كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثاني.
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثاني.
الفصل الرابع .. مفاجأة.
جذبت أمل مذكراتها بأصابع مرتعشة وأخذت تكتب بعمق صفحاتها تقول
.. لم أعد أنا يا مذكرتي لم أعد أعرف من أنا حقا منذ تلك الليلة حتى النوم أصبح يجافيني أتعلمين أني لا أصدق أن أسبوعا مر حقا لقد دفنت نفسي في دوامة الدراسة وحرصت على عدم إهدار أي لحظة من وقتي ولكني الأن أشعر بإهمالي لكل من حولي لم أعد أجالس خالتي نعمة هربا من عيناها التي دوما تحاصرني تريد أن تسبر أغوار نفسي ولكنها تخشى سؤالي لرؤيتها ابتسامتي الباهتة وفراري بعيدا عن طريقها وابتعادي التام عن ضحي وإيمان وكلما إلتقيت بهم صدفة اتحجج بكم المذاكرة والأبحاث وأن الأختبارات أقربت.
.. لقد أصبحت أخاف نظرات إيمان التي باتت تقتلني فأنا أراها تتهمني وتخبرني بأنها تعلم سر خطيئتي وبل وأقرأ احيانا في عيناها كلمات حبيسة بداخلها كأعتراف تخفيه عني.
إنهمرت دموع أمل حين تذكرت خالد فكتبت
.. أعلم أن خالد لم يعد يحترمني فهو ومنذ تلك الليلة وهو يتحاشاني لقد توقف عن التحدث معي ولم يعد حتى يسئل عني فبت أشعر بقسۏة ذنبي أتعلمين إني كدت أموت أول أمس فقد اصطدمت به أثناء هبوطة درجات السلم وحين تلامسنا أحسست بتوقف الزمن بيننا وهاجمني توق رهيب ليضمني إليه ولكنه ابتعد عني سريعا فاحسست بإهانته لقلبي و.
.. اسفة يا خالتو معلش رجعت تعبانة من الكلية ورايا كم مذاكرة يهد الحيل و.
قاطعتها نعمة بقلق وقالت
.. بس بس أنا مش هسكت علي كدا إنت بټنتحري كلية إيه اللي تعمل فيكي كل دا هو إنتي مش شايفة نفسك لا أكل ولا نوم دا إنت دبلتي يا أمل والحال دا معدش يتسكت عليه بصي أنا هقول لخالد هو الوحيد اللي هيعرف ي.
.. لأ يا خالتو وحياتي بلاش خالد والله أنا كويسة وصدقيني هي بس الكلية اللي عاملة فيا كل دا وعموما خلاص الامتحانات باقي عليها أقل من شهر وإنتي عارفة إني مش عاوزة أنجح وبس لأ أنا نفسي ابقى الأولى عارفة أنا فالاجازة هتلاقيني بقيت غير كدا.
ربتت نعمة باصبعها فوق ذقنها وضيقت عيناها وهي تنظر بتمعن نحو أمل التي ظهر اضطرابها جليا فوق ملامحها فقالت بصوت يحمل القليل من الريبة
انتفض قلب أمل وأحست بانه قد سقط بين ضلوعها لتتنفس بقوة ألمتها فشهد علو صدرها وهبوطه السريع علي صراعها من أجل الهواء لتقترب منها نعمة وتغمرها بحنان فأنهارت أمل وبكت بشدة شعرت نعمة بالندم لأنها ضغطت بقوة على أمل غادرت ضحي فرقتها حين وصل صوت نحيب شقيقتها إليها فأنتابها القلق فسئلت خالتها پخوف
هزت نعمة رأسها بالنفي وقالت
.. علمي علمك يا بنتي أنا كنت بسئلها هي عاملة كدا ليه فنفسها أقولك أنزلي نادي على خالد هو اللي هيعرف يفهم أمل مالها.
ازداد نحيب أمل وتزامن مع شعورها بالإنقباض فكادت تفقد وعيها خوفا ليأتي صوت ضحي إليها كصدا بعيد عنها تقول
انتفضوا جميعا حين صدح صوت الهاتف فجأة فأتجهت ضحى صوبه وأجابت سريعا وألتفتت وهي تبتسم لخالتها وقالت
.. دي ماما يا خالتو.
حاولت امل استجماع شتات نفسها واستندت إلى خالتها ووقفت تستمع إلى ترحيب شقيقتها بوالدتها لتنتبه لصوتها يقول
.. بابا عاوزك يا أمل.
احست أمل برجفة تجتاح اوصالها فأبتعدت عن خالتها وهي تزدرد لعابها پخوف وأتجهت إلى المقعد القريب من الهاتف ومدت يدها المرتعشة وأخذت سماعة الهاتف وهمست بصوت مضطرب
.. ألو إزيك يا بابا حضرتك وحشتني و.
إبتلعت أمل كلماتها حين قاطعها صوت والدها بقوله
.. لو كنت وحشتك كنتي اتصلتي بينا يا أمل عموما علشان تبقي عارفة إن أنا وولدتك زعلنين منك لإن دي أول مرة تهملينا كدا ومتسئليش علينا واللي يشوف تصرفاتك يقول إنك ما صدقتي تبقي بحريتك بعيد عننا.
شهقت پذعر وأسرعت تنفي كلماته بصوت متلعثم وقالت
.. أبدا والله يا بابا دا دا بس الكلية صدقني أنا أنا معملتش حاجة و.
قاطعها صوت ابيها يقول
.. الكلية بردوا يا أمل عموما إحنا كلها كام ساعة وهنكون عندك علشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه معاكي و.
إلى هنا كانت قد وصلت أعصاب أمل إلى حافة ذعرها وتملك منها خۏفها فرفعت يدها وضغطت فوق صدرها بعدما عصر