حصري شُح قلب الجزء الثاني والأخير بقلم منى أحمد حافظ

وبخلت عليا بمشاعرك أنت مش بس حرمتني من أمومتي لأ أنت حرمتني من أني أكون حتى واحدة ست خلتني أكره أبص لنفسي فالمراية وأفتكر أن العيب فيا غير أني كنت كل ما بشوف نفسي وبفتكر غلطتي فحق نفسي وبشوف قد أيه عجزت وكبرت على أيدك تعرف يا عادل أنت المعروف الوحيد اللي أنا طلباه منك هو أنك تطلقني وحلال عليك الفلوس اللي أخدتها مني بدون وجه حق طلقني وأنا هسيب لك دهبك بس اعتقني لوجه الله وسبني أعيش لنفسي ولو ليوم قبل ما تقضي عليا ببخلك وشح قلبك.
توسلته بنظراتها پانكسار أن يلبي طلبها فأشاح بوجهه عنها وأردف..
.. أنا مقدرش أطلقك يا بتول صدقيني أنا بحبك ومقدرش أبعد عنك ولو ليوم.
اڼهارت بتول باكية أمامه وهتفت بقلب مكلوم..
.. أنت مش بتحبني يا عادل أنت خاېف تطلقني لتروح منك الفلوس اللي بقبضها كل شهر فتضطر ترجع تصرف من مرتبك اللي بتحوله على البنك أنت أساسا عمرك ما حبتني أنت بس لاقيت فيا الصفات اللي أنت بتدور عليها واحدة ملهاش أب يقف لك ويحاسبك ووالدتها ست طيبة كانت بتعتبرك زي ابنها والأهم أن ليها دخل ثابت وفلوس محوشاها يعني مش هتبص لفلوسك ولا تقولك هات عرفت بقى أنت بتحب فيا أيه فبلاش تكذب عليا أكتر من كدا وتقول أنك بتحبني علشان أنت مبتعرفش تحب إلا نفسك وبس..
أخبرها وهو يبتعد عنها متجها إلى غرفته..
.. وماله يا ستي أنا بحب نفسي وبس وآه أختياري ليك كان أساسه أن ليك دخل ومش هتوجعي دماغي كل شوية وتقولي جيب وهات وكنت بتتصرفي وبتعرفي تجيبي فلوس لما تأزم ففاتورة ولا مصاريف ناقصة عموما أنا قلت اللي عندي طلاق أنا مبطلقش فاستهدي بالله وبلاش تخربي بيتك على نفسك وعيشي زي باقي الستات ما عايشة وساكتة. 
5 _ لكل شيء نهاية.
ألمها أعترافه الساخر بعيوبه وتابعته بتول وهو يختفي بداخل غرفته واتجهت إلى غرفتها بخطى ثقيلة تشعر وكأنها تدنيها من حتفها أكثر فأكثر وما أن أغلقت باب غرفتها عليها حتى استسلمت للبكاء كعادتها لتدوي بأذنها كلمات إحدى زميلاتها وهي تتحدث إلى أخرى..
.. يا بنتي قلت لك مينفعش تتكلمي عن أسرار بيتك مع اللي حواليك أنت كده هتتشتتي ما بين رأى ده وده وصدقيني مش هتوصلي لحل ولو وصلتي هيبقى فيه حاجة ناقصة أو غلط بصي أنا هنصحك علشان أنا معتبراك زي أختي الصغيرة أول حاجة عودي نفسك أن أي حاجة فبيتك لازم تفضل جواه مهما كانت المشاكل مستحيلة وأياك تفضحي عيوبك أو عيوب زوجك لحد علشان الناس بتنسى كل حاجة إلا العيوب بيفضلوا يغنوا ويتحاكوا فيها أنا عارفة أنك أتحملتي أهانة كتير من زوجك بس زي ما أتحملتي عليك أنك تحاولي تصلحي وأول طريق الأصلاح أنك تتكلمي معاه بصراحة ومن غير ما تغلطي فيه أو تقللي منه قصاد نفسه وضحي له اللي أنت عيزاه ومحتجاله خلي كلامك معاه باللين والحسنى وشوفي ردة فعله هتبقى أيه لو أستجاب لك وحسيتي أنه بيتغير يبقى أنت كدا مخسرتيش حاجة بالعكس هتبقي أنقذتي بيتك وحياتك وحياة ولادك ولو فضل على حاله ورفض أنه يغير من اسلوبه وفضل يهين فيك قصاد الصغير والكبير ويضربك يبقى وقتها تعملي زي الشيخ ما قال تروحي على دار الأفتاء وتسألي حد مختص وتشوفي رأي الدين فحالتك هيبقى أيه هو دا الصح اللي مفروض تعمليه وأوعي تسمعي للي يقولك أطلقي وطلعي عينه علشان أنت بينك وبينه ولاد ولازم العلاقة حتى بعد الأنفصال يكون فيها أحترام ونصيحة مني أوعي وكلام النت والحاجات اللي الستات بتعملها صدقيني أغلب الكلام اللي على النت بيبقى كلام ناس مش عارفة تغير حياتها وممكن اللي بيقولوه يبوظ لك حياتك أكتر ويوقعك فمشاكل أكبر ودلوقتي روحي أغسلي وشك وأتوضي وأسألي ربنا يصلح الحال ويهدي لك زوجك ونفسك.
لم تستطع بتول اغماض عينيها فاتجهت إلى مرحاضها وتوضأت ووقفت تصلي وتدعو الله أن يلهمها الحل لما هي فيه ولم تدر كيف غفت ليوقظها صوت آذان الفجر فتركت فراشها وعزمت على أداء فرضها واللجوء إلى دار الأفتاء لتسأل أهل العلم والدين فيما تعانيه