كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثاني.
انت في الصفحة 11 من 11 صفحات
للحالة اللي شوفتها فيها عايزة أعرف منك السبب اللي وصلها إنها تبقى بټموت مننا بالشكل دا عموما أنا عارفة إن مش وقته بس أنا لازم أفهم وإنت لازم تقولي على كل حاجة وأظن كلامي واضح ودلوقتي أسمعني كويس علشان تبلغ الهانم بالكلام اللي هتقوله لو حد سئلها إيه اللي حصل لأمل.
رفع خالد رأسه المنكس وحدق بضحى بدموع سجينة داخل مقلتيه وقال
أبتعدت عنه بعدما أحست بالسقم لوجودها بالقرب منه وأتجهت بروية إلى مكان والدتها وجلست إلى جوارها لتندس بين ذراعيها وتغمض عيناها.
بعد مرور قليل من الوقت فتحت غرفة الطواريء أخيرا وغادرها أحد الأطباء ليقف أمامهم وكان الحزن والأسى يرتسم فوق ملامح وجهه ولم يلبث أن أعتدل حتى حاصرته ضحى وثريا ونعمة باسألتهم وجذبه محمد بعيدا عنهم ليلتفت إليه فأشار للجميع وقال
ربت محمد على كتف الطبيب فأومأ له حمزة وأشار إلى مكتبه ليتبعه محمد بصمت فأسرع خالد خلفهم ليدركهم قبل أن يغلق حمزة الباب فحدق به بتساؤل ليجيبه محمد ويقول
سمح له حمزة بالدخول وأغلق الباب وحاول أن يرسم ابتسامة فوق وجهه يطمئنهم بها ولكنه فشل فأشار إليهما ليجلسا وقال
.. لو سمحتو ارتاحوا.
فرت دموع محمد رغما عنه وقال بصوت مكلوم
.. ارتاح وهي هتيجي منين الراحة يا دكتور وأنا مش عارف بنتي أمل مالها وليه غابت معاكم جوا كل الوقت دا دا انتم ليكم أكتر من ست ساعات يا دكتور فأرجوك أرحم شيبتي وطمني على بنتي.
.. قبل ما أقول لحضرتك حالة أمل بالظبط أنا ليا طلب عندك يعني أنا عاوزك تعرف إن كل حاجة بأمر الله وإننا حقيقي حاولنا نسعفها على قدر المستطاع لكن للأسف أمل وصلت المستشفى وهي فحالة خطېرة بسبب جلطة فالقلب ومع ضعف حالة القلب اللي عندها كان الموقف صعب جدا معاها ومعانا لإن الأدوية مأسعفتش معانا بالصورة المطلوبة فإضطرينا إننا نعمل قسطرة لقلبها علشان نقدر نسهل مرور الډم وبصراحة أنا عاتب على حضرتك يعني إزاي تسيبوا حالة القلب عند أمل توصل للحد دا من الاهمال.
.. بنتي أمل عندها جلطة وفالقلب طب إزاي يا دكتور مش معقول اللي حضرتك قولته أكيد واحدة تانية أنا بنتي عمرها ما اشتكت من قلبها فتقولي جالها جلطة ودي هتجيلها منين لا حول ولا قوة إلا بالله لطفك بينا يا رب لطفك يارب .
.. انا عارف إن الكلام اللي قولته صعب بس حقيقي يا أستاذ محمد أنا مش قادرة لحد دلوقتي أستوعب إزي بتقول إن أمل عمرها ما أشتكت من حاجة وهي مريضة قلب وواضح من تشخيص الحالة إن تاريخها المړضي من سنين يا أستاذ محمد أمل عندها إنسداد فالشريان التاجي وتضخم فعضلة القلب والتضخم دا بكل تأكيد كان بيسبب لها الإجهاد والتعب من أقل حركة وبيعمل صعوبة فالتنفس وألم فالصدر والدراع معقول كل دا محدش لاحظه عليها ولا هي أشتكت منه ولو لمرة واحدة.
هز محمد رأسه بالنفي وقال
.. صدقني يا دكتور أمل عمرها ما أشتكت يمكن علشان هي طول عمرها منطوية علي نفسها ومش من النوع اللي بيتحرك كتير علشان كدا مستغرب إن بنتي فيها كل دا دي عمرها ما اشتكت ولا بينت معقول للدرجة دي بنتي خبت علينا انها بتتعب وشالت لوحدها هم تعبها.
ترك حمزة مكتبه وألتف ليجلس أمام محمد وقال
.. عموما أنا مضطر أسف إني أمنع عنها أي زيارة لإن الكام يوم الجايين دول هما الأهم بالنسبة ليها فأدعوا لها إنهم يعدوا على خير بإذن الله علشان فعلا هما الأصعب وانا بعتذر لك مرة تانية إني مش هقدر اخلي أي حد يفضل هنا فالمستشفى أصل يعني مالوش أي لزوم خصوصا إن أمل دلوقتي دخلت العناية فحاول تهديهم و خليهم يروحوا.
غادر خالد غرفة الطبيب حمزة يغلفه تيه غريب غشى بصره فبات لا يرى أمامه ولكن صوت ضحى اخرجه من حالة اللاوعي التي أصابته بسؤلها
إياه
.. طمني يا خالد هو الدكتور قالكم ايه قولي أمل مالها.
حدق بها خالد بعيون غائمة من الدمع لا يعرف بما يجيب عليها ليسمع باب الغرفة يفتح مرة أخرى وحمزة ومحمد يقف بجانبه ليتحدث محمد ويقول
.. يلا بينا يا جماعة القعدة هنا ملهاش لزوم أمل دلوقتي في العناية ولما تخرج الدكتور حمزة ربنا يبارك له هيبلغنا يلا ومش عاوز اسمع اى اعتراض فاهمين.
تقدم محمد من زوجته ثريا ومد يده إليها ليجذبها إلى صدره ويسير برفقتها تتبعهم ضحى ونعمة بينما إيهاب تخلف ليصطحب خالد معه وفي الأخير تبعتهم إيمان لا تدري هل لها الحق بالعودة معهم أم عليها أن تبتعد.
يتبع