شوق اسماء عبد الهادي
نومه لتوه بدأ يتثآئب بكسل لم تكن لديه رغبة في الخروج مبكرا أراد تمضية معظم الوقت في البيت وربما في المساء قد يغادر أمسك بمنشفته ودلف إلى المرحاض ليأخذ حماما منعشا وبعدها استعد اتم الاستعداد وقرر مغادرة غرفته والهبوط لأسفل لتناول طعام الإفطار
جلس على الأريكة وبدأ يقلب قنوات الشاشة بملل ومن ثم فتح هاتفه ليلهو به قليلا وعندما شعر بالجوع نادى على الخادم
جاء الخادم مهرولا وهو يقول بطاعة لسيده
_ افندم يا مهند بيه
_ايه ساعة علشان ترد
_ اسف يا مهند بيه كنت ب...
قاطعه مهند قائلا
_انت لسه هتحكيلي قصة حياتك شوف سيد فين يجيب لي الفطار حالا
_ حاضر يا مهند بيه
تابع مهند العبث بهاتفه بتصفح صور الفتيات والتي أقل ما يقال عنهم الكاسيات العاريات
_ فطار إيه ديه اللي الساعة ٤ العصر.. ديه أني اتغديت من بدري.
رفع بصره بعيدا عن هاتفه لينظر إليها ومن ثم رمقها بملل وهو يقول
_ ايه دا انتي لسه هنا ده انتي عنيدة بقا
اسماء عبد الهادي
_جدا يا مهاند فوق ما تتصور المهم اني عايزة اقولك أنك لما تاچي تتكلم مع الخدم بلاش ټشتم دولن بردك أكبر منك وفي منهم اللي قد أبوك فمش حلوة يعني التهزيق دهوني.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
ليهتف ذاك الذي هبط من الدرج بحلته الطاغية ولون عنيه القاتم كلون ملابسه السوداء والمفضلة لديه
_ ايه ده البتاعة دي لسه هنا بتعمل ايه انا مش قلتلك امبارح ارجع ملقكيش هنا
لهتف شوق بغيظ منه لكنها كانت تداريه في اسلوبها المرح
_ واو وهو ديه اسلوب يا عساف وانا اللي بقول عليك العاقل اللي فيهم
_ شش انتي لسه هتقفي تتكلمي معايا يلا خدي بعضك ومشفش وشك هنا
ربعت شوق ذراعيها أمام صدرها ونظرت لأخيها بتحدي
_لاه منيش ماشية دلوك يا عساف مآنش وقت رحيلي من اهنه ... ولحد الوقت ده ما ياجي أني قاعدة اهنه على قلبكم
نظر عساف لأخيه بزهول وهو يقول بحنق
_ شايف يا مهند الثقة اللي بتتكلم بيها انا مشفتش كدا قبل هو ايه ده
_فعلا غريبة اوي مش زي اي واحدة جت هنا
لترد شوق وهي تعدل من ياقة جلبابها
_طبقا علشان اني اسبشيال وديفرانت وامبورتانت كمان
انخرط مهند في الضحك وقال
_قابل يا عم الفلاحة دي عاملة نفسها مثقفة
_ايون يا بني أني مفيش مني تنين
ضحك مهند ثانية
_ يا سلام على الثقة ..انتي يا بنتي جاية الثقة دي منين انتي مش شايفة نفسك في المراية.
_ ممكن تبطلي المهزلة اللي بتحصل دي وتتفضلي علشان أنا بدأت ازهق واتعصب وعصبيتي وحشة ومش هتعجبك انا لحد دلوقتي بتكلم معاكي بالزوق
_في ايه بس يا عساف متروق اعصابك امال انت الظاهر منمتش اكويس ليلة امبارح ... تحب اجيبلك حاجة تروق دمك وتهديك
هتف عساف بنفاذ صبر وهو ينظر لأخيه بضجر
_ مهند بقولك ايه اتصرف انا زهقت منها
_تؤتؤ يخص عليك يا عساف منكش العشم بردك
أسماء عبد الهادي
ليضحك مهند بقوة وهو يقول
_ انا معاك اني عايزها تمشي من هنا بس تصدق يا عساف انها مش مملة زي اللي فاتوا يعني يعني اهو خليها فترة هنا تسليني بدل الملل ده وبعد كدا نمشيها
ليهتف أمير الذي استيقظ من نومه لتوه وهبط لينضم
إليهم وقال راجيا اخيه عساف
_اه يا عساف بالله عليك خليها شوية شوق دي لذيذة اوي
أرسلت شوق قبلة في الهواء لأخيها أميرة وهي تقول بمرح
_والله انت اللي لذيذ وعسل يا أمير الأمرا يا عسل انت
ليضحك مهند ثانية
_لا دي مش ممكن دي بتثبك يا أمير قدامنا عادي كدا
الټفت مهند ليجد الوسادة الصغيرة الموجودة جواره على الاريكة يستقبلها وجهه في حركة مباغتة منها
وبعدها تهتف شوق
_اتلم يا مهند ايه بتثبتك دي ديه اني لو كنت اتجوزت كنت هخلف قدكم
انزعج مهند من عدم الإحترام التي تتعامل به شوق معه فهو معتاد على التبجيل والتعظيم من كل من يتعامل معهحتى الخدم لا يستطيعون رفع وجوههكم في وجهه فكيف هي أن تفعل هذا به
لذا قال بوجه محتقن وصوت محتد
_انتي اټجننتي يا زفتة انتي... انتي ازاي تجرؤي على دا مش معنى اني بضحك واني بعمل لأمثالك قيمة انك تتجرئي على أسيادك بالشكل ده... امشي اطلعي برا.
