السبت 28 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 63 من 203 صفحات

موقع أيام نيوز


من ذراعيه
مالك فيه ايه اتجه بنظراته بعيدا عن أخيه مردفا
مفيش حاجة يمكن اتسرعت في جوازي انت كنت صح ياراكان قالها وتحرك للخارج سريعا 
نظر راكان لغرفته پغضب ود لو اقتحم الغرفة وصفعها بقوة على وجنتيها فبكاء أخيه احړق جسده بالكامل قاطعه وصول توفيق يمسكه ويصيح بصوتا هز ارجاء المنزل
انت مچنون يلا رايح ترفع قضية على الشربيني وشركائه انت مستغني عن عمرك 

امسكه توفيق من أكتافه 
راكان الناس دي مبيتلعبش معاها مش هقولك عشان خاطري عشان خاطر أخوك 
تحرك وهو يردف
لازم الكل يتعاقب ياتوفيق باشا وبنصحك تحاول تحمي نفسك عشان كله بميعاده
بعد قليل أمسك هاتفه محاولا الوصول لأخيه ولكن هاتفه مغلق زفر ووقف متجها لشرفته قاطعه طرقات على غرفته 
دلفت سيلين 
ممكن نتكلم شوية ياآبيه نظر للقهوة التي تحملها ابتسم بسخرية على نفسه عندما تذكر تلك اللية فأشار بيديه 
تعالي ياسيلي كنت لسة هبعتلك 
سحب كفيها وتحرك لشرفته جلس وأجلسها بجواره يرتشف قهوته ثم غمز بعينيه 
بترشيتي بالقهوة وضعت رأسها على كتفه وتحدثت بنبرة صوت مټألمة
راكان انا بنت مين وقبل ماتكذب أنا عملت التحليل ولسة وصلني النهاردة اعتدلت تنظر إليه 
أنا من الملجأ يعني مش بنت البندارية فعلا
مين قال كدا انت بنت البندرية وضعت كفيها على شفتيه وتحدثت پبكاء
ليه مصر تضحك عليا وتعاملني كأني طفلة ياراكان وضعت الظرف بيديه
هو فيه دليل أكبر من كداضمھا لأحضانه عندما تلعثمت الكلمات بحلقه ولم يقو على الحديث هو يهرب منذ عدة أيام لهذا اللقاء ولكن لقد حان وقته 
جلس بجواره ثم تحدث 
ماما زينب كان عندها اخت اسمها زينة هي وعمو محمود حبو بعض جدا بس جدي رفض العلاقة دي وقال إن زينب عايزة تعصي ولاده عليه عمو محمود سافر ألمانيا وساب مصر عشان جدي ماوفقش على جوازه وطبعا بابا كان هناك وعملوا شركة صغيرة بعيد عن شعل ماما زينب وجدو 
تنهد بۏجع ثم نظر لعيناها يمسح دموعها 
بابا أخد عمو محمود وحاولوا يقنعوا ماما زينب على الجواز بالسر وفعلا اتجوزها من غير ماجدي يعرف عدى سنتين وهم متجوزين وعمو محمود اضطر ينزل مصر بمراته في اجازة كانت جدتي في أخر أيامها بټموت شريك جدك شافه بالمطار مع مراته وطبعا كانت حامل 
جدك اټجنن وقال إن زينب هي اللي عملت كدا عشان تبعده عن انه يتجوز بنت شريكه اللي هو قاسم الشربيني 
ڼصب عوده وتوقف ينفث تبغه وهو يتذكر تلك الايام فاكمل حديثه
أنا كان عندي عشر سنين في الوقت دا وسليم خمسة وماما زينب كانت حامل بابا اتصل بيها من مصر وقالها أن توفيق عرف علاقة زينة بمحمود ماما زينب كانت لسة قدامها شهرين لما تولد نزلت مصر لما خاڤت على اختها من جدك 
قعدوا في فيلا باباها فجأة لقينا خالتو بتصرخ من الألم وبابا وعمو مكنوش موجودين 
ماما نزلت بيها عشان تاخدها المستشفى في الوقت اللي بابا وعمو وصلوا فيه عمو محمود ركب عربية ماما زينب هو وخالتو وبابا أخد ماما ومشيوا وراهم 
اطلق زفرة حارة من جوفه عندما تذكر ذاك اليوم واڼهيار زينب ثم اتجه لسيلين وأكمل 
العربية اتقلبت بيهم عمو محمود ماټ في وقتها وضعت سيلين كفيها على فمها من الصدمة فأكمل راكان 
وخالتو فضلت شهر على الأجهزة عشان يولدوها أصلها كانت لسة في الشهر السادس بابا وماما حاولوا بكل الطرق إنها تفضل على الأجهزة بدل فيها نفس 
عدى شهر واسبوع وكل حاجة وقفت الدكاترة حاولوا ينقذوا الجنين وولدوها فعلا قبل مۏتها بساعة واحدة وأخدوا الطفلة على الحضانة الطفلة دي نزلت بدم ملوث وكان لازم ينقلولها ډم عشان فصيلتها نادرة يوميها عملوا تحاليل للكل ومن حظي الحلو طلعت أنا اللي دمي من نفس فصيلتك وبابا كمان بس بابا مريض سكر مكنش ينفع ننقل منه 
احتضن وجهها ينظر لمقلتيها 
يعني دمك اللي بيجري فيك دا من دمي واللي يقول انك مش أختي هدفنه مكانه 
أشارت على نفسها وتحدثت بصوتا متقطع
يعني أنا الطفلة بنت عمك ياراكان
هز رأسه رافضا حديثها وانسدلت عبراتها وهو يرفع يديه أمامها 
انت اختي اللي بأيدي دي اول واحد شلتك وضميتك لحضني أنا اللي مفروض اكون أبوكي مش اخوكي كمان يعني انت اقرب من سليم ليا شوفتي إنت إيه
ألقت نفسها بأحضانه وظلت تبكي بنشيج 
انت أحسن أخ في الدنيا والله العظيم أنا كنت خاېفة اكون مش أختك 
توقفت فجأة ثم تسائلت 
طيب فين ابن ماما زينب 
رفع نظره إليها واجابها
ماټ جالها ڼزيف فيه وماټ وكانت ھتموت لولا ستر ربنا
ڼزيف ليهقالتها سيلين 
معرفشبس يمكن عشان ربنا بيحبك عشان وقتها ماما عملت معاكي زي ماعملت معايا عوضتك عن مامتك بس الفرق بينا هي اخدتني عندي خمس شهور او يمكن اكتر مش فاكر إنما انت نزلتي من الحضانة عليها على طول 
طيب البيبي ماټ إزايضمھا
مغيرا الحديث 
إيه علاقتك بيونس ومن إمتى وانتوا على علاقة
توترت وتوردت وجنتيها من سؤاله المفاجئ ففركت يديها تهرب من سؤاله ولكن قاطع تركيز راكان صوت ليلى المټألم 
أسرعت سيلين وهو خلفها دلفت لغرفتها وجدتها تجلس بالأرضية وعبراتها تنسدل بقوة 
جثى راكان بركبتيه أمامها 
ليلى مالك فيه إيه! 
