الجمعة 27 ديسمبر 2024

شوق اسماء عبد الهادي

انت في الصفحة 7 من 108 صفحات

موقع أيام نيوز

بنفسه الآن من يهدم ذلك الدرع ويحتل الصدارة في تحطيمها كليا.
لترد عليه المدربة
_لسه مبدأناش اول تدريب حتى يا كابتن.
هتف هو حانقا رامقا أخته بنظرات ساخطة
_ولا هتتحرك في يومها أنا مش عارف حظ ايه المنيل ده
لتهتف واحدة من الفتيات والتي معظمهن صغيرات في السن كما هي توبا في عمر ما قبل العشرون
_اعتبرني انا اختك يا كابتن بركات
ليهتف بركات مغازلا الفتاة وقال بتمنى
_ياريت هو انا أطول القمر ده يكون اختي لا لا بجد كنت هكون أسعد إنسان في الدنيا
هنا لم تستطع توبا تمالك نفسها فاڼفجرت باكية كنافورة ماء تم فتحها للتو بينما سحبت نفسها وغادرت المكان بأقصى سرعة تمتلكها.
ولم تستمع لنداءات أخيها الذي يطلب منها ألا تغادر وتظل مكانها
_توبا انتي رايحة فينخدي هنا
لكنها لم تبالي بأحد أبدا وانطلقت في طريقها لخارج الجيم ودمعاتها الحارة ټغرق وجنتيها من الألم والۏجع
__
بعدما أنهت ما كانت تفعله من تغليف الطعام بمساعدة العم سيد بغية ارساله لمن يحتاجه
دلفت غرفتها لتريح جسدها قليلا وعندها قررت أن تهاتف آيات تلك الفتاة التي تعلقت بها شوق وتعتبرها كأختها الصغيرة لتعرف اخبارها وأخبار البلدة في غيابها 
أمسكت شوق هاتفها الصغير من نوكيا ذو الأزرار وشردت في بلدتها وهي تمسكه 
_اااه يا مين يرجعني بلدي دلوك وحشتنى ريحة ترابها وارضها الهوا اللي كنت بتنفسه هناك أحسن وانضف وانقى من اهنه مليون مرة فينك يا عشتي دلوك صحيح السرير هنا مريح وكأني نايمة على جردل ماية إلا إني هناك كنت بنام مرتاحة البال والضمير اهنه الكل مركز في كل حاجة ومهتم بكل حاجة وعاملينها على اعلى مستوى الا الأخلاق نسيوها وكأنها عابر سبيل ملوش حق في المبيت
قالتها وبعدها بدأت تردد تلك الابيات من الشعر بينما تضغط بأصابعها على ازار الهاتف لتتصل بآيات
_
إن المكارم أخلاق مطهرة
فالدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفصل ساديها
هنا أجابت آيات على الفور وما إن استمعت شوق ترنوا بتلك الاپيات حتى رددت معها التكملة التي تحفظها من شوق عن ظهر قلب
_
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشكر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
والعين تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من يعاديها
عيناك قد دلتا عيناي منك على
أشياء لولاهما ما كنت تبديها
وعندما انتهيا 
قالت آيات
_ أبلة شوق وحشتيني اوي فين أراضيكي دلوك الناس اهنه بتقول انك عزلتي مع أبوكي صحيح ديه يا أبلةيعني مش هنشوفك تاني مش هتعاودي تاني البلد يا أبلة 
هتفت شوق ساخرة وهي تمط شفتيها
_يعني يا به غيابي مأثر معاكي اوي ده انتي حتى مرفعتيش المحمول على ودنك وقلتي ألو ازيك يا أبلة عايشة ولا مدهوسة في الطين
لتهتف آيات بدفاع عن موقفها
_والله يا أبلة كنت عايزة أكلمك بس استحيت قلت أكيد مع ناسها ومشغولة بيهم وأجلت الإتصال لوقت تاني وفرحتلك اوي ان أبوكي أخيرا حن عليكي ورجعك لتحت جناحه
ابتسمت شوق ساخرة ومطت شفتيها ساخرة من فعلة ابيها
_ايوة ايوة اخدني فعلا تحت جناحه يابت حتى أني من كتر الدفا هفطس لحد ما قربت أموت.
ظنت آيات أن شوق من نبرة حديثها مستاءة منها ولا تدري او لا تتوقع ان شوق مستاءة مما فعله ابيها بها فقالت 
_والله ما تزعلي مني يا أبلة شوق انتي عارفة أني بحبك قد ايه ومعزتك عندي كيف.
هتفت شوق باسمه