قالها وهو يمسكها بحدة من ذراعها ويجرها خلفة ليخرجها من باب الفيلا
جلس عساف بارتياح فأخيرا تخلص منها
أسماء عبد الهادي
أما أمير فلقد وقف مزهولا بما يحدث وأصابه الضيق بأن شوق ستغادر بتلك السرعة لا يدري لم أحس معها بالألفة شعر حينها بأنه ثمة أحد يهتم به في هذا المنزل ويعطي له القدر الكافي من الاهتمام الذي يحتاج اليه لذا كان أمر تركها للمنزل وبهذا الشكل كان محزنا كثيرا له فأخيها طردها شړ طردة لكنه لا يستطيع فعل شىء ولا حتى الوقوف في وجه أخيه البته.
شوق ٦
أسماء عبد الهادي
دلف غرفتها ليجدها تجلس ضامة قدميها إلى صدرها وتحيطهم بذراعيها وكأنها تحتضن نفسها طالما لم تجد من يحتضنها وينتشلها من همها وشعرها الطويل منسدل على ظهرها براحة وبقيته نزل على أعينها فوارى جمالهما الآخاذ التي تتلألأ فيه الدمعات فعلى ما يبدو أنها كانت تبدو للتو وربما انتهى مخزونها من البكاء هذا الصباح من يدري.
حمحم هو بينما يدخل مقتربا منها لكي يعطي لها انتباها انه أتى فعلى ما يبدو انها كانت شاردة فى شىء ما.
وعندما سمعت صوته رفعت بصرها اليه فرأى حبات الؤلؤ تتجمع عند مقلتيها فراعه ما بها وأصاب قلبه بالكمد وأحس بالۏجع من أجلها فاقترب منها وأحاطها بذراعه وقال بلهفة وحزن من أجلها
_ ميار انتي كنتي بټعيطي.
زادت ميار في البكاء أكثر فشدد خالد في احتضانها
_ في ايه مالك ايه اللي حصل بټعيطي ليه
نظرت له بقلب بائس
_ انت خاېف عليا يهمك أمري يا خالد
تنهد بهدوء وقال وهو يقف معتدلا
_ في ايه يا بنتي اتكلمي
زاد بكاؤها ولوعتها
_ رد عليا يا خالد
ابتسم لها خالد وقال
_ اكيد طبعا يهمني بقولك انتي فطرتي ولا لسه
هزت رأسها بالنفي
فقال متسائلا
_ لا ايه
ردت ببؤس وهي تتجنب النظر له وتعود لوضعها كما كانت
_ لا مليش نفس أنا تقريبا مش بفطر أصلا
سحبها من يدها وقال باستغراب من تلك المعلومة الجديدة التي يعرفها من اخته وهو الذي يظن انه ملم بكل شىء عنها
_ طب تعالى نفطر سوا يلا وحسابي مع الدادة بعدين
خاڤت على مربيتها التي تحبها وتعدها كأمها الثانية
_ لا الدادة ملهاش ذنب بتحاول معايا كل مرة والله وبتغلب معايا كتير اوي أنا بطلع روحها علشان آكل بس المرة دي مكانش عندي نفس وصممت على الرفض ومقدرتش عليا مش ذنبها يا خالد بالله عليك متعملش ليها حاجة هي شايفة شغلها كويس.
أجابها بنبرة حادة جعلها تتصنم مكانها وقال وهو يمسك معصم أخته
_حيث كدا بقا حسابي معاكي أنتي أنا مش طلبت منك تاكلي كويس ولا لا بتعصي اوامري ليه.
