شوق اسماء عبد الهادي
تكمل لحظة هنا
نظر له عساف بنظرة جادة فجلس مهند مكانه بغيظ شديد وهو يرمق شوق بحدة
ليتنفس أمير براحة بينما ترمق شوق عساف بامتنان وهي تقول باسمة
_شكرا يا عساف.
ليضع عساف قدما فوق الأخرى وهو يقول بملل شعر به منذ أن رآها فهو لم يحصل على المتعة التي ظنها فرؤيته لشوق بهيئتها تلك كانت عكس ما توقع تماما
_ياريت تنجزي وتقولي عايزة إيهاحنا مش هنضيع وقتنا معاكي.
_معاك حق ولا أني كماني وقتي يسمح علشان إكده خلونا ندخل في الموضوع علطول.
ليهتف مهند ساخرا
_ليه فاكرة نفسك مين السفيرة عزيزة وراكي أعمال وارواح ناس
لتهتف هي بحنق وبنفس النبرة الساخرة
_لا السفيرة شوق ان كان عاچبك يا مهاند وممكن تسكت بقا خليني أعرفكم عن نفسي وعن النظام إهنه ونخلص.
هنا اغتاظ مهند كثيرا ونهض من مكانه وهو يقول زافرا بضيق
قالها وهو يقفز من أعلى الأريكة ليقف على الجانب الآخر ويتوجه ناحية الباب.
لتهتف شوق وهي تقول بنبرة حادة
_أني لسه مخلصتش كلامي يا مهاند.
_اخرصي بقا ايه مهاند دي ايه الأرف دا غريب رايح جايبلنا واحدة من الشارع! ويدخلها البيت وسطينا.
لينهض عساف هو الآخر لاحقا بأخيه وهو يقول لشوق بنبرة آمرة حادة
_أرجع ملقكيش هنا انتي فاهمة.
حملقت به شوق بزهول فهي ظنته سيستمع على الأقل لقولها لكنه ها هو يخبرها أنه لا يريد أن يراها وقبل أن تتحدث اليهم حتى.
وقف أمير وهتف بأسف بعدما رأى شوق على هذه الحالة المصډومة
_انا اسف يا شوق اللي حصل شىء متوقع اخواتي مش بيقبلوا بأي حد ما بالك انتي.
ليلتف عساف إلى أخيه أمير وهو يقول
_انت يا زفت جاي ولا لا
ليرد عليه أمير
_اه جاي طبعا وراكم اهو
_طب انجز يا خويا ولا عاجباك الخيمة اللي قدامك دي
لتسأله شوق
_رايحين فين يا أمير
_راحين نتغدا برا يا شوق
لتهتف شوق بحنق
_ واه رايحين تتغدوا برا... طب والأكل اللي عم سيد عيحطه على السفرا وعمال من صباحية ربنا يا حبة عيني يحضر فيه.
_يرميه بقا ولا يتخلص منه مش مهم
_مش مهم كيف... ديه عم سيد عملكم الأكل اللي هتتطلبوه يفرق ايه أكل برا عن اهنه
وقفت شوق في حيرة من نفسها لم تفهم معنى كلمته التي قالها وظلت تردد بعدم فهم هيتغدوا مع الموز ازاي طب يقولوا وعم سيد يجبلهم موز على الغدا... ده ايه المرار الطافح ديه.
سمعها أمير وانخرط في الضحك على سذاجتها فكيف لها ألا تفهم هذا اللفظ ولا معناه لكنه على ايه حال انطلق ليلحق بأخوته.
___
تحلت بالشجاعة ولو قليلا ووقفت أمامه وقالت وهي تطأطأ رأسها لأسفل
_مش بقول حاجة يا خالد خلاص أنا أسفة مش هفكر في الخروج من اوضتي تاني اتفضل انت انزل وروح لأصحابك وشوف حياتك واتفسح وعيشها زي ما أنت عايز وسيبني هنا محپوسة بين أربع حيطان ماشي هسمع كلامك يا خالد اتمنى تكون كدا مبسوط.
خطى بضع خطوات ليكون أمامها مباشرة وهو يقول بضجر
_ميار أنا مش حابسك بين أربع حيطان أنا مش حارمك من حاجة هنا بجيبلك كل اللي نفسك فيه فساتين وأي لبس تطلبيه بجيبلك أحلى أكل وأحلى هدايا عايزة ايه تاني انا معيشك ملكة كل ده ومش عاجبك! أنا مش فاهم انتي عايزة ايه ليه مصرة تجيبي لنفسك العكننة وۏجع القلب كل مرة ليه.
رفعت هي رأسها وطالعته بحنق وأعينها تختلط فيها الدمعات ببعضها فهو لن يفهمها أبدا وقالت
_كل ده وبتسأل أنا عايزة إيه وانت حارمني من أقل حقوقي تعالى كدا انت حط نفسك مكاني أفضل عايش طول الوقت في اوضتك ومتخرجش منها ولا بتقابل حد ولا بتخرج مع حد ولا حتى تغير جو قولي هل هتقدر تتحمل ده ليوم واحد بس معتقدش يا خالد أبدا لأن مفيش انسان على وجه الأرض مبيحبش الحرية ده انت حتى مانعنى اني أنزل من اوضتي وعلى الأقل اتمشى جوة البيت ما بالك بقا لو قلت عايزة أخرج برا انت بتتكلم في ايه يا خالد روح انت أمشي وشوف كنت خارج تعمل ايه وسيبني هنا زي عصفورة محپوسة مقصوصة الجناح ومش بس كدا دي مربطة بسلاسل من حديد وممنوع حتى انها تتخلص من سلسلة واحدة منهم على الأقل.
قالتها ميار وتابعت كلامها بسيل جارف من الدمعات التي تهتطل دون توقف
أغمض خالد أعينه في محاولة للمحافظة على رباطة جأشه وبعدها أخذ نفسا عميقا وأخرجه بضجر وقال راسما الجدية على ملامح وجهه وقال بصلابة معهودة عليه دائما
_ها خلصتي مرشح كل يوم اللي لازم أسمعه! ممكن أمشي بقا ولا لسه كلام عندك عايزة تقوليه.
رمقته بنظرة مصډومة مصحوبة ببكاءها ليزفر هو بضجر ومن ثم يرحل من أمامها مشيرا بأعينه للدادة بأن تلحق به ففعلت على الفور
ليهتف هو بينما يرتدي جاكيته وينظر نظرة أخيرة على مظهره في المرآة المعلقة على الحائط
_مش عايز أي تقصير معاها يا دادة زي ما انتي متعودة دايما وبلاش تهاون أبدا في أي تعليمات من اللي قلتها زي ما انتي شايفة اليومين دول تمردها زاد اوي عن كل مرة فخلي بالك منها أنا نازل كم ساعة وراجع مش هتأخر لو في أي حاجة بلغيني فورا
اومأت له الدادة بطاعة واشفاق على ميار في نفس الوقت
_حاضر يا خالد بيه اللي تؤمر بيه.
تنهد خالد ومن ثم هم بهبوط الدرج كي يغادر فعلا رنين هاتفه فرفعه لأذنه بعد أن اخرجه من جيب بنطاله الخلفي
وقال
_ايوة يا عساف في ايه
_ايه يا ابني اتأخرت ليه
_متأخرتش يا عساف لسه ربع ساعة ع الميتنج عشر دقايق وهتلاقيني قدامك سلام
_ماشي منتظرينك سلام.
__
وصل خالد للمكان الذي ينتظره فيه عساف ومعه أخويه مهند وأمير وجلس معهم وهو يشعر أنه في مزاج سىء للغاية بسبب كلمات أخته وحاول الإندماج في المقابلة والأحاديث التي هو معتاد عليها دائما معهم وبرغم أن اللقاء محبب إليه فهو يحب صحبة عساف وإخوته إلا أنه لا يدري لم يشعر بالإختناق والضيق ولا يدري ما سبب ذلك... كاد بالإستئذان منهم ومغادرة المكان لكنه علل بأنه مع الوقت سيختفي هذا الضيق وسرعان ما سينسجم معهم وينسى ما يزعجه.
جاء الوفد وبعد ترحيب وسلام ومزاح الجميع معتاد عليه تم تناول الطعام جميعا معا وبعد الإنتهاء قرر الوفد ألا يعطي كلمته النهائية في الصفقة التي يجرونها الآن وطلبوا من خالد إمهالهم لبعض الوقت فهم لن يغادروا مصر في الوقت الحالي.
زفر خالد بضيق لتعطل مصالح شركته بسبب قرار الوفد
ليميل خالد إلى عساف وهو يقول بينما يكز على أسنانه
_عساف اتكلم قول حاجة انا على أخرى ودول جايين يهزروا احنا مفيش عندنا وقت لازم تأخد موافقتهم
والا الفرصة هتضيع مننا والأسعار في زيادة كل يوم
عساف أشار لخالد لأن يهدأ
_طيب اهدى واتكلم عادي وأنا هتصرف
_هتتصرف تعمل ايه انجز
_بقولك اصبر يا خالد
وبعدها نظر عساف لمهند وغمز له
ففهم مهند ما يرمي إليه عساف وطلب من فتاة منهم مرافقته فقامت معه على الفور وهي التي كانت معجبة به وبشدة لوسامته وجماله الرجولي المهلك بالنسبة لها ولأن مهند خبير في أمور كيف يوقع النساء أستطاع أن يجعلها كالخاتم في إصبعه دون أن يتحدث حتى.
نظر خالد لمهند وتلك الفتاة الروسية التي تتأبط ذراعه وقال بحنق لعساف
_انت بتهزر بقولك مفيش وقت وانت بتقول لأخوك يعمل ايه انت متأكد انك بعقلك يا عساف
رد عساف بهدوء
_أنا بعقلي انت حاليا لا.. في اي مالك وأنا اللي بقول عليك أعقل واحد فينا
رد خالد وهو ينهض بكامل عصبيته
_ فعلا مبقاش عندي عقل بعد اللي بتعمله انت وأخوك دلوقتي وفي أكتر موقف لا يحتمل الهزار أنا ماشي وابقى اتصرف انت واخوك في الصفقة النيلة دي سلام
طالعه عساف بإستغراب لحالته تلك لكنه تركه يرحل ولم يعلق
ليهتف أمير الذي كان يتابع الموقف ولا يفهم شيئا
_خالد مشي ليه اول مرة يعملها ويسيب الوفد كان بيقعد معاهم يقنعهم لآخر لحظة
_خالد فعلا مش طبيعي النهاردة
_طيب والحل إيه
عساف نهض من مكانه وودع الوفد هو أيضا وقال لأخيه
_ولا حاجة روح شوف عايز تسهر فين واتكل
وقف أمير باستغراب قبالة أخيه وقال
_أنا مش فاهم حاجة طب وانت هتعمل إيه وبعدين خالد مشي وأكيد معتمد عليكم وانت جاي تودع الوفد وتمشي انت كمان
هتف عساف بنفاذ صبر
_أمير أنا مش قلتلك تطير انت
_حصل
_يبقى تتحرك دلوقتي بدل ما أزعلك
تحرك أمير من مكانه بسرعة وهو يشعر بالحنق من أخيه لانه لا يعرف تفسيرا لتصرفاته وقال
_طيب اديني ماشي
__
وقفت شوق تنظر للطعام أمام السفرة بتحسر شديد فجاءها العم سيد ويبدو على وجهه الحزن فهو ظن أنها حزينة بسبب معاملة عساف وإخوته لها وقال
_أبلة شوق
الټفت له وقالت بحزن
_نعم يا عم سيد
_متزعليش يا بنتي حقك عليا أنا
ردت شوق بأسف وهي لا تفهم مقصد العم سيد
_زعلانة ومقهورة كماني والله يا عم سيد
_معلش يا بنتي ده شىء متوقع منهم انتي والله بنت طيبة وبنت حلال علشان كدا بقولك مكانك مش هنا وان كنتي عاملة انه هيجيلك من هنا قرشين حلوين فأنا بقولك القرشين القليلين اللي هتأخديهم من برا أفضل من هنا مليون مرة فمتزعليش وربنا اللي يعلم حبيتك زي بناتي بالظبط.
هزت شوق رأسها بعدم فهم وقالت بعد أن أغمضت أعينها وفتحتهما سريعا
_ انت بتقول ايه يا عم سيد أني مفهماش قصدك
_قصدي يا بنتي ارض الله واسعة فمتزعليش لما قالولك امشي
ابتسمت شوق ابتسامه خفيفة وقالت
_وفكرك انهم لما يقولولي امشي يا عم سيد يعني همشي لااه دولن بيحلموا أني للأسف مش هينفع امشي من اهنه دلوك
_ليه يا بنتي ايه اللي غصبك على كدا المكان هنا مش مناسبك أبدا وانا مرضاش لبنتي تعيش في مكان كله رجاله بالشكل ده
_لاه من الناحية دي اطمن يا عم سيد هتلاقيني معاكم راجل زييكم بالظبط ومهياش دي المشكلة والله يا عم سيد
_مش فاهمك يا بنتي انتي عايزة تفضلي هنا ولا لا
_ايوة ولا يا عم سيد... بص يا عم سيد هي الحكاية ملعبكة حبتين فمتشغلش بالك أني مش زعلانة أبدا من اللي قالوه ونظرا لتصرفاتهم فاللي عملوه ديه حاجة بسيطة من اللي أني متوقعة إني هشوفه وبإذن الله هطلعه كله على جتتهم واحد واحد ماعدا أمير الأمرا الا اذا