_واني مش زعلانة منيكي يا هبلة اني بس بناغشك علشان تتدردحي وتتحدتي معايا عادي اكده... ده اني بعتبرك اختي اللي مخلفهاش ابوي.
هتفت آيات باسمة وقالت بنبرة صادقة
_وأني يا ابلة شوق وربنا اللي يعلم بعتبرك مش بس أختي الكبيرة لا بعتبرك أمي كمان.
هتفت شوق مازحة 
_غوري يا بت كتك نيلة قال امك قال فاكراني كبيرة للدرچادي ... ده أني لسه صغيرة في عز شبابي مكملتش العشرين سنة .. تنكري يا بت يا مصېبة انتي
ضحكت آيات وهتفت قائلة 
_اه طبعا يا أبلة شوق صغيرة وست البنات كمان.
_بتخديني على كد عقلي يا بت
ضحكت آيات ثانية
_لاه والله يا أبلة شوق دي الحقيقة وأني بقول بعتبرك زي أمي في المعزة والله مش قصدي العمر أبدا رغم انك بردو مش كبيرة ابدا انتي في عنفوان شبابك.
ضحكت شوق وقالت وهي تتنهد براحة وسعادة فالحديث مع شخص من أهل بلدتها الصغيرة وخاصة آيات التي تكن لها معزة خاصة أعاد الهدوء والسلام النفسي لقلبها من جديد
_عنفوان شباب ايه يا بت ده انتي لو شفتي خواتي الولاد تتفي في وشي بياض وجمال ايه وعيون ملونه تقوليشي أجانب أما أني مش عارفة جايبة السمار ديه كله منين
ضحكت ثم اردفت كلامها
_طالعة لأمي في السمار ديه حتى أبوي بخل عليا بجيناته هو الحظ عارف صاحبه امطين بطين.
ضحكت آيات فهي تعلم أنها ليست شوق من تنظر للأمر بهذا الشكل او تسخط لهذا السبب فهي تعلمها شديدة الإيمان والقوة لن يزعجها مثل هذا الأمر البسيط والتي لا إرادة لأحد فيه
__أسماء عبد الهادي
وصلت فداء إلى الفيلا الصغيرة التي تعيش فيها مع والدها وحدهما بعد ۏفاة والدتها والتي ما إن رحلت حتى تظن انه رحل معها ذلك اللجام الذي كان يحكم يتصرفات زوجها المشينة فهي كانت له الرادع والمانع من كل التصرفات السيئة التي يفعلها الآن وكأنها كانت الضمير الحي الذي يقف له بالمرصاد
لكن الآن هو يفعل ما يحلو له دون رقيب لا يأخذ بنصائح ابنته ولا يلتفت لها حتى خسر الكثير من الأموال جراء ذلك بل وخسر نفسه وقبل كل شىء
ما إن رآها والدها حتى قال لها بنبرة آمرة عاجلة وهو يحثها على الدلوف لغرفتها
_فداء بسرعة لمي حاجتك وكل شىء يخصك هنا
استغربت فداء حديثه والعجلة التي في نبرة صوته هي ظنته أنه سيوبخها مثل عادته لأنها تأخرت وهو يريد منها بعض المال كي يغادر ذاهبا إلى تلك الأماكن التي تمارس فيها لعبة القماړ المخالفة للشرع 
أسماء عبد الهادي
_ليه يا بابا خير هو احنا مسافرين ولا إيه
أجابها هو بسأل فهذا ليس وقت الأسئلة من وجهة نظره وقال 
_اخلصي يا فداء مش وقته اسئلة قدامك ساعة بالكتير تكوني جمعتي كل حاجتك واي حاجة عايزاها من هنا علشان تمشي.
وقفت محلها تنظر له باستغراب تارة وتجول بأعينها في الأنحاء بعدم فهم
_ما انا مش فاهمة حاجة يا بابا بس لو حضرتك تفهمني فيه ايه
أجابها هذه المرة بعصبية فهو سأم أسئلها التي ليست في وقتها 
_هتمشي من هنا يا فداء هتروحي تعيشي في بيت جدتك الله يرحمها هو فاضي ومفيهوش حد ومناسبك جدا هيحتاج تنضيف شوية ودي مهمتك بقا.
رمقته بأعين ضيقة ونفس حائرة فلم يود أبيها منها أن تغادر الفيلا المكان الذي ولدت به وترعرت فيه وكل ذكرياتها هنا منذ أن كانت صغيرة ومذ أن كانت تعيش في كنف أمها وحياتها مستقرة سعيدة
ليهتف أبيها بضجر بينما يتحرك في المكان هو الآخر 
_ما تخلصي يا بنت هتفضلي متنحة كدا كتير.
أجابت والدموع بدأت تترقرق في أعينها
_بابا حضرتك ليه عايزني أسيب هنا انت ليه عايز تمشيني من هنا هو حضرتك زعلان مني.
مسح أبيها

على وجهه بكفة يده وقال بحنق
_فداء انا كمان ماشي احنا الاتنين لازم نسيب الفيلا باللي فيها خدي بس كل اللي انتي عايزاه وتحتاجيه
هتفت پصدمة فهي لم يخطر ببالها هذا قط وقالت هذه المرة بأعين متسعة
_ايه!! طب ليه... ليه يا بابا هنسيب بيتنا والمكان اللي اولدت فيه
أصيب أبيها بارتباك وازدرد ريقه وحاول التملص من الإجابة على سؤالها 
_مم ماهو... اصل ..اهو اللي حصل بقا يا فداء ممكن تنجزي.
هتفت هي حانقة وبنبرة ساخطة بدت مرتفعة بعض الشىء من أثر الصدمة التي تعرضت لها والتي بسبب فعلة أبيها وتصرفاته الرعناء ستخسر المكان الذي تحب المكان الذي به كل ذكرياتها مع أمها التي كانت تجد فيه ومازالت رائحة أمها الحبيبة فكل شبر في هذا البيت يذكرها بأمها كل موقف حدث معها تسترجعه معها هنا في هذا البيت
_ما هو اصل ايه يا بابا بردو بسبب اللعبة اللي حضرتك أدمنتها دي بسببها خسرتنا بيتنا وكل ما نملك مش كدا حضرتك عاجبك دلوقتي الپهدلة والشحططة اللي احنا فيها هل حالك ده دلوقتي حضرتك مبسوط بيه... أنا مش فاهمة لعبة زي دي دمرتك بالشكل ده انت ليه لسه مستمر فيها ايه اللي جابرك على دا كله
أجابها بثقة لا ندري كيف واتته فهو دائم خاسر في تلك اللعبة ولو كسب في بعض المرات فالخسارة بعدها أكثر 
_هعوض كل ده اطمني أنا مش هسكت عل اللي بيحصل كل ده هيتعوض وهنرجع زي الاول وأحسن
ضحكت ضحكة ساخرة لا من شخص أبيها وانما من كلامه الذي يردده في كل مرة ولا يفعل شيئا 
_هه حضرتك بتقول كدا كل مرة وولا مرة قدرت تعوض اي خسارة وبعدين حضرتك عارف ان المال اللي جاي من ورا اللعبة دي مال حرام يعني مش هيدوم ولا ربنا هيبارك فيه واديك شفت يا بابا انه منفعش في علاج ماما... حضرتك لجأت للعبة دي علشان تعالج ماما وبالفعل عملت العملية بالفلوس دي لكن العملية منجحتش عارف ليه يا بابا لانها فلوس حرام حرام يا بابا.
احتدت ملامح أبيها پغضب عارم وقال بعد أن طفح به الكيل فهي لم تذكره بزوجته الراحلة لم تذكره في كل مرة بما يعمله ألا تتركه وشأنه هو ظن أنه تخلص من تحكمات زوجته ورقابتها له بۏفاته لتأتي ابنتها وتكون خليفة لها في مراقبته ألا يدعوه وشأنه ليفعل ما يحلو له
لذا قال بحدة
_فداء مش عايز كلام كتير اتفضلي لمي حاجتك وامشي ع بيت جدتك اظن معاكي المفاتيح
هي علمت أن الجدال والنقاش مع أبيها لا فائدة له وأنها مهما تكلمت فلن تستطيع أن تحيد والدها عن رأيه... لذا حركت رأسها وقالت بنبرة حزينة مع تنهيدة حارة
_ اه معايا يا بابا ... بس عندي سؤال
_ انجزي يا فداء المالك الفيلا الجديدة عايزها في اقرب وقت.
وقفت كلماته كالغصة في حلقها كيف له أن يفعلها به وهكذا دون سابق انذار أيطلب منها أبيها أن تترك كل ذكرياتها وبيتها الحبيب هكذا دفعة واحدة قبل حتى ان تستطيع توديع كل شبر فيهدارت لأعينها بنظرة بنظرة شاملة للمكان كله والدمعات تندد بالسقوط ليس تذمرها منها بأنها ستترك ذلك المكان الفخم وتتوجه لبيت جدتها القديم ذو الأثاث المتواضع وانما لتركها المكان التي عاشت فيه طوال عمرها مع والدتها لم يكن سهلا عليها أبدا لذا انطلقت من فورها تودع كل شبر فيه قبل أن يحن الوقت ويأتي المالك الجديد فبل أن تجمع كل ما يربطها بالمكان 
أسماء عبد الهادي 
___
في صباح اليوم التالي 
استيقظ من

انت في الصفحة 7 من 108 صفحات