فتحت فمها لتحاول الدفاع عن نفسها وطالعته پخوف خوفا من عقابه ليقول هو بينما يسحبها الى الغرفة المجاورة بينما هي في قمة خۏفها وقد بلغ منها الړعب مبلغه
_تعالي معايا يا دادة... يا دادة
انتفضت ميار بين يدي خالد... لتأتي الدادة على الفور وترى ميار خائڤة و لا تستطيع التحدث والتعبير عن خۏفها
فقالت الدادة پخوف على ما قد يفعله خالد بميار
_نعم يا خالد بيه هي ميار عملت حاجة
_ازاي يا دادة توافقي على رفضها للأكل هو ده اللي انا موصيكي عليه ولما هي بترفض الأكل ليه مش بتبلغيني فورا
لتهتف الدادة دفاعا عن ميار
_لا والله بتاكل يا خالد بيه بتحايل عليها وبتاكل علشان خاطري صدقني
_طب والنهاردة
_النهاردة بس اللي مكانش ليها نفس فقلت عادي اسيبها براحتها وبعد شوية هتجوع وهتاكل زي اي حد بيجيله وقت ملوش نفس وبعد كدا بياكل عادي ميار معملتش حاجة غلط يا خالد بيه بالله عليك متزعلهاش علشان خاطري انا يا بني.
__
عندما اختفت عن ناظره تنهد براحة وجلس على كرسي السفرة وبدأ يتناول فطوره الذي وضعه العم سيد لتوه على السفرة تناول طعامه بهدوء واستمتاع شديد... ليلحق به مهند ذلك الذي ارتاح أيضا لتخلصه من شوق وتطاولها عليه وبدأ يتناول فطوره هو أيضا وكأن شيئا لم يكن
ليتحدث عساف دون أن ينظر خلفه
_أمير تعالى افطر
تحدث أمير الذي كان يقف محله منزعجا فلا رغبة لديه في تناول الطعام بعدما طردت شوق بهذه الطريقة لذا قال بضيق
_لا مليش نفس انا خارج
ليهتف مهند بينما يلقي بقطعة الزيتون في الهواء لتسقط في فمه
_براحتك يا أمير الأمرا
قالها واتبعها بضحكة ساخرة وشاركه فيها عساف
ليهتف مهند
_اخدت بالك انت.. اخوك بقى اسمه أمير الأمرا.
تحدث عساف بانزعاج
_مهند بقولك ايه بلاش تجيبلي سيرتها انا بيجيلي انزعاج لما بسمع اسمها بس.
_حقك يا برنس.
أسماء عبد الهادي
__
عند شوق بالخارج
عندما أغلق مهند الباب في وجهها ظلت مكانها لحظة تحاول استيعاب ما فعله مهند اخيها للتو وما الذي ستؤول اليه الأحداث فقالت بنواح
_يا وقعة سودا يا ميلة بختك يا شوق غريب بيه هيطين عيشتك ديه هيخليها سواد طردوكي وانتي مكملتش يومين ولا نفذتيش المطلوب منك يالهوتااي يا خړابي طب وبعدين اتصرف مع المقاطيع دولن ازاي
ظلت تجوب المكان ذهابا وايابا وقالت
_طب ورب الكعبة ما اني ماشية من اهنه ولما نشوف يانا يا انتم يا مقاطيع يا اولاد غريب بس معادا امير الأمرا ديه حبيبي ومظلوم اهنه امعاهم اه واللهالواد ديه طيب وفيه حاچة لله اه وربنا
جلست على إحدى الطاولات في الحديقة تغلي من الغيظ نوى العم سيد أن يتوجه إليها ليودعها ويطيب خاطرها قبل أن ترحل لكنه وجد أمير يقترب منها بقي مكانه إلى أن يرحل أمير.
جلس امير جوارها على الكرسي وقال بحزن
_شوق
فرحت شوق بكونه تبعها إلا هنا اذا انه يهتم بأمرها
فقالت بمرح
_امير الامرا بذات نفسيه جايلي ديه ايه الهنا ديه
_هتعملي ايه ياشوق
_ولا حاچة يا أمير متخافشأني مش همشي من إهنه
_بحد!! .. انا كنت زعلت علشان قطع عيشك اوي
_يسلملي قلبك الطيب يا غالي بقولك ايه كلملي إكده غريب بيه
وقالت بصوت خفيض حتى لا يسمعه أمير
_ولو ان عارفة اني هاخد دش تهزيق بس أعمل ايه مقداميش حل تاني.
_عايزة تكلمي بابا ليه
_هو اللي مشغلني إهنه كلمه بس إكده يا أمير
_ماشي
أمسك أمير الهاتف وطلب والده وفعل مكبر الصوت كي تستطيع شوق التحدث معه
وعندما رد غريب أتاهم صوته وهو يقول
_أهلا يا أمير
يا حبيبي عامل ايه
_الحمد لله يا