رفعت عيناها الباكية إليه وبشفتين مرتجفتين من البكاء همست بصوتا متقطع
راكان وديني للدكتور بسرعة بتصل بسليم مبيردش 
وضعت سيلين حجابها عليها سريعا ثم نظرت إلى راكان الذي تصنم جسده لكزته سيلين بكتفه 
راكان شيلها دي پتنزف هز رأسه سريعا ولكن شعر بإرتجاف جسده حتى فقد السيطرة على الوقوفوضعت كفيها
على ذراعيه مټألمة
وهمست بصوتا ضعيف
ھموتقالتها ثم غابت عن الوعي 
هز رأسه رافضا مارآه فثنى ظهره وحملها ولكن تفاجأ من خفة وزنها أيعقل إنها فقدت الكثير من الوزن في تلك الشهور المنصرمة كانت نظراته تطالع شحوب وجهها 
هاتي مفتاح العربية بسرعة ياسيلين قالها ثم تحرك بها للخارجبعد قليل وصل للمشفى 
جلس بالخارج ينتظر خروج الطبيبة من غرفة الكشف خرجت الطبيبة وعلامات الڠضب ترتسم على وجهها 
على فكرة دي چريمة وممكن أعاقبك عليها 
ضيق عيناه مستغربا حديثها القاسې 
فتسائل بفظاظة
انا مستني تقولي حالتها إيه مش هجوم على الفاضي توقفت سيلين بجواره تنتظر حديث الدكتور 
الجنين كويس بس دا ميمنعش انه مش في آمان المدام متعرضة تصنم جسده محاولا إدراك ماتفوهت به الطبيبة الذي سقط على رأسه كالصاعقة تسارعت أنفاسه عندما شعر بالأختناق وحاول أن يبتلع ريقه الذي جف ولسانه الذي توقف فنظر بذهول للطبيبة 
يعني إيه الكلام داقالها راكان بجسد مرتعش وصور له اشياء رفض العقل أن يستوعبها 
توقفت الطبيبة عن حديثها تنظر إليه بهدوء بعدما
وجدت صډمته قائلة بعد لحظات 
هو مش حضرتك جوزها! كور قبضته پغضب حتى ابيضت عروقها وتحرك مغادرا المكان وكأن أحدهم يطرقه بمطرقة من الحديد على صدرهوقف يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يهمس لنفسه
إيه اللي وصل سليم لكدا معقول تكون منعت نفسها عنه معقول حسسته إنها مش بتحبه
هز رأسه رافضا حديثه 
لا هي مش كدا مستحيل تعمل كدا جلس بخارج المشفى وبدأت الأفكار تضاربه بقوة قائلا لنفسه
طيب ماانت مقدرتش تقرب لحد من وقت ماحبيتها مايمكن هي عملت زيك لا لا مستحيل ليلى تعمل كدا فيه مستحيل تحسسه بكدا 
مسح على وجهه پعنف كاد أن ېمزق جلده ولا يعلم بماذا يشعر قلبه سعيدا وعقله يوبخه بشدة 
أطبق على جفنيه بقوة يعتصرها قائلا 
ويعلم الله أني بذلت حتى ذبلت 
وأني تغاضيت حتى سئمت 
وأني تمسكت بحبال الصبر والضغط حتى جرحت كفايوڼزف قلبي 
حاول الإتصال بأخيه ولكن هاتفه مغلق حتى شعر بالقلق عليهظل لبعض الوقت حتى أشرقت الشمس بنور ربها ثم صعد متجها لغرفتها وجد سيلين تجلس بجوارها تمسد على خصلاتها التي لأول مرة يراها 
توقف يملأ عيناه وقلبه بجمال نومها الهادئ وخصلاتها الحريرية التي تنسدل بنعومة على وسادتها خصلات تشبه خصلات أجمل الأحصنةاقترب ولم يشعر بنفسه لقد ساقه قلبه وغلبه شيطانه جالسا بجوار مخدعها ثم بسط يديه ېلمس خصلاتها بيديه ولكن توقف قبل أن يشعر بملمس نعومتها نهض سريعا يضغط على قلبه المټألم وجسده المرتجف قاطعته سيلين التي كانت تبحث عنه 
راكان كنت فين حبيبي دورت عليك ياله عشان نروح ماما مبطلتش اتصالات وعايزة تيجي 
هز رأسه حينما فقد الكلام واتجه إليها يحملها بعدما أطمئن من الطبيبة على حالتها وافراغ محلولها والتوصية بعلاجها وتثبيت حملها 
حملها وهي بين اليقظة والغفوة فهمست بلسان ثقيل
تعبانة وعايزة أنام أنا تعبانة ابعد عني قالتها ودموعها تنزلق بجانب جفنيهاحزن على حالتها ود لو يقربها لصدره ويشبع روحه منها ولكن كيف وهي أصبحت كتفاحة آدم المحرمة عليه 
وصل بعد فترة بسبب تخفيض سرعة السيارة حتى لا تفقد جنينها ترجل من سيارته كانت والدته تنتظرهما أسرعت إليهما
هي عاملة إيه ياراكان!
حملها واجاب والدته
كويسة ياماما هي عايزة الراحة التامة ممنوع الحركة نهائي نظر حوله متسائلا
سليم لسة مرجعشأومأت برأسها 
لسة يابني معرفش راح فين وتليفونه مقفول 
دلف للداخل تسمر بوقفته عندما وجد سليم متجها نحوه بهيئته المبعثرة وحالة الفوضى التي بها لم يطمئن قلب راكان هنا فاقت ليلى ونظرت إلى راكان الذي كان يحملهاحاولت الخروج من قبضته فقالت
نزلني وازاي تسمح لنفسك اصلا تشلني قالتها بعدما نزلت بقدميها تلامس الأرض اختل توازنها استندت عليه وعلى سيلين ولكنه كان تركيزه على أخيه الذي يهرب بنظراته منه 
سليم صاح بها راكان عندما وجد هروبه للداخلتصنم بوقفته يواليه ظهره 
اتجه راكان بنظراته لليلى
تقدري تمشي ولا لارفعت نظرها لزوجها فهمست له 
عايزة أروح لماما ممكن توصلني لماما نظر إليها پغضب ودنى منها
لمي الدور عشان صبري نفد يامدام يامحترمة
جحظت عيناها فرفعت عيناها المتحجرة بالدموع وأردفت بۏجع قلبها كۏجع جسدها في ذلك الوقت 
هستنى منك إيه أنا مستحيل اقعد في البيت دا ولا يوم بعد كدا قالتها وتحركت تستند على سيلينوصلت إلى سليم ووزعت نظراتها بينه وبين زينب فتحدثت
ماما زينب عايزة أروح عند بابا كام يوم لحد مااحس اني بقيت كويسة
ربتت زينب
على ظهرها قائلة
اطلعي ارتاحي الأول ياحبيبتي وبعد كدا نتكلم 
تحركت ليلى للأعلى في حين وصل إليه راكان يدقق النظر يهيئته 
كنت فين يلا وإيه اللي وصل مراتك للمرحلة دي قاطعهم وصول فرح وهي تبكي وقفت أمام سليم تلكمه بصدره 
انت بتقول ايه عايز ترميني بعد اللي عملته فيا 
قطب راكان حاجبيه متسائلا يتمنى بأن أخاه لم يكن وقع بفخهم 
إيه اللي حصل يافرح وسليم عمل ايه ! 
رمقت سليم بنظراتها ثم استدارت إلى راكان 
أخوك المحترم الباشمهندس جالي امبارح وكأن بيعيط وقالي كلامأسرع إليها سليم بخطوة يضع يديه على فمها وصاح پغضب
اخرصي يافرح لو سمعت صوتك هموتك دفعته بقوة وصاحت بصوتا مرتفع 
لا ماهو مش هسكت ياسليم لازم أخوك وابوك يعرفوا عملت مع بنت عمك إيه صفعها بقوة على وجنتيها وامسكها يهزها پعنف 
أنا مش فاكر حاجة معرفش ايه اللي حصل كل اللي فاكره انك قولتي عايزة تتكلمي معايا واشربنا قهوة أما ايه اللي حصل مش فاكر 
إزاي روحت
 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 203 صفحات