الحديقة وهناك وجدت البستاني يقوم بري أزهار الحديقة فابتسمت قائلة
_اصباح الخير يا عمنا كيفك
بادلها الرجل الابتسامة وقال
_صباح الخير انتي مديرة البيت الجديدة
_هي بعينها أني
_اهلا وسهلا انتي باين عليكي صعيديه
_اجدع ناس
_وانت تبقى مين وشغلتك إيه اهنه
_أنا عاطف البستاني والمسؤل عن تنظيف الفيلا مع حلمي في نفس الوقت
_اهلا بيك يا عم عاطف بقولك ايه ناولني الخرطوم ديه اساعدك عايزة اسقي الزرع
_لا عنك يا مدام أنا قربت اخلص
_تاني مدام أني لساتي آنسة يا عم عاطف ناديني أبلة شوق
ابتلع عاطف ريقه وقال بصوت خفيض لكن شوق استطاعت سماعه
_انسة ربنا يحفظك يا بنتي بس انا متأكد بهيئتك دي مش هيحصل حاجة
لوت شوق فمها وقالت في نفسها بضيق
_ديه تاني حد ينوه على الموضوع ديه كنتوا بتعملوا ايه يا ولاد غريب في النسوان اللي كانت بتيجي اهنه وربي وما أعبد لو كان اللي في بالي ماني سايباكم الا لما اعدل حالكم المايل ديه
قالتها واقتربت من عاطف وأخذت خرطوم المياة من يده وهي تقول بضيق
_عنك يا عم عاطف
تركه لها العم عاطف وانطلق متجها نحو الداخل أما هي فبدأت تباشر سقيا الزرع وما إن انتهت حتى عادت مرة أخرى للمطبخ لكي تعد لنفسها طعام الفطور
وهناك وجدت سيد الطباخ قد استيقظ
فابتسمت وقالت
_ناموسيتك حكلي يا عم سيد الديك سبقك وصاح وانت لساتك نايم
ضحك عم سيد وقال
_الله يصبحك بالخير يا أبلة شوق هقوم بدري اعمل ايه البهوات مش بيصحوا دلوقتي خالص
_ايوة عرفت يا عم سيد بس طمنى جم امتا امبارح اني تعب المشوار حل عليا فنمت زي القتيل ومحستش بنفسي خالص
ضحك سيد وقال
_جم ساعة قرآن الفجر تقريبا اول مرة يرجعوا بدري
_اكده بدري يا عم سيد اسكت اسكت خليني سامعة وساكتة لأحسن أني على أخري منهم
_ملناش دعوة يا بنتي هما أحرار
_لاه مهماش أحرار يا عم سيد كلنا عباد الله يعني نطيعه في اللي يؤمرنا بيه ودولن أكيد رجعوا تعبانين وناموا وراحت عليهم صلاة الفجر حاضر في الجامع مش إكده
أسدل العم سيد شفته السفلى لأسفل وقال
_انتي طيبة وعلنياتك يا ابلة شوق فجر ايه اللي هيصلوه وفي الجامع حاضر كمان دول تقريبا عمرهم ما ركعوها يا بنتي.
ضړبت شوق على ظهر يدها
_ واه يا مصېبتي السودا يا انا يا أمه وكمان مبيصلوشي لا حول ولا قوة إلا بالله
_ملناش دعوة احنا جايين هنا علشان نشتغل وبس ربنا يهديهم
_يارب يارب يا عم سيد بالله عليك ادعيلهم بالهداية في صلاتك يمكن ربنا يسمع منك وينصلح حالهم المايل ديه
_مالك كدا يا بنتي شايلة همهم ليه فكري في نفسك انتي ربنا يصلح حالك.
_اسمع انت بس مني يا عم سيد وادعيلهم بالله عليك
_ماشي يا ستي هدعيلهم علشان خاطرك انتي.
_ها تحبي احضرلك الفطار مع أمير بيه
اتسعت ابتسامة شوق ونظرت لخارج المطبخ
_هو أمير صحي ولا إيه مش معقول هيصحى بدري
_أمير بيه عاطيني جدول مواعيده علشان أعمله الفطار فيها وانا ماشي على أساسها والنهاردة هو عنده جامعة علشان كدا هيصحى بدري على ٩ كدا
قالت شوق بفرحة عارمة
_طيب اعمل حسابي أني هفطر مع أمير الأمرا بس بالله عليك بلاش العيش بتاع امبارح اللي معيتاكلش اسغفر الله العظيم يارب بس فعلا اني مقدرتش أكله.
ضحك سيد وقال
_يمكن انتي مش متعودة عليه بس البهوات هنا مبيكلوش الا هو ومش بنجيب غيره
_لااه أنا مهيمشيش امعايا العيش ديه ابدا ولا انت شكلك معايزنيش أكل يا عم سيد شكلك بخيل
ضحك العم سيد وقال
_لا ازاي ودي تيجي أجبلك أحلى عيش فينو المرة الجاية
لوت شوق فمها وقالت باستنكار
_فينو!! بقولك عايزة اكل يا راچل يا طيب يعني عيش بلدي ظازة لسه توه خارج من الفرن
_يبقى استنى لما اروح السوق في مرة واجيبلك. هنا مفيش الكلام ده
_ايوة ايوة أخدت بالي ماشي هاكل الموجود وأمري لله لحد ما نشوف موضوع السوق ديه.
.....قولي أمير الأمرا بيحب يفطر ايه وانا هعمله ليه
_لا خليكي انتي مستريحة انا عارف طلب أمير بيه وهجهزه
_ملكش دعوة بس يا عم سيد وقولي أمير بيحب أيه
_يا بنتي الأكلات اللي بيأكلوها دي انتي معتقدة انك تعرفيها
_ليه بقا بيأكلوا ايه غير اللي الناس بتأكله
_مش بقولك طيبة يا ابلة شوق
_الله يعزك ويعلي قدرك يا عم سيد والله بس اني بردك مصرة أعرف أمير بيحب يأكل ايه
_طب تعالي بصي عليا واتعلمي طالما مصرة كدا.
وقفت شوق الى جواره تشاهد ما الذي يعده لتتعلم كيفية إعداد الطعام لإخوتها
وبعد ساعة استيقظ
أمير من نومه وأخذ حماما ساخنا ثم ارتدى ملابسه ورجل شعره ومن ثم نثر المعطر على جسده وبعدما اصبح في أتم الاستعداد تناول هاتفه من على المكتب وهبط الدرج مستخدما الترابزين والذي اتخذه ليتزحلق عليه نزولا لأسفل كما هي عادته
وعندما شاهدته شوق على هذا الوضع فتحت كلتا ذراعيها ورمقته بنظرات خائڤة عليه متوجهه نحوه
_واه يا أمير حاسب لا تقع خد بالك
ما ان اقترب أمير من الارضية حتى قفز برشاقة ليقف معتدلا أمام شوق
_اهلا يا شوق تصدقي أنا نسيت إنك هنا
_اصباح الخير يا أمير الأمرا عامل ايه نمت اكويس
_ايه أمير الأمرا ده
_انت أمير الأمرا يا أمير يا عسل انت
_لا ده انتي اخدتي عليا أوي
_وماله يا أمير الامرا انت تطول
ضحك أمير بقوة وقال
_لا بجد انتي مسلية اوي وشكلي هكون مبسوط بوجودك هنا
أشارت شوق تجاه السفرة وقالت
_طب يلا علشان تلحق تفطر علشان تنزل على چامعتك
وقف أمير مكانه وقال بحذر
_اوعي تكوني انتي اللي عملتي الفطار
وقفت سوق مكانها وقالت بضيق
_ليه ومالك بتقولها اكده كأنك قرفان مني
توتر أمير وذلك لأنه لا يأكل الا ممن يثق في نظافة الطعام الذي يعدونه لذا قال
_لا مش قصدي انا بس متعود على اكل سيد وهو كمان عارف طلبي
تنهدت شوق بضجر وقالت بهدوء
_اطمن عم سيد هو اللي عامل الأكل انت ناسي انه مش من اختصاصاتي اني أحضر الوكل يا أمير الأمرا
_ماشي تمام يا شوق
قالها وتوجه على السفرة ليجلس
فجلست شوق إلى جواره وقالت
_بقولك ايه يا امير احكيلي عن اخواتك أكتر ومين أكتر واحد فيهم هقدر اتعامل معاه
أمير فكر قليلا وبعدها قال وهو يقطع قطعة من الطعام في فمه بشوكته
_ممم مش عارف عساف ومهند مختلفين عن بعض تماما في الطباع لكن بالنسبة ليكي فاعتقد ان ولا واحد فيهم هتقدري تتعاملي معاه انا عن نفسي أحيانا مبعرفش اتعامل معاهم لان مهند معندوش تفاهم وبيلطش علطول وعساف بيزعق وبيتعصب دايما
لوت شوق فمها وقالت وهي تستند برأسها على يدها
_بشرتني يا أمير الأمرا
قال أمير بلا اهتمام
_هكون بضحك عليكي لو قلتلك ان وجودك هنا هيستمر.
زفرت شوق بحنق وقالت وهي تشير بيدها للطعام
_كل يا أمير كل علشان تلحق الچامعة
بدأ أمير في إكمال طعامه بهدوء لتهتف شوق وهي تقول
_بقولك يا أمير أعطيني علامة مميزة أميز بيها التنين
_ممم علامة مميزة ممم مهند دايما بيحب اللون الأبيض فبيلبسه دايما اما عساف العكس بيفضل الاسود انتي تاعبة نفسك ليه لما يصحوا هتشوفيهم
_طب بقولك ايه يا أمير عايزتك تبلغهم إني عايزة أقابلكم كلكم مع بعض الساعة خمسة ها كدا مناسب هيكونوا صحيوا
_اه هيكونوا صحيوا لكن هل هيوافقوا على اللي بتقوليه ده مش عارف
_لا بقولك ايه عايزاك تقنعهم يا أمير
_هحاول لكن موعدكيش يلا باي
_خد بالك من نفسك
رفع أمير أحد حاجبيه من كلماتها فلم يطلب منه أحدهم أن يهتم لنفسه من قبل ولا حتى والدته
لكنه على اي حال غادر دون اضفاء اي كلمة أخرى
__
وجدت الباب يفتح ويندفع منه أبيها بقوة وكأنما هناك من دفعه بقسۏة للداخل ظل يترنح في مشيته إلا أن وصل الى أقرب أريكة وقبل أن يصل اليها كاد أن يسقط على الأرض فاستبقته ايديها وأحاطته بذراعيها واسندته بكامل جسدها لتعاونه على الجلوس على الاريكة بسلام
وهي تحاول بقوة كبح رغبتها في التقيؤ من تلك الرائحة المنفرة التي تنبعث من فمه
لتهتف هي بعتاب تعلم أنه دون جدوى
_بردو شربت يا بابا هو مفيش فايدة مش هتبطل بقا حرام عليك صحتك
أزاحها هو بكل قوته بعصبية فكادت أن تسقط على