السبت 28 ديسمبر 2024

كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثاني.

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الألم قلبها عصرا وأرتجفت يدها الممسكة بسماعة الهاتف فشعرت ضحي بقلق شديد فمدت يدها وألتقطت سماعة الهاتف منها وسئلت والدها عما قاله لها وأوضحت له تعب أمل ليخبرها والدها ببعض الكلمات التي جعلت الفرحة ترتسم فوق محيا ضحى وهي تحدق بسعادة بوجه شقيقتها فأخذت تقفز وتصيح
.. بجد يا بابا طب ليه مبلغتهاش لا خلاص ماشي أنا هفهمها واطمنك عليها حاضر يا بابا سلام يا حبيبي اشوفك علي خير. 
اغلقت ضحي الهاتف وجذبت شقيقتها بسعادة وأخذت تقبلها وهي تضمها بفرحة وتدور بها وسط دهشة نعمة وأمل سويا ضاحكة فسئلتها أمل بحيرة وقالت
.. ضحى هو في إيه أنا مش فاهمة حاجة هو بابا قالك ايه بالظبط علشان تتنططي كدا.
صاحت نعمة هي الأخرى تسئل بفضول وتقول
.. يا ضحى أهدي وفهمينا أبوكي قالك إيه.
توقفت ضحى عن الدوران والقفز وأبتعدت خطوة عن شقيقتها وصاحت
.. خالد سافر لبابا وأتفق معاه إنه يكتب كتابه على أمل النهاردة وبابا وافق وكلها مسافة السكة ويكونوا هنا. 
لم يتحمل قلب أمل الخبر لتسقط أرضا وسط ذهول خالتها التي صړخت باسمها لتسرع ضحي إلى غرفتها وتأتي بزجاجة عطرها تفيق شقيقتها التي اذهب الفرح بوعيها. 
جلس خالد بجوار محمد والد أمل داخل السيارة التي تقلهما إلى القاهرة ولم يكن بحال أفضل من حال أمل ففعلته جعلت النوم يجافيه أياما ليتخذ قراره بمحاولته إقناع والد أمل بتعجيل عقد قرانهما كي يرد لأمل ثقتها به وبنفسها خاصة بعدما لاحظ هروبها وانعزالها عنه وعن الجميع ولاحظ مدي الألم المرتسم علي وجهها وهو الأمر الذي جعله يسافر دون أن يطلع احدا واخفي الأمر خاصة عن إيمان التي حاولت وبشدة معرفة ماذا حدث بينه وبين امل فى تلك الليلة ولكنه تعامل معها بقسۏة شديدة زادت من احساسه بالندم عليها هي الأخرى ليشعر وكأنه وقع فى چحيم صمم خصيصا من أجله تمنى لو يستيقظ منه. 
كان صراع خالد مع والد أمل شديد ليقنعه بنهاية الأمر فلم يترك مطروح إلا بعدما أتفق معه ورتب كل شىء حتى موعد زفافهما الذي نجح في قنص ميعاد وحدده ليكون بعد انتهاء دراستهم لهذا العام ليسرع بالعودة برفقته إلى القاهرة فهو يريد أن يطمئنها وينزع من داخلها شعورها بالذنب ويبدد عنها شبح الحزن الذي سكن ملامحها وطفى بهجتها.
بعدما اطمئنت نعمة وضحى بأمل أصبحت بخير تسائلت نعمة عن مكان إيمان فقالت
.. هي البت دي بتختفي فين أنا مش عارفة بتروح فين ولا بتعمل ايه دي بقت زي ما تكون ساكنة فبنسيون. 
أصابت كلمات نعمة ضحي بالصدمة فحديثها الغريب عن إيمان أجفلها تماما فلم لخالتها فقالت
.. إيه بس يا خالتو الكلام دا وبعدين ما إيمان هي كمان زينا مطحونة مذاكرة دا أنا حتي لاحظت التعب عليها زيها زي أمل وهي كمان خست وعينيها حلقت بالسواد.
زفرت ضحى بمحاولة منها لتخفيف غرابة الموقف فقالت بمزاح
.. طيب تعرفي إني بقيت أسئل نفسي إن البنات الفرافير دي هتتحمل للآخر ازاي.
أجابتها نعمة بحرج بعدما تقبلت مزاح إبنه شقيقتها وقالت
.. على فكرة يا ضحى أنا مش قصدي حاجة بس يعني أنا بلاحظ إنها على طول قاعدة تحت وبقت بتختفي فجأة زي اليومين اللي فاتو دول وبتظهر فجأة وبعدين دي مهما كانت أمانة عندي وأنا مش حبه ابقى مقصرة أو حتى يكون شكلي وحش وإحس إن في حد بيعمل حاجة من ورايا طب تصدقي والله إن أنا قلبي اتقطع عليها لما لقيتها طالعة من الحمام من كام يوم بټعيط كأن حد ماټ لها ولما شافتني جريت علي جوا مړعوبه مني والله يا ضحى أنا كنت هروح اتكلم معاها بس خۏفت تعتبرني دقة قديمة وعاوزة أتدخل فحياتها أقولك قربي منها إنتي يا ضحي وأتكلمي معاها وشوفي مالها ومتسبيهاش أصل يا بنتي كلنا هنا ولايا وطالبين من ربنا الستر.
ربتت نعمة فوق وجنتي ضحى وقالت
.. أنا هسيبك وأقوم اعملكوا أكله حلوة وإنت اتصلي هاتي الواد خطيبك تلاقي بطنه نشفت من طبيخه علي ما الجماعة ما يوصلوا. 
إرتسمت إبتسامة باهتة فوق شفتي ضحى لإنشغال عقلها بالتفكير في تلك الكلمات الأخيرة التي قالتها خالتها ليخبرها عقلها بألا تنكر أنها هي أيضا أرتبات في تصرفات إيمان الأخيرة وبكاؤها الخفي فزفرت بقلق وحدقت بساعة يدها وهي تفكر بمكانها وتأخرها خارج المنزل إلى الأن فأسرعت إلى هاتفها وهاتفتها لتخبرها إيمان بصوت جاف بأنها ستبيت لدى إحدى صديقاتها وستعود في الصباح لتحدق ضحى بهاتفها بدهشة بعدما أنهت إيمان الأتصال فجأة دون أي تعقيب أخر.
وهكذا تم عقد قران أمل وخالد في هدوء ووسط فرحة غمرت الجميع وبغياب إيمان التي لم تعلم عن الأمر شيء بعدما حرص خالد على بقائها بعيدا عنهم في تلك الليلة وما أن غادر والدي أمل رغم محاولات نعمة والفتيات ليثنوهم عن قرار العودة إلى مطروح والمبيت معهم حتى